وول ستريت جورنال: الاحتلال فشل فى تحقيق أهدافه فى غزة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تجاوزت المعاناة فى قطاع غزة حاجز الـ٢٠٠ يوم، مع استمرار العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع المحاصر منذ بدء السابع من أكتوبر الماضي، ارتفعت حصيلة الضحايا بشكل مروع وتزايدت معاناة السكان المحاصرين، الذين يواجهون الدمار والخراب بكل ما فيه من وحشية مع تدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فشلت فى تحقيق أهدافها فى الحرب على قطاع غزة بعد نحو سبعة أشهر من العمليات العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تتمكن من إخراج حركة حماس من قطاع غزة فى ظل استمرارها فى مقاومة قوات الاحتلال والعدوان لأكثر من ٢٠٠ يوم.
وأوضحت الصحيفة أن التصعيد العسكرى مستمر فى مناطق مثل شمال قطاع غزة، حيث زعمت «إسرائيل» أنها اكتسحت حماس فى الماضي، ما يعكس صعوبة تحقيق المكاسب المرجوة لصالح «إسرائيل» التى تستعد لشن هجوم فى رفح جنوب القطاع.
وبحسب مسئول إسرائيلي، فإن شمال قطاع غزة هو نقطة انطلاق الحرب، حيث لا يزال يعيش آلاف المقاتلين الفلسطينيين، بالإضافة إلى ٣٠٠ ألف شخص لا يزالون فى المنطقة.
وقال أمير أفيفي، النائب السابق لقائد قوات الاحتلال، إن التحدى الذى يواجه إسرائيل ليس فقط المرحلة الأولى من الصراع، بل أيضا الحفاظ على السيطرة وتعميقها بعد التوسع الهائل للقوات، مشيرا إلى أن هذا نوع جديد من الحروب.
وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن شمال غزة لا يزال متوترًا بسبب القتال، بينما يتحول التركيز تدريجيًا إلى الجنوب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلى حماس يعيدون تجميع صفوفهم فى وحدات أصغر ويتبنون تكتيكات حرب العصابات.
وفى وقت سابق، اعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلى بإطلاق صواريخ من شمال قطاع غزة استهدفت مستوطنات غلاف غزة.
كما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أنها أطلقت النار على جندى إسرائيلى فى بيت حانون شمال قطاع غزة، واستهدفت جرافة إسرائيلية من نوع D٩ فى المنطقة نفسها.
وقالت كتائب شهداء الأقصى إن مقاتليها اشتبكوا بضراوة مع قوات الاحتلال وآلياتها العسكرية بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بى جى فى بيت حانون.
وفى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى فشلت فى تحقيق أهدافها الرئيسية فى الحرب على غزة مثل تدمير حركة حماس وعودة الأسرى من غزة بعد أكثر من ستة أشهر من بدء الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الإنسانى للفلسطينيين ازداد سوءًا وأن الدعم لإسرائيل ضعف حتى بين حلفائها، مما زاد من التوترات العالمية بشأن إنهاء الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم إن «إسرائيل لم ولن تنجح فى تدمير حماس».
وتوقع مسئولون ومحللون أمريكيون أن تبقى حماس فى السلطة فى غزة بعد انتهاء الحرب، مشيرين إلى أن قادة حماس لا يزالون فى غزة وأن حماس لديها شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز عمليات تحت الأرض.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأنفاق تمتد لمئات الكيلومترات، وتشمل مجمعات كبيرة من الغرف التى تستخدم كمراكز قيادة ومخابئ محصنة، وقال مسئولون إسرائيليون إنها ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة البناء بعد انتهاء الأعمال العدائية.
