اللاذقية-سانا

تحت عنوان.. سورية تزدهر سورية تنتصر أقيمت في حي سنجوان باللاذقية عصر اليوم احتفالية الزهورية الثانية التي نظمها الملتقى السوري للثقافة بالتعاون مع محافظة ومجلس مدينة اللاذقية وعدد من الملتقيات والجمعيات الثقافية وفعاليات شعبية.

وتضمنت الاحتفالية معرضاً للنحت والرسم والأعمال اليدوية التراثية وفقرات أدبية وشعرية وغنائية لأدباء ولوحات الرقص الشعبي وفقرة مسرحية لفرقة الملتقى السوري للثقافة للأطفال.

وأوضحت مديرة الملتقى السوري للثقافة وديعة درويش لمراسل سانا أن الزهورية طقس تراثي يحييه أهالي اللاذقية في الخميس الأخير من شهر نيسان في كل عام حفاظاً على هذا التقليد الشعبي، لافتة إلى أن الاحتفالية تتزامن مع موعد تفتح الأزهار، لذلك كان الحرص على إقامتها في الطبيعة التي تجمع عناصر الحياة المتمثلة بالأشجار والزهور والماء.

وأشار مختار حي سنجوان محمد قاجو إلى أن إقامة هذا الطقس يعود إلى عهد قديم حسب ما تناقله الآباء عن الأجداد عندما ارتدت الملكة عشتار فستاناً مزيناً بمختلف أنواع الزهور حتى أصبحت لؤلؤة العيد، مبيناً أن أغلبية الناس يقصدون المنتزهات في هذا اليوم بالتحديد لتحية الربيع وجمع الزهور البرية وتناول المأكولات الشعبية وممارسة الغناء والرقص الشعبي.

وبيّن هاني جلبوط عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين أن مثل هذه الفعاليات تستحضر إلى الأذهان التراث السوري والفلسطيني بعاداته وتقاليده وأصالة الماضي وماتنطوي عليه اللقاءات الاجتماعية من تعزيز لأواصر الألفة والمحبة.

وأوضح مدير مهرجان صدى المحبة العراقي محمد آل عودة أن مشاركته في هذه الاحتفالية بهدف التعرف على الإرث الغني للساحل السوري، مشيراً إلى توافق يوم الزهورية مع عيد النوروز في العراق.

وأكد جابر الوزة مدير مجلة كفريا الأدبية أن التراث يجسد هويتنا وينبغي علينا الحفاظ عليه من خلال إحياء مثل هذه المناسبات الشعبية وتسليط الضوء عليها وتخليدها في القصائد والأغاني والمسرحيات التي تكرس الموروث الشعبي.

واستعرض الباحث في التراث الشعبي برهان حيدر في كلمته بعض العادات والتقاليد التراثية المرتبطة بفصل الربيع، مستذكراً عدداً من القصص والأغاني والأناشيد والزغاريد التراثية التي اعتاد أن يرددها الأهالي في هذه المناسبة، كما تطرق إلى أهمية التمسك بالتراث والهوية الثقافية في وجه العولمة التي تحاول طمس هويات الشعوب.

وفي المعرض المقام ضمن الاحتفالية، قدم النحات عدنان حسون مجموعة من أعماله الفنية على الحجر وجذوع الزيتون، فيما استعرضت ميسمة البحري منتجاتها اليدوية المستوحاة من التراث نسجتها من خيوط القطن والحرير والصوف.

علاء ابراهيم

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

النقابات بين المهننة والسياسة: متى تنتصر الكفاءات على المناكفات؟

#النقابات بين #المهننة و #السياسة: متى تنتصر #الكفاءات على #المناكفات؟
د. #بيتي_السقرات / الجامعة الأردنية

في معرض حديث جلالة الملك عبدالله الثاني، أطال الله عمره، عن النقابات المهنية والعمالية، قال:
“وحتى نصل إلى مرحلة من الوعي والرقي العمالي نحترم فيها العمل لذاته وليس لعنوانه، فلا بد أن تضاعف النقابات العمالية من جهدها بالتعاون مع نقابات أصحاب العمل لبناء علاقة تشاركية لتطوير القدرات المهنية للعمال الأردنيين ليكونوا قادرين على اغتنام الفرص التي يوفرها سوق العمل الأردني نتيجة تدفق الاستثمارات نحو بلدنا.”

تُعتبر آليات اختيار من يمثل الشعب في دواوين التشريع نصف عملية الانتقاء الصحيحة، ويكملها الانتخابات المهنية التي تُعنى بالإنسان في بيئة عمله، حيث يكون هذا المحيط أكثر صدقًا في تمثيله لهموم العمال، بعيدًا عن أجواء التشريع وتعقيداته. فالنقابات تُعنى بشكل مباشر بالشريحة العاملة، وتسعى لحماية حقوق منتسبيها، وتوفير الخدمات لهم، وحماية المهنة من جميع جوانبها، وتطوير أدوات وأساليب عملها لتواكب التطورات في مؤسسات الدولة، لا سيما في ظل التحديث السياسي والاقتصادي والإداري الذي شرعت به دولتنا، وإقرار قانون الأحزاب والانتخاب.

في انتخابات النقابات، تحدث تحالفات وتجاذبات غير متوقعة بين التيارات المختلفة، أو حتى بين تحالفات التكنوقراط. لكن الهدف الأساسي من وجود النقابات يجب أن يظل حماية أعضائها والاستفادة من خدماتها. فهي تُطلق برامج تدريبية، وتخوض معارك تشريعية بالتعاون مع النواب للخروج بقوانين تمنع التغول على حقوق أعضائها وأي فرد ينتمي إليها.

مقالات ذات صلة التحولات والصراعات الثقافية 2025/02/18

غير أن بعض النقابات القوية تتحول إلى مطمع للتيارات السياسية، مما يبعدها عن هدفها الأساسي المتمثل في خدمة المنتسبين، فتغدو ساحة للصراع السياسي بدلًا من أن تكون أداة للنهوض بالمهنة وأعضائها.

لكن الطامة الكبرى تأتي بعد انتهاء الانتخابات، حين ينقلب بعض الفائزين على وعودهم الانتخابية، ويتبنون مطالب تتناقض مع برامجهم التي قدموها للناخبين. وهذا يعكس عدم نضج القيادات المهنية، إذ لا يزال الطريق طويلًا نحو تحقيق نقابات مهنية ناضجة ومستقلة.

ما نحتاجه اليوم هو “مهننة” النقابات، أي أن تبتعد عن السياسة التي ليست من مهامها، وأن يتحلى من يتولى المسؤولية بالنزاهة، نظافة اليد واللسان، وألا ينساق وراء الشللية التي قد تفتك بأي نقابة أو تجمع مهني.

النقابات المهنية، في العالم أجمع، تمثل قوة كبرى في الدفاع عن حقوق العمال أو أصحاب المصالح الاستثمارية. لذا، علينا الوقوف في وجه تسييس النقابات، ومحاربة الفساد داخلها، ومنع تسلل غير الأكفاء إلى مواقع القيادة، لا سيما أولئك الذين ينجحون بدافع المناكفة لا الكفاءة.

متى ستتولى قيادة النقابات شخصيات وطنية صادقة، غير إقصائية، ومهنية محترفة، ترفع من شأن المنتسبين والمهنة؟ متى سنشهد قيادات تعتبر نفسها جنودًا في خدمة الوطن والمهنة ومنتسبي النقابات؟

نأمل أن يتولى شؤون النقابات المهنية أشخاص يتمتعون بحس عالٍ من المسؤولية تجاه القضايا الوطنية، وقضايا نقاباتهم، ويسعون لتقديم الأفضل للجميع بعيدًا عن الأنانية والتخندق في تحالفات ذات أطر ضيقة، وعلى رأسها النزعات المناطقية البغيضة. فالنقابات للجميع، لا شرقية ولا غربية، لا شمالية ولا جنوبية، بل وطنية شاملة، لأن هموم النقابيين وآمالهم وطموحاتهم واحدة على امتداد مساحة وطننا الغالي.

وندائي موجه للهيئات العامة: احذروا مثيري الفتن الذين لا همَّ لهم إلا مصالحهم الخاصة ومناكفاتهم الفارغة، وقيل وقال!

وطننا، كما المنطقة برمتها، يمر بمرحلة مفصلية تحتاج إلى قيادات من طراز رفيع. لم نشهد مشاركة فاعلة للنقابات في الظروف التي مرت بها المملكة خلال الفترة الماضية، بل كانت مشاركات خجولة لا تكاد تُذكر. وفي هذا الصدد، أناشد زميلاتي النقابيات، اللاتي يشكلن ما يقرب من ٦٠٪ من منتسبي النقابات، للمشاركة الفاعلة.

وهنا أتساءل: كم نحتاج من وقت لوصول سيدة إلى سدة العمل النقابي؟ فقد أثبتت المرأة الأردنية تفوقها في الحياة البرلمانية ومجالس المحافظات، فلماذا لا تكون شريكة فاعلة في قيادة النقابات أيضًا؟

أنقذوا النقابات بفرز القادة الحقيقيين! النقابات للجميع والجميع للوطن

مقالات مشابهة

  • حي الرمل باللاذقية.. حرمان وتهميش في عهد الأسد
  • "تحقيق التراث العربي" في المقهى الثقافي بأيام الشارقة التراثية
  • النقابات بين المهننة والسياسة: متى تنتصر الكفاءات على المناكفات؟
  • مدير الموارد المائية باللاذقية: 39 بالمئة نسبة التخزين الحالية للسدود
  • في أيام الشارقة التراثية خبراء يؤكدون على ضرورة التكاتف لصون وحفظ التراث
  • مشاهد من الجلسة الحوارية مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري التي جرت اليوم بمدينة إدلب
  • المكتب الإقليمي لـ«الإيسيسكو» يشارك في «أيام الشارقة التراثية»
  • "اجتماعية الشارقة" تقدم 48 برنامجاً في الأيام التراثية
  • "الإيسيسكو" تشارك في أيام الشارقة التراثية
  • المقاومة تنتصر وترامب يثير الغبار خلفه