أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الخميس، أن عدد الجثث التي انتشلت من مقابر جماعية في خان يونس بلغ 392، مشيرا إلى "تكبيل أيادي بعضها"، ومتحدثا عن "شبهات بتنفيذ عمليات تصفية وإعدامات ميدانية".

وأعلن الدفاع المدني منذ أيام الكشف عن مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس في جنوب قطاع غزة انتشلت منها مئات الجثث.

وتجمّع الأربعاء عدد كبير من أهالي قتلى ومفقودين قرب المستشفى بحثا عن أحبائهم.

واتهم الدفاع المدني القوات الإسرائيلية التي نفّذت عملية عسكرية واسعة في المستشفى على مدى أسابيع بقتل فلسطينيين ودفنهم في المكان، إلا أن الجيش الإسرائيلي اعتبر أن هذه الرواية "لا اساس لها من الصحة".

وقال العقيد يامن أبو سليمان، الخميس، في مؤتمر صحفي عقده في رفح أن طواقم الدفاع المدني انتشلت من مجمع ناصر الطبي 392 جثة تمّ التعرّف على 165 منها.

وأضاف: "تم رصد وجود ثلاث مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي، الأولى أمام المشرحة والثانية خلفها والثالثة شمال مبنى غسيل الكلى، وقد تكدّست فيها جثامين الشهداء".

وتابع: "هناك مؤشرات وشبهات حول تنفيذ إعدامات ميدانية بحق جزء منهم، وشكوك بممارسة التعذيب الجسدي على جزء آخر، وشكوك أخرى بدفن بعضهم أحياء".

وقال مدير دائرة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني في قطاع غزة محمد المغيّر في المؤتمر الصحافي إن بعض الجثث كانت "مربوطة اليدين بمرابط بلاستيكية"، مشيرا إلى أن بعض القتلى أيضا كانوا بملابس بيضاء متشابهة، ما أثار الشكوك بأنها عمليات إعدام وتصفية ميدانية".

وأضاف: "رصدنا أيضا عمليات تكبيل بطرق مختلفة بالحزام ومرابط القماش لبعض الجثامين من الأقدام إلى اليدين، وهذا يدلّ على عمليات تعذيب".

وقال المغيّر إن عمليات البحث وانتشال الجثث استمرت سبعة أيام، ومن الصعوبات التي واجهت الفرق أن دفن بعض الجثث كان على عمق يزيد عن ثلاثة أمتار، وهي طريقة مخالفة لعمليات الدفن المتعارف عليها في قطاع غزة".

وأشار إلى أن "العديد من الجثث تمّ تغيير أكفانها ووضعها في أكفان جديدة زرقاء وسوداء اللون"، متحدثا عن "تحلّل" و"اختفاء بعض الأدلة".
ونفى الجيش الإسرائيلي قيام قواته بحفر هذه المقابر.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الأربعاء إن الاتهامات الموجهة للجيش بدفن جثث فلسطينيين "لا أساس لها من الصحة وكاذبة".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مجمع ناصر الطبي رفح الجثامين الحكومة الإسرائيلية غزة مقابر جماعية مجمع ناصر الطبي رفح الجثامين الحكومة الإسرائيلية شرق أوسط الدفاع المدنی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حقيقة قاتمة ومؤلمة.. 10 آلاف جثة على الأقل مدفونة تحت الأنقاض فى قطاع غزة.. انتشال الموتى عملية بطيئة ومؤلمة وتذكير مرعب بالتكلفة البشرية للحرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى أعقاب خمسة عشر شهراً من القصف الجوى المدمر، تكافح غزة مع المهمة المؤلمة المتمثلة فى انتشال الجثث وتقييم حجم الدمار. ويعتقد أن أكثر من عشرة آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض، وهى حصيلة مروعة لمجتمع يعانى بالفعل من خسائر فادحة. ومع سريان وقف إطلاق النار، عاد السكان إلى منازلهم ومدنهم، ليواجهوا مشهداً من الأنقاض والمهمة المروعة المتمثلة فى البحث عن أحبائهم بين الأنقاض. إن حجم الدمار الهائل، بالإضافة إلى التحدى المتمثل فى تحديد هوية القتلى، يرسم صورة مؤلمة للتكلفة البشرية المستمرة للصراع.
البحث عن أحبائهم 
إن انتشال الجثث فى غزة عملية بطيئة ومؤلمة. فوسط الأنقاض، يتم الكشف عن بقايا الأسر التى مزقتها أعمال العنف بشق الأنفس. فى رفح، جنوب غزة، تم العثور على رفات ناصر أبو عميرة وزوجته أسمهان العروقى وابنهما البالغ من العمر ١٤ عامًا إسماعيل بعد أن فُقدوا منذ غارة جوية إسرائيلية فى مايو ٢٠٢٤. وقد لجأت الأسرة إلى منزل تعرض للقصف لاحقًا، مما تركهم مدفونين تحت الأنقاض. كانت رفاتهم، التى تم التعرف عليها فى النهاية من ملابسهم، بمثابة تذكير مرعب بالتكلفة البشرية للحرب. تميز الاكتشاف المؤثر بلحظة هادئة ولكنها قوية من التعرف. بينما كانت شقيقة أسمهان، أم إسماعيل العروقي، تصلى على الجثث، روت اللحظات الأخيرة من عناق الأسرة.
حجم الضحايا والدمار
تفيد وزارة الصحة فى غزة أن أكثر من ٤٧٠٠٠ فلسطينى فقدوا أرواحهم منذ هجمات ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، مع وجود ما يقدر بنحو ١٠٠٠٠ جثة لا تزال تنتظر الانتشال. ومن بين هؤلاء، تمزق حوالى ٢٨٤٠ جثة بشدة بسبب القصف لدرجة أنه أصبح من المستحيل التعرف عليها فعليًا. وكشف هيثم الهمص مدير خدمات الطوارئ والإسعاف فى غزة أن الخدمة تلقت سيلاً من المكالمات من السكان، وخاصة فى رفح، يطلبون المساعدة فى تحديد مكان أفراد الأسرة. وقال الهمص: "تلقينا أكثر من ١٥٠ مكالمة من المواطنين يطلبون منا استعادة أسرهم التى تحللت جثثها"، مؤكداً على أهمية عملهم الذى بدأ فور انسحاب الجيش الإسرائيلى فى أعقاب وقف إطلاق النار.
كان تدمير البنية التحتية فى غزة مدمراً، حيث ترك مساحات شاسعة من الأراضى فى حالة خراب. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن أكثر من ٦٠٪ من المبانى فى غزة تضررت أو دمرت. وقد نزحت العديد من العائلات، مثل عائلة العروقي، عدة مرات طوال الصراع، بحثاً عن ملجأ فى مناطق مختلفة فقط لتتعرض لمزيد من الغارات الجوية. وقد تفاقمت الخسائر على العائلات بسبب الثقل العاطفى الناتج عن البحث بين الأنقاض لاستعادة المتعلقات الشخصية، إلى جانب المهمة المؤلمة المتمثلة فى انتشال الجثث. وعلق إبراهيم العروقي، الذى كان يساعد فى البحث عن أفراد عائلته، على صعوبة التعرف على الرفات، قائلاً: "لا توجد سمات واضحة" بينما اكتشف الباحثون عظامًا بين الأنقاض.
مجتمع فى حداد
ستكون رحلة التعافى فى غزة طويلة ومحفوفة بالتحديات. فبعيداً عن إعادة بناء المنازل والبنية الأساسية، فإن العبء العاطفى على الناجين سيكون عميقاً. إن البحث عن المفقودين وتحديد هوية الجثث ليس سوى بداية لعملية طويلة ستمتد إلى ما هو أبعد من وقف إطلاق النار الفوري. بالنسبة للعديد من الناس، فإن العودة إلى ديارهم ليست مجرد رحلة عبر الأنقاض ولكنها تذكير مؤلم بالأحباء الذين فقدوهم. ولن يتم قياس إرث الصراع بعدد القتلى فحسب، بل بالندوب الدائمة التى خلفها الناجون والمجتمع ومستقبل غزة نفسها.
فى حين تحاول غزة التعافى من الخسائر العميقة التى تكبدتها خلال الحرب، يتعين على المجتمع العالمى أن يحول انتباهه إلى إعادة إعمار غزة على المدى الطويل.
 

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: نقص المعدات زادت من صعبة مُهمة رجال الدفاع المدني في غزة
  • حقيقة قاتمة ومؤلمة.. 10 آلاف جثة على الأقل مدفونة تحت الأنقاض فى قطاع غزة.. انتشال الموتى عملية بطيئة ومؤلمة وتذكير مرعب بالتكلفة البشرية للحرب
  • كيف اختفت جثامين 2800 شهيد في غزة؟ تقرير يكشف عن أسلحة محرمة دولياً
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف خسائر جيش الاحتلال خلال الحرب على غزة.. أرقام مرعبة
  • أرقام مرعبة للخسائر في قطاع غزة
  • فرح في الاحتفال الدولي للمبتدئات لدعم الدفاع المدني: ملتزمون أن نكون دائما بجانبكم
  • الدفاع المدني الفلسطيني ينتشل 66 جثمانًا من تحت الأنقاض بغزة خلال يوم واحد
  • الدفاع المدني في غزة: انتشال رفات 137 شهيدا برفح منذ وقف إطلاق النار
  • اليوم التالي في غزة.. جثث في كل مكان وفظائع مرعبة
  • كيف تبخرت جثامين 2800 شهيد في قطاع غزة؟