وأكد المسئولون الإسرائيليون أن حماس وجماعات المقاومة الأخرى لا يزال لديها عدد أكبر بكثير من الجنود فوق الأرض وتحت الأرض.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أميريكيين وإسرائيليين قولهم إن «إسرائيل لم تعد خطة لإجلاء المدنيين من رفح»، وأن «عدد الضحايا فى غزة قد ازداد بالتالي»، مضيفين أن الطريقة الوحيدة لوقف عملية رفح هى من خلال اتفاق إطلاق سراح الأسرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة حماس قوات الاحتلال شمال قطاع غزة فى غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟
أظهرت محادثة سيغنال التي كشفها رئيس تحرير مجلة أتلانتيك جيفري غولدبرغ الذي انضم إليها خطأ، أن كراهية غريزية لأوروبا تبدو كواحدة من السمات المميزة لحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" (ماغا).
من هذه الملاحظة، انطلقت صحيفة وول ستريت جورنال -في مقال بقلم ديفيد لوهنو وماركوس ووكر- بدأ بقول جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي في دردشة سيغنال التي كان من المفروض أنها سرية تماما، "أكره إنقاذ أوروبا مرة أخرى"، ليوافقه وزير الدفاع بيت هيغسيث سريعا قائلا "أشارككم تماما كراهيتكم للاستغلال الأوروبي. إنه أمر مثير للشفقة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كتاب إسرائيليون: حارسة الديمقراطية الإسرائيلية تفخر بانتهاك القانون الدوليlist 2 of 2ديفيد إغناتيوس: هل لا يزال محللو الاستخبارات بأميركا يؤدون عملهم؟end of listوأوضح المقال أن كراهية أوروبا أو معاداة أوروبا المتجذرة في اليمين الأميركي، هي الصورة المرآتية لمعاداة أميركا المتركزة في اليسار الأوروبي، وكلاهما تعتمد على الصور النمطية والرسوم الكاريكاتورية التي غالبا ما تحتوي على جزء من الحقيقة.
وبالفعل صدم الأوروبيون من سرعة الأحداث -كما تقول الصحيفة- ففي أول شهرين، استهدفت إدارة الرئيس دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بالرسوم الجمركية كجزء من حرب تجارية عالمية، وتبنت وجهة النظر الروسية بشأن غزو أوكرانيا، وتجاهلت الأوروبيين أثناء التفاوض مع موسكو حول كيفية إنهاء الحرب، وخففت من التزاماتها بالدفاع عن الحلفاء الأوروبيين، وقال ترامب "إذا لم يدفعوا، فلن أدافع عنهم. نحن ندفع 100% من تكاليفهم العسكرية، وهم يستغلوننا تجاريا".
إعلان ازدراء علنيوربما تكون نبرة الازدراء العلنية هي التي صدمت الأوروبيين والعديد من الأميركيين المؤيدين للتحالف العريق عبر الأطلسي أكثر من التحولات الجذرية في السياسة، إذ بدأ الهجوم اللفظي عندما شن دي فانس هجوما لاذعا على الحكومات الأوروبية في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي كان من المفترض أن يركز على خطر التوسع الروسي.
واستعرضت الصحيفة جملة من المواقف الأميركية المناهضة للأوربيين، مثل رفض فانس فكرة بريطانيا وفرنسا إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، ومثل توبيخ ترامب وفانس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الذي اعتبرته الإذلال الأكثر شهرة لزعيم أوروبي زائر، وإن لم يكن الوحيد، حيث لم يحصل الرئيس البولندي أندريه دودا إلا على 10 دقائق مع ترامب بعد عبور المحيط الأطلسي للقائه.
ومع أن الاتحاد الأوروبي كان نتاج عملية طويلة من التكامل الأوروبي شجعتها الولايات المتحدة منذ خمسينيات القرن الماضي -كما تقول الصحيفة- فإن ترامب قال إنه "تأسس بهدف خداع الولايات المتحدة"، وبالتالي فلا عجب ألا تتمكن أورسولا فون دير لاين، رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، من مقابلة كبار مسؤولي ترامب.
