لماذا دعم نواب الكونجرس إسرائيل رغم حادث طاقم المطبخ العالمي؟.. إيران كلمة السر
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
وقع الكونجرس الأمريكي ليلة أمس بأغلبية 79 صوتا مقابل 18 على حزمة مساعدات تشمل دعما ماليا وعسكريا لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار دولار نصيب تل أبيب فيها 26.4 مليارات، وغطت تلك الحزمة تكلفة العدوان على قطاع غزة برمته وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
فيما كانت صيحات المشرعين الأمريكيين في الكونجرس متعالية وغاضبة حد السخط من الدعم الأمريكي لتل أبيب على إثر مقتل أفراد طاقم المطبخ العالمي في قطاع غزة في أول أبريل الجاري، ليتغير الموقف سريعا وتكشف مجلة «Responsible Statecraft» الأمريكية أن نصف المشرعين الذين طالبوا بوقف الدعم قد صوتوا على تمرير الحزمة الأمريكية الأخيرة.
في مجلس الشيوخ، حاول السيناتور بيرني ساندرز ادخال تعديلين – أحدهما من شأنه وقف جميع المساعدات العسكرية الهجومية لإسرائيل، والآخر لاستعادة التمويل الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا».
نائب واحد يطالب بمنع الدعم عن إسرائيلوقال في قاعة مجلس الشيوخ ليلة التصويت على تمرير المساعدات لإسرائيل: «ما نفعله اليوم هو المساعدة والتحريض على تدمير الشعب الفلسطيني».
ولم يؤيد أي من الديمقراطيين، بما في ذلك بعض الذين أثاروا مخاوف بشأن الحرب الإسرائيلية، جهود ساندرز، قائلين إنهم يريدون المضي قدما بالحزمة دون تأخير.
محاولات وقف الدعم عن إسرائيل بعد مقتل أفراد المطبخ العالميوفي الفترة التي سبقت التصويت، كانت المعارضة أكثر انتشارا في مجلس النواب، وكان أبرزها 5 أبريل، وقتها قام 39 عضوا ديمقراطيا في الكونجرس بتوزيع رسالة تحث الرئيس جو بايدن على التوقف عن إرسال أسلحة هجومية إلى إسرائيل حتى يتم الانتهاء من التحقيق عما إذا كان استهداف أفراد المطبخ العالمي كان متعمدا وسط تصريحات رئيسها.
إضافة إلى ربط الدعم بالحد من سفك دماء المدنيين الفلسطينيين، الذين تحصد الآلة العسكرية الإسرائيلية أرواحهم بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر.
يوم السبت، صوت 37 ديمقراطيا إلى جانب 21 جمهوريا ضد مشروع قانون المساعدات لإسرائيل – وهو عدد كبير بالنظر إلى تاريخ دعم الحزبين لإسرائيل في الكونجرس، لكن الغالبية العظمى من الكتلة، 173 في المجموع، صوتت لصالح تقديمه.
ومن بين المؤيدين، وقع 20 من الأعضاء على تلك الرسالة الموجهة إلى بايدن في وقت سابق من هذا الشهر.
تحول في الموقف بسبب الهجوم الإيراني«إيران دولة إرهابية، لقد شنوا للتو هجوما غير متناسب ضد حليفتنا إسرائيل» هكذا قالت النائبة شيلا جاكسون لي ديمقراطية من تكساس على صفحتها عبر منصة إكس ليلة الهجوم الإيراني.
وأضافت: «العالم الحر والولايات المتحدة سيقفان ضد هذه الأمة الإرهابية والطغيان الذي تروج له».
وتابعت: «يجب علينا الآن تمرير تمويل بايدن التكميلي الذي يغطي إسرائيل وأوكرانيا وغزة وغيرها»، على الرغم من أنها وقعت على رسالة 5 أبريل التي تحث بايدن على وقف المساعدات لإسرائيل.
نائبة أخرى صوتت على منع الدعم لإسرائيل بعد مقتل أفراد المطبخ العالمي، تراجعت على خلفية الهجوم الإيراني، حيث قالت ألما أدامز: «سأدعم دائما حلفاءنا ضد هجمات العدو خاصة فيما يتعلق بالتهديدات النووية».
وأضافت: «هجمات إيران ضد إسرائيل استلزمت موافقتنا على حزمة المساعدات الطارئة دون تأخير».
وبررت موقفها قائلة، أنها وافقت على تمرير الحزمة أيضا لأنه سيوفر أكثر من 9 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية.
وقالت إنها على ثقة من أن الرئيس بايدن سيضمن توزيع هذه المساعدات على الأشخاص الأكثر تضررا من هذا الصراع.
وقالت النائبة جاهانا هايز، ديمقراطية من ولاية كونيتيكتإن هجمات إن إيران غيرت حساباتها أيضا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المساعدات العسكرية لإسرائيل الكونجرس الأمريكي إسرائيل المطبخ العالمي المطبخ العالمی
إقرأ أيضاً:
لماذا تخطئ دول الجنوب العالمي في فهم نوايا ترامب الحقيقية؟
قال الصحفي جدعون راتشمان إنه كشخص مؤيد "للعولمة الحقيقية" شاهد خطاب تنصيب دونالد ترامب على هاتفه، بينما كان عالقا في ازدحام مروري في دافوس. فقامت إحدى المديرات التنفيذيات الأوروبيات، التي كانت تشاركه حافلة المنتدى الاقتصادي العالمي، بدفن رأسها بين يديها وقالت: "لا أصدق أن هذا يحدث".
وأشار في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن استجابة المندوبين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا كانت مختلفة تماما. فالعديد من الناس من الجنوب العالمي يعتقدون أن فوز ترامب يشكل خبرا جيدا لهم. وتظهِر استطلاعات الرأي الأخيرة أنه في بلدان مثل الهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل، يمتد هذا الموقف المؤيد لترامب إلى ما هو أبعد كثيرا من النخب التي تذهب إلى دافوس.
وبين أنه ينظر إلى الرئيس الأمريكي على نطاق واسع، خارج الغرب، باعتباره رجلا معاملاتيا ومؤيدا للأعمال وصانع سلام. فما الذي قد لا يعجب المرء في هذا؟
وأجاب على التساؤل قائلا إن هناك الكثير، في الواقع، مما لا يعجب المرء. حيث أن النظر إلى ما هو أبعد من المبالغات يجعلنا نرى العديد من الأسباب التي تجعل الجنوب العالمي يشعر بقلق عميق إزاء أمريكا برئاسة ترامب.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي يدفع في الأساس نحو التخلي عن "النظام الدولي القائم على القواعد" الذي وفر الاستقرار والأسواق المفتوحة التي سمحت للصين والهند وجزء كبير من جنوب شرق آسيا بأن تصبح أكثر ثراء على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
وأكد ان تمزيق هذه القواعد والانتقال إلى عالم معاملاتي بالكامل قد يبدو واضحا ومباشرا. ولكن العالم بلا قواعد هو عالم يستغل فيه القوي الضعيف دون أي إطار قانوني أو مبدأ لتقييده. ومن المرجح أن ينتهي الأمر بأغلب بلدان الجنوب العالمي فريسة وليس مفترسا.
وقال راتشمان إن بنما وكولومبيا والمكسيك من بين الدول الأولى التي اكتشفت مدى عدم الارتياح الذي قد يسببه عالم ترامب. فنحو 80% من صادرات المكسيك تذهب إلى الولايات المتحدة. وإذا مضى ترامب قدما في فرض الرسوم الجمركية التي هدد بها، فقد يدفع جارة أمريكا الجنوبية إلى الكساد الاقتصادي.
وأشار إلى أن المكسيك بالطبع ليست وحدها. فقد هدد ترامب أغلب الدول التجارية الكبرى في العالم بالرسوم الجمركية.
الواقع أن فكرة أن هذا لا يهم حقا لأن الرئيس "معاملاتي" وأن كل تهديداته ليست سوى مقدمة لصفقة تتجاهل الطريقة التي تعمل بها الأعمال التجارية. فالشركات الدولية تحتاج إلى الاستقرار والأنظمة القانونية التي يمكن التنبؤ بها إذا كانت تريد أن تتمتع بالثقة اللازمة لإجراء استثمارات طويلة الأجل عبر الحدود.
وبين أن الدليل على ذلك أنه حتى عندما يعقد ترامب صفقة، لا يوجد ما يضمن التزامه بها. فخلال فترة ولايته الأولى، تفاوضت الولايات المتحدة على اتفاقية تجارية جديدة مع كندا والمكسيك المعروفة باسم "USMCA"، لكن ترامب يطالب الآن بتنازلات جديدة.
واحتجّ بأنه إذا كان من الممكن تمزيق جميع الاتفاقيات، استجابة لبعض المظالم الجديدة أو للاستفادة من التحول في ميزان القوى، فلن تكون أي صفقة تجارية آمنة. وكما قال أحد محافظي البنوك المركزية السابقين في دافوس: "المنطق وراء ذلك هو أنك لن تكون آمنا إلا إذا قمت بالتجارة داخل حدودك".
وقال إن من المؤكد أن الغربيين قد يصابون بالصدمة عندما يرون رئيسا أمريكيا يتحدث مثل زعيم مافيا يريد المزيد من أموال الحماية. ولكن كثيرين في الجنوب العالمي كانوا يعتقدون دائما أن القادة الأمريكيين يتصرفون مثل رجال العصابات، حتى لو كانوا يتحدثون مثل المبشرين. وعلى الأقل، كما يقولون، توقف ترمب الآن عن الوعظ الأخلاقي المزعج. والأمل هو أن يكون التعامل مع الولايات المتحدة الأقل نفاقا أسهل، لأنها لن تطرح مطالب غير واقعية تستند إلى قيم غربية غير مهمة.
وأوضح أن العالم بدأ يرى كيف تبدو الولايات المتحدة التي تعلن بفخر أنها لا تهتم بالعالم الخارجي بأي شكل من الأشكال، وهي صورة ليست جميلة. فقد أعلن ماركو روبيو، وزير الخارجية، تعليق جميع برامج المساعدات الأمريكية تقريبا. ولن يتم تجديد سوى تلك التي تفيد الأمريكيين بشكل مباشر.
وقد يؤدي هذا إلى إنهاء برامج مثل برنامج المساعدات الطارئة، الذي يوفر الأدوية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وأنقذ ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم.
وأكد أنه في الوقت نفسه، بدا ترمب وكأنه يؤيد التطهير العرقي في غزة. إن هذا قد يكون خبرا سيئا بالنسبة للفلسطينيين الذين سيخسرون وطنهم، وسوف يثير أيضا قلق الأردن ومصر، اللتين من المفترض أن تستقبلا اللاجئين الجدد.
وشدد أن الولايات المتحدة لن تتطوع بالتأكيد لإعادة توطين أي شخص. فالقصيدة المحفورة على تمثال الحرية تقول: "أعطوني متعبيكم وفقراءكم... الحثالة البائسة من شواطئكم المكتظة". ولكن بعبارة ملطفة، هذا ليس مزاج أمريكا ترامب، حيث يلوح أنصار الرئيس بلافتات تطالب "بالترحيل الجماعي الآن". وقد تم بالفعل تعليق برامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة.
وقال إن خفض الهجرة القانونية من الأماكن التي وصفها ترامب ذات يوم بأنها "دول قذرة" قد تبدو بمثابة سياسة جيدة بالنسبة للعديد من الأمريكيين. ولكن هذا لا يبدو بمثابة خبر جيد للطبقات المتوسطة في الجنوب العالمي، التي قد تجد أن الحصول على تأشيرات للمهاجرين المهرة أو الطلاب أصبح أكثر صعوبة.
وأشار إلى احتمال تبديد كل المخاوف بشأن التجارة والمساعدات والهجرة إذا أوفى ترامب بوعده بإنهاء الحروب في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، من الصعب التوفيق بين طموح الرئيس إلى أن يكون صانع سلام عالمي وطموحه المعلن لتوسيع الأراضي الأمريكية.
وخلص إلى أنه إذا كانت هناك فكرة واحدة تدعي جميع بلدان الجنوب العالمي رفضها، فهي الإمبريالية. وإذا تبين أن ترامب جاد وحرفي بشأن خططه لتوسيع حدود أمريكا، فقد يتلاشى تصفيقهم له بسرعة.