المرتضى من طرابلس: نتوق إلى وطن قادر على حفظِ سيادته من الاعتداءات
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى، ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إطلاق المؤتمر العلمي العاشر لنقابة أطباء الأسنان تحت عنوان "scan the future"، في حرم جامعة بيروت العربية في طرابلس.
وحضر المؤتمر النائب فادي كرم، رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي، نقيب الأطباء الدكتور محمد صافي، نقيب أطباءالأسنان الدكتور ناظم حفار، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، نقيب أطباء الأسنان في فلسطين بسام لوباني، وموسى العش ممثلا النائب ايهاب مطر، وممثلي نقباء المهن الحرة في الشمال وبيروت وفاعليات.
المرتضى ورأى المرتضى في كلمته أن "السياسة ثقافة والعيش الوطني ثقافة والحياة اليومية ثقافة والقانون ثقافة، وكذلك الطب والهندسة وسائر العلوم، ومقاومة الظلم والعدوان أيضا ثقافة، ولعل الأصل الجامع لها كلها، هو أنها معا تشكل العناصر الأساسية والضرورية لتحديد هوية الوطن، تماما كما تشكل الأغصان معنى الشجرة".
أضاف: "ليس هذا المؤتمر العلمي العالمي سوى إعلان صريح من نقابة أطباء الأسنان في طرابلس، بأنها متجذرة في الحراك الثقافي المتأصلِ في ألق الفيحاء ووهج نقاباتها، وذلك منذ أول نشوء الدولة وقيام مؤسساتها الرسمية، وتكون مجتمعها المدني، حراك توجته العروبة هذا العام بأن جعلت من طرابلس عاصمة ثقافتها، اعترافا بما تختزن المدينة من إرث أزمنة وأقوام وحضارات".
وتابع: "لكنني قبل الخوضِ في مضامين الخطاب، لا بد لي من التشديد على نقطتين: أُولاهما أن المجتمع المدني في أي دولة ديمقراطية لا يقوم حقيقة إلا بالعمل النقابي؛ وبخاصة ذاك الذي تتولاه نقابات المهن الحرة المنظمة بقانون، ومنها طبعا نقابة طب الأسنان. فإن نمو الدولة اللبنانية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا كان لحقبة خلت، نتيجة الصراع الذي قادته النقابات، وصوبت في كثير من مفاصله أداء السلطة وتوجهاتها. أما خلال العقدين الأخيرين فقد شهد لبنان طفرة من جمعيات تنسب إلى نفسها انتماء إلى المجتمع المدني، لكن بعضها في الحقيقة كان قناة لتنفيذ أجندات خارجية، لها سياسات دولها ومنظماتها التي لا تأتلف في كثير من الوجوه مع قيمنا ومصالحنا وحقوقنا. ولأني لا أرغب ههنا في أن أنتقد أحدا، أو أفتح، ولو بالذكرى أبوابا أغلقناها منذ حين بإحكام، أنظر الآن بإيجابية إلى الدور البناء الذي قامت وتقوم به نقابات المهن الحرة وسائر التجمعات العمالية والقطاعية في نضالها المطلبي لتحسين واقع الوطن والمواطنين من جوانبه كافة، وما مؤتمر اليوم إلا ثمرة من ثمرات هذا النضال".
واردف: "أما النقطة الثانية التي أود التشديد عليها، فهي أن فسطاط الثقافة واسع يحتضن الأنشطة البشرية كلها، وليس مقتصرا على الفنون الجميلة وحدها. السياسة ثقافة، العيش الوطني ثقافة، الحياة اليومية ثقافة، القانون ثقافة، وكذلك الطب والهندسة وسائر العلوم، ومقاومة الظلم والعدوان أيضا ثقافة، ولعل الأصل الجامع لها كلها، هو أنها معا تشكل العناصر الأساسية والضرورية لتحديد هوية الوطن، تماما كما تشكل الأغصان معنى الشجرة".
وقال: "نعم أيها السادة نحن بحاجة إلى ثقافة نقول عبرها من نحن. هل نحن مواطنون في دولة واحدة ننتمي إليها فردا فردا؟ أم شعوب متجاورة تبحث دائما عن خصائص تفرق وتميز؟ هل نتوق فعلا إلى وطن سيد، قادر بقوة أبنائه وقدراتهم الذاتية روحيا ونفسيا وماديا، على حفظ سيادته وحريته وحقوقه وثرواته من اعتداءات أهل الظلم والعدوان؟ هل نسعى إلى بناء مجتمعٍ يحفظ التنوع ويحافظ على القيم، ويعالج الأمراض والاعوجاج وينقي البياض، كما يفعل أطباء الأسنان؟ هل نحن مقتنعون بأن التغيير الحقيقي يبدأ بالعلم والثقافة، وخصوصا باكتناه تراثنا، والخروج به لملاقاة الآخر في العالمين القريب والبعيد وفهمه والتأثير عليه والتأثر به؟ هل نحن واثقون من أن تجذرنا في وطنيتنا هو المفتاح الذي يفتح أمامنا باب الدخول إلى حداثة حقيقية، نكون فيها فاعلين لا مستجيبين فقط؟".
وختم: "أسئلة كثيرة من هذا القبيل تطرح نفسها على اللبنانيين، وتشكل لهم تحديات على الصعيدين الشخصي والعام. وإني من هذا المنظور أرى أن مؤتمر أطباء الأسنان الذي نحن فيه، مناسبة للإجابة على بعض الأسئلة المطروحة، ولو ضمن الإطار العلمي البحت. فبمقدار ما ننمو في المهن والمواهب التي لنا، نرفع من قيمة وجودنا المعرفي ومن رؤيتنا الثقافية الشاملة، وتاليا من شأن وطننا لبنان. وهذا المؤتمر الذي اعتادت النقابة أن تقيمه عاما بعد عام، يكتسب اليوم معنى جميلا إضافيا باعتباره يشكل فصلا من فصول طرابلس، عاصمة الثقافة العربية لعام 2024. وهي باعتقادنا فرصة لإعادة وضع المدينة والشمال كله على سكة تنمية، نأمل أن تصير مستدامة وتشمل جميع الميادين". حايك بدوره، ألقى نائب النقيب رئيس لجنة المؤتمر جوزيف حايك كلمة أعرب فيها عن فخره للقاء مجتمع أطباء الأسنان، مؤكدا "السعي في قصة تحد وإصرار في مواجهة الأوضاع في لبنان وغزة، التي كانت مقيدة بوقف أي جهود، ومع ذلك أردنا أن نؤكد ان التحديات تزيد جرأة كبيرة لتنفيذه".
وأوضح أن "أبرز الانجازات التي تحققت من خلال المؤتمر والمحاضرات العالمية من خلال مشاركة ممثلين من انحاء العالم، دليل على التزام أحدث المعلومات لمجتمعنا"، لافتا الى ما يتضمنه المؤتمر على مستوى أحدث التقنيات كمنصة للتواصل لما يحتويه. وأعلن "الحصول على اعتماد دولي لأول مرة في النقابة التي تخول المشارك في المؤتمر الإفادة دوليا".
وشكر النقيب حفار ومن شارك من أطباء الأسنان في إنجاح المؤتمر، كما خص بالشكر رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي.
الحفار من ناحيته، ألقى النقيب حفار كلمة، شكر في مستهلها الرئيس ميقاتي والوزير مرتضى، ونقيب أطباء اسنان فلسطين وقدومه من القدس الغربية. ولفت الى الأحداث الهمجية في المنطقة موجها التحية الى المجاهدين في غزة والجنوب، والسلام الى غزة حتى تبرد جراحها"، داعيا الى الوقوف دقيقة صمت لأرواح شهدائها.
وشكر شريك المؤتمر رئيس الجامعة، ورئيس فرع طرابلس وشركات التجهيزات الطبية ورئيس غرفة طرابلس، وخص اللجان المنظمة ومن شارك والنقباء السابقين، وقال: "لقد عملنا بجهد لنرفع من المستوى العلمي للزملاء ونتوج ذلك بالمؤتمر، ويحب أن نتجه الى تطبيق قانون الاعتماد ونثبت أنه عندنا كفاءات عالية بفعالية علميا واجتماعيا ووطنيا، الى جانب نقابات المهن الحرة في طرابلس".
كذلك، تحدث حفار عن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية مهديا الحفل الى طرابلس في هذه المناسبة "لأن طرابلس الكبرى نحبها ونحب أن يراها الناس باعيننا الغنية والقوية والعظيمة الجميلة، وهكذا نريد أن يراها الجميع".
الشعراني وتناول ممثل رئيس جامعة بيروت العربية مدير حرم طرابلس هاني شعراني، أهمية المؤتمر لطلاب الأسنان والأطباء والباحثين، مشدداً على "أهمية التعليم الطبي المستمر، الذي يسمح بتوفير فرص التواصل ويسهم في بناء شبكات اجتماعية قوية، ويعزز دور ومكانة طرابلس كمركز مهم في المجتمع الطبي العالمي".
وأكد شعراني أن خبرة وكفاءة لجان أطباء الأسنان هي على قدر من الأهمية، إذ ترفع مستوى الجودة الصحية، شاكراً "الجهود التي تضعنا أمام تحديات كثيرة طبية تسهم في نجاح التشخيص والعلاج وفي التخصيص للعلاج التي يوفرها التطور التكنولوجي الذي يضمن تحسين الرعاية الصحية". كذلك، شدد شعراني على أن "جامعة بيروت العربية تدعم النقابات ومختلف الهيئات وتسعى إلى فتح اختصاصات جديدة من من صيدلة والتسويق وهندسة الكومبيوتر".
يذكر أن المنظمين أضافوا الى بطاقات الدعوة والى الملصقات واللافتات الخاصة بالمؤتمر، وعلى الشاشة الرئيسية خلال جلسات المؤتمر، شعار "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" الذي تعتمده وزارة الثقافة، وأضافوا الى برنامج الاحتفال مقطوعات موسيقية وغنائية.
وفي ختام المؤتمر، قدم النقيب حفار وحايك باسم المؤتمر درعا تقديرية للوزير المرتضى عربون تقدير واحترام، كما خصصت دروع للرئيس ميقاتي ونقيب أطباء فلسطين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أطباء الأسنان المهن الحرة
إقرأ أيضاً:
اليابان.. عقار جديد لإعادة نمو الأسنان المفقودة
يختبر أطباء أسنان يابانيين عقاراً جديداً قد يجعل الأشخاص الذين فقدوا أسناناً قادرين على الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.
على عكس الزواحف والأسماك، التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى، لا تنمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان، لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي، التابع لكلية البحوث الطبية في مدينة أوساكا، كاتسو تاكاهاشي الذي أطلق فريقه خلال أكتوبر الماضي، تجارب سريرية في مستشفى أوساكا، موفراً لأشخاص بالغين دواءً تجريبياً، يقولون إنه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية، بحسب موقع الحرة.
ويقول تاكاهاشي لوكالة فرانس برس، إنها تقنية “جديدة تماماً” في العالم. غالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة، بسبب التسوس أو الالتهابات، على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً.
ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن “استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها”. وتشير الاختبارات التي أجريت على فئران وقوارض، إلى أن وقف عمل بروتين (يو ساغ 1 / USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.
وفي دراسة نشرت العام الفائت، قال الفريق إن “العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر”.
في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات “الماسة” للمرضى، الذين خسروا 6 أسنان دائمة أو أكثر منذ الولادة. ويشير تاكاهاشي إلى أن الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0,1% من الأشخاص، الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة، لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف إن “هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم”. لذلك، يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل العام 2030.
ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل، باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.
في حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، “إن مجموعة تاكاهاشي تقود المسار”. ويعتبر كانغ أن عمل تاكاهاشي “مثير للاهتمام ويستحق المتابعة”، لأن الدواء المكون من الأجسام المضادة، يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـUSAG-1، يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام، مضيفاً أن “السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه”، متابعاً: “إنها ليست سوى البداية”.
يرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أن طريقة تاكاهاشي “مبتكرة وتحمل إمكانات”. ويقول لوكالة فرانس برس إن “التأكيد أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية، قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل”، مشيراً أن “النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر”.
ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير “تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة”.
يشير تاكاهاشي إلى أن موقع السن الجديد في الفم يمكن التحكم به، إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء. وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ، فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على قوله.
ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى، إذ أن الهدف الرئيسي هو اختبار سلامة الدواء لا فعاليته. لذا يمثل المشاركون في المرحلة الحالية بالغين صحتهم جيدة، خسروا سناً واحدة على الأقل.
ومع أن تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، إلا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي. إذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي “سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك”.
وتظهر بيانات وزارة الصحة اليابانية أن أكثر من 90% من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً، خسروا سنّاً واحداً على الأقل. ويقول تاكاهاشي “ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع”.
الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب