كشفت إدارة السوق الدولية للأفلام الوثائقية، التي تقيمها مؤسسة "صاني سايد أو ذا دوك" (Sunny Side of the Doc) الفرنسية عن اختيار 42 مشروعا من 21 دولة، من بينها فيلم "من داخل غزة" (Inside Gaza) للمخرجة الفرنسية هيلين لام ترونغ، وتشكل هذه الأفلام الاختيار الرسمي للنسخة الـ35، التي انطلقت أمس الأربعاء في "لاروشيل" بفرنسا وتستمر حتى 27 يونيو/حزيران القادم.

وتتنافس المشروعات المختارة على جائزة أفضل عرض في جلسات عرض الأفلام السبعة، والتي تعقد بحضور أكثر من 300 من صانعي القرار الدوليين، منهم كبار المذيعين وشركات البث والمؤسسات والموزعون والمشترون وغيرهم من المستثمرين الذين يبحثون عن قصص ذات تأثير أكبر.

وصرح مدير الإستراتيجية والتطوير في السوق ماتيو بيغو عن اختيارات الأفلام قائلا "أسفر العمل الذي بدأ العام الماضي على عدد قياسي من الطلبات عالية المستوى، وقد شمل الاختيار النهائي ما لا يقل عن 7 مشاريع، ويعكس هذا الاختيار لعام 2024 طموحنا في رسم خريطة المستقبل، ويتميز بتنوع وجهات النظر والمعالجات حول القضايا الاجتماعية الرئيسية، وبينها الصراعات، والهجرة، وتغير المناخ، ومكانة المرأة، والإعاقة، وتأثير التكنولوجيا، وتشترك جميعها في الرغبة في التساؤل عن دور ومكانة البشر في بيئتنا والطموح إلى إحداث تأثير اجتماعي".

واختير فيلم "من داخل غزة"، للمخرجة الفرنسية هيلين لام ترونغ، من قبل إدارة السوق، ويعد هذا الفيلم وثيقة تحكي القصة الداخلية للحرب التي لم يُسمح للغالبية العظمى من وسائل الإعلام الدولية بتغطيتها، وهي قصة الصحفيين الذين يقومون بالتغطية تحت نيران الصواريخ من جميع الجهات، ويشهدون محنة إنسانية، بينما يحاولون نقل الحقيقة للعالم.

تلقت الدعوة للمشاركة في السوق الدولية للأفلام الوثائقية هذا العام 320 ردا، تحتوي على مشروعات أفلام وهو العدد نفسه الذي تلقته السوق في العام الماضي، وأتت الاستجابة من نحو 60 دولة، وتشمل نسبة تتجاوز النصف من صانعات الأفلام الوثائقية.

وتنقسم مسابقات السوق الدولية للأفلام الوثائقية إلى قسمين، هما "فرع الوقائع المتخصصة"، والذي تبلغ قيمة جائزته النقدية 3 آلاف يورو (3217 دولارا)، ويركز على موضوعات القضايا العالمية والحياة البرية والحفاظ على البيئة والعلوم والتاريخ والفنون والثقافة، بينما يركز القسم الثاني وهو فرع "التركيز على العام" الذي تبلغ قيمة جائزته النقدية ألفي يورو.

ويقدم السوق برنامج "الابتكار في العالم الافتراضي" الذي تم اختيار 5 مشاريع للمشاركة فيه، يهدف إلى تشجيع ابتكار جميع أشكال الأفلام الوثائقية غير الخطية (البودكاست، وألعاب الفيديو، والتقنيات الغامرة، والفنون الرقمية، والعوالم الافتراضية). وتستفيد المشروعات المختارة من الدعم التطويري لها قبل وأثناء السوق.

حرب الكاري وأعاصير مدغشقر

من أيرلندا تم اختيار فيلم "صمت اللام" (Silence of the lams) للمخرج كيران ديني، ويوثق تجربة اندلاع حرب "الكاري" التي اندلعت في مجتمع الطبقة العاملة في دبلن، أيرلندا، حيث افتتح أحد الأبناء مطعما صينيا للوجبات السريعة بجوار مطعم والده، مما أثار لغطا وحوارات كثيرة حول الحدث الكبير، لكنهم لا يتحدثون إلى بعضهم بعضا.

