البوابة نيوز:
2024-06-30@01:22:51 GMT

المقاطعة وهزيمة التجار

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الكل يشكو من ارتفاع الأسعار سواء كان ميسورا أو مستورا أو معدما، موجات متلاحقة من الغلاء نجحت بجدارة في القضاء على ما كنا نعرفهم بإسم الطبقة الوسطى، ومع انهيار تلك الطبقة ودخولها إلى منطقة الشرائح العليا من الطبقة الدنيا، يصبح المجتمع في خطر حقيقي وذلك لأن الطبقة الوسطى على مدار التاريخ هي صمام أمان المجتمعات، هي الحالمة بالستر والصعود إلى أعلى وأن تحقيق هذا الحلم لن يكون إلا باستقرار المجتمع، فتدافع الطبقة الوسطى على الاستقرار بكل ما أوتيت من قوة، وهذا الدفاع ينعكس بالإيجاب على الدولة والنظام لتتفرغ إلى تنفيذ مشروعاتها الكبرى وهي مطمئنة.

جاءت مؤخرا موجات الأسعار المتلاحقة وارتبكت الخريطة الاجتماعية وصار من الصعب التوازن بين الدخل الشهري والنفقات المطلوبة، الدولة المصرية رسمت عدة خرائط للحماية الاجتماعية وعلى رأسها معاش تكافل وكرامة وكذلك الحفاظ على دعم رغيف الخبز وغيرها من البرامج ورصدت لذلك ميزانيات كبيرة، ولكن هل أوقفت تلك البرامج مسلسل إنهيار الطبقة الوسطى، في تقديري الإجابة لا.

قلت أن الطبقة الوسطى تحاول دائما أن تبدع كي تحافظ على مكانتها مثل رمانة الميزان وجاءت الفرصة مع حرب غزة عندما أعلن المصريون مقاطعة السلع الداعمة لإسرائيل ونجحت التجربة وكانت مقاطعة موجعة حتى أن بعض الكيانات الإقتصادية ضاعفت نفقات دعايتها واعلاناتها لتتجاوز ذلك المطب، وهنا تناثرت الأفكار حول إمكانية استخدام نفس الأداة وهي المقاطعة لمواجهة مافيا الاحتكار وجشع التجار في مصر الذين تلاعبوا في السكر والأرز والزيت وغيرها من السلع، جاء اختيار المصريين للأسماك الذي التهبت أسعاره ليكون التجربة الأولى في المقاطعة خاصة وأن السمك سلعة يمكن الاستغناء عنها لفترة من الزمن وكذلك لكونها سلعة تحتاج إلى البيع الفوري كطازج، الرصد الواسع على صفحات التواصل يقول أن فكرة مقاطعة الأسماك انطلقت من بورسعيد ولحقتها دمياط ثم الإسكندرية وهناك محاولات في الإسماعيلية، حتى الآن لا نعرف على وجه الدقة هل نجحت الحملة أم لا .. ولكننا نعرف أنها تمضي في طريقها إلى الأمام خاصة وانها لم تجد معارضة من الحكومة ربما التزاما بما سبق وصرح به رئيس الجمهورية في رده على الغلاء بقوله "السلعة اللي يرتفع سعرها ما تشتريهاش "

هنا نحن أمام فكرة مكتملة لحصار الاحتكار وحيتان التجار الذين قدموا صورة سيئة للسوق المصري، وفي ظني أن المقاطعة الشعبية المنظمة والمنتظمة هي القادرة على إصلاح الخلل الواضح في الأسعار شرط أن يرافقها نشاط مكثف من الأجهزة الرقابية وتفعيل القوانين التي ترفض الاحتكار.

اختيار الأسماك في تجربة المقاطعة هو إختيار موفق لأن مصر وحسب ما كتبه الخبير الاقتصادي دكتور أحمد حسني ياقوت "تمتلك واجهة بحرية على المتوسط بطول 909 كيلو متر وواجهة بحرية على البحر الأحمر بطول 1379 كيلو متر، هذا إلى 14 بحيرة ما بين عذبة ومالحة تقدر مساحتها 13 مليون فدان وكذلك نهر هو الأكبر على مستوى العالم هو نهر النيل بخلاف المزارع السمكية التي يمتلكها أفراد مع شركات ملك الدولة" ويتعجب ياقوت أننا نستورد اسماكا مجمدة مع أنه من المفترض أن تكتفى مصر ذاتيا وتصدر اسماك للعالم وأن تكون الأسماك فيها ارخص طعام للمصريين"

هذه المعادلة الصعبة بين الشواطئ والأسماك وصيدها والتجارة بها ووصولها إلى المستهلك بسعر مناسب تحتاج بالفعل إلى الانتباه، وسوف يساعدنا في ترتيب هذه المعادلة أن مصر مازالت تمتلك شبكة واسعة من سلاسل المنافذ التجارية الحكومية كان يراها الدكتور احمد جويلي وزير التموين الأسبق منافذ للأمن القومي وليس الأمن الغذائي فقط، يضاف إليهم سلاسل الداخلية والقوات المسلحة وبذلك نحن قادرون بالفعل على وصول السلعة إلى المستهلك بالسعر العادل.

هنا قد تعود الطبقة الوسطى لمكانها وللقيام بدورها كصمام أمان للمجتمع مانع للصدمات، وهاهي فكرة مقاطعة الأسماك قد نزلت إلى الشارع هل يتلقفها عقل رشيد في الحكومة لتطويرها؟

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار التجار الطبقة الوسطى

إقرأ أيضاً:

استمرار إغلاق رأس جدير بين تونس وليبيا يهدد الحركة التجارية بينهما

توقف نشاط غالبية المحلات على الطريق المؤدية لمعبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، بسبب إغلاق المعبر للشهر الثالث على التوالي، مما يهدد مورد رزق آلاف التجار في المنطقة.

وأغلق المعبر البري الذي يشكل أبرز نقطة حدودية بين البلدين في 19 مارس/آذار الماضي إثر اشتباكات بين مجموعات مسلحة وقوات أمنية ليبية.

وفي 20 يونيو/حزيران الجاري، فتح المعبر جزئيا لعبور الحالات الإنسانية المستعجلة والبعثات الدبلوماسية، لكن لم تستأنف الحركة بشكل كامل أمام المسافرين والتجار، وتم تحويل العبور إلى منفذ الذهيبة-وازن الأصغر مساحة والأقل قدرة على استيعاب حركة المرور.

ويقول عبد الله الشنيتر (45 عاما)، وهو واحد من آلاف التجار الذين كسدت تجارتهم في منطقة بن قردان التونسية التي تبعد نحو 32 كيلومترا عن البوابة الحدودية، "المعبر مصدر رزقنا الوحيد لأن الدولة تركتنا".

ويضيف الشنيتر "كل المحلات والدكاكين مغلقة. يجب أن تجد الدولة حلولا، لماذا نعتمد كليا على ليبيا؟".

وتقع رأس جدير في شمال غرب ليبيا على بعد نحو 170 كيلومترا غرب طرابلس، وهي نقطة العبور الرئيسية بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس. ويمر فيها جزء كبير من التجارة عبر الحدود، بما في ذلك التهريب.

إحدى الأسواق في بنقردان التونسية حيث قلة الرواد (الجزيرة) شريان حياة

ويضيف الشنيتر تمثل هذه النقطة الحدودية "شريان حياة" لكل المناطق المتاخمة لها من الجانبين التونسي والليبي، وكانت تشهد نشاطا كثيفا لمرور المسافرين والشاحنات والسيارات.

وخلال العام 2023، عبر نحو 3 ملايين و400 ألف مسافر من الليبيين والتونسيين من أجل السياحة بين الجانبين، وكذلك من أجل العلاج داخل مصحات ومستشفيات خاصة في تونس بالنسبة لليبيين. أما التونسيون فيتنقلون من أجل التجارة أساسا، وفقا لأرقام "الديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية" (حكومي تونسي).

كما قطعت ما لا يقل عن 1.5 مليون بين سيارات وشاحنات تجارية المعبر، بحسب تقارير إعلامية محلية.

ويؤكد تاجر الخضار لزهر كذوب (35 عاما) أن تداعيات تراجع النشاط الاقتصادي أثرت على القدرة الشرائية لعملائه "التجار الذين كانوا ينفقون ما بين 20 و30 دينارا (10 دولارات) لشراء الخضار، وأصبحوا ينفقون 5 دنانير فقط (دولارين)".

ويتابع "نعيش على الأوهام، كل يوم يعلنون أنهم سيفتحون المعبر، ولكن ذلك لم يحصل".

وتبعد مدينة بن قردان نحو 200 كيلومتر عن العاصمة الليبية، وتعج أسواقها خلال الأيام العادية بالستائر والأغطية والأقمشة والأجهزة المنزلية وإطارات السيارات، فضلا عن محلات بيع البنزين.

وتسهم أسواق هذه المنطقة في مد بقية الأسواق التونسية بالسلع وتعيش العديد من العائلات منها في الجنوب التونسي المهمش حيث فرص العمل نادرة.

وتجارة البنزين المهرب من أهم الأنشطة التي تدر أرباحا في المنطقة حيث يباع بنصف السعر المعتمد رسميا.

وتحتل ليبيا المرتبة الأولى بين الدول العربية والأفريقية في التبادل التجاري مع تونس الذي بلغت قيمته بين البلدين 2,7 مليار دينار (حوالي 850 مليون دولار) خلال العام 2023، وفقا لإحصاءات رسمية.

إجراءات أمنية تقوم بها القوات التونسية عند بوابة رأس جدير الحدودية (غيتي) آلاف التجار

وتنشط التجارة في المنطقة دون مراقبة جبائية وجمركية، وتغض السلطات الطرف عن ذلك لأنها تعتبر هذه التجارة بديلا عن التنمية التي تحتاجها المنطقة.

لكن المشهد تغير اليوم وأصبحت المناطق والمحافظات المحاذية للمعبر تواجه "ركودا تجاريا" يؤثر على نحو 50 ألفا من التجار وأفراد عائلاتهم الذين "هم اليوم عاطلون عن العمل، وهذا مؤسف جدا"، بحسب رئيس منظمة "المجلس الأعلى لرجال الأعمال التونسيين الليبيين بمدنين منير قزم.

ويضيف قزم "المعبر بمثابة القلب النابض للاقتصاد في منطقة الجنوب الشرقي ومحرك الاستثمار" في المحافظات المجاورة التي تتجاوز فيها نسبة البطالة 20% (15.8% المعدل العام خلال 2023).

ويتابع "سياحة الجوار تواجه ركودا وشللا مميتا"، بعد أن كان جزء مهم من الليبيين القادمين للسياحة يتوجهون إلى جزيرة جربة مع حلول فصل الصيف.

وتأجل فتح المعبر من الجانب الليبي بسبب قيام مجموعات مسلحة من مدينة زوارة الليبية بإغلاق الطريق الساحلي المؤدي إلى المنفذ الحدودي من الجانب الليبي.

وأقام مسلحون حواجز ترابية لمنع حركة المرور، احتجاجا على قرار وزير الداخلية عماد الطرابلسي تسليم إدارة المعبر إلى السلطات الأمنية في مقابل تقديم وعود تنموية في منطقة زوارة.

وظلت منطقة زوارة مهمشة ومنسية لفترة طويلة في ظل نظام معمر القذافي. واستغل سكان المدينة قربهم من المعبر وسيطروا عليه بعد سقوط نظام القذافي في العام 2011.

ويخلص تاجر المواد المنزلية رضا الجراي (42 عاما) في الجانب التونسي إلى القول متوجها إلى سلطات بلاده، "أعطونا بديلا إذا ما تواصل الإغلاق… إلى متى سيتواصل هذا الوضع؟".

مقالات مشابهة

  • دوي انفجار قوي في الجزء الذي تحتله قوات كييف من مقاطعة زابوروجيه
  • المقاهي الشعبية في حيس.. محطة التجار ومتنفس العوام
  • تطور جديد ينسف مبرر رفع الأسعار.. هل يتم تخفيض البنزين السوبر بعد انتاجه محليًا؟
  • وزير الثقافة الأسبق يكشف محاولات أخونة مؤسسات الدولة في عهد مرسي (فيديو)
  • بلغت الـ 94%.. طلبة الطب يؤكدون نجاح مقاطعة الامتحانات ويحذرون من سيناريو السنة البيضاء
  • كيف عاقب القانون المتلاعبين بأسعار الذهب؟
  • بايدن: ترامب دمر الطبقة المتوسطة
  • استمرار إغلاق رأس جدير بين تونس وليبيا يهدد الحركة التجارية بينهما
  • زلزال يضرب مقاطعة سولاويسي في إندونيسيا بقوة 5.5 درجة
  • زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب مقاطعة سولاويسي الوسطى الإندونيسية