نواصل قصص أبطال مصر التى لا تنتهى, فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, واليوم موعدنا مع واحد من أبناء «الكنانة» البارين بأرضها، شارك فى العديد من المعارك الجوية خلال حرب الاستنزاف، وينسب له أنه أول من أسقط طائرة إسرائيلية خلال عام 1969، ومن القصص التى تروى عنه خلال حرب الاستنزاف، هى تمكنه من الهروب من 3 طائرات إسرائيلية، عقب تنفيذ إحدى المهام الموكلة له خلف خطوط العدو، وتمكن بحرفية من إسقاط واحدة منها والنجاة بنفسه.
ولد الشهيد إسماعيل إمام، فى 3 سبتمبر 1946 بقسم ثانى فاقوس بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الجوية عام 1967، وبدأ عمله ضمن السرب رقم 44 التابع للواء الجوى 104 مقاتلات دفاع جوى المتمركز فى قاعدة المنصورة الجوية.
كان للشهيد البطل شرف المشاركة مع زملائه فى الضربة الجوية المفاجئة المركزة ضد أهداف العدو فى سيناء، وكانت تضمن ثلاثة مطارات وقاعدة جوية وعشرة مواقع صواريخ «هوك»، وثلاثة مراكز للقيادة والسيطرة والإعاقة الإلكترونية، وبعض محطات الرادار وثلاثة مناطق للشئون الإدارية و حصون «بارليف» شرق بور فؤاد.
بعد تنفيذ الضربة بنجاح، كلف الشهيد الطيار بعدد من المهام التى قام بتنفيذها بكل بسالة وشجاعة، كان من أبرزها تكليفه بحماية القاذفات وسماء مصر من الهجمات الجوية المعادية، ومواجهة طائرات معادية من طراز «ميراج» فوق بورسعيد، وأمر بالصعود والارتفاع 5 كيلو مترات، وأثناء المهمة ظهر هدف معاد خلفه، فقام الشهيد بعمل انفصال ودار خلف الهدف المعادى ودمره.
يوم 17 أكتوبر كلف الشهيد بقيادة تشكيل رباعى والتوجه إلى بورسعيد لعمل قنص حر لطائرات العدو والذى يعنى دخول منطقة الهدف دون حماية وهى أخطر عمليات الهجوم، وبالفعل اتخذ التشكيل أوضاع الهجوم، وتم إبلاغه بأن هناك أهداف معادية على ارتفاع 7 كيلو مترات تعمل كمظلة لحماية تشكيلات قاذفة تهاجم مواقع الدفاع الجوى ببورسعيد.
أمر الشهيد التشكيل بالارتفاع 9 كيلو مترات والتوجه بأقصى سرعة واستخدام خزان الوقود الخلفى، كما أمر القسم الثانى بحمايته من الخلف أثناء مهاجمة المقاتلات القاذفة المعادية وبمجرد رؤية الأهداف المعادية تم نزول التشكيل كالصقر، والانقضاض السريع على طائرات العدو وأطلق الشهيد قذيفة أصابت طائرة من طراز «سكاى هوك»، وعاد لقاعدته وكانت من أنجح طلعات القنص الحر.
عاش الشهيد مرارة نكسة يونيو 1967 وتطلع مع زملائه لمواجهة العدو وإثبات المقدرة والعزة والكرامة المصرية.
تلقى الشهيد تعليمات من قيادته بالاشتباك مع طائرتين «ميراج» معادتين فطار بطائرته من قاعدته الجوية واشتبك فى قتال مرير مع طائرات العدو والتى تكاثرت عليه وأستطاع أن يسقط منها طائرة فى البداية وظل يناور الطائرات الباقية إلى أن أنتهى وقود الطائرة، وأبلغ أقرب المطارات له بذلك وطلب النزول فى هذا المطار ويبدو أن عطلا فنيا قد حدث فى شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية بالمطار فلم تعلم المدفعية بهبوطه,وكان بالون المطار مرتفعا واستطاع بصعوبة أن يتفاداه وأن يهبط لولا أنه تلقى أحد طلقات المدفعية الأرضية بينما كانت الطائرة تجرى على ممر الهبوط فاختل توازنها وارتطمت بأحد الدشم بالمطار فتحطمت ولاقى الشهيد ربه محتسبا عند الله بعدد بطولاته وكان ذلك بتاريخ 17 أكتوبر 1973
نتيجة لأعماله وبطولته الخارقة حصل الشهيد على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وذلك فى حفلة التكريم التى أقامها الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى فبراير 1974 فى مجلس الشعب لتكريم أبطال مصر من مختلف الأفرع والأسلحة.
وخلال مشوار حياته المشرف كان قد تزوج من أحدى بنات أسرته تلك الأسرة الكبيرة اسما وخلقا فى فاقوس, وأنجب ولدا وبنتا هما -داليا وحمادة- ورغم الحرص التقليدى من بنى البشر على حياتهم أثناء الحروب فى ظل أسرة سعيدة إلا أنه كان مؤمنا بقضاء الله وقدره.
حفظ الله مصر وأهلها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح صيام ندى الكنانة المعارك الجوية حرب الاستنزاف
إقرأ أيضاً:
المساوى يفتتح معرض صور الشهداء العسكريين ويزور معرض الشهيد الصماد
وطاف المساوى ومعه مدير مديرية صالة محمد الهشمة بأقسام وأجنحة المعرض وما يحتويه من صور ومجسمات، تعبر عن تضحيات الشهداء الذين سطروا الملاحم البطولية في الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.
وأوضح أن الشهداء هم أحباب الله ضحوّا بأرواحهم رخيصة في سبيل الله وعزة وكرامة الوطن وأمنه واستقراره، مؤكدًا الحرص على رعاية أسر الشهداء عرفانًا بتضحيات ذويهم في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي.
وأشاد بتضحيات الشهداء الذين مرّغوا تحالف العدوان وأدواته ولقنوهم دروسًا في التضحية والفداء ذودًا عن الأرض والعرض والسيادة.
إلى ذلك زار القائم بأعمال المحافظ معرض " الشهيد الصماد" في الصالة الرياضية المغلقة الذي يحتوي على أجنحة لصور الشهداء ممن قدّموا أرواحهم فداءً للوطن.
وأكد أن تضحيات الشهداء ستظل عنوانا للحرية والسيادة ومقارعة المستكبرين والغزاة المحتلين، مبينًا أن الشهداء هم شرف الأمة وتاريخها وحاضرها في مواجهة مؤامرات الأعداء وأدواتهم من المرتزقة والعملاء.