كيف تؤثر خدمة الدين على الاقتصاد المصري والمواطنين ؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يستعد مجلس النواب المصري للتصويت على الموازنة العامة للعام المالي المقبل 2024-2025، بعد مناقشة الموازنة المقدمة من الحكومة، وذلك في الوقت الذي يُشكل فيه ارتفاع حجم الدين في مصر تحديا كبيرا لنهوض بالاقتصاد، يتطلب حلولًا جذرية، خاصة مع الأرقام الضخمة التي خصص لخدمة الديون في تلك الموازنة.
من يتحمل أعباء خدمة الدين؟
وعادةً ما تكون الحكومة المسؤولة عن سداد الديون، ويتم تمويل ذلك عن طريق الإيرادات الضريبية والاقتراض الجديد، ومع ذلك، فإن تأثير زيادة الدين وخدمته يكون على المواطنين عن طريق تقليل الإنفاق الحكومي على الخدمات العامة وزيادة الضرائب والرسوم وتقليل الدعم.
أرقام مهمة في الموازنة الجديدة
تصل المصروفات العامة إلى 3 تريليونات و870 مليار جنيه، (حوالي 80 مليار دولار)، تم تخصيص أكثر من 3.4 تريليون جنيه لأعباء خدمة الدين تعادل 62.1% من استخدامات الموازنة العام، فيما تبلغ استخدامات الموازنة العامة 5.541 تريليون جنيه.
ويمثل الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية نسبة 11.5% من استخدامات الموازنة العامة، فيما تشكل الأجور 10.4%، تليها الاستثمارات 8.9%، وشراء السلع والخدمات 3% فقط، وتقدر الفجوة التمويلية للموازنة العامة بنحو 2.84 تريليون جنيه ويبلغ العجز الكلي للموازنة العامة 7.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
في غضون ذلك قفز الدين الخارجي لمصر بنحو 3.51 مليار دولار، خلال الربع الأخير من عام 2023، ليقفز إلى 168.03 مليار دولار، بنهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مقابل 164.52 مليار دولار، في أيلول/ سبتمبر الماضي.
تداعيات التهام خدمة الدين للموازنة
يقول خبراء ومحللون اقتصاد لـ “عربي21"، إن تخصيص جزءا كبيرا من إيرادات مصر لسداد فوائد وأقساط الدين، يُقلل من الموارد المتاحة للإنفاق على الخدمات الأساسية مثل الأجور والدعم، كما يُقلل من قدرة الحكومة على الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، مما يُؤثر سلبًا على جودة حياة المواطنين.
يُساهم نقص الإنفاق على الخدمات الاجتماعية في تفاقم معدلات الفقر والبطالة، مما يُؤدي إلى تفاقم التفاوتات الاجتماعية، ويُثبط ارتفاع حجم الدين المستثمرين من ضخ أموالهم في مصر، مما يُعيق النمو الاقتصادي.
خدمة الديون تكبل الحكومة وتضغط على المواطنين
وصف الباحث الاقتصادي والمحلل المالي، أحمد قطب، تداعيات التهام خدمة الديون بأنها "سلبية للغاية ولا مفر أمام الحكومة سوى زيادة الضرائب وتخفيض الإنفاق العام وعلى تقليل جودة الخدمات ومثال على ذلك قطع الكهرباء يوميا لتوفير مليار دولار سنويا".
وبشأن تأثيرها على الموطنين، أوضح لـ "عربي21" أن المواطن هو الذي يتحمل أعباء هذه الخدمة، أرقام الميزانية لا تنعكس على المواطنين بسبب التضخم الذي أكل الأخضر واليابس وأدى إلى انخفاض قيمة العملة المحلية ونقص في العملة الأجنبية مع زيادة أسعار السلع والخدمات".
ورأى قطب أن زيادة حجم الموازنة لا يعني خدمات أكبر في الموازنة الجديدة، بسبب ارتفاع الدين الخارجي وبالتالي ارتفاع أقساط الديون. الجزء الأكبر للموازنة يذهب لخدمة أقساط الدين وفوائده وتحرص الحكومة على عدم التخلف عن سداد أي قسط تحت أي ظرف مما يشكل العبء الأكبر على الموازنة العامة".
وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن أحد أهم شروط صندوق النقد الدولي هو تخفيض الدعم الحكومي والتخارج من النشاط الاقتصادي للدولة واستبدال دورها مع القطاع الخاص والمستثمرين، كما أن توسع الحكومة في مشروعات تنموية عديدة في ذات الوقت والذي يمثل عبئا إضافيا على الموازنة انعكس بشكل سلبي على الاقتصاد بسبب عدم وجود دخل ملموس من هذه المشاريع يعادل حجم الإنفاق الضخم فيها".
خدمة الديون وتأثيرها الدراماتيكي
خدمة الديون تمثل جزءا كبيرا من موازنة مصر، بحسب الباحث في الاقتصاد السياسي، مصطفى يوسف، وتقلل خدمة الديون من قدرة الحكومة على توجيه الإنفاق لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين حيث تستهلك معظم الإنفاق العام، مما يقلل من الموارد المتاحة لتمويل البرامج الاقتصادية والاجتماعية الحكومية الأخرى.. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر خدمة الديون الكبيرة على الثقة في الاقتصاد المصري وتقلل من الاستثمارات الخاصة والأجنبية".
وعدد في حديثه لـ "عربي21" أسباب ارتفاع الدين المحلي والخارجي في مصر مؤكدا أن الاقتراض لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، مثل إنشاء الطرق والجسور، حيث تلجأ الحكومة إلى الاقتراض لتمويل العجز في الميزانية نتيجة للأزمات الاقتصادية أو التغيرات في الأسعار العالمية"، معتبرا أن "الإفراط في الاقتراض يعكس نهج الحكومة في اختيار الطريق السهل وليس إعادة التفكير في هيكلة الاقتصاد والتركيز على الإنتاج".
وحذر يوسف من "تحديات الدين وخدمته في الموازنة، يمكن أن تزيد الزيادة المستمرة في الدين من الضغوط المالية على ميزانية الحكومة، وقد يؤدي ارتفاع الدين وعجز الحكومة عن تحسين الأوضاع الاقتصادية إلى تدهور الثقة في الاقتصاد المصري، مما يزيد من تكاليف الاقتراض ويقلل من الاستثمارات والنمو الاقتصادي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري حجم الدين اقتصاد مصر اقتصاد السيسي القاهرة حجم الدين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموازنة العامة على الخدمات ملیار دولار خدمة الدین
إقرأ أيضاً:
مجلس الشورى في قطر تاريخه وصلاحياته
مجلس الشورى هيئة تشريعية قطرية تأسست عام 1972، مقرها في القصر الأبيض بطريق الريان، ومن مهامها مراقبة وتقييم العمل الحكومي والمساهمة في صياغة القوانين والسياسات العامة. في الفترة بين (1972 -1990) ترأس عبد العزيز بن خالد الغانم المعاضيد أول مجلس شورى في قطر.
تأسيس المجلستأسس مجلس الشورى في دولة قطر عام 1972، حينما أصدر أمير البلاد الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني النظام الأساسي المؤقت المعدل في 19 أبريل/نيسان من العام ذاته، لتنظيم هياكل ومؤسسات الدولة الحديثة.
وقد نص الفصل الرابع من النظام الأساسي لعام 1972 في مادته الثانية على عدد أعضاء مجلس الشورى، إذ يتألف من خمسة وثلاثين عضوا، وقد عدل العدد لاحقا ليصبح ما لا يقل عن 45 عضوا، يكونون من أهل العلم أو الرأي أو من ذوي الكفاءة والخبرة، ويصدر بتعيينهم قرار أميري.
رؤساء المجلس عبد العزيز بن خالد الغانم المعاضيد في الفترة (1972-1990). علي بن خليفة الهتمي في الفترة (1990- 1995). محمد بن مبارك الخليفي في الفترة (2015-2017). أحمد بن عبد الله بن زيد آل في الفترة (2017-2021). حسن بن عبد الله الغانم تولى رئاسة المجلس عام 2021. جانب من جلسة مجلس الشورى حول اللغة العربية ( الصحافة القطرية) مهام رئيس المجلسيمثل رئيس مجلس الشورى، أو من ينوب عنه، دولة قطر في المحافل البرلمانية الإقليمية والعربية والدولية. كما يشارك مجلس الشورى القطري في اجتماعات الاتحادات البرلمانية الدولية ولجانها المتنوعة.
موقع المجلسيقع مقر مجلس الشورى القطري في القصر الأبيض بطريق الريان، ويعتبر رمزا تاريخيا للحياة التشريعية في دولة قطر.
فمنذ عام 1964 أصدر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، حاكم قطر حينها، القرار رقم (6) الذي نص على أن "يكون مقر اجتماع مجلس الشورى هو القصر الأبيض بطريق الريان".
تاريخ المجلسفي أغسطس/آب 1979، صدر القانون رقم (6) بتعديل اللائحة الداخلية لمجلس الشورى، فنظم لأول مرة تشكيل لجان المجلس واختصاصاتها.
بعد سن هذا القانون بدأ المجلس عمله مكونا من 5 لجان، وكل لجنة مكونة من 5 أعضاء على الأقل، ويكون كل عضو في المجلس مشاركا في إحدى اللجان الدائمة ويمنع عليه أن يشارك في أكثر من لجنتين.
بعد ثلاث سنوات من تأسيس المجلس أضيف 10 أعضاء جدد ليصبح إجمالي عدد الأعضاء 30، واستمر تشكيل المجلس بنفس الأعضاء مدة 15 عاما.
شهد عام 1990 تجديد عضوية 11 شخصا من الأعضاء السابقين، وأضيف إليهم 19 عضوا جديدا.
أما عام 1995 فجُددت عضوية 22 من الأعضاء السابقين وتم تعيين 8 جدد، وفي العام التالي ارتفع عدد أعضاء المجلس ليصل إلى 35 عضوا.
وبعد 8 سنوات من التعديل الأخير، جُدد لـ21 عضوا، وتم تعيين 14 عضوا جديدا.
شهد عام 2017 أكبر تغيير في مجلس الشورى بالتجديد لـ17 عضوا وتعيين 28 عضوا جديدا، ليصل عدد الأعضاء إلى 41 عضوا، بينهم 4 نساء للمرة الأولى.
نص الدستور القطري الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان 2004، على أن يشكل مجلس الشورى بالانتخاب وليس بالتعيين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إجراء أول انتخابات مباشرة لاختيار أعضاء مجلس الشورى، ضمن سياسة تهدف إلى تطوير الآليات التشريعية وتعزيز المشاركة الشعبية، بما يتماشى مع قيم الدستور والرؤية القطرية الوطنية المستقبلية.
تألف مجلس الشورى المنتخب من 45 عضوا، انتخب 30 منهم بالاقتراع العام السري المباشر، وقد عيّن الأمير الأعضاء الـ15 الآخرين، وأصبحت مدة المجلس الجديد المنتخب 4 سنوات.
وتنتهي العضوية في المجلس في حال الوفاة أو العجز الكلي أو انتهاء مدة العضوية أو الاستقالة أو إسقاط العضوية أو حل المجلس.
الهيكل التنظيمي للمجلسيتألف مجلس الشورى القطري من أربعة أجهزة رئيسية هي رئاسة المجلس ومكتب المجلس واللجان والأمانة العامة، ويمارس كل جهاز الاختصاصات المحددة له في الدستور واللائحة الداخلية للمجلس.
ويتكون مكتب المجلس من الرئيس ونائبه ورؤساء اللجان اللازمة لأعمال المجلس، وتتولى اللجان دراسة وإبداء الرأي وإعداد التقارير فيما يسند إليها من موضوعات.
