ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية "من لشبونة إلى أوديسا"
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدفاع عن القيم الأوروبية في أوروبا الممتدة "من لشبونة إلى أوديسا".
تحدث ماكرون عن مستقبل أوروبا في كلمة ألقاها في جامعة السوربون في باريس قائلا: أن تكون أوروبياً لا يعني ببساطة أن تعيش على أرض تمتد من بحر البلطيق إلى البحر الأبيض المتوسط أو من المحيط الأطلسي إلى البحر الأسود.
تصريح ماكرون يتناقض مع تصريحات سابقة أدلى بها قبل الصراع في أوكرانيا. فمثلا، خلال مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2020، دعا لتطوير "الفضاء الأوروبي من لشبونة إلى فلاديفوستوك".
إقرأ المزيد بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر بلجيكا تستأنف استيراد الماس من روسياالتعريف الأخير للفضاء الأوروبي يتوافق مع توصيف الزعيم الأول لفرنسا، الجنرال شارل ديغول، الذي تحدث عن أوروبا الممتدة من المحيط الأطلسي وحتى جبال الأورال.
وحث ماكرون في وقت سابق أوروبا على مواجهة تحديات "عالم متغير"، محذرا من أن "أوروبا اليوم فانية وقد تموت".
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون أوديسا أوروبا البحر الأبيض المتوسط البحر الأسود المحيط الأطلسي فلاديفوستوك فلاديمير بوتين من لشبونة إلى
إقرأ أيضاً:
لماذا خيب ماكرون الآمال؟
عندما تم انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً فرنسياً لأول مرة في ربيع 2017، تم تقديمه بصفته مستقبل التعددية الليبرالية، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن فوزه كان "رفضاً للموجة الشعبوية المناهضة للمؤسسة" في ذلك الوقت.
يقدم ماكرون درساً عملياً في استنزاف الليبرالية
وكان "الزعيم القادم لأوروبا" وفق غلاف مجلة تايم، وذهبت مجلة إيكونوميست أبعد من ذلك، فسألت عبر غلافها عما إذا كان "منقذ" أوروبا، وأعلنت أنه كان يقود ثورة في السياسة الديمقراطية "بدون رمح أو مذراة".
وبعد 7 أعوام، أصبحت "ثورة" ماكرون "السلمية" و"الديمقراطية" في حالة خراب، حيث يكافح الرئيس للتعامل مع أزمة سياسية من صنعه، كما كتب الصحافي أوليفر هاينز في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
سلسلة خسائرفي يونيو (حزيران)، دعا ماكرون إلى انتخابات تشريعية كانت غير ضرورية، فخسرها، ورفض الاعتراف بالهزيمة.
وخلال الصيف، مرت فرنسا بثاني أطول فترة من دون حكومة في تاريخها الحديث، ولم تتمكن الحكومة التي قادها ميشال بارنييه من البقاء إلا لفترة قصيرة بفضل اتفاق مع أقصى اليمين، قبل أن تنهار بعد تصويت بحجب الثقة في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).
وبالرغم من أن ماكرون عين الآن فرانسوا بايرو رئيساً للوزراء، من غير الواضح كيف يحل هذا المشكلة الأساسية المتمثلة في أن الرئيس وأجندته مكروهان على نطاق واسع في البلاد، ويواجهان معارضة واسعة في البرلمان.
"If his economic record undermines the narrative that Macron was the candidate of innovation and sound finances, his social and political record demonstrates that the Macron revolution was neither peaceful, nor particularly democratic." - @reality_manager https://t.co/C5Nx4fQLea
— Phineas James (@PhineasJFR) January 2, 2025تفسر الموازنة العامة للماكرونية سلسلة خسائره. فعندما تولى منصبه، كان عجز فرنسا 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بلغ العجز 6.2%.
من هم المستفيدون من هذا التبذير؟ بالتأكيد ليسوا طلاب المدارس العامة ومعلميهم المرهقين الذين يتعين عليهم العمل مع أكبر الصفوف في أوروبا. ولا هم الأعداد المتزايدة من الناس الذين يعيشون في "صحارى طبية"، حيث لا وجود لوصول كافٍ إلى الأطباء أو الجراحين.
لكن أداء الأثرياء كان جيداً جداً، حيث زادت ثروات الأربعة الأوائل في فرنسا بنسبة 87% منذ 2020 وفق منظمة أوكسفام.
وكان برنامج ماكرون برنامجاً لتخفيضات ضريبية غير ممولة للأثرياء، وافترض موالو الرئيس خطأ أنه سيزيد من النشاط الاقتصادي وبالتالي تحصيل الضرائب، ووفق الملهم الاقتصادي الخاص لماكرون، "لم تكن هذه استراتيجية سيئة، لكنها لم تنجح".
ماذا عن السجل الاجتماعي والسياسي؟وفق الكاتب، إذا كان سجله الاقتصادي يقوض السردية القائلة إن ماكرون مرشح الابتكار والمالية السليمة، فإن سجله الاجتماعي والسياسي يبرهن أن ثورة ماكرون لم تكن سلمية ولا ديموقراطية بشكل خاص.
وشهد عهد الرئيس ماكرون تصاعداً ملحوظاً في عنف الشرطة، مع زيادة أعداد الرصاصات التي أطلقتها قوات الأمن، وارتفاع طفيف في عدد القتلى نتيجة تدخل الشرطة، فضلًا عن استخدام مكثف للرصاص المطاطي ضد الحشود.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سياساته في تطبيع خطاب اليمين المتطرف، من خلال تناول مواضيعهم المفضلة، واعتماد لغتهم، وتمرير قانون الهجرة الذي وصفته مارين لوبان بأنه "انتصار أيديولوجي".
My piece in the Guardian on Macron's failures and what it says about liberalism more generally. https://t.co/WKBW9ZOCYn
— Olly (@reality_manager) January 2, 2025علاوة على ذلك، حكم ماكرون بطريقة معادية للديمقراطية بشكل متزايد، ودفع بتدابير غير شعبية للغاية عبر استخدام المادة 49.3 من الدستور لتمرير القوانين بدون تصويت برلماني، وحاول إبعاد التحالف اليساري للجبهة الشعبية الجديدة عن الحكومة، بالرغم من فوزه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية هذا الصيف.
من هي فانيسا لانغار التي باتت فرنسا تشبهها؟حسب الكاتب، باتت فرنسا أشبه بفانيسا لانغار، إحدى المحتجات من مسيرات السترات الصفراء والتي التقى بها مؤخراً.
وكانت لانغار تعمل في مجال الديكور واضطرت إلى قبول وظيفة ثانية للمساعدة في دفع تكاليف رعاية جدتها.
وأصيبت لانغار برصاصة مطاطية في وجهها وأعمتها خلال احتجاج في ديسمبر (كانون الأول) 2018، وعندما تحدث الكاتب إليها، كانت في حالة من الذهول، وكانت تبكي وهي تصف غضبها من رفض الدولة الفرنسية تصنيفها ضحية لعنف الشرطة، وكيف علقت والدتها بأنها أصبحت أكثر ضعفاً منذ الاعتداء. وتُظهر حياة فانيسا آثار الماكرونية في صورة مصغرة. لقد وقعت ضحية لحملته القمعية على المعارضة، وأعمتها الأسلحة العسكرية التي تنشرها الدولة بشكل متزايد ضد مواطنيها. وهي الآن في الأربعين من عمرها وغير قادرة على العمل وتعيش على المزايا الضئيلة التي تُدفع للأشخاص ذوي الهمم في فرنسا، وهي واحدة من مئات الآلاف الذين دفعهم ماكرون إلى حالة من عدم الاستقرار.
وتحتاج فانيسا إلى الرعاية وبالتالي تعتمد على نظام صحي متزايد الإجهاد وتريد الحكومة خفضه أكثر، وهي واحدة من 56% من الفرنسيين الذين يقولون إن الحياة أصبحت أصعب بسبب انخفاض الدخول وارتفاع التكاليف، وواحدة من 85% من الناس الذين يخشون أن تؤثر الموازنة المقبلة سلباً على وضعهم المالي، وواحدة من 77% يفهمون أن هذه نتيجة لقرارات سياسية.
لدى ماكرون أكثر من عامين حتى الانتخابات المقبلة، لكنه لا يُظهر أي علامة على تغيير المسار.
ويقدّم ماكرون درساً عملياً في استنزاف الليبرالية، حيث يبقى شكلها ومظهرها، لكن يتم تفريغها من محتواها وقيمها. والنتيجة هي كيان أجوف وهش، عاجز عن تحسين حياة أي شخص باستثناء الأثرياء، وغير قادر على مواجهة حقائق مزعجة مثل نتائج الانتخابات المخيبة، أو حتى تقديم نقد أخلاقي لليمين المتطرف الذي يهددها، فضلًا عن عجزه السياسي عن وقف صعود هذا التيار.
وكما قال هاينز: "الماكرونية فشلت".