أعظم القربات في الحر الشديد.. الإفتاء تكشف عن صدقة ودعاء مستجاب
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
ترتفع درجات الحرارة ويعاني الكثيرون فيها من شدتها وقسوة أشعة الشمس، لكن هل يعلم أي منا أن في هذا الجو من أعمال الخير والقربات ما لا يعد ولا يحصى، حيث كشفت دار الإفتاء المصرية من خلال منشور لها عبر صفحة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عن أعظم القربات في الحر الشديد.
أعظم القربات في الحر الشديدقالت دار الإفتاء إن صدقة الماء في شدة الحر من أعظم القربات، وسقي العطشان سواء كان إنسانا أم حيوانا أم طائرا، وإن كان عمل قليل ولكن نفعه كبير، وأثره عظيم.
وبينت أن من فعل الخير فى هذا الحر الشديد، وضع إناء أمام البيت فى الظل به ماء بارد لحيوانات الشارع والطيور.
ودعت بـ دعاء الحر الشديد قائلة: لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرنا من حر جهنم.
أما ما يقوله الإنسان عندما يشتد عليه الحرُّ فقد ورد أنه يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه" وأنه يدعو الله تعالى بقوله: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم".
وذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ» رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"، وذكره أيضًا مختصرًا في "الاعتقاد"، وابن السنّي وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة".
وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا فإنَّه ممَّا يعمل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء في مثل ذلك؛ كما قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبّ العمل في الفضائل وفضائل الأعمال بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.
وحتى لو لم يرد في الباب إلا هذا الحديث الضعيف فإنَّ النصوص الصحيحة الأخرى العامَّة التي تُرَغِّب في الدعاء وكثرة الذكر مطلقًا، وفي الاستجارة وطلب الوقاية من النار على الخصوص تكفي في إثبات المشروعيَّة؛ إذ إن القاعدة عندهم أن العامَّ يبقى على عمومه، والمطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي مُخصِّص أو مُقيِّد. ينظر: "البحر المحيط" للعلامة الزركشي (5/ 8، ط. دار الكتبي)، و"التلويح على التوضيح" للعلامة التفتازاني (1/ 117، ط. مكتبة صبيح).
ورغَّب الشرع الشريف في الاستجارة من النار وطلب الوقاية منها بالعفو والمغفرة؛ حيث قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 16].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ.. الحديث" أخرجه الإمامان أبو يعلى وإسحاق بن راهويه في "المسند"، والإمام البيهقي في "الدعوات الكبير".
كما يجوز للإنسان أن يدعو بغير هذا الدعاء من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه؛ رغبةً في أن يدفع الله تعالى عنه هذا الأمر ومشقته؛ ففي السُّنَّة النبوية المطهرة كثيرٌ من الأدعية والأذكار التي يلتجئ بها العبد إلى الله تعالى عند وقوع ما يُفْزِعُه أو يقلقه متضرعًا راجيًا من ربه تعالى أن يكتب له السلامة والنجاة؛ فمنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق، قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه الترمذي في "سننه"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، والإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك".
ومنها ما يقال عند الكرب والهم: "هو الله، الله ربي لا شريك له"؛ لما جاء عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا راعَه شيء قال: «هُوَ اللهُ، اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ» رواه النسائي في "السنن الكبرى"، وأخرجه أبو داود وابن ماجه في "سننهما" والطبراني في "المعجم الكبير" عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحر دار الإفتاء دعاء الحر الشديد صلى الله علیه وآله وسلم أعظم القربات رضی الله عنه الحر الشدید الله تعالى
إقرأ أيضاً:
الدكتورة نيفين مختار: قيام الليل من أجمل القربات وأعظم فرص الدعاء
أكدت الدكتورة نيفين مختار، الداعية الإسلامية بوزارة الأوقاف، أن قيام الليل يعد من أجمل القربات إلى الله، مشيرة إلى أن أقل ما يمكن فعله هو ركعتان فقط، ويمكن لأي مسلم أن يبدأ بهما ليكون في طريق القرب من الله عز وجل.
الثلث الأخير من الليل: وقت استجابة الدعاءوفي حديثها خلال برنامج "أنا وهو وهي" على قناة صدى البلد مع الإعلامي شريف نور الدين والإعلامية آية شعيب، أوضحت الدكتورة نيفين مختار أن وقت منتصف الليل لا يتحدد بالساعة 12 تمامًا، بل يمكن أن يكون في الساعة 11:30 تقريبًا، حسب توقيت المغرب والفجر.
وأضافت مختار أن الثلث الأخير من الليل هو الوقت الذي يتنزل فيه الله عز وجل إلى السماء الدنيا، وينادي قائلاً: "هل من داعٍ يدعوني فأستجيب له؟"، مشيرة إلى أن هذا الوقت يعد ثمينًا جدًا لمن يرغب في الدعاء والاقتراب من الله.
فرصة عظيمة: دعوة للاستفادة من وقت الليلأوضحت الدكتورة نيفين مختار أن الثلث الأخير من الليل يمتد حوالي ثلاث ساعات ونصف قبل أذان الفجر، وهو وقت عظيم للعبادة والدعاء. لكنها أعربت عن أسفها لأن الكثير من الشباب يقضون هذا الوقت في تصفح الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من استثماره في العبادة.
رسالة واضحة: قُم لله ولو بركعتينواختتمت الدكتورة نيفين مختار حديثها برسالة قوية قائلة: "لو حتى بركعتين قبل الفجر، قُم بهم لله، ستشعر بالسكينة والبركة في يومك كله".