بوابة الوفد:
2025-01-20@20:58:01 GMT

التصويت والضمانة الديمقراطية

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

استخدم التصويت كأحد مظاهر الديمقراطية اعتبارا من القرن السادس قبل الميلاد، كجزء من الديمقراطية الأثينية، كان ينظر على التصويت باعتباره أقل الطرق ديمقراطية فى اختيار أصحاب المناصب العامة، ولم تكن مستخدمة بكثرة، بسبب الاعتقاد بأن بنية التصويت تنحاز لصالح المواطنين الأغنياء والمعروفين.

عموما كانت عملية التصويت تتأثر بطريقة الاستطلاع.

تدل النقوش المنتشرة بواسع فى أثينا وباقى الدول اليونانية على أن ممارسة الأثينيين كانت التصويت برفع الأيدى باستثناء المسائل التى تتعلق بالأفراد كما فى الدعاوى القضائية واقتراحات الاوستراكية وهى  إبعاد مواطن ما إلى المنفى لمدة عشر سنوات، تتم من خلال الاقتراع السرى أحد أقدم أشكال التصويت المسجلة فى أثينا وهى التصويت التعددى، حيث كانت طريقة غير محبذة تحديدا فى تصويت الأوستراكية.

فى روما كانت الطريقة السائدة فى التصويت حتى القرن الثانى قبل الميلاد هى التقسيم، ولكن هذا النظام أصبح عرضة للترهيب والفساد. عندها تم إقرار سلسلة من القوانين بين 139 و107 قبل الميلاد تتطلب استخدام بطاقة الاقتراع، وهى قشرة من الخشب مطلية بالشمع، لجمع القرارات الصادرة عن المجالس الشعبية لاقرار أى مشروع كانت الأغلبية البسيطة كافية لجمع الأصوات القيمة ذاتها، ولكن فى المجالس الشعبية فى روما كان التصويت يتم عن طريق مجموعات حتى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث امتلكت الطبقة الأكثر ثراء الأغلبية الحاسمة.

معظم الانتخابات فى تاريخ الديمقراطية تمت باستخدام التصويت التعددى أو أحد أشكاله، باستثناء دولة البندقية فى القرن الثالث عشر، حيث اعتمدت التصويت بالموافقة لانتخاب المجلس الأعلى.

كانت طريقة البندقية فى اختيار الدوق معقدة، حيث تتكون من خمس جولات من سحب القرعة وخمس جولات من التصويت بالموافقة. من خلال القرعة يتم اختيار هيئة من ثلاثين ناخبا، ثم يتقلص مرة أخرى من خلال القرعة إلى تسعة. يقوم هذا المجمع الانتخابى بانتخاب أربعين شخصا من خلال التصويت بالموافقة، يتم تخفيض عدد هؤلاء الأربعين إلى اثنى عشر شخصا من خلال القرعة ليشكلوا المجمع الانتخابى الثانى. يقوم المجمع الانتخابى الثانى بانتخاب خمسة وعشرين شخصا من خلال التصويت بالموافقة، يتم تخفيض عدد هؤلاء الخمسة والعشرين ليصبحوا تسعة أشخاص من خلال القرعة ليشكلوا المجمع الانتخابى الثالث. يقوم المجمع الانتخابى الثالث بانتخاب خمسة وأربعين شخصا من خلال التصويت بالموافقة يتم تخفيض هؤلاء الخمسة والأربعين ليصبحوا أحد عشر شخصا من خلال القرعة ليشكلوا المجمع الانتخابى الرابع. يقوم المجمع الانتخابى الرابع بانتخاب المجمع الانتخابى الأخير المكون من واحد وأربعين شخصا والذى بدوره يقوم بانتخاب الدوق!!

على الرغم من تعقيد هذه الطريقة إلا أنها تمتلك خصائص جيدة، حيث تجعل من الصعب التلاعب بنتائج الانتخابات وضمان أن الرابع يعكس رأى كل جميع فصائل الأقلية والأغلبية. هذه العملية مع تغييرات طفيفة، كانت محور العملية السياسية فى جمهورية البندقية خلال الفترة إلى امتدت أكثر من 500 عام من 1268 حتى 1797.

تطورت النظم الانتخابية بعد ذلك حيث قام جان شارل بوردا بتقديم طريقة بوردا عام 1770 لانتخاب الاكاديمية الفرنسية للعلوم. اعترض الماركيز كوندورسيه وقام بطرح بطريقة المقارنة الثنائية. ولاحقا خلال القرن الثامن عشر عادت طريقة التقسيم إلى الأضواء بعد إصدار دستور الولايات المتحدة الذى ألزم بأن يكون عدد مقاعد مجلس النواب المخصص لكل ولاية يتناسب مع عدد سكانها، ولكنه لم يحدد كيفية القيام بذلك. وحدثت عدة عمليات تطوير تصب فى صالح العملية الانتخابية لتأخذ كل دولة ما يناسبها منها لإجراء العمليات الانتخابية فيها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن القرن السادس عملية التصويت الدول اليونانية من خلال القرعة شخصا من خلال قبل المیلاد

إقرأ أيضاً:

كسر نصاب جلسة البرلمان قبيل التصويت على موازنة 2025

كسر نصاب جلسة البرلمان قبيل التصويت على موازنة 2025

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: الديمقراطية الأمريكية تتفوق على أي انتصار فردي
  • أستاذ علوم سياسية: شخصية ترامب لا تجعلنا نستغرب ما يقوم به وما يقرره
  • افتتاح مجمع حي السلام الصحي في المعبيلة الجنوبية بالسيب
  • توثيق 1985 انتهاكاً حوثياً لحقوق الإنسان خلال 2024
  • الدكتورة سحر السنباطي: تشكيل "مسرح تفاعلي" يقوم على الترويج لقضايا الطفل
  • كسر نصاب جلسة البرلمان قبيل التصويت على موازنة 2025
  • الأوف شولدر يعكس شباب يسرا في حفل جوي أورد (صور)
  • الإسلام هو الحل والضمانة لتصحيح مسار الديموقراطية
  • غليزان.. الأمن يوقف 17 شخصا محل بحث خلال عمليات مداهمة
  • وفاة 14 شخصا في حوادث المرور والاختناق بالغاز