وأوضحت صحيفة “أوراسيا ريفيو” الأميركية، في مقال للضابط في البحرية الأميركية، جيمس دورسو، أن هناك خبرين أحدهما سار والآخر سيئ، السار هو دعوة الولايات المتحدة إلى الدبلوماسية في الشرق الأوسط، فيما يتمثل السيئ في أن “انصار الله في اليمن تفوقوا عليها.
وبيّن دورسو، أن المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينج، رضخ للأمر الواقع واعترف قائلًا: “نحن نؤيد الحل الدبلوماسي، ونعلم أنه لا يوجد حل عسكري”، مشيرة إلى أن ليندركينج يقتدي برئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل الذي قال: “يمكنك دائمًا الاعتماد على الأميركيين لفعل الشيء الصحيح، ولكن بعد استنفادهم كل الاحتمالات الأخرى”.
وعرج الضابط في البحرية الأميركية، إلى الأحداث في البحر الأحمر وخليج عدن، وإرسال الولايات المتحدة قواتها البحرية إلى هناك في ديسمبر 2023 ردًا على العمليات اليمنية على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل بهدف وقف الحرب والحصار على غزة.
وأشار إلى أن البحر الأحمر يشهد عبور 30% من حركة الحاويات في العالم “لذا تسببت الهجمات في إعادة توجيه حركة المرور حول رأس الرجاء الصالح مما أضاف أسبوعين وتكلفة كبيرة إلى الرحلة”.
ولفت إلى أن من من أسماهم بـ”الحوثيين” أعلنوا بالفعل عن شروطهم لوقف عملياتهم: سيتوقفون عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة واستئناف تسليم المساعدات، وقد اعترف ليندركينج بذلك، وفق دورسو.
وأكد الضابط السابق في البحرية الأميركية، أن البحرية الأميركية لم تشهد أي هجوم حقيقي ضدها منذ عقود، حيث اعترف أحد قادة البحرية قائلًا: “أعتقد أنه يتعين عليك العودة إلى الحرب العالمية الثانية، حيث كانت لديك سفن تابعة للبحرية الأمريكية منخرطة في القتال”.
واعتبر أن اعتراف المبعوث الأميركي إلى اليمن، بأن القوة قد فشلت هو نقطة سوداء للولايات المتحدة وحلفائها الذين فشلوا في إخضاع اليمنيين وهم قوات ذو قدرات أقل من بحرية الكاجون.
واستدرك: لكن الولايات المتحدة ليست وحدها، فقد تدخلت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في الحرب الأهلية اليمنية في عام 2015، ولكن على الرغم من 24000 غارة جوية، فقد أعلنوا في عام 2022 وقف الأعمال العدائية ودخلوا في محادثات السلام بوساطة عمان.
ومن أجل الحفاظ على الهدوء، أغلق السعوديون الوصول الجوي والبحري والبري إلى اليمن، لكنهم سمحوا لاحقًا باستئناف الرحلات الجوية الإنسانية.
ويتعرض الجيش الأمريكي أيضًا لضغوط مالية متزايدة لأنه يطلق صواريخ اعتراضية بقيمة مليوني دولار على طائرات بدون طيار تكلفتها 2000 دولار.
ستتطلب العمليات المستمرة للسفن والطائرات صيانة مكثفة ومكلفة عند عودتها إلى الميناء وقد تشجع العديد من البحارة على مغادرة البحرية في وقت تفشل فيه الخدمة بشكل مزمن في تحقيق أهداف التجنيد الخاصة بها، يقول جيمس دورسو.
وعن تكتيكات اليمنيين، يقول دورسو، إن أعداء أميركا سيدرسون تكتيكات اليمنيين باعتبارها أساليب منخفضة التكلفة ومنخفضة التقنية لإحباط القوات الأميركية، وبعد رؤية سيتم دراسة تكتيكات اليمنيين من قبل أعداء أمريكا وصقلها باعتبارها أساليب منخفضة التكلفة ومنخفضة التقنية لإحباط القوات الأمريكية، وبعد رؤية الأمريكيين تفوق حركة طالبان منخفضة التكنولوجيا في أفغانستان عليهم والآن اليمن، قد يغري آخرون لاتخاذ صدع في الأميركيين.
وأضاف: قد تكون التقارير الأخيرة التي تفيد بأن أسلحة اليمنيين تنفد، وأن المواطنين اليمنيين فقدوا إمكانية الوصول إلى التحويلات المالية بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية، قد تكون صحيحة، لكن تراجع الولايات المتحدة إلى الدبلوماسية سيمنح اليمنيين بعض الوقت لالتقاط الأنفاس.
ربما يكون من اسماهم المقال "الحوثيون" قد عانوا من القصف الأمريكي والبريطاني، لكنهم ثابروا حتى غيّر المهاجمون مسارهم.
