بينما تضع مصر أهدافها الاقتصادية الطموحة، من الضرورى أن تنتبه الخطط الاستراتيجية للقطاع الزراعى بالنظر إلى أهميته البالغة فى تحقيق الأمن الغذائى والنمو المستقبلى. ومن المتوقع أن يلعب هذا القطاع دورًا مهمًا عالميًا فى السنوات المقبلة، لا سيما فى تأمين الإمدادات الغذائية وتقليص الفجوة بين الاحتياجات الغذائية الفعلية والقدرات الإنتاجية.
الحكومة المصرية خصصت ميزانية قدرها حوالى 116.6 مليار جنيه للاستثمارات الزراعية للعام المالى 2023/2024، بزيادة قدرها 71% عن الميزانية المتوقعة البالغة 68 مليار جنيه فى عام 2022/2023. تهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز إنتاجية الحاصلات الزراعية بنسب تتراوح بين 5% و10%، وكذلك تحسين كفاءة استخدام الأراضى والمياه من خلال تطوير أنظمة الرى والصرف المتقدمة، وإدخال أصناف جديدة من المحاصيل عالية الإنتاجية والمقاومة للجفاف، بالإضافة إلى توسيع استخدام الميكنة والممارسات الزراعية الحديثة.
ومع ذلك، يواجه القطاع الزراعى فى مصر تحديات كبيرة، بما فى ذلك أزمة المياه الحادة التى تهدد قدرته على تلبية الطلب المتزايد على المياه الزراعية، بالإضافة إلى ذلك، تبقى تكلفة الإنتاج الزراعى مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة والمبيدات، إلى جانب تكاليف العمالة والطاقة. كما تظل البنية التحتية فى المناطق الريفية متخلفة، مما يعيق العمليات الزراعية الفعالة ويؤثر سلبًا على جودة الإنتاج. إضافة إلى ذلك، تمثل الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل زيادة حالات الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية، تهديدات جسيمة للإنتاجية الزراعية.
هذه المعطيات تتطلب تعاون جميع أصحاب المصلحة فى القطاع الزراعى لتكوين فهم أعمق وأكثر شمولية للتحديات المطروحة. فمن بين ما يشير إليه المزارعون هى مخاوفهم بشأن كفاية الدعم الحكومى والصعوبات العملية المرتبطة بتبنى التقنيات الجديدة. ويؤكد أصحاب الأعمال الزراعية على ضرورة تحسين الوصول إلى الأسواق وتعزيز الخدمات المالية لضمان ربحية واستدامة العمليات الزراعية. ويدعو خبراء البيئة والزراعة إلى اعتماد الإدارة المتكاملة للآفات وتقنيات الزراعة المتكيفة مع المناخ لتعزيز الإنتاجية بشكل مستدام.
ما تمليه هذه المعطيات هو أهمية أن تأخذ الخطط الحكومية بالاعتبار تنفيذ السياسات الداعمة للتكنولوجيات الموفرة للمياه وحلول الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على مصادر المياه والطاقة التقليدية. أضف إلى ذلك، أن تحسين البنية التحتية فى المناطق الريفية من خلال زيادة الاستثمارات فى الطرق والكهرباء وشبكات الاتصالات من شأنه أن يُسهل أيضاً العمليات الزراعية والسوقية الأكثر كفاءة. ومن الممكن أن يساعد توفير المنتجات المالية المستهدفة، مثل القروض منخفضة الفائدة والتأمين ضد المخاطر البيئية، بشكل كبير المؤسسات الزراعية الصغيرة والمتوسطة الحجم.
ومن الضرورى تشجيع البحوث على المحاصيل المُعدلة وراثيًا والتى تستهلك كميات أقل من المياه وأكثر مقاومة للآفات والأمراض. وهناك حاجة أيضاً إلى تعزيز تقنيات الزراعة الدقيقة من خلال الحوافز المختلفة. ويُعد وضع استراتيجيات قوية لإدارة آثار تغير المناخ، بما فى ذلك الخطط الشاملة لإدارة الفيضانات والجفاف، أمرًا بالغ الأهمية لتأمين مستقبل الزراعة فى مصر.
ومن المهم بنفس القدر تعزيز البرامج الزراعية التعاونية التى تعمل على تمكين مجموعات المزارعين من خلال الموارد المشتركة والمفاوضة الجماعية. فتوسيع البرامج التعليمية لتدريب المزارعين على تقنيات الزراعة المستدامة وإدارة الأعمال سيساعد على زيادة الإنتاجية وأمن الدخل فى جميع المجالات.
فى المجمل العام، تبنى الحلول المبتكرة والتدابير الشاملة، من شأنه أن تساعد مصر فى معالجة التحديات القائمة والمستقبلية ويضمن قدرتها على الاستمرار فى قيادة الابتكار الزراعى والأمن على المستوى العالمى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر الإمدادات الغذائية الأمن الغذائي من خلال
إقرأ أيضاً:
أسواق جديدة ومدارس ومستشفيات.. المنيا تشهد طفرة في الخدمات.
أعلن اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، عن إقامة أسواق جديدة لليوم الواحد بمراكز سمالوط و ديرمواس ومغاغة و حى غرب مدينة المنيا إلى جانب الاستمرار فى ضخ المزيد من السلع الغذائية بسوق اليوم الواحد بمنطقة أبو هلال - السلخانة بحى جنوب مدينة المنيا وذلك لتوفير السلع و المواد الغذائية بأسعار أقل من مثيلاتها بالأسواق بنسب تتراوح ما بين 20 إلى 30% بالإضافة إلى استمرار المنافذ الثابتة والمتحركة بكافة مراكز وقرى المحافظة خاصة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مشددا على تكثيف الحملات الرقابية على كافة الأسواق والمنافذ والمخابز والمطاعم و السلاسل التجارية.
وخلال الاجتماع، شدد المحافظ على رؤساء الوحدات المحلية بضرورة التعامل بكل حزم مع كافة أشكال التعدي على أراضي أملاك الدولة وإزالة التعديات فى المهد، موجهاً كافة المسئولين بالالتزام بتنفيذ قرارات رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية المتعلقة بقرارات إزالة التعديات مع ضرورة الاستجابة لشكاوى المواطنين ودراستها وإيجاد أنسب الحلول لها بما لا يتنافى مع القانون، مؤكداً أن هناك متابعة مستمرة لملف التصالح لتسريع معدلات الأداء ومتابعة سير العمل ونسب الإنجاز على مستوى المحافظة، مع تذليل المعوقات للانتهاء من الإجراءات اللازمة لحصول المواطن والدولة على حقوقهم وفقاً للقوانين مع تبسيط الإجراءات على المواطنين بما يحقق الصالح العام.
وخلال الاجتماع، وافق المجلس على تخصيص مساحة (3) أفدنة بمركز العدوة تابعة للإرشاد الزراعى لإنشاء ( موقف - مجمع تعليمى - مركز طبى)، كما وافق المجلس على تخصيص مساحة أرض لبناء معهد دينى (ابتدائى واعدادى ) بـ"قرية قفادة" بمركز مغاغة، فضلاً عن موافقة المجلس للبدء فى إحلال وتجديد كافة المساجد ودور العبادة التابعة لمديرية الأوقاف الصادر لها الموافقة من الإدارة العامة للشئون الهندسية، كما تم الموافقة على إنشاء مركز شباب بـ"قرية أبو عزيز" بمركز مطاى، و الموافقة على بناء مكتب بريد نموذجي بمركز سمالوط بجوار المستشفى العام بالمركز، إلى جانب تطوير مكتب بريد شلقام بمركز بنى مزار بالجهود الذاتية لخدمة القرى التابعة، بالإضافة إلى الموافقة على تخصيص قطعة أرض على الطريق الزراعى(مصر - أسوان ) بمركز ملوى لإنشاء وحدة إطفاء لخدمة أهالي المركز.
وفي قطاع التعليم، تم تخصيص أراضٍ جديدة لإنشاء مدارس تعليم أساسي في قرى برطباط بمغاغة، وقرية ريدة بالمنيا و"الروبي بسمالوط، إلى جانب تخصيص مواقع لإنشاء وحدات إطفاء ومكاتب بريد جديدة في مركزى ملوي وبني مزار.
أما فى قطاع الصحة تم الموافقة على تغيير مسمى (مستشفى حميات ملوى) إلى (مستشفى الجهاز الهضمى)، فضلاً عن الموافقة على مطلب مواطنى مركز ديرمواس بتخصيص مبنى على الطريق الزراعى لصالح مديرية الصحة بالمنيا لإنشاء مستشفى خيرى.
وقرر المجلس الموافقة على حظر نقل محصول قصب السكر خارج حدود المحافظة بدءا من 1 يناير المقبل وحتى الأول من مارس 2025 نهاية الموسم حيث وجه المحافظ كافة الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم لتنفيذ قرار الحظر.
كما وجه المحافظ، رؤساء الوحدات المحلية بالمراكز والمدن والقطاعات والأجهزة المعنية برفع درجة الاستعداد لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، وتطهير مخرات السيول أولًا بأول، وتحسين منظومة النظافة، وتطهير بيارات وشبكات الصرف الصحي، وصيانة أعمدة وكشافات الإنارة،