ومن فرنسا يشارك فيلم "حكايات وجمل" (Tales and sentences)، للمخرج ألكسندر دو نوت-سابي، ويرصد حالة نورا غروبر، وهي مخرجة "أفلام إصدار الأحكام"، التي يتم تعيينها من قبل المجرمين المدانين أو محاميهم، لتروي القصص التي قادتهم إلى ارتكاب جرائمهم، مع مشاهد مستهدف واحد، هو القاضي. والفيلم عبارة عن انعكاس للسينما ودورها الاجتماعي والعدالة، في أميركا.

من فيلم "الماء على النار (مؤسسة: صاني سايد أو ذا دوك)

ويقدم المخرج رهاد ديساي من مدغشقر مشروع فيلم "الماء على النار" (Water on fire) وهو إنتاج مشترك بين جنوب أفريقيا وفرنسا، وهو توثيق لمجاعة مدغشقر التي نتجت عن تعرض الجزيرة للأعاصير والجفاف، هي أول دولة تعاني من المجاعة الناجمة عن المناخ، ويحاول ناشط شاب حشد القرويين لمنع شركة تعدين من المقرر أن تستخرج معادن أرضية نادرة من أجل تحول الطاقة العالمي، خاصة أنه سيكون للمنجم آثار مدمرة على أراضي المجتمعات المحلية ومياهها، وسيؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ.

من فيلم "غرابة الأمس" (مؤسسة: صاني سايد أو ذا دوك)

ومن أستراليا، يشارك مشروع "غرابة الأمس" (Yesterday’s weirdness) للمخرج بن لورنس، ويراقب من خلاله حال الصحافة بين الأمس واليوم، والفيلم الأسترالي الثاني هو "بوكال بوكال" (Bukal bukal)، للمخرجة رودا روبرت أو، ويرصد حالة هنريتا ماري التي تسعى إلى إعادة ميراث عائلتها إلى الهند، لكنها تواجه، ليس فقط المتحف البريطاني الذي يحتفظ به، بل أيضا العنصرية العالمية التي تبقيه هناك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات السوق الدولیة

إقرأ أيضاً:

بعد تصاعد جرائم الاحتلال.. «حشد» ترسل مذكرة إحاطة إلى الجهات الدولية

أرسلت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني مذكرة إحاطة قانونية إلى عدد من الشخصيات والهيئات الدولية البارزة، في ضوء تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، وآخرها استشهاد الأسير خليل هنية من قطاع غزة، نتيجة التعذيب وسوء المعاملة داخل مراكز الاحتجاز الإسرائيلية.

وجّهت المذكرة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف وضعهم بصورة الانتهاكات المتواصلة والممنهجة التي تُمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، وللمطالبة بتحرك عاجل لضمان المساءلة والامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني.

المذكرة أوضحت أن قضية الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال تُعد من أبرز القضايا الإنسانية والسياسية في سياق الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ تمثل سياسة الاعتقال التعسفي الجماعي أداة تستخدمها سلطات الاحتلال لقمع الفلسطينيين وفرض السيطرة عليهم، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وبحسب متابعة الهيئة، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 9500 أسير، من بينهم 350 طفلا و26 امرأة، إلى جانب ما يزيد عن 3500 معتقل إداري محتجزين دون لوائح اتهام أو محاكمات عادلة. كما أشارت المذكرة إلى وجود آلاف من معتقلي قطاع غزة الذين تم احتجازهم في ظروف غامضة ويمارس بحقهم الإخفاء القسري، إضافة إلى معاملة مئات منهم كمقاتلين غير شرعيين، في انتهاك فاضح للضمانات القانونية الدولية. وقد تم منع المنظمات الدولية وأهالي المعتقلين من زيارتهم أو حتى معرفة أماكن وظروف احتجازهم.