“على أية حال، لم يكن أداء القوات الأمريكية والبريطانية فقط هو الذي كان أداؤه ضعيفًا”، وفق دورسو، حيث فتحت سفينة حربية تابعة للبحرية الألمانية في البحر الأحمر في فبراير/شباط، النار على طائرة أمريكية بدون طيار، أخطأت في تعريفها على أنها طائرة يمنية بدون طيار،
وفي أبريل/نيسان، غادرت الفرقاطة الألمانية هيسن البحر الأحمر ولن يصل أي بديل حتى أغسطس/آب.
كما أقالت الدنمارك وزير دفاعها بعد أن أظهرت سفينة تابعة للبحرية الدنماركية عيوبًا في أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة.
وغادرت سفينة حربية فرنسية البحر الأحمر بعد نفاد ذخيرتها في مواجهة الهجمات اليمنية، واعترف قائدها بأن “العنف غير المقيد… كان مفاجئًا للغاية”.
وأوضح بأن هجمات "الحوثيين" تشكل ضريبة على بقية العالم، وكذلك إحجام الولايات المتحدة عن فرض وقف إطلاق النار في غزة.
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ومع تفضيل الناخبين السود واللاتينيين لدونالد ترامب والجمهوريين، لن يروج بايدن لوقف إطلاق النار لأنه يحتاج إلى إبقاء اليهود إلى جانبه.
وعن التزام اليمن بتنفيذ تعهداتها بوقف العمليات البحرية إذا توقفت الحرب والحصار على غزة، قال الكاتب: “ربما يكون الحوثيون قد وضعوا أنفسهم في الزاوية عن عمد من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار.
إذا اختبرت الولايات المتحدة الحوثيين بوقف إطلاق النار وواصلوا الهجمات على الشحن، فقد تكشفهم علنًا على أنهم محتالون، مضيفًا: “وبطبيعة الحال، إذا حافظ الحوثيون على كلمتهم فإن ذلك سيرفع من مكانتهم باعتبارهم أخضعوا الأمريكيين، على الرغم من أن اكتشاف واشنطن المتأخر للدبلوماسية ربما يكون قد حقق هذا الهدف.”
وأوضح أن الأميركيين لن يوقفوا إطلاق النار في غزة، مع اقتراب موعد الانتخابات، والطريقة الوحيدة لفرض وقف إطلاق النار هي وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، وهو أمر محظور على أعضاء الكونجرس الأمريكي ومؤيدي صناعة الدفاع، وخاصة بعد الهجوم الإيراني المضاد على إسرائيل.
واختتم ضابط البحرية الأميركي السابق مقاله بالقول: “إن نظام التجارة الحرة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان مدعوماً من قبل القوة البحرية الأميركية، وعلى هذا فإن فشل الحملة البحرية في البحر الأحمر يشكل نظرة سيئة بعد هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان، ويبدو أن البحرية الأميركية خسرت ــ أو لم تنتصر ــ في أول شجار بحري حقيقي منذ عقود من الزمن، في وقت حيث كان الأسطول أصغر من أن يتمكن من الوفاء بالتزامات أميركا العالمية.
لذا، يجب على واشنطن أن تفكر في إعادة التوازن بين الحرب + العقوبات والتجارة + الدبلوماسية، ثم النظر في التحدي الذي يمثله البحري الأمريكي سيث كروبسي الذي تساءل: “ما الهدف من البحرية العالمية؟”
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحریة الأمیرکیة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: فرص وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ستكون أعلى بعد انتخابات أمريكا
قال عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إنّ فرص وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان ربما تكون أعلى خلال الفترة المقبلة، موضحا أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى اليوم في الولايات المتحدة ستحدد ساكن البيت الأبيض الجديد، وهو ما ينتظره رئيس وزراء دولة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليحدد خطوته التالية بكيفية إنهاء الحرب سواء عبر صفقة في غزة أو لبنان.
أهداف الاحتلال تختلف في لبنان عن قطاع غزةوأضاف «مطاوع»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين باسم طبانة ومروة فهمي، عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ أهداف الاحتلال الإسرائيلي تختلف في لبنان عن قطاع غزة، إذ إنّ إسرائيل تعتقد أنها حققت في لبنان معظم أهدافها، لكن الهدف الأساسي والنهائي هو تطبيق قرار 1701 مع إجراء بعض التعديلات، مشيرا إلى أنّ تعديل القرار لم يتم الموافقة عليه إلا إذا كانت الإدارة الأمريكية هي من ترعى الاتفاق.
طبيعة الرئيس القادم تساهم في مصير المنطقةوتابع: «طبيعة الرئيس القادم في الولايات المتحدة الأمريكية ستساهم بشكل كبير في حلحلة موضوع تطبيق قرار 1701 في لبنان، وبالنسبة لغزة هناك رؤى مختلفة بين ما تريده إسرائيل ونتنياهو وما يريده المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية، وهذا سيتغير وستكون له مساحة أوسع بناء على الرئيس الأمريكي القادم».