بوابة الوفد:
2024-11-26@06:12:49 GMT

النظرية الشبهية

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

يسرد عمنا محمود السعدنى فى كتابه الشيق مسافر على الرصيف قصصا مثيرة عن شخصيات ادبية عظيمة كانت تجلس على قهوة عبدالله بإحدى عمارات ميدان الساعة بالجيزة، حقق هذا المقهى العادى شهرة واسعة فى الأوساط الثقافية بسبب رواده من نخبة متنوعة وتشكيلة رائعة من عمالقة هذا العصر أمثال زكريا الحجاوى عبدالرحمن الخميسى انور المعداوى يوسف ادريس نزار قبانى سيد مكاوى زهدى محمود حسن اسماعيل عبدالقادر القط والرئيس السادات فى ريعان شبابه والقائمة تطول كانت هنالك ندوات حرة ثرية ممتدة حتى طلوع الفجر تتناول بسخرية جادة مواضيع الساعة فى السياسة والادب والفن وحتى آخر النكات التى يتداولها الناس.

 وكانت محل ميلاد المواهب الثمينة وملاذ الباحثين عن فرصة فى عالم الادب والنقد فقد تخرج فى هذه الجامعة الفريدة العديد من النجوم الشابة فى كافة المجالات ومن ضمنهم صلاح السعدنى الذى تأثر كثيراً بشقيقه الأكبر محمود السعدنى وما ادراك بالولد الشقى الذى صادق الملوك والرؤساء والصعاليك والمهمشين وهذا ما وضعه فى مشاكل لا حصر لها دفع جزءا من ثمنها الممثل الشاب صلاح الذى كان يخطو بثبات اولى درجات سلم النجومية بعد أن لفت الأنظار بموهبته المتوهجة فى فيلم الأرض والرصاصة لا تزال فى جيبى لكن فترة التكوين المثالية التى جعلت منه المثقف الثورى المهموم بقضايا وطنه فى فترة حساسة جدا تموج بأحلام الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية ليستفيق على كابوس نكسة يونيو التى حطمت افئدة الحالمين وغيرت كل شىء لتأتى حقبة عدم اليقين.

حظى السعدنى بملامح مصرية صرفة تدعمها موهبة فنية عالية بين أبناء جيله، لكن قوانين السوق الظالمة التى تخضع لمعايير الربح والخسارة كان لها رأى آخر وهو ما أثر بشكل كبير على مسيرته الفنية، فكان المتاح اقل بكثير من قُدراته وإمكانياته وطموحه، ومع ذلك اجتهد فى انتقاء الأفضل فلعب أدواراً علقت فى ذهن المشاهد تنوعت بين الكوميديا والدراما. 

رصيده السينمائى الكبير حيث قدم نحو 65 فيلماً ومع ذلك لم يكن فتى الشاشة الاول أو نجم شباك التذاكر، لكن فلسفته العميقة وذكاؤه الفنى دفعه للعب فى منطقة خاصة جدا فقد راهن على الجودة والقيمة الفنية، لذا اتجه إلى المسرح والدراما التليفزيونية فقدم اعمالاً خالدة ما زالت محفورة فى الذاكرة الجمعية بعيدا عن كفاءة صلاح الممثل والفنان فقد كان شخصية جذابة جدا موسوعى الاطلاع والثقافة متحدثا لبقاً رفيع المستوى كان له رؤية خاصة أتذكر حديثه الرائع عن نظريته الشبهية التى يشرح فيها بعبقرية ماسأة المجتمعات العربية التى ترزح تحت نير الاستبداد والجهل والتخلف، فهى تبدو من حيث الشكل مواكبة للحداثة ولديها مؤسسات سياسية وثقافية ورياضية…الخ لكن حقيقة الأمر هى ابعد ما تكون عن ذلك لأسباب كثيرة يطول شرحها فما بين الماضى والحاضر امور مشتركة وشخصيات مكررة ومواقف معادة.

لم تكن يوما حياته الشخصية هى محور أخباره الصحفية فعاش بهدوء وسكينة أبناء الطبقة الوسطى حتى اعتزاله بكرامة وشموخ، وهو ما جعله يركز على تقديم صورة مثالية ناصعة ومحترمة عن الفن المصرى قوبلت بتقدير عظيم من محبيه ظهر ذلك جلياً فى جنازته المهيبة لاسيما الحضور اللافت للأجيال الجديدة التى اتخذته مثالا وقدوة لما يجب أن تكون عليه قوة مصر الناعمة.

رثاء صلاح السعدنى المثقف العفوى هو احتفاء بقيم انسانية سامية وبرسالة الفن الحقيقية.. رحم الله عمدة الدراما وأسكنه فسيح جناته.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود السعدنى

إقرأ أيضاً:

الحرس الجديد vs الحرس القديم.. وزير التربية والتعليم يظهر «العين الحمراء» للقيادات داخل الوزارة

حرب باردة تدور رحاها داخل أروقة وزارة التربية والتعليم بين الحرس الجديد الذى يسعى لإثبات جدارته واستحقاقه للاستعانة به، والحرس القديم الذى يريد التأكيد أن وجوده يكفى لأداء الوزارة لرسالتها.

عقب تولى محمد عبد اللطيف ملف وزارة التربية والتعليم والجدل الذى أثير وقتها كان الجميع ينتظر ما سوف يحدث داخل الوزارة، خاصة مع حالات التخبط التى صاحبت الوزراء السابقين، والشكوى المتلاحقة من المواطنين حول تخبطها وعدم قدرتهم على ضبط الأمور والأداء، وهذا ما يدركه الوزير الجديد، ويسعى جاهدا لتغييره وتغيير صورة الوزارة، فكان لا بد من نهج جديد، وطريقة مختلفة لإدارة الأمور.

وبعد أقل من شهرين من عمل الوزير الجديد داخل الوزارة، وبعد تفكير قرر وضع ثقته فى مجموعة من القيادات أبرزهم الدكتور النشيط والدؤوب أحمد المحمدى مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجى والمتابعة فيمكن وصفه بأنه الرجل الثانى فى الوزارة بعد عبد اللطيف فهو المرافق له فى كل الجولات الخارجية سواء فى الزيارات للمدارس أو اللقاءات مع المديريات التعليمية أو غيرها من الاجتماعات، كما أنه يستشيره فى القرارات التى يتخذها الوزير ويبقى المحمدى لساعات كثيرة فى الوزارة لإنجاز الملفات المسئول عنها مما جعلها من أهم القيادات مؤخرا.

أما ثانى القيادات التى تحظى بعلاقة قوية وقريبة جدا فهو محمد عطية وهو صديق الوزير قبل توليه ملف الوزارة، فحينما كان يتولى عطية مسئولية مديرية التربية والتعليم بالقاهرة كان عبد اللطيف هو المسئول عن مدارس نيرمين إسماعيل، وكانت هناك لقاءات متعددة سواء داخل المديرية أو خارجها، ويحظى عطية الآن بثقة الوزير فهو الشخص الذى لا يغيب عن أى اجتماع للوزير وهو المسئول عن الإدارة المركزية التعليمية بالمصروفات.

أما خالد عبد الحكيم مدير مديريات التربية والتعليم بالوزارة فتمكن من كسب ثقة الوزير، خاصة أنه من أقدم القيادات داخل الوزارة وتولى مسئوليات امتحانات الثانوية العامة فى السنوات الأخيرة، واستطاع الوزير بعد تعيين عدد من القيادات من تحجيم دورهم، من خلال الاستعانة بفريق عمل من خارج الديوان.

وطبقا للمعلومات، فإن عبد اللطيف يقوم حاليا بدراسة لإجراء تغييرات هيكلية داخل ديوان عام الوزارة ولكن ينتظر الآن حتى يقوم بالانتهاء من الملفات الهامة التى على رأسها سد عجز المعلمين وكثافة الفصول التى تم حلها بشكل جزئى وليس كليا كما يتردد فالأمر بالفعل تم حله فى عدد من المديريات التعليمية ولكن مازالت هناك فصول تحتوى على ٧٠ و٨٠ طالبًا وهو الأمر الذى يعد عائقًا كبيرًا وإن كانت الوزارة لأول مرة تنجح بالفعل فى تقديم حل جزئى ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشكلة خلال السنوات المقبلة.

كما قام الوزير باستبعاد محسن عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية لتكنولوجيا التعليم بشكل مفاجئ وقرر تصعيد وليد الفخرانى وهو أحد المسئولين داخل الإدارة منذ سنوات ويمكن وصفه بأنه تلميذ محسن لتعيينه بدلا منه رئيسًا للإدارة، فبحسب المعلومات، فإن الوزير استعان بـ٤ قيادات داخل الوزارة، البداية كانت بالاستعانة باثنتين وهما رشا الجيوشى المنسق الأكاديمى للمدارس الدولية ومى الحداد منسق المدارس البريطانية، و«الغريب» استعان باثنين لإدارة المدارس الدولية والبريطانية رغم قيامه بتجديد الثقة فى إيمان صبرى مساعد الوزير للتعليم الخاص والدولى وهو الأمر الذى أثار تساؤلات حول تداخل العمل بينهن ومن المسئول عن إدارة تلك الملفات هل المنسق العام الجديد أم إيمان صبري؟!

والعائدة مرة أخرى لديوان الوزارة الدكتورة نرمين النعمانى مستشار الفريق التعليمى فى وحدة المدارس المصرية اليابانية، وكانت أول مرة جاءت فيها النعمانى لمنصب وحدة التعاون الدولى خلال فترة تولى الدكتور محمود أبو النصر منصب وزير التعليم وكان والدها محافظا لسوهاج وقتها ولكنها غادرت بعد ذلك إلا أن قام طارق شوقى بانتدابها مرة أخرى لوحدة التعاون الدولى ولكن بعد فترة قام بإنهاء التعاقد واستبعادها من الوزارة. بالإضافة للمستشار القانونى الذى يلجأ إليه وزير التربية والتعليم فى كل القرارات.

فهناك صراع خفى بين عدد من القيادات الوزارة، استطاعت من خلاله شيرين مساعد الوزير والتى تلقب بالمرأة الحديدية داخل الوزارة كسب ثقة الوزير وتكريس ونفوذها بالديوان.

مقالات مشابهة

  • كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • حنان أبوالضياء تكتب عن: الهوية الأنثوية المشوشة فى Wild Diamond
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
  • أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
  • حقيقة الحالة الصحية لـ محمد منير
  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
  • الحرس الجديد vs الحرس القديم.. وزير التربية والتعليم يظهر «العين الحمراء» للقيادات داخل الوزارة
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين