سيناء.. من معارك التحرير إلى معركة التنمية والبناء
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
تظل ذكرى تحرير سيناء عالقة فى أذهان وقلوب المصريين عبر الأجيال المختلفة، مستعيدين معها ذكريات نصر أكتوبر 1973 التى كانت بداية الطريق نحو استعادة شبه جزيرة سيناء من إسرائيل، إذ تلتها معارك تفاوضية قادت لتحرير الأرض فى الـ 25 من أبريل عام 1982، إلا أن إسرائيل ماطلت برفض الانسحاب من مدينة طابا، التى حُررت فى مارس 1989، بعد سنوات عبر التحكيم الدولى، معركة التحرير لم تكن وليدة اللحظة وإنما جاءت نتيجة عمل مكثف وجاد من الدولة المصرية بكل مكوناتها على مدار سنوات طويلة، انتصرت فيها مصر عسكريا وسياسيا دبلوماسيا على دولة الاحتلال الإسرائيلى.
فتحية تقدير وإجلال لكل من دفع دمه وروحه من أجل استعادة هذه البقعة الغالية من أرض مصر، والتى تحظى بمكانة خاصة جدا فى نفوس المصريين.
ولم تكن معركة تحرير الأرض من الاحتلال هى نهاية المطاف، فالطامعون فى هذه البقعة الغالية كُثر، لذلك كانت هناك محاولات من جانب جماعات الإرهاب والشر للسيطرة على سيناء وجعلها مركزا لما وصفوه بالدولة الإسلامية لبث شرورهم وإرهابهم تجاه مصر والعالم، لذلك كان الهدف الأول أمام الدولة مع تولى الرئيس السيسى حكم البلاد، هو خوض حرب ضد هذه الجماعات وتمكين الدولة وإحكام سيطرتها على سيناء وهى الحرب التى استمرت سنوات انتهت باقتلاع الإرهاب من جذوره.
ومن معارك التحرير، إلى معارك البناء، انطلقت الدولة المصرية إيمانا بأن التنمية والقضاء على الفقر هى حائط الصد الأول لحماية الأرض من مطامع المحتلين والإرهابيين، فتحركت الدولة جاهدة، لتسريع وتيرة البناء فى تلك الرقعة الجغرافية التى تمثل 6% من إجمالى مساحة البلاد، لتعيد إليها الحياة بعد سنوات، لطالما اشتكى خلالها أهلها من الإهمال والتهميش، فضلاً عن معاناتهم من ويلات الحروب، لتسطر الدولة ملحمة فى استرداد الأرض ونموذجا حيا فى قهر اليأس والتأكيد على صلابة وقوة إرادة الشعب المصرى.
لذلك ذكرى التحرير تمثل نموذجا مهما، تنهل منه الأجيال معانى الكفاح والولاء والانتماء، ودرساً فى الحفاظ على التراب الوطنى بالعمل الجاد والرؤية الواضحة التى تتخطى الحاضر وتنظر بعين المستقبل ومتطلباته، وهو ما يعكس أهمية معركة البناء والتنمية التى نخوضها اليوم جميعاً والتى لا تقل فى أهميتها وما تواجه من تحديات عن معارك الأجداد، حيث تعتبر شبه جزيرة سيناء محوراً أساسياً ضمن استراتيجيات التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة، لما لها من أهمية جغرافية ومكانة تاريخية، بالإضافة إلى كونها أحد أهم أركان الاقتصاد المصرى بما تمتلكه من موارد ومقومات طبيعية وبشرية.
وشهدت أرض الفيروز خلال السنوات الماضية طفرات واضحة، كان أبرزها تحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل وبناء الإنسان والارتقاء بالخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية، علاوة على تعزيز الاستثمارات فى القطاعات الحيوية وربط بوابة مصر الشرقية مع محافظات الجمهورية، وذلك من خلال تضافر الجهود الحكومية مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى، فضلا عن تعزيز التنمية السياحية، من خلال دعم مبادرة «التجلى الأعظم»، والتى تهدف إلى تطوير المواقع فى شبه جزيرة سيناء لجذب السياحة الروحية والترفيهية إلى المنطقة، للمحافظة على المواقع ذات الأهمية التاريخية والروحانية.
كما عملت الدولة على تعزيز القدرات الصناعية بسيناء ومدن القناة، حيث زاد إجمالى الاستثمارات العامة الموجهة لتنفيذ مشروعات فى سيناء ومدن القناة نحو 10 أضعاف لتصل إلى 58.8 مليار جنيه عام 2023/ 2024، مقارنة بـ 5.9 مليار جنيه عام 2013/ 2014، فضلاً عن 377 فرصة استثمارية متوفرة على الخريطة الاستثمارية.
وأخيرا.. أتوجه بتحية تقدير للقيادة السياسية والقوات المسلحة والدبلوماسية المصرية والشعب المصرى وكل من دعم وساند حق مصر فى تحرير أرضها من براثن الاحتلال وصولا إلى هذه اللحظة التى تتمتع فيها مصر بسيادة كاملة على أراضيها، لتتفرغ لمعركة البناء والتنمية التى أصابت كل شبر من أرض مصر وفى القلب منها سيناء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى ذكرى تحرير سيناء الأجيال المختلفة شبه جزيرة سيناء التحكيم الدولى
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس مازحًا: الملكة حتشبسوت كانت من أكبر مشجعات الأهلي
صرح عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، أن الملكة حتشبسوت كانت من أكبر مشجعات النادي الأهلي منذ أكثر 3 من آلاف سنة.
وقال حواس بطريقة ساخرة خلال حفل الأهلي اليوم في الأقصر: «طلعت نكتة من زمان قولت الفراعنة كانوا أهلاوية».
وتابع: «ولكن طلعنا كشفا جديدا في الدير البحري معبد الملكة حتشبسوت بردية فسرها علماء الآثار أن الملكة كانت لأكبر مشجعات الأهلي منذ أكثر من 3 آلاف سنة».
وأضاف: «أحلى حاجة في الدنيا إنك تكون أهلاويًا».
ويقام حفل الأهلي اليوم في الأقصر بالتزامن مع جولة درع كأس العالم للأندية، والخاص بالنسخة المقبلة (2025)، والتي يشارك فيها الأحمر.
وكان الأهلي قد تسلم رخصتي الحفر والبناء بشكل رسمي، من هيئة المجتمعات العمرانية، وذلك قبل انطلاق حفل استاد الأهلي الجديد.
وحصلت شركة «القلعة الحمراء» المسؤولة عن تنفيذ استاد الأهلي الجديد رخصتي الحفر والبناء، وذلك عقب سداد كافة الرسوم المقررة.
ينقل الحفل عبر قناة أون تايم سبورتس، وقناة الأهلي الرسمية كما ينقل حفل استاد الأهلي بث مباشر عبر منصات.
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب