بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية.. هل تكتيكات عملية رفح قابلة للتطبيق؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل اقتربت من شن عملية عسكرية في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، بسبب الحرب التي تقترب من بلوغ شهرها السابع.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان" أن الجيش أعد خطة التوغل في رفح، وصدق عليها في انتظار أوامر المستوى السياسي.
وحسب المصدر ذاته، فإن الجيش يرجح خروج 150 ألف فلسطيني - حتى الآن - من رفح باتجاه المواصي وخان يونس.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أوردت ذات الأنباء التي تفيد بوضع الجيش الإسرائيلي لخطة عملية رفح، لكنها أشارت إلى أن العمليات ستكون "تدريجية" بدلا من كونها شاملة.
وكانت نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الضابطة إيلا، قالت، الأربعاء، لموقع "الحرة" إن "القوات الإسرائيلية حاليا على أتم الاستعداد لدخول جميع المناطق التي تتواجد بها كتائب حماس من أجل "تفكيكها".
وردا على سؤال بشأن ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن "اقتراب" العملية، قالت إيلا: "من أجل تفكيك حماس سيصل الجيش الإسرائيلي لجميع الأماكن، لكن ننتظر القرار السياسي والضوء الأخضر، ووقتها سوف نتحرك بكل قوة".
وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي جاهز لكل الحالات والسيناريوهات، وأن أي قرار بدخول أي منطقة معينة سنقوم بتنفيذه على الفور ونحن مستعدون لذلك". لكنها لم توضح ما إذا كان القرار قد صدر بالفعل من عدمه.
ووفقا لمحللين تحدثوا لموقع قناة "الحرة"، فإن أي خطة لعملية عسكرية من شأنها تحريك أكثر من مليون مدني نازح في رفح ستكون "غير واقعية" في تطبيقها.
الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء محمد عبدالواحد، قال لموقع "الحرة" إن هذه الخطة "غير واقعية"، ووصف عملية رفح بشكل عام بـ"المعقدة".
ويصنف اللواء عبدالواحد الخطة الإسرائيلية في عملية رفح إلى 3 محاور رئيسية: إنسانية عسكرية وسياسية.
يشرح قائلا: "المحور الإنساني يصعب تحقيقه بتحريك أكثر من مليون نازح في رفح إلى مناطق أخرى. نظريا، تستغرق عملية نقل المدنيين شهر ونصف، ولكن على الأرض ربما تستغرق وقتا أكبر وتخلف مشاكل خيالية، بما في ذلك الصدمات النفسية".
"من خطير إلى أخطر"وتعهد المسؤولون الإسرائيليون بـ"محاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، عن طريق نقل الفلسطينيين إلى المناطق الإنسانية التي يتوفر بها الغذاء والماء والمأوى والخدمات الطبية"، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ومن المتوقع أن تمتد أكبر منطقة إنسانية في غزة، من شريط شاطئ المواصي في رفح باتجاه دير البلح في الجزء الأوسط من القطاع، حسب ما نقلت "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين مصريين.
كما من المتوقع أن تقوم إسرائيل بـ "توجيه الأشخاص بالمنشورات والمكالمات الهاتفية إلى المناطق التي سيذهبون إليها، كما فعلت في المرات الماضية"، وفقا للصحيفة ذاتها.
ويقول عبد الواحد إن "40 ألف خيمة في المنطقة (الإنسانية) لا تكفي كل النازحين.. كما أن النزوح سيتم من خلال قوات إسرائيلية حتى تتأكد من الناس وتقبض على المشتبه بهم والعملية برمتها ستكون صعبة"، وهو رأي يتفق مع المحلل السياسي من الضفة الغربية، نهاد أبو غوش.
ويقول أبو غوش، لموقع "الحرة"، إن "الموضوع صعب.. لا توجد منطقة آمنة في غزة"، مضيفا أن العملية ستكون "الانتقال من مكان خطر إلى مكان أخطر".
ويضيف أن الاعتقال "سيكون مصير ينتظر معظم النازحين حيث سيتولى الجيش الإسرائيلي التدقيق في كل فرد وفصل الرجال عن النساء ولا توجد ممرات آمنة".
