تظل ذكرى تحرير سيناء عالقة فى أذهان وقلوب المصريين عبر الأجيال المختلفة، مستعيدين معها ذكريات نصر أكتوبر 1973 التى كانت بداية الطريق نحو استعادة شبه جزيرة سيناء من إسرائيل، إذ تلتها معارك تفاوضية قادت لتحرير الأرض فى الـ 25 من أبريل عام 1982، إلا أن إسرائيل ماطلت برفض الانسحاب من مدينة طابا، التى حُررت فى مارس 1989، بعد سنوات عبر التحكيم الدولى، معركة التحرير لم تكن وليدة اللحظة وإنما جاءت نتيجة عمل مكثف وجاد من الدولة المصرية بكل مكوناتها على مدار سنوات طويلة، انتصرت فيها مصر عسكريا وسياسيا دبلوماسيا على دولة الاحتلال الإسرائيلى.

فتحية تقدير وإجلال لكل من دفع دمه وروحه من أجل استعادة هذه البقعة الغالية من أرض مصر، والتى تحظى بمكانة خاصة جدا فى نفوس المصريين.

ولم تكن معركة تحرير الأرض من الاحتلال هى نهاية المطاف، فالطامعون فى هذه البقعة الغالية كُثر، لذلك كانت هناك محاولات من جانب جماعات الإرهاب والشر للسيطرة على سيناء وجعلها مركزا لما وصفوه بالدولة الإسلامية لبث شرورهم وإرهابهم تجاه مصر والعالم، لذلك كان الهدف الأول أمام الدولة مع تولى الرئيس السيسى حكم البلاد، هو خوض حرب ضد هذه الجماعات وتمكين الدولة وإحكام سيطرتها على سيناء وهى الحرب التى استمرت سنوات انتهت باقتلاع الإرهاب من جذوره.

ومن معارك التحرير، إلى معارك البناء، انطلقت الدولة المصرية إيمانا بأن التنمية والقضاء على الفقر هى حائط الصد الأول لحماية الأرض من مطامع المحتلين والإرهابيين، فتحركت الدولة جاهدة، لتسريع وتيرة البناء فى تلك الرقعة الجغرافية التى تمثل 6% من إجمالى مساحة البلاد، لتعيد إليها الحياة بعد سنوات، لطالما اشتكى خلالها أهلها من الإهمال والتهميش، فضلاً عن معاناتهم من ويلات الحروب، لتسطر الدولة ملحمة فى استرداد الأرض ونموذجا حيا فى قهر اليأس والتأكيد على صلابة وقوة إرادة الشعب المصرى.

لذلك ذكرى التحرير تمثل نموذجا مهما، تنهل منه الأجيال معانى الكفاح والولاء والانتماء، ودرساً فى الحفاظ على التراب الوطنى بالعمل الجاد والرؤية الواضحة التى تتخطى الحاضر وتنظر بعين المستقبل ومتطلباته، وهو ما يعكس أهمية معركة البناء والتنمية التى نخوضها اليوم جميعاً والتى لا تقل فى أهميتها وما تواجه من تحديات عن معارك الأجداد، حيث تعتبر شبه جزيرة سيناء محوراً أساسياً ضمن استراتيجيات التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة، لما لها من أهمية جغرافية ومكانة تاريخية، بالإضافة إلى كونها أحد أهم أركان الاقتصاد المصرى بما تمتلكه من موارد ومقومات طبيعية وبشرية.

وشهدت أرض الفيروز خلال السنوات الماضية طفرات واضحة، كان أبرزها تحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل وبناء الإنسان والارتقاء بالخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية، علاوة على تعزيز الاستثمارات فى القطاعات الحيوية وربط بوابة مصر الشرقية مع محافظات الجمهورية، وذلك من خلال تضافر الجهود الحكومية مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى، فضلا عن تعزيز التنمية السياحية، من خلال دعم مبادرة «التجلى الأعظم»، والتى تهدف إلى تطوير المواقع فى شبه جزيرة سيناء لجذب السياحة الروحية والترفيهية إلى المنطقة، للمحافظة على المواقع ذات الأهمية التاريخية والروحانية.

كما عملت الدولة على تعزيز القدرات الصناعية بسيناء ومدن القناة، حيث زاد إجمالى الاستثمارات العامة الموجهة لتنفيذ مشروعات فى سيناء ومدن القناة نحو 10 أضعاف لتصل إلى 58.8 مليار جنيه عام 2023/ 2024، مقارنة بـ 5.9 مليار جنيه عام 2013/ 2014، فضلاً عن 377 فرصة استثمارية متوفرة على الخريطة الاستثمارية.

وأخيرا.. أتوجه بتحية تقدير للقيادة السياسية والقوات المسلحة والدبلوماسية المصرية والشعب المصرى وكل من دعم وساند حق مصر فى تحرير أرضها من براثن الاحتلال وصولا إلى هذه اللحظة التى تتمتع فيها مصر بسيادة كاملة على أراضيها، لتتفرغ لمعركة البناء والتنمية التى أصابت كل شبر من أرض مصر وفى القلب منها سيناء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى ذكرى تحرير سيناء الأجيال المختلفة شبه جزيرة سيناء التحكيم الدولى

إقرأ أيضاً:

حملة ازالة مكبرة فى حى الزهور بشمال سيناء.. تفاصيل

قاد رئيس مركز ومدينة العريش، محسن سالم محمد، حملة إزالة مكثفة استهدفت حي الزهور. جاءت الحملة كجزء من خطة شاملة لتنظيم أعمال البناء ومواجهة التجاوزات التي تعرقل التنمية المستدامة وتهدد المظهر الحضاري للمدينة.

مشاركة واسعة من الجهات المختصة

تألفت الحملة من فرق عمل متعددة ضمت أعضاء من الإدارة الهندسية، وقسم الإشغالات، وقسم الإزالات، بالإضافة إلى رئاسة حي الزهور.

وقد استخدمت معدات مجلس مدينة العريش لتنفيذ أعمال الإزالة والهدم، حيث استهدفت الحملة المباني المخالفة التي أقيمت دون الحصول على التراخيص اللازمة.

تفاصيل الإجراءات

ركزت الحملة على إزالة عدد من المباني التي تم إنشاؤها بالمخالفة للقوانين، إضافة إلى هدم أسوار تعدت على أملاك الدولة. كما تم توقيف أعمال بناء غير مرخصة في مهدها، مع مصادرة مواد البناء المستخدمة في تلك الأعمال لضمان عدم استئنافها.

وأكد القائمون على الحملة أن جميع الإجراءات تمت وفق القوانين المعمول بها، وبما يضمن الحفاظ على حقوق الدولة والمجتمع.

استمرار الحملة في الأحياء الأخرى

أوضح رئيس مركز ومدينة العريش أن الحملة لن تقتصر على حي الزهور، بل ستتواصل لتشمل جميع أحياء المدينة. وأكد أن العمل سيستمر بوتيرة مكثفة لتطبيق القانون بكل حزم على المخالفين، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة الدولة لإعادة تنظيم أعمال البناء وتعزيز الانضباط العمراني.

أهمية الحملة وتأثيرها

تأتي هذه الحملة في سياق رؤية أوسع لتعزيز سيادة القانون وحماية أملاك الدولة من التعديات. كما تسعى إلى تحسين المظهر الحضاري للمدينة وضمان الالتزام بالتخطيط العمراني، مما يعزز من جاذبية المدينة كوجهة استثمارية وسكنية.

دعوة للالتزام

اختتم السيد محسن سالم محمد تصريحاته بدعوة المواطنين إلى الالتزام بالقوانين والتراخيص عند القيام بأعمال البناء. وأكد أن الدولة لن تتهاون في مواجهة أي تجاوزات، وستظل مستمرة في العمل للحفاظ على حقوقها وضمان توفير بيئة حضرية منظمة ومستدامة.

مقالات مشابهة

  • «معرض الكتاب» وأنا - 1 -
  • حملة ازالة مكبرة فى حى الزهور بشمال سيناء.. تفاصيل
  • معارك الاستقرار إقليميًا وداخليًا
  • عبد المنعم سعيد: إعمار سيناء جزء أساسي من بناء الدولة المصرية
  • «التنمية الحضرية»: طرح شقق «داره» في المنوفية بلا فوائد وبتقسيط على 5 سنوات
  • مكالمات تحت الأرض
  • «الإسماعيلية» معركة الكبرياء الوطني.. أظهرت نبل وتضحيات المصريين لرفع راية مصر على مر التاريخ (ملف خاص)
  • محافظ شمال سيناء: مصر استمرت على مدار 10 سنوات في محاربة الإرهاب
  • في عيد الشرطة 73.. اللواء محمد نور الدين: معركة الإسماعيلية أثبتت شجاعة الشرطة المصرية.. التطور التكنولوجي ساهم في ارتفاع معدلات ضبط الجريمة| فيديو
  • بعد الستين.. مهندس مصري يحول ملوحة الأرض إلى مزرعة صبار عالمية في سيناء.. شاهد