الجميل التقى فرونتسكا: تأجيل الانتخابات البلدية استكمالٌ لشلّ مؤسسات الدولة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في مكتبه في بكفيا لمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وجرى عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة.
وحضر اللقاء نائب رئيس الحزب الدكتور جرباقة، رئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة المحامية لارا سعادة ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبد الله.
وجرت خلال اللقاء، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للحزب، مناقشة القرار 1701 والحرب الدائرة في جنوب لبنان، كما تم تأكيد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. وتناول النقاش أيضاً موضوع التمديد للمجالس البلدية والاختيارية وملف السوريين في لبنان وأهمية إيجاد حل سريع وعملي ومستدام له لما بات يشكله من ضغوط تفوق طاقة لبنان على التحمل في ظل الأزمات التي يعانيها.
وبعد اللقاء، قال الجميل: "استقبلنا المنسقة الخاصة لأمين عام الامم المتحدة في لبنان وتحدثنا عن الهواجس اللبنانية، بدءًا من تأجيل الانتخابات البلدية الذي حصل اليوم والذي نضعه ضمن محاولة شل كل مؤسسات الدولة بشكل كامل إضافة الى كل الاستحقاقات التي يمكن أن تجدد حياتنا الديمقراطية وتؤكد أن لبنان دولة قائمة خاصة اننا اليوم نفتقد الى رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة تصريف أعمال منذ أكثر من عامين، اي بعد انتهاء الانتخابات النيابية عام 2022 وهي فاقدة لكل الشرعية، بالاضافة الى شل مجلس النواب واليوم شل الانتخابات البلدية والمجالسالمحلية وقد ناقشنا باستفاضة في نتائج هذا التأجيل الذي سيترجم كارثة كبيرة ستحل على اللبنانيين في كل القرى والبلدات في لبنان، في ظل وجود جزء كبير من البلدات المنحلة غير القادرة على تصريف اعمال بالاضافة الى مزيد من البلديات التي ستكون بحالة من الشلل التام، وهذا الامر يتحمل مسؤوليته كل من يساهم بإبقاء البلد في حالته اليوم".
وتابع: "الخوف اليوم أيضًا على الامتحانات الرسمية، إذ ان هناك كلامًا جديًا يتم التداول به للتعامل بالمنطق نفسه أي تأجيل الامتحانات الرسمية في كل لبنان لنفس الحجة المستعملة في موضوع البلدية".
وفي موضوع انتخاب رئيس للجمهورية اعتبر الجميل ان "كل الحجج التي طرحت من أجل منع انتخاب رئيس سقطت، واولها الحجة التي تقول أن المسيحيين غير متفقين في حين أنهم اتفقوا على مرشح واحد فعطل الفريق الآخر الجلسة، اما الحجة الثانية فتقول انه يجب الذهاب الى الحوار قبل الانتخاب في حين ان المطلوب واحد هو استسلام اللبنانيين لإرادة حزب الله، والواقع هو ان حزب الله يريد السيطرة على البلد عبر الرئاسة وكل الاستحقاقات فإما تجري كما يريد او لا تحصل".
واعتبر انه "امام هذا الوضع ولهذا السبب كل من يدعونا للاتفاق، نقول له فقد اتفقنا، وكل من يدعونا للذهاب الى حوار نقول له اننا وافقنا شرط الذهاب متساويين خصوصًا وان الطرف الآخر يجاهر بأنه سيذهب الى الحوار بمرشح واحد وهو غير موافق على البحث بإسم آخر، وهذا الامر يمتد للوصول الى الحرب الدائرة في جنوب لبنان وهذا أخطر ما يمكن ان يحصل اليوم في البلد".
ورأى الجميل ان "هذه الحرب لم يقررها اللبنانيون وهي تكلف لبنان واهل الجنوب غاليًا، تحصد المزيد من الارواح والضحايا، وتشل الاقتصاد وهذا ما سندفع ثمنه جميعاً، وإذا كان فإن احداً لم ير تراجع حدة القتال هناك او تراجع القصف الإسرائيلي على الجنوب نتيجة فتح الجبهة مؤكداً أنه لا يمكننا البقاء رهينة بيد أحد فلدينا ازمات كبيرة للمعالجة ومنها ازمة اللاجئين السوريين وكلها مرتبطة بوجود دولة ورئيس للجمهورية فيما اعادة تكوين الدولة مخطوف من قبل حزب الله".
وعن أزمة السوريين، قال الجميل: "هناك غياب للوعي الكافي عند جزء كبير من المجتمع الدولي بما يمكن ان تولده هذه الأزمة من خصوصا بعد تردد معلومات عن تقلص المساعدات للاجئين ونتمنى الا تتراجع وان تعطى لأصحابها في سوريا وليس فس لبنان لتشجيعهم على العودة.ولكن اذا لم يحدث هذا الامر ومع تراجع المساعدات في لبنان فستزيد نسبة الجرائم حتما، اضافة الى الضغط الامني والانزلاق الى مزيد من العنف في الداخل بين اللبنانيين والسوريين وهذا ما لا نريده، كما اننا لا نريد ان يكون نصف المقيمين في لبنان هم من اللاجئين الاجانب وهذا الامر لا يمكنه الاستمرار، فإذا كان المجتمع الدولي يريد تجنب العنف لديه وفي الداخل اللبناني عليه العمل على اعادة اللاجئين الى بلادهم، وتحديد المناطق الآمنة لعودتهم والاكيد ان لبنان لم يعد بإمكانه تحمل وزر صراع لا علاقة له فيه". وختم: "انطلاقا من هنا، نتمنى ان تفهم الدول ان بقاء وضع اللاجئين على ما هو عليه اليوم يمكن ان يؤدي الى كوارث كبيرة سيتحملون مسؤوليتها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس للجمهوریة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
لبنان محيّد بإنتظار التحولات السورية
من الواضح ان الحكم الجديد في سوريا يسعى لتكريس نظامه الجديد ويعمل على التعامل بمنطق الدولة لا بمنطق الثورة او التمرد، وهذا واضح بشكل كبير بالرغم من التجاوزات التي تحصل في الداخل السوري، اذ ان النظام الجديد يرغب بالحصول على الاعتراف الدولي ويعمل على القطع النهائي مع المرحلة السابقة، وهذا ما تثبته تصريحات أحمد الشرع المتكررة.
حتى ان العداء مع "حزب الله" يتم تهذيبه، ليتجاوز فكرة الصروح الدينية والمقامات وليكون معزولاً عن لبنان، اي ان العلاقة مع لبنان ليست مرتبطة بالعداء مع الحزب، وسوريا الجديدة ليست في وارد اي خلاف او حرب او معارك حدودية مع لبنان ولا مع العراق، وعليه فإنه على المدى القصير يبدو ان العلاقة قد تعود الى طبيعتها بين سوريا ولبنان والحدود ستفتح وقