تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كان الهجوم الذى شنته إيران ضد إسرائيل هى المرة الأولى فى التاريخ، التى ينطلق فيها هجوم مباشر من الأراضى الإيرانية لاستهداف الأراضى الإسرائيلية، ورغم أن الهجوم الإيرانى نفسه ليس إلا ردًا على قصف إسرائيل للسفارة الإيرانية فى دمشق، فلا تزال منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من الغموض حول حق الرد وطبيعته وتوقيته ودلالاته العسكرية والاستراتيجية، وسط تحذيرات من انزلاق تدريجى إلى حرب إقليمية شاملة لا تحمد عقباها، ولكن لا يزال هذا السيناريو غير مرجح لأن كلا من إسرائيل وإيران لن يستفيدا من صراع شامل.

تعتقد صحيفة الجارديان البريطانية أن إيران تسعى لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل، رغم التوترات المتصاعدة والمواجهات الأخيرة.

وتقول الصحيفة إن أولوية إيران هى حماية مصالحها، بما فى ذلك برنامجها النووى ونفوذها الإقليمى من خلال وكلائها مثل حزب الله، وترى أن إيران نفت علمها بهجوم حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر لتجنب استهدافها من قبل إسرائيل وحلفائها، وعلى الرغم من نفى إيران، تؤكد الصحيفة أنها داعم رئيسى لحماس ويتحمل جزءًا من المسؤولية عن أفعالها.

وتشير الصحيفة إلى أن إيران تدعم أيضًا ميليشيات أخرى فى المنطقة مثل الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان ومجموعات مسلحة فى سوريا والعراق.

إيران فى موقف دفاعي
تلاحظ الصحيفة أن وكلاء إيران لم يستخدموا كامل قوتهم ضد إسرائيل، مما يشير إلى أن طهران تتخذ موقفًا دفاعيًا، وتعتقد أن إيران تدرك التهديد الذى تشكله إسرائيل عليها، لكنها تفتقر إلى القدرة على خوض حرب شاملة.

فى حين تشن إسرائيل هجومًا شاملًا على حماس فى غزة، فإن ردها على هجمات وكلاء إيران الآخرين كان استراتيجيًا، حيث استهدفت قادة حزب الله فى لبنان ومستودعات الأسلحة والقواعد العسكرية فى سوريا.

وتوضح الصحيفة أن قدرة إسرائيل على استهداف وكلاء إيران بدقة تبعث برسالة قوية لطهران بأنها عرضة للاستخبارات والمراقبة الإسرائيلية، مما يحد من استعداد إيران للتصعيد.

ويظهر هذا الرد الاستراتيجى أن إسرائيل لا تحتاج إلى استخدام القوة الشاملة لمحاولة إضعاف الجماعات المدعومة من إيران فى أماكن مثل سوريا ولبنان.

تؤكد الصحيفة أن دعم حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، يعزز موقفها ويضعف إيران ووكلائها الذين يفتقرون إلى دعم مماثل.

وبعد ٧ أكتوبر، طلبت إيران من وكلائها فعل شيء؛ لأن مؤيديهم وخصومهم على حد سواء كانوا يتوقعون منهم خطوة ما، بعد الخطوة الدراماتيكية التى قامت بها حماس.

وكان يمكن أن يزيدوا الضغط على إسرائيل عبر عمل جماعى مهم، لكن إيران لم تطلب منهم انتهاج هذه الطريق، وإن دافع إيران الأساسى من وراء تدخلهم هى تقديم صورة عن نفسها كزعيمة فى مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما.

وبحسب الصحيفة، فإن استخفاف إيران بالهجوم اللاحق على أصفهان فى ١٩ أبريل، والذى يُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل، يتماشى مع رغبتها فى الحد من المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

وتعرف إيران أن إسرائيل باستهداف أصفهان بالقرب من المنشآت النووية، تبعث لها برسالة حول ما يمكن لإسرائيل أن تفعله وإلى أين يمكن أن تصل.

كما ترى الصحيفة أن تدخل وكلاء إيران بعد هجوم حماس كان مدفوعًا بالحاجة إلى حفظ ماء الوجه وإظهار صورة القوة، وليس بالرغبة فى تصعيد الصراع.

تختتم الصحيفة بالقول إن تجاهل إيران للهجوم على أصفهان، الذى يُنسب إلى إسرائيل، يؤكد رغبتها فى تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، مع إدراكها لقدرة إسرائيل على استهداف منشآتها الحساسة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران إسرائيل سوريا وکلاء إیران الصحیفة أن أن إیران

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة: عدد القتلى في غزة يتجاوز 50 ألف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس

(CNN)-- أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، أن عدد القتلى في القطاع تجاوز 50 ألف شخص بعد أشهر من القتال، في نقطة تحول قاتمة في حرب لا نهاية لها في الأفق، مع استئناف إسرائيل للقتال وتحذيرها من أيام أكثر صعوبة.

وقالت الوزارة إن 41 شخصا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 50,021.

ولا تميز السلطات في غزة بين القتلى المدنيين ومقاتلي حماس عند الإعلان عن أعداد الضحايا، لكن وزارة الصحة والأمم المتحدة تقولان إن غالبية القتلى من النساء والأطفال. وقد يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، إذ يُعتقد أن الآلاف لا يزالون تحت الأنقاض.

وارتفع عدد القتلى مع استئناف إسرائيل حربها مع حماس هذا الأسبوع، وأنهت بذلك وقف إطلاق النار الذي دام لشهرين في غزة. وقد جعلت الغارات الجوية المتجددة، يوم الثلاثاء، أحد أكثر الأيام دموية للفلسطينيين منذ بدء الحرب، حيث قُتل أكثر من 400 شخص بنيران إسرائيلية، بحسب وزارة الصحة. وبحلول الأربعاء الماضي، استأنفت إسرائيل أيضا عمليتها البرية في القطاع.

وشنت إسرائيل حربها على حماس بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب الهجوم المفاجئ للحركة المسلحة على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.

ووصفت حركة "حماس" الهجوم الأخير بأنه "خرق جديد وخطير" لاتفاق وقف إطلاق النار. وتقول الحركة المسلحة إنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الحركة أطلقت، الخميس، أولى صواريخها على إسرائيل منذ انهيار الهدنة.

ولم يعد أمام سكان غزة سوى أمل ضئيل في تباطؤ وتيرة القتل، إذ يحذر مسؤولون إسرائيليون من أن القادم سيكون أسوأ بكثير.

وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس هذا الأسبوع، بأن يدفع سكان غزة "الثمن كاملا" إذا لم تتم إعادة الرهائن الإسرائيليين وظلت حماس قادرة على الحكم في القطاع.

وقال كاتس: "أعيدوا الرهائن واقضوا على حماس، وستُتاح لكم خيارات أخرى - بما في ذلك الذهاب إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب، والبديل هو الدمار والخراب الكامل".

وفي خطاب متلفز الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أريد أن أؤكد لكم: هذه مجرد بداية".

وقد نزح كل سكان غزة تقريبا، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، من منازلهم. وتضرر نظام الرعاية الصحية في القطاع بشكل كبير، وأصبحت المستشفيات في كثير من الأحيان مركزا للقتال. وتتكشف أزمة إنسانية ومجاعة في أجزاء من غزة، حيث منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة في وقت سابق من هذا الشهر، كما تعيق عمليتها الأخيرة توزيع المساعدات.

وتعثرت مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار تقريبا منذ دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وأصرت حماس على التمسك بالإطار الأولي الذي وقعته مع إسرائيل في يناير، والذي كان من شأنه أن يشهد انتقال الطرفين إلى المرحلة الثانية في الأول من مارس/آذار. وبموجب شروط المرحلة الثانية، كان يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة والالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم. في المقابل، تفرج حماس عن جميع الأسرى الأحياء.

ولم يتم تنفيذ المرحلة الثانية، واستأنفت إسرائيل الحرب، مستشهدة برفض حماس المزعوم "لمقترحي وساطة قدمتهما الولايات المتحدة" و"تهديداتها بإلحاق الأذى بالجنود الإسرائيليين والمجتمعات الإسرائيلية" كمبرر لهجماتها على غزة.

ولا تُنكر إسرائيل مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في حربها على غزة. مع ذلك، فإنها كثيرا ما جادلت بأن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية مُبالغ فيها، وأن حماس تتحصن بين المدنيين وتستخدمهم كـ"دروع بشرية".

وقالت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية مرارا إنهما تعتقدان أن أرقام وزارة الصحة دقيقة، وقدّرت دراسات أكاديمية مستقلة أن الحصيلة الحقيقية للقتلى من المرجح أن تكون أعلى بكثير.

ولا يتسن لشبكة CNN التحقق من الأرقام بشكل مستقل، كما أن الحكومة الإسرائيلية لا تسمح للصحفيين الأجانب بدخول غزة بشكل مستقل.

مقالات مشابهة

  • حظي بمباركة طهران.. اتفاق إطاري على حماية المصالح الأمريكية وحظر التفرد بدعم عسكري لفلسطين
  • قصف إسرائيلي دموي على سوريا يخلف 7 شهداء.. حماس والأردن تندّدان
  • تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة بـ50 ألف جندي
  • برلماني لبناني: إسرائيل تسعى لتوسيع دائرة الحرب بالمنطقة
  • وزارة الصحة: عدد القتلى في غزة يتجاوز 50 ألف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس
  • إسرائيل مستعدة للتفاوض مع حماس قبل شن أي غزو واسع على غزة
  • الأعرجي:حماية إيران يعزز من أمن المنطقة
  • هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟
  • خامنئي: الشعب اليمني يمتلك الدافع وإيران ليست بحاجة إلى وكلاء
  • هل تتّجه إيران للتعامل مع الحوثيين على غرار حزب الله بعد تهديدات ترامب؟