وذكر مقال وول ستريت جورنال بأن شخصيات أخرى مقربة من ترامب، مثل الملياردير إيلون ماسك ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، تهاجم أوروبا لأسباب اجتماعية وثقافية، إذ يعتقد قادة حركة "ماغا" أن القارة غير ذات أهمية جيوسياسية، وأنها في حالة احتضار اقتصادي، ومنحطة أخلاقيا، ومحكوم عليها بالزوال ديموغرافيا بسبب انخفاض معدلات المواليد، كما يتهمونها بالتخلي عن تراثها المسيحي، والسماح لنفسها بالتعرض لغزو المهاجرين المسلمين.
ومع أن الخلاف الثقافي بين أوروبا وأميركا يعود إلى القرن الثامن عشر، فقد توطدت العلاقات عبر الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية بسبب تشجيع الولايات المتحدة لإعادة الإعمار والديمقراطية في أوروبا الغربية، وتهديد الشيوعية السوفيتية الذي جمع الحكومات الأميركية والأوروبية معا لتشكيل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أحد أنجح التحالفات في التاريخ.
إعلان المريخ والزهرةوبالفعل ساهم زوال العدو المشترك في نهاية الحرب الباردة في ظهور التوتر بين أوروبا والولايات المتحدة -حسب الصحيفة- كما ساهمت معارضة فرنسا وألمانيا ودول أخرى لغزو العراق عام 2003، والسياسة العدوانية والتلعثمات اللفظية للرئيس جورج بوش الابن في تعزيز الصورة النمطية الأوروبية عن رعاة البقر الأميركيين السذج.
ولخص المؤرخ روبرت كاغان هذا التباين في عبارة قوية وهي أن "الأميركيون من المريخ، والأوروبيون من الزهرة"، وهو يعني أن أوروبا تؤمن بعالم تحكمه قواعد ومؤسسات متعددة الأطراف، في حين تُدرك الولايات المتحدة الطبيعة الفوضوية للشؤون الدولية، وبالتالي تعد القوة الغاشمة عاملا حاسما.
في ذلك الوقت، لم يكن معظم الأميركيين يكرهون أوروبا -كما يقول كاغان- بل "كان العداء ينبع في الغالب من أوروبا"، أما الآن فيرى الجمهوريون من حركة "ماغا" أوروبا امتدادا لأميركا ذات الولايات الزرقاء، مليئة بالتقدميين الذين يحبون الضرائب المرتفعة والحدود المفتوحة.
يقول كاغان إن الجمهوريين يقصدون أوروبا الليبرالية، وهم لا يجدون مشكلة مع القوميين الأوروبيين مثل الزعيم المجري فيكتور أوربان وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، كما أن توجه ترامب نحو روسيا -حسب كاغان- "فيعود جزئيا إلى كون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زعيما عالميا مناهضا لليبرالية. لقد قرر ترامب وشركاؤه أن هذا هو الحل. وسيتبعه مؤيدوه".
فقبل ترشح ترامب للرئاسة بوقت طويل، كان يعتقد أن دور الولايات المتحدة كحارس للتجارة والأمن العالميين يضر بها، وصرح عام 1990 بأن الولايات المتحدة تتعرض للخداع من قِبل "حلفائنا المزعومين"، مُخصصا ألمانيا واليابان لبيعهما كميات كبيرة من السيارات في الولايات المتحدة.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، استمر ترامب في التعبير عن إعجابه بالحكام المستبدين الذين اعتاد الجمهوريون اعتبارهم أعداءً لأميركا، مثل الرئيس بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إذ يُعد الاتحاد الأوروبي بالنسبة لترامب ودائرته الداخلية، القلب النابض للنخبة العالمية التي يحملونها مسؤولية التلاعب بقواعد التجارة العالمية لإيذاء العمال الأميركيين وتبني التعددية الثقافية والوعي.
إعلانغير أن ما يخيف حلفاء أميركا الأوروبيين أكثر هو تراجع ترامب عن موقفه بشأن أوكرانيا وسعيها النشط للتقارب مع موسكو، إذ تخشى أوروبا أن يؤدي ذلك إلى تعزيز طموحات بوتين الإمبريالية، على حساب سيادة أوكرانيا والأمن الأوروبي.