بوابة الوفد:
2025-03-06@09:06:21 GMT

النظرية الشبهية

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

يسرد عمنا محمود السعدنى فى كتابه الشيق مسافر على الرصيف قصصا مثيرة عن شخصيات ادبية عظيمة كانت تجلس على قهوة عبدالله بإحدى عمارات ميدان الساعة بالجيزة، حقق هذا المقهى العادى شهرة واسعة فى الأوساط الثقافية بسبب رواده من نخبة متنوعة وتشكيلة رائعة من عمالقة هذا العصر أمثال زكريا الحجاوى عبدالرحمن الخميسى انور المعداوى يوسف ادريس نزار قبانى سيد مكاوى زهدى محمود حسن اسماعيل عبدالقادر القط والرئيس السادات فى ريعان شبابه والقائمة تطول كانت هنالك ندوات حرة ثرية ممتدة حتى طلوع الفجر تتناول بسخرية جادة مواضيع الساعة فى السياسة والادب والفن وحتى آخر النكات التى يتداولها الناس.

 وكانت محل ميلاد المواهب الثمينة وملاذ الباحثين عن فرصة فى عالم الادب والنقد فقد تخرج فى هذه الجامعة الفريدة العديد من النجوم الشابة فى كافة المجالات ومن ضمنهم صلاح السعدنى الذى تأثر كثيراً بشقيقه الأكبر محمود السعدنى وما ادراك بالولد الشقى الذى صادق الملوك والرؤساء والصعاليك والمهمشين وهذا ما وضعه فى مشاكل لا حصر لها دفع جزءا من ثمنها الممثل الشاب صلاح الذى كان يخطو بثبات اولى درجات سلم النجومية بعد أن لفت الأنظار بموهبته المتوهجة فى فيلم الأرض والرصاصة لا تزال فى جيبى لكن فترة التكوين المثالية التى جعلت منه المثقف الثورى المهموم بقضايا وطنه فى فترة حساسة جدا تموج بأحلام الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية ليستفيق على كابوس نكسة يونيو التى حطمت افئدة الحالمين وغيرت كل شىء لتأتى حقبة عدم اليقين.

حظى السعدنى بملامح مصرية صرفة تدعمها موهبة فنية عالية بين أبناء جيله، لكن قوانين السوق الظالمة التى تخضع لمعايير الربح والخسارة كان لها رأى آخر وهو ما أثر بشكل كبير على مسيرته الفنية، فكان المتاح اقل بكثير من قُدراته وإمكانياته وطموحه، ومع ذلك اجتهد فى انتقاء الأفضل فلعب أدواراً علقت فى ذهن المشاهد تنوعت بين الكوميديا والدراما. 

رصيده السينمائى الكبير حيث قدم نحو 65 فيلماً ومع ذلك لم يكن فتى الشاشة الاول أو نجم شباك التذاكر، لكن فلسفته العميقة وذكاؤه الفنى دفعه للعب فى منطقة خاصة جدا فقد راهن على الجودة والقيمة الفنية، لذا اتجه إلى المسرح والدراما التليفزيونية فقدم اعمالاً خالدة ما زالت محفورة فى الذاكرة الجمعية بعيدا عن كفاءة صلاح الممثل والفنان فقد كان شخصية جذابة جدا موسوعى الاطلاع والثقافة متحدثا لبقاً رفيع المستوى كان له رؤية خاصة أتذكر حديثه الرائع عن نظريته الشبهية التى يشرح فيها بعبقرية ماسأة المجتمعات العربية التى ترزح تحت نير الاستبداد والجهل والتخلف، فهى تبدو من حيث الشكل مواكبة للحداثة ولديها مؤسسات سياسية وثقافية ورياضية…الخ لكن حقيقة الأمر هى ابعد ما تكون عن ذلك لأسباب كثيرة يطول شرحها فما بين الماضى والحاضر امور مشتركة وشخصيات مكررة ومواقف معادة.

لم تكن يوما حياته الشخصية هى محور أخباره الصحفية فعاش بهدوء وسكينة أبناء الطبقة الوسطى حتى اعتزاله بكرامة وشموخ، وهو ما جعله يركز على تقديم صورة مثالية ناصعة ومحترمة عن الفن المصرى قوبلت بتقدير عظيم من محبيه ظهر ذلك جلياً فى جنازته المهيبة لاسيما الحضور اللافت للأجيال الجديدة التى اتخذته مثالا وقدوة لما يجب أن تكون عليه قوة مصر الناعمة.

رثاء صلاح السعدنى المثقف العفوى هو احتفاء بقيم انسانية سامية وبرسالة الفن الحقيقية.. رحم الله عمدة الدراما وأسكنه فسيح جناته.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود السعدنى

إقرأ أيضاً:

فى ظل قمة عربية استثنائية.. مبعوث ترامب يجهز لزيارة الشرق الأوسط لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال ممثل وزارة الخارجية الأمريكية، إن مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يخطط للعودة إلى المنطقة فى الأيام المقبلة للتوصل إلى طريقة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة أو التقدم إلى المرحلة الثانية.
وقال الممثل إن "المبعوث الخاص ويتكوف يخطط للعودة إلى المنطقة فى الأيام المقبلة للتوصل إلى طريقة لتمديد المرحلة الأولى أو التقدم إلى المرحلة الثانية"، مضيفًا "لقد أوضح الرئيس، كما قال وزير الخارجية روبيو مراراً وتكراراً، أنه يجب إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور، وهذا يشمل الرهائن الأمريكيين".
يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه القاهرة اجتماعًا استثنائيًا لزعماء عرب لمناقشة بديل للخطة التى أثارت إدانة واسعة النطاق والتى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسيطرة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب وتشريد سكانه الفلسطينيين.
وتأتى القمة العربية بشأن إعادة إعمار الأراضى بعد يوم من دعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لخطة ترامب، واصفا إياها بأنها "رؤية ومبتكرة".
وقد أدان الفلسطينيون، إلى جانب العالم العربى والعديد من شركاء إسرائيل والولايات المتحدة، اقتراح ترامب، ورفضوا أى جهود لطرد سكان غزة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة تجاوزت ٥٣ مليار دولار، بعد الحرب المدمرة التى سببها الهجوم غير المسبوق الذى شنته حماس فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ على جنوب إسرائيل.
قال مصدر فى جامعة الدول العربية، إن وزراء الخارجية العرب عقدوا فى العاصمة المصرية جلسة تحضيرية مغلقة تركزت على خطة لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه.
كما يأتى ذلك فى ظل إعلان فيه وزير المالية الإسرائيلى بتسئيل سموتريتش أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة تحت إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن الزيارة استهدفت بالأساس مطالبة ترامب بالضغط على نيتنياهو لاستمرار الحرب على قطاع غزة.
وكتب سموتريتش على منصة التواصل الاجتماعى X: "هدف هذه الزيارة هو تعزيز التعاون الاقتصادى بين إسرائيل والولايات المتحدة ... وتعميق التحالف الاستراتيجى بين بلدينا".
وتأتى زيارته فى الوقت الذى من المتوقع أن يعلن فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما إذا كان سيؤيد ضم كل أو جزء من الضفة الغربية المحتلة، وهى أرض فلسطينية احتلتها إسرائيل منذ عام ١٩٦٧.
وقال سموتريتش، المستوطن القومى المتطرف الذى يعد دعمه أساسيا للأغلبية البرلمانية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إنه سيلتقى وزير الخزانة الأميركى سكوت بيسنت، فضلا عن مسؤولين آخرين فى الحكومة الأميركية.
وقال فى عدة مناسبات منذ أن تسبب هجوم حماس فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ فى اندلاع الحرب، إن إسرائيل يجب أن تدفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة والضفة الغربية، ويجب أن تسيطر عليهما.
وفى العام الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قانونية فى الأمم المتحدة، رأيا استشاريا يقول إن الوجود الإسرائيلى المطول فى الضفة الغربية غير قانوني.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر، قد أكد أن إسرائيل مستعدة لمواصلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، لكنها تحتاج إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس لتمديد الإطار.
واتهم ساعر حركة المقاومة الفلسطينية حماس باستخدام المساعدات لمواصلة القتال ضد إسرائيل، قائلاً إن هذا لا يمكن أن يستمر.
وأضاف أن "المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الأول للدخل بالنسبة لحماس فى غزة، وتستخدم هذه الأموال فى تمويل الإرهاب واستعادة قدراتها وتجنيد المزيد من الشباب الإرهابيين فى صفوف منظمتها".
 

مقالات مشابهة

  • فى ظل قمة عربية استثنائية.. مبعوث ترامب يجهز لزيارة الشرق الأوسط لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • من الرصيف الهادئ إلى مسرح الجريمة.. مدخل عقار يتحول أكوام مخالفات خطيرة
  • العميد عاطف الإسلامبولى.. شهيد الواجب ورمز الشجاعة الذى لا يغيب
  • موعد الحلقة الخامسة من مسلسل جودر2
  • في مواجهة حركة إم23.. جيش الكونغو الضخم يكافح لمحاربة ميليشيا أصغر حجمًا بكثير
  • برلماني: القمة العربية نقطة بناء رئيسية في مسار دعم القضية الفلسطينية
  • ملك الأردن: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • القانون الدبلوماسي الدولي بين النظرية والتطبيق
  • مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد
  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!