وعرضت المذكرة سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي تُمارس داخل السجون الإسرائيلية، بدءًا من التعذيب الممنهج، حيث يُجبر المعتقلون على الخضوع لأنماط قاسية من التحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك الضرب والتنكيل، والإذلال والتحرش الجنسي، وصولًا إلى الاغتصاب واستخدام المعتقلين كدروع بشرية. وتعرض عدد من المعتقلين للتصفية الجسدية داخل أماكن الاحتجاز، من بينهم الدكتور عدنان البرش، الدكتور إياد الرنتيسي، الدكتور زياد الدلو، الأسير عاشور البطش، وأخيرًا المعتقل خليل هنية الذي قضى نتيجة التعذيب المتواصل، ليرتفع عدد الشهداء من المعتقلين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى ما لا يقل عن 67 شهيدًا، من بينهم 47 من معتقلي غزة. كما لم يُكشف بعد عن أسماء وظروف استشهاد العشرات من المعتقلين الغزيين الذين لا يزالون رهن الإخفاء القسري.

وفيما يتعلق بالإهمال الطبي المتعمد، أوردت المذكرة شهادات لحالات خطيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية، مثل حالة الأسير محمد ريان (24 عامًا) الذي يعاني من فقدان كامل ليده اليمنى وفقدان أصابع من يده اليسرى، بالإضافة إلى آلام مبرحة في العظام وسوء تغذية حاد، في ظل تجاهل تام من إدارة المعتقل لاحتياجاته العلاجية. كما تم توثيق حالة الأسير عبد الحفيظ غزاوي (25 عامًا) المصاب بمرض جلدي شديد يُسبب له الحكة والطفح الجلدي، دون تقديم أي علاج له من قبل سلطات السجن، مما يُشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق المعتقلين الصحية والإنسانية.

ولفتت المذكرة إلى سياسة العزل الانفرادي التي تستخدمها سلطات الاحتلال كأداة عقاب قاسية، حيث يتم احتجاز الأسير في زنازين ضيقة ومعزولة تمامًا عن العالم الخارجي، دون السماح له بالتواصل مع باقي المعتقلين أو حتى محاميه، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حاد في حالته الجسدية والنفسية.

كما أشارت المذكرة إلى الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال والنساء داخل السجون، والبالغ عددهم نحو 350 طفلًا و26 امرأة، إذ يُعتقل الأطفال في ظروف لا إنسانية، ويتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الحقوق القانونية الأساسية كالحصول على التمثيل القانوني والاتصال بأسرهم، ما يُعد انتهاكًا واضحًا لاتفاقية حقوق الطفل وبقية الصكوك الدولية.

وفي ختام المذكرة، دعت الهيئة الدولية جميع الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات ملموسة وفعالة، بما يشمل فتح تحقيقات عاجلة في الانتهاكات المرتكبة، وضمان المساءلة وعدم الإفلات من العقاب، وممارسة ضغوط سياسية وقانونية على سلطات الاحتلال لوقف جرائمها بحق الأسرى الفلسطينيين، واحترام التزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

اقرأ أيضاًالهيئة الدولية «حشد» تُحلل خطاب قيادات الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة

«حشد» تُصدر ورقة حقائق «تحقيق حول الأوضاع في رفح 2025-ما تخفيه الكاميرات»

بعد صلاة العيد.. مدينة السادات تتضامن مع غزة بحشد جماهيري ضخم

مقالات مشابهة

  • ضبط 3 أطنان سولار قبل بيعها في السوق السوداء بسوهاج
  • وكيل وزارة الصحة بسوهاج يشارك بالجلسة العامة بمجلس النواب
  • بعد تصاعد جرائم الاحتلال.. «حشد» ترسل مذكرة إحاطة إلى الجهات الدولية
  • مازيراتي تواجه نقصا حادا في المبيعات
  • اتحاد شركات التأمين المصرية يستعرض هندسة الخطر داخل السوق المحلي
  • دعوى أمريكية تطعن في عقوبات ترامب على المدعي العام للجنائية الدولية
  • أبو الغيط يلتقي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية
  • الكشف عن أسباب الأحداث الدامية في نيالا
  • حماد يشارك في اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الدولية للألعاب المتوسطية
  • دعوى تطعن في عقوبات ترامب على مدعي عام الجنائية الدولية