وتنقسم اللجان المتخصصة إلى ستة لجان وهي:
لجنة الشؤون القانونية والتشريعية. لجنة الشؤون الداخلية والخارجـية. لجنة الشؤون المالية والاقتصادية. لجنة شؤون الصحة والخدمات العامة والبيئة. لجنة شؤون التعليم والثقافة والرياضة والإعلام. لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والإسكان.أما الأمانة العامة فتعتبر بمثابة الجهاز التنفيذي للمجلس، وتعمل على معاونة المجلس وأجهزته في مباشرة اختصاصاتها ومسؤولياتها وفقا للوائح والقواعد التنظيمية. ويعين الأمين العام بقرار أميري، بينما يعين مساعدي الأمين العام رئيس المجلس، بناء على اقتراح من الأمين العام.
اختصاصات المجلسوللمجلس صلاحيات التشريع وإقرار الموازنة العامة للبلاد وممارسة الرقابة على السلطة التنفيذية، طبقا لأحكام الدستور والقانون واللائحة الداخلية للمجلس.
وتتلخص اختصاصات المجلس في ما يلي:
سلطة التشريعيحق لكل عضو من أعضاء مجلس الشورى اقتراح القوانين، ويحق لخمسة أعضاء على الأكثر الاشتراك في اقتراح القانون.
كما يقدم مجلس الوزراء مشروعات القوانين إلى رئيس المجلس، وينظر فيها المجلس عبر اللجنة المختصة.
إقرار الموازنة العامةيعرض مشروع الموازنة العامة على مجلس الشورى قبل بدء السنة المالية بشهرين على الأقل، ولا يصبح نافذا إلا بعد موافقته عليه.
ويحق للمجلس تعديل مشروع الموازنة بموافقة الحكومة، وفي حال عدم اعتماد الموازنة الجديدة قبل بداية السنة المالية، يعمل بالموازنة السابقة إلى حين إقرار الموازنة الجديدة، كما يحدد القانون إجراءات إعداد الموازنة وتحديد السنة المالية.
الرقابةيمارس مجلس الشورى الرقابة -وفقا للوسائل التي حددها الدستور- على الوزارات والأجهزة المتفرعة منها، ولا تمتد إلى الهيئات والأجهزة الخاصة التي يشكلها الأمير لتقديم الرأي والمشورة. وأدوات الرقابة المحددة هي:
إبداء الرغبة: فيحق للمجلس توجيه اقتراحات لمجلس الوزراء في المسائل العامة، متى ما رأى أن المصلحة العامة تقتضي ذلك، ودون حاجة لعرضها عليه من جانب مجلس الوزراء.
توجيه الأسئلة: يحق لكل عضو في المجلس توجيه أسئلة إلى رئيس مجلس الوزراء أو أحد الوزراء، بهدف استيضاح الأمور التي تدخل ضمن اختصاصاتهم.
اقتراح المناقشات العامة: يمكن لخمسة أعضاء على الأقل، بناء على طلب مكتوب، طرح موضوع يدخل في اختصاص المجلس للنقاش العام وتبادل الرأي حوله بين أعضاء المجلس.
وبالتنسيق مع مجلس الوزراء، يتم دعوة الوزراء والمسؤولين المختصين في الأجهزة الحكومية والخبراء والمهتمين لحضور جلسات المناقشة العامة.
جلسات الاستماع: يمكن للرئيس، بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء، دعوة أحد الوزراء أو المسؤولين المختصين في الأجهزة الحكومية، للاستماع إلى التوجهات الحكومية بشأن موضوع ضمن اختصاص المجلس.
توجيه الاستجواب: لكل عضو في مجلس الشورى الحق في طرح استجواب إلى الوزراء حول المسائل التي تقع ضمن اختصاصاتهم.
ويتم توجيه الاستجواب بعد موافقة ثلث أعضاء المجلس، ولا يسمح بطرح الثقة عن الوزير أو التصويت على الاستمرار في الثقة به من عدمه، إلا بعد إجراء مناقشة للاستجواب.