الحرب العبثية، حرب على ثورة ديسمبر وعلى وحدة بلادنا!
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أحمد الملك
تجاوزت الحرب العبثية العام، والضحية الذي يدفع ثمن جرائم الأطراف المتحاربة هو المواطن، الذي يدفع الثمن الباهظ من دمه وماله ومستقبل أطفاله. ورغم تعالي أصوات المخلصين من اهل هذه البلاد طلبا لحقن الدماء وإيقاف مخطط تشرذم الوطن، لكن بعض الجهات التي تحرص على استمرار الحرب لأطول وقت ممكن لأجندة معلنة ومعروفة، تعمل هذه الجهات كلما لاح أمل في قرب إلقاء المتقاتلين للسلاح والجنوح للسلم، في وأد تلك الآمال وقتلها في مهدها، تسعى هذه الجهات لإشعال مزيد من النيران والدفع باتجاه الحرب الأهلية الشاملة، قادت الحرب (الجهادية) الأولى إلى دفع الجنوب للانفصال، وواضح أن فصل أجزاء أخرى من البلاد هو هدف الحرب (البرّائية) إضافة لمحاولة قبر ثورة ديسمبر في النسيان بخلق واقع جديد يتجاوز تلك المرحلة الهامة في تاريخ بلادنا، التي مثلت أملا لشعبنا في التخلص من عهود الاستبداد والفساد، واستعادة الدولة من ايدي العصابة الكيزانية.
عمليات قتل بشعة على أساس الهوية، مدير أمن كيزاني سابق يتحدث بعنصرية حول مكون سوداني اصيل في الإذاعة التي تمثل الدولة، ولا هدف له سوى احداث مزيد من الفتن واغراق الشرق في نفس المخطط الذي سعوا به لتدمير الغرب، دعاوي مشبوهة باسم دولة البحر والنهر، قانون وجوه غريبة واستهداف للمواطن العابر بحثا عن الرزق في بلاده، استنفار للناس على اسس قبلية وجهوية، وكل ذلك يتم بتنسيق من جهة واحدة حتى وان زعم منظرو البحر والنهر بخلافات مع (البراؤون)، فقط لذر الرماد في العيون، ونفي تهمة العنصرية عن التنظيم، فالتنظيم الشيطاني استمرأ الكذب والخداع ويعيش على يقين أن اهل هذه البلاد يسهل دائما خمهم وخداعهم.
التنظيم العنصري لم يكن له من هم طوال أكثر من ثلاثة عقود سوى غرس بذور الفتن بين أبناء الوطن، وبدلا من التنمية والحلول الناجعة للمنازعات القبلية على الموارد، سعى لإذكاء نار تلك المنازعات حتى تحولت إلى حروب كان هو من يوفر لها السلاح والبيئة المناسبة لتتمدد وتنتشر، وبدلا من محو الفوارق القبلية المصنوعة كما هو واجب كل الحكومات المسئولة التي تراعي مصالح مواطنيها، اصبح واجبا كتابة اسم القبيلة في كل المعاملات الحكومية، حتى حفلات التعذيب التي كان يقوم بها جهاز أمنهم الاجرامي، اتخذت طابع العنصرية فقد حكى لي صديق تعرّض للاعتقال في بدايات ثورة ديسمبر، أنّ كلاب الأمنجية كانوا يطلقون على المعتقل من اهل الشرق: الاريتري، وان كنت من اهل الغرب ستكون صفتك: التشادي!
حربهم ضد قوات الدعم السريع التي أنشأوها بأنفسهم، هي حربهم على الثورة، حربهم على مواطن هذه البلاد الذي رفضهم، واشعل ثورة ستظل واحدة من أعظم الثورات في التاريخ، ضد الظلم والقهر والاذلال والفساد الذي فاق كل الحدود.
فالقصة باختصار أن ثلة من اللصوص تجار الدين استطاعت أن تصل للسلطة في هذه البلاد بالخديعة والانقلاب، وطبيعي أن تمضي الأحوال في ظل وضع يسيطر على مشهده ثلة من المجرمين الفاسدين، طبيعي أن تتدحرج البلاد إلى الهاوية، حرب كارثية ستودي بوحدة هذه البلاد ما لم يتدارك المخلصين من أبنائها الوضع ويسعون في وقف هذه الحرب، ومحاسبة مشعليها، وعزل وتصفية التنظيم الشيطاني إلى الأبد، وإعادة العسكر إلى ثكناتهم بعيدا عن السلطة، بل وبعيدا عن المدن وكل التجمعات السكانية التي يجب أن تكون مناطق للتنمية والتعليم والتعايش السلمي، وتحقق الأمان والاستقرار والرفاه للمواطن في كل ربوع هذه البلاد.
#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية
أحمد الملك
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه البلاد
إقرأ أيضاً:
تقرير تحليلي: الليبيون فهموا أخيرًا أن الحرب انتهت وحان وقت قلب هذه الصفحة وإعادة بناء بلادهم
ليبيا – أكد تقرير تحليلي نشره القسم الإخباري الإنجليزي في وكالة أنباء “نوفا” الإيطالية إمكانية تعزيز إيطاليا لحضورها في ليبيا في جانب آخر غير النفط والغاز.
التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من رؤاه التحليلية صحيفة المرصد أوضح إمكانية استغلال الإيطاليين رغبات الليبيين لتوليهم دور في إعادة إعمار ليبيا مرجعا هذا القبول إلى القرب الثقافي والتاريخي والجغرافي والاقتصادي والسياسي بين البلدين.
ووفقًا للتقرير بإمكان نسيج الشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية لعب دور رائد في بناء الطرق والمطارات والمباني والسكك الحديدية وكل ما تحتاجه ليبيا الغنية بالنفط والغاز والفقيرة في الخدمات والمعرفة، مشيرًا لاعتماد الكثير من هذا على الوضع الأمني على الأرض المرتبط باستقرار سياسي يتعزز.
وبين التقرير وجود صعوبات متمثلة بوجود سلطتين تنفيذيتين متنافستين في الشرق والغرب ومحاولة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الأحادية المدعومة من رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة للتدخل باختيار محافظ ونائب له جديدين للمصرف المركزي وما ترتب عنها من إغلاق الحقول النفطية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى عدم انزلاق البلاد رغم جميع هذه الصعوبات واستمرار النخب المتخاصمة منقسمة بشأن قضايا حاسمة أهمها توزيع عائدات النفط المربحة إلى الحرب، مشيرًا إلى أن الليبيين أنفسهم قد فهموا أخيرًا أن الصدامات العسكرية انتهت وأن الوقت قد حان لقلب هذه الصفحة وإعادة بناء البلاد.
ترجمة المرصد – خاص