سودانايل:
2024-10-23@18:26:22 GMT

قول عسكرية.. قول جاهزية!

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

بثينة تروس
لا يخفي على أحد بعد مرور عام من الحرب ان مسرح الفوضى، وانتشار السلاح، واستباحة البلاد، ونهب مواردها، قد اكتمل اعداده، بالفتن لختام انشطار الوطن الي غير أمان. وخاب فأل الفلول حين نجح شباب وشيوخ قبيلة البني عامر في اخماد نيران مخططهم، لانشطار مكونات الشرق. ولو قدر للذاهبين بمعركتهم شمالاً من قوات الجنجويد فليستعدوا، لأنهم لن يجدوا غير التهميش المدهش وتغبيش الوعي، فلقد سبقتكم عليها ايادي الحركة الإسلامية لمدى ثلاثين عام حسوم.

وسيجدون نفس علة ما يشتكون من إخفاقات دولة 56. كما لم يستطيع الجيش بمليشياته الجهادية من تحرير الجزيرة وتلبية استغاثة أهلها العزل، إذ لا خير في المعتدي ولا خير في الذي فرّ من المعركة.
بالأمس القريب وحينما كانت الشوارع تهتف (لا اله الا الله، الكيزان أعداء الله) و (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) كتب الكيزان، أعداء التغيير، علي الجدران: (حميدتي لحماية الإسلام).. الم يكونوا اخوة متحابين نفذوا سوياً مجزرة القيادة العامة في يونيو 2019 ؟ أي ذاكرة تلك التي تنسي منظر قوات الجيش، والدعم السريع، وكتائب الظل الاسلاموية، واللجنة الأمنية، وهم يتحلقون بوحشية حول الشباب المعتصمين امام القيادة العامة، وهم يفترشون الأرض وايديهم فوق رؤوسهم، واخرون مقيدون لا يكادون يقوون علي المشي، و قوى الشر تصرخ فيهم بهستيريا (قول عسكرية) فيما يشبه الاستتابة علي مطالب المدنية، وهتافات (مدنيااااو) ويواصلون ضربهم بأعقاب البنادق وبالعصي، بوحشية غاشمة ويتصايحون بحقد أعمى (مدنية ولا عسكرية؟) والشباب والكنداكات ما بين الدم وإزهاق الأرواح يرددون (لا.. عسكرية، عسكرية) ثم يصورونهم بفيديوهات يتبارون في تسجيلها وبثها، (وحدس ما حدس).
نفس المشهد يتكرر في أحد فيديوهات اعلام الحرب الان، قوات الدعم السريع يتحلقون حول مجموعة من أسرى مليشيات كتائب الجيش بعد معركة الجيلي، في نفس حالة هستيريا جنون الاعتصام (قول جاهزية، سرعة، حسم) مستعرضين قوتهم وسيطرتهم. ثم لا تبعد بعيدا عن ذلك المشهد، فيطالعك اعلام الطرف الاَخر، مشهد لأفراد من منتسبي الجيش وهم يصوبون دوشكاتهم واسلحتهم، على رؤوس اسراهم من الدعم السريع، يصرخون مكبرين ومهللين لانتصارهم في نفس المعركة على المتمردين. لكن المختلف عن المشهد الأول ان جل رسالتهم موجهة للقوي المدنية، أي باختصار الطرف الذي لا يحمل سلاح في المعركة، من الواضح انها ليست بمعركة (الكرامة) للوطن وانما تقودهم حفائظ نفوسهم والضغائن من ضياع سلطتهم، وهم دائما ما يهددون بأنهم عائدون، وسوف ينتصرون.
ولم يخفوا نيتهم بأن أول مهامهم بعد انتصارهم أعادة قوانين النظام العام سيرتها الاولي، وضبط اللبس، والسلوك، وسوف ينظمون الشارع السوداني، وتأديبهم بالضرب (والمتق) وحسم الفوضى وإقامة الحدود من حد السرقة وقطع الايدي، والرجم.. وبالطبع عجزوا عن شرح أسباب فشل حكومتهم عن تطبيق هذه الحدود على الفاسدين (وجلهم من المنتسبين إليهم) طوال ثلاث عقود.. انهم اقواما لا تعلمهم التجارب ولا يورثهم قبح الحروب حكمتها، فبدلا من تطمين المواطن بأنهم سوف يعمرون الأرض، ويستخلفون الدمار بالعمار، والموت بالحياة الرخية، ويعيدون المستشفيات، والمدارس والمدن سيرتها الاولي، فها هم يتوعدونهم بالانتقام والويل والثبور والمزيد من الموت وكأن ويلات الحرب لا تكفيهم انتقاماً من الشعب الذي ثار عليهم واقتلع نظامهم.
الشعب السوداني بلا شك ضحية هذه الحرب التي لا تخضع لقوانين الحروب، اذ تظل الانتهاكات والمجازر البشعة مستمرة والتتطور الوحيد يقع في ادواتها ومنهجيتها القمعية بعد ان استبيحت المدن والقرى، واحتلت بيوت المواطنين ونهبت من طرفي الحرب! وقصفت منازلهم بلا رحمة فزهقت الأنفس وضاع حصاد السنين، وتدمرت المنظومة الصحية والتعليمية المتهاويتان اصلاً! وحصاد عام من الاحتراب كان ما يزيد عن ثلاثة عشر ألف قتيل، وما يفوق العشرين مليون يواجهون الموت بالمجاعة، وجل النازحين من الشيوخ، والأطفال، والنساء والفتيات اللائي واجهن العنف الجنسي والقهر والذل.
اما الحرب الإعلامية بين طرفي القتال فلقد بلغت حدا من الاحترافية، اتقنوا فيها صناعة الفتن التي اعجز المدنيين صدها، فتصدعوا وانقسموا بأكثر مما كانوا عليه من تصدع وانقسام، حتي انهم عجزوا عن ان يوحدوا شتاتهم في مظلة إعلامية موحدة لجميع السودانيين الذين يؤمنون بوقف الحرب بلا تمايز بين انتماءاتهم السياسية او العقائدية، يستطيعون من خلالها كسب المجتمع الدولي لصفهم، ليقف معهم وهم يسعون لاستعادة الوطن، وينشرون من خلالها رسالة السلام وضرورته الملحة، ويرفعون مستوى الوعي بكيفية وقف الحرب، والتخطيط لما بعدها، واحياء مطالب التغيير وفاء لجيل الشباب الذي آمن بالسلمية لتحقيق العدالة، واستشهد عدد كبير منه فداء لها.. الشاهد في الأمر ان اعتي واشرس الحروب انتهت بوضع السلاح والانحياز للتفاوض والسلم ولحفظ حقوق المواطن، وحفظ كيان الأوطان وتبقى الحقيقة الثابتة أنه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم.

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يتجاوز الخط الأحمر.. فيديو ساخر يثير غضب الجيش الإسرائيلي

في خطوة غير معتادة، هاجم الجيش الإسرائيلي شبكة "القناة 14" التلفزيونية لبثها، الأربعاء، مقطعا يسخر من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وجاء في رسالة وجهها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إلى القناة، أن الفيديو المنشور تضمن "محتوى تحريضيا وتشهيريا يضر بالجيش الإسرائيلي"، مشيرة إلى أ ن"من غير المقبول أن تقدم قناة إعلامية في دولة إسرائيل منصة لمحتوى تحريضي ضد الجيش خلال الحرب".

وسخر الفيديو الذي عرضته القناة من موقف جمع رئيس الأركان هاليفي بأحد جنوده، حين لاحظ الأول شارة غير مصرح بها عسكريا مثبتة بالفيلكرو اللاصق على ذراع الجندي.

وقام هاليفي بنزع الشارة ووضعها في جيب الجندي قائلاً له، وفق ما نُقل: "بإمكانك الاحتفاظ بها قريبة من قلبك إن شئت، لكن على الزي العسكري، لا مكان إلا للشارات العسكرية الرسمية".

ونشرت القناة الفيديو الساخر على منصاتها للتواصل الاجتماعي، مع تعليق: "عندما رأى رئيس الأركان شارة المسيح".

כשהרמטכ"ל ראה את הפאץ' של המשיח#הפטריוטים@YinonMagal pic.twitter.com/tD2kDNKunZ

— עכשיו 14 (@Now14Israel) October 22, 2024

وكتب هاغاري أن الجيش "لا يخشى النقد بل يشجع على خطاب عام مفتوح وحاد" حول الجيش الإسرائيلي خلال الحرب.

ومع ذلك، قال إن المحتوى الذي بُث على القناة 14 "يتجاوز الخط الأحمر. هذا تحريض متعمد وإهانة للجيش الإسرائيلي وقادته خلال الحرب. للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها القناة 14 مثل هذه الإجراءات تجاه الجيش"، حسبما جاء في الرسالة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتوقع من القناة حذف هذا المحتوى.

كما تم إرسال الرسالة إلى السلطة الثانية للتلفزيون والراديو، وهي هيئة تنظيمية وترخيص رئيسية للبث التجاري في إسرائيل، وإلى وزير الدفاع ووزير الاتصالات، حسبما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • ‏‎للراغبين في تدمير الجيش
  • يتجاوز الخط الأحمر.. فيديو ساخر يثير غضب الجيش الإسرائيلي
  • من هو خليل أمهز الذي زعم الجيش الاسرائيلي اغتياله؟
  • استهداف إسرائيل الجيش : أخطاء عسكرية أم رسائل ترهيب لإبعاده عن الحدود؟
  • ما هو القرار الدولي 1701 الذي أوقف الحرب بين حزب الله ‏و”إسرائيل” في 2006؟
  • انهاء الحرب ونشر الجيش في الجنوب.. هذا هدف زيارة هوكشتاين الى بيروت
  • عاجل - الجيش الكويتي ينفي الشائعات حول نقل أسلحة إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية
  • تعرف على قانون 1798 الذي يشهره ترامب بوجه المهاجرين
  • حزب الله:  تنفيذ 25 عملية عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي
  • قيادات عسكرية إسرائيلية قتلت في الحرب على غزة 2023/2024