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها شركتا "ماكسار تكنولوجيز" و"بلانيت لابز"، صفوفا جديدة من الخيام البيضاء خارج خان يونس في جنوب غزة، في الفترة ما بين 7 و23 أبريل الجاري.
وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الخيام مرتبطة بأي عملية وشيكة في رفح، حسب "وول ستريت جورنال".
وقال مسؤولون مصريون وإسرائيليون سابقون للصحيفة الأميركية، دون أن تكشف عن هويتهم، إن إسرائيل "تخطط للمضي قدما في العملية العسكرية في رفح على مراحل، على أن تشمل إخلاء الأحياء مسبقا قبل بدء العمليات".
عسكريا، تدرس إسرائيل 3 سيناريوهات لعملية رفح، التي بدأ الحديث عنها للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، حسبما يقول اللواء عبدالواحد.
ويتابع: "السيناريو الأول يتمثل في اجتياح كلي من جميع الاتجاهات على غرار ما حدث في الشمال وخان يونس (جنوبا) وهذا محفوف بالمخاطر؛ لأنه سيخلف مخاطر كارثية بالمنطقة"، في إشارة لوقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
واستطرد بقوله: "هناك سيناريو آخر وهو اجتياح جزئي من جهة الشرق على الحدود بين إسرائيل وغزة ومن الجنوب على امتداد محور فيلادلفيا وهذا سيجعل إسرائيل تسيطر على القطاع بالكامل".
أما السيناريو الثالث، فهو التواجد في مناطق محصنة والقيام بعمليات نوعية عبر الطائرات السيرة والتوغل البري المحدود، وفقا لعبدالواحد، الذي يرجح السيناريو الثاني الذي "ستحقق منه إسرائيل أشياء كثيرة"، حسب تعبيره.
"المدنيون يدفعون الثمن"وفي المحور السياسي، يعتقد اللواء عبدالواحد أن "كل خطة تنفذها (إسرائيل) تكسب من خلالها وسيلة ضغط سياسية على حماس في المفاوضات".
ويقول إنه لطالما كانت "عملية رفح تستخدم كورقة ضغط سياسية على حماس للحصول على أكبر مكاسب سياسية في المفاوضات".
ويرى أن "فكرة التفاوض مع منظمة مثل حماس يرفضها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو، الذي يلعب على تحقيق نصر عسكري ثم يملي شروطه في المفاوضات".
وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، إنه "في ظل عدم وجود صفقة باستعادة الرهائن ورفض حماس لكل المقترحات الإسرائيلية والأجنبية، فإن إسرائيل لم يتبقَ لها سوى العودة للعمل العسكري والضغط على حماس عسكريا، مما يعني اجتياح رفح".
ويضيف: "الطرف الفلسطيني وحماس يجب أن تفهم أن البديل في عدم التوافق على طاولة المفاوضات مع إسرائيل سيكون له ثمن ومن يدفع ذلك الثمن هم المدنيون".
وقال المسؤولون إن من بين الأفكار التي ناقشتها إسرائيل أيضا مع دول عربية، "السماح لقوات الأمن المدعومة من السلطة الفلسطينية بدخول غزة، للمساعدة في إدارة الأمن بالقرب من الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر".
لكن أبو غوش يستبعد تلك الفكرة إطلاقا مبررا ذلك بإعلان "السلطة الفلسطينية أنها لن تكون جزءا من تدابير إسرائيلي إلا ضمن حل سياسي شامل يؤمن الحقوق الفلسطينية ويؤكد الوحدة الجغرافية بين الضفة وغزة".
وقال إن القوات الفلسطينية "في نهاية المطاف لن تذهب على ظهر دبابة إسرائيلية".
ومن جهة أخرى، ترفض إسرائيل أي تواجد للسلطة الفلسطينية في غزة، وهي تفضل أن تعامل الفلسطينيين على أنهم مجاميع سكانية متفرقة لا تجمعهم أهداف وطنية وليسوا شعبا يملك حقوق سياسية، على حد قول أبو غوش.
"مسألة أيام"ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن عملية رفح "ستضمن التنسيق مع المسؤولين المصريين تأمين الحدود بين مصر وغزة"، لكن مصر تنفي ذلك.
وقالت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، الثلاثاء، إن "مزاعم تداول بين مصر وإسرائيل حول خطط دولة الاحتلال في اجتياح رفح، غير صحيحة. وهذا لم يحدث في الماضي، ولن يحدث في المستقبل".
ولطالما رفضت مصر علنا عملية رفح خشية منها أن تؤودي إلى تهجير المدنيين الفلسطينيين إلى أراضيها، وسبق لها التلويح بأن علاقتها مع إسرائيل "مهددة" حال تحركت قواتها نحو محور فيلادلفيا.
ومحور فيلادلفيا، المعروف أيضا بـ "محور صلاح الدين"، منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم.
ويقول عبدالواحد إن "إدخال قوات عسكرية ثقيلة مخالف لاتفاقية السلام، مما يعرض السيادة المصرية للخطر"، مردفا: "مصر لديها قناعة تامة بأن وجود قوات إسرائيلية في رفح يعجل بعملية التهجير القسري بسبب خلق حالة من صعوبة العيش الشديدة في المنطقة".
لكن شتيرن يرى أن عملية رفح "لا مفر منها" بالنسبة لإسرائيل في ظل عدم التوصل لصفقة مع حماس، مشيرا إلى أن هناك إجماع على هذه العملية وإن اختلف الإسرائيليون على تفاصيلها.
ويتابع: "لا أحد في إسرائيل يقول إن حماس ليست هدفا مشروعا والجميع يؤيد استهداف حماس، حتى لو كان ذلك في رفح".
ورغم أنه يقر بصعوبة العملية وسط وجود مليون نازح، وأنها من المؤكد ستسفر عن خسائر في صفوف المدنيين، حسب شتيرن، فإن المحلل الإسرائيلي نفسه يؤكد أن "وجود مؤشرات بأن إسرائيل تستعد بالفعل للعملية".
وقال إن "اجتياح رفح تظل مسألة أيام لربما".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وول ستریت جورنال محور فیلادلفیا اجتیاح رفح عملیة رفح على حماس أبو غوش فی رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
معركة الثقافة والمصطلحات.. ما سر انزعاج العدو الإسرائيلي من الأسماء الأصلية للمدن الفلسطينية؟
يمانيون../
يلعب الإعلام دورًا حيويًا في كشف المجازر والجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة بحق الشعب اليمني ومختلف الشعوب الحرة، فمن خلال نتائج وتداعيات مجزرة العدوان الأمريكي بحق المدنيين في حي فروة بالعاصمة صنعاء، وكذلك الصالة الكبرى، يتضح أهمية فضح جرائم أمريكا بشكل واسع.
وكون العدوان الأمريكي هو من يرتكب المجازر والجرائم بحق الشعوب، إما بطريقة مباشرة كما يحدث اليوم في اليمن، وحدث في فيتنام سابقاً، أو باستخدام أدوات دولية أو إقليمية أو محلية، فإن العدو الأمريكي يقدم نفسه حامياً وراعياً لحقوق الإنسان في العالم، بالإضافة إلى أنه يحرص على أن يظهر كطرف بعيد عن جرائم أدواته ومرتزقته، ويقدم نفسه كوسيط وداعية سلام، بينما في الحقيقة أنه المحرك للحروب.
وعلى الرغم من الجرائم الوحشية التي ترتكبها أمريكا عدوة الإنسانية، فإنها تحاول تفادي فضح جرائمها، وتبذل جهودًا كبيرة، وتحرص وتهتم ألا تفتضح جرائمها، ولا يعرف العالم ما ترتكبه بحق المدنيين والأطفال والنساء، سواء في اليمن أو في غيره.
وبالعودة إلى أهمية الإعلام في فضح جرائم العدوان الأمريكي بشكل واسع، فإن فيتنام على سبيل المثال أنموذجاً، ويؤكد أهمية الإعلام ودوره المحوري في وقف العدوان الأمريكي آنذاك على فيتنام.
في تلك الفترة، عندما بدأ البث الفضائي، وفي أمريكا على وجه الخصوص، كان هناك بعض الفضائيات مثل شبكة “سي إن إن” التي أوفدت مراسلين إلى فيتنام لتغطية الحرب، ونقلت تلك القنوات بعضًا من جوانب الانتهاكات والجرائم التي تعرض لها الشعب الفيتنامي، بالإضافة إلى تغطية حجم التضحية والخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمريكا، لا سيما في أرواح الجنود الأمريكيين، الأمر الذي انعكس سلبًا على أمريكا.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D9%81%D8%B6%D8%AD%20%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85%20%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D9%88%D9%88%D9%82%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85.mp4
بالإضافة إلى فضح الجرائم الأمريكية، يجب تسليط الضوء على مظاهر الفشل الأمريكي، التي تُسهم في كسر حاضنة التضليل والخداع الأمريكي، سواء للأمريكيين أنفسهم أو أمام الرأي العام العالمي.
بمجرد أن تابع الشعب الأمريكي وقائع ونتائج الحرب على فيتنام، خرج في مظاهرات تعارض الحرب، ومارس ضغطًا أجبر البيت الأبيض على وقف الحرب والانسحاب من فيتنام.
ولهذا يجب ألا يُستهان بالإعلام أو يُقلل من أهميته، وأهمية توثيق وفضح جرائم العدوان الأمريكي في اليمن، بحق المدنيين والأعيان المدنية، والعمل على إيصال مظلومية ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان أمريكي مباشر، إلى أكبر مختلف دول العالم، لتعرف حقد وإجرام أمريكا، وذلك من خلال القنوات الفضائية أو الإذاعات والمواقع الإلكترونية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والعلاقات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية وغيرها.
وكذلك فضح جرائم أمريكا والعمل على نشرها لتصل إلى دول العالم، وهذا يحقق نتائج عديدة أبرزها إحراج إدارة المجرم ترامب أمام الداخل الأمريكي وأمام العالم.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85.mp4
العمل الإعلامي الواسع في فضائح وجرائم العدوان الأمريكي يُسكت المرتزقة والأبواق وأدوات أمريكا، ويجعلهم يجدون صعوبة وحرجًا في الدفاع عن جرائم واضحة تطال المدنيين والأطفال والنساء، وعندما يضطر المرتزقة للدفاع عن جرائم أمريكا التي هي ضد الإنسانية، ينكشفون أمام الشعب اليمني الذي لا يخفى عليه دورهم في العدوان الأمريكي منذ عشر سنوات.
فمن خلال أهمية الإعلام وتوسيع نطاق العمل والنشر والتفاعل مع جرائم العدوان الأمريكي ضد المدنيين في اليمن، فإن الأبواق والمرتزقة يُحرقون مباشرة بمجرد الدفاع عن تلك الجرائم، وهذا ما نلاحظه في سياسة العدو الإعلامية بخصوص مجزرة حي فروة في صنعاء، التي عكست التوجه المرسوم للمرتزقة من قبل العدو الأمريكي.
سياسة العدو للمرتزقة معروفة منذ بدء العدوان الأمريكي، والمتمثلة في الإرجاف، وتضخيم الضربات والغارات الأمريكية، وتهويل قدرات العدو الأمريكي، والحديث عن دقته، والترويج بأنه نجح في تدمير القدرات العسكرية اليمنية.
وكذلك التقليل من جدوى المواجهة والدفاع عن اليمن وسيادته، وتخويف الناس البسطاء وإقلاقهم. أما في مجزرة فروة فتم توجيه المرتزقة للعمل على توجيه الاتهامات للضحية.
البوق المأجور "جمال المعمري" يحاول تبرئة #أمريكا من جريمة "حي فروة" الوحشية#الحقيقة_لاغير pic.twitter.com/B7PFF5rKCf
— الحقيقة لا غير (@alhaqiqalaghayr) April 22, 2025
هذه الاتهامات والأساليب ليست جديدة على الشعب اليمني، فمجزرة الصالة الكبرى التي ارتكبها العدو السعودي، سارع المرتزقة إلى تبرئة العدوان السعودي قبل أن تتحدث السعودية نفسها، وحاولوا نشر روايات أخرى، ولكن تحت ضغط مشاهد الجريمة وشهادة الناس في الحي، والعمل الإعلامي الواسع، اضطرت السعودية للاعتراف والإقرار بالجريمة.
وبخصوص الفشل والتخبط الأمريكي، الذي كان أحد نتائجه استهداف المقابر، فقد تحول ذلك إلى فضيحة ودليل إفلاس غير عادي.
وتحول ذلك الفشل إلى أزمة ثقة بين العدو الأمريكي وقيادات المرتزقة الذين يشتغلون لصالح دولة العدوان أمريكا، مثل المرتزق طارق عفاش ومن خلال حزب الارتزاق الإصلاح.
وفيما صار القصف الأمريكي للمقابر، بقدر ما هو إجرام، أصبح سبباً للسخرية من أمريكا ومخابراتها ومعلوماتها، إلا أن قناة واحدة من قنوات المرتزقة لها رأي آخر، دفاعاً عن أمريكا وفشلها وخزيها في قصف المقابر.
قناة تابعة للإمارات تتحدث عن نجاح #أمريكا باستهداف أنفاق تحت المقابر في #صنعاء#الحقيقة_لاغير pic.twitter.com/0rr791nUQa
— الحقيقة لا غير (@alhaqiqalaghayr) April 22, 2025
هذا الدفاع يعد من التطورات الجديدة لمرتزقة الإمارات في الساحل الغربي، بالإضافة إلى أن المرتزق طارق، وبعد أن خلصت دراهم الإمارات، وتأكد أن أمريكا ليست على أبواب صنعاء، وأنها فشلت في عدوانها على اليمن، أصبح يطالب بتحالف دولي للوقوف معه في المعركة، ما لم فإنه ليس على استعداد للمواجهة.
وعن الموقف اليمني الشامل عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وثقافيًا وفي كل المجالات، وتأثيره على العدو الإسرائيلي، يرى المجرم نتنياهو أن الشعب اليمني كابوس على مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ناتج عن النصر الذي يحققه الشعب اليمني بوعيه الثقافي وحضوره الجهادي في مختلف الساحات، وإيمانه بالله تعالى وثباته على الموقف الأخلاقي والإنساني تجاه فلسطين المحتلة.
وعلى هامش المعركة العسكرية، يحقق اليمن نصرًا ثقافيًا وتاريخيًا ويجبر العدو على الاعتراف به من خلال الانزعاج الشديد من العودة، إلى الأسماء والمصطلحات الفلسطينية الأصلية، وهذا بعد سنوات من اعتقاد العدو أنه حسم المعركة الثقافية والتاريخية في فلسطين المحتلة.
ولهذا فإن معركة الوعي الثقافية والتاريخية، معركة لها بعدٌ آخر في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ربما لم ينتبه له الكثيرون لولا أن المجرم نتنياهو هو من كشف عن هذا البعد الثقافي من خلال الانزعاج الشديد.
لقد انزعج المجرم نتنياهو من النتيجة والأثر الذي أحدثته طائرة يافا المسيَّرة عسكريًا، ومن تسميتها بهذا الاسم الحقيقي، وهذا يعكس الأهمية الكبيرة جدًا للمصطلحات والأسماء وما يتعلق بها في الأداء الإعلامي على المستوى العالم العربي والإسلامي، وهذا بالضبط ما تحدث عن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- في خطابه اليوم الخميس.
وهذا يؤكد أن اليهود والصهاينة المحتلين ينزعجون -كما السيد القائد- من حرب المصطلحات، ويغتاظون وينزعجون من استخدام المصطلحات والأسماء الأصلية للمدن والبلدات الفلسطينية، كما أن هذا الانزعاج يكشف إلى أي مدى يقلق اليهود التاريخ، لأنهم يعملون على طمس الحقائق وتغيير المعالم وتهويد كل شيء في فلسطين المحتلة، حتى المسميات والمصطلحات والأماكن.
نتنياهو واليهود وأهمية حرب المصطلحات في مواجهة المشروع الصهيوني#الحقيقة_لاغير pic.twitter.com/9OLqmJKgqm
— الحقيقة لا غير (@alhaqiqalaghayr) April 22, 2025
عباس القاعدي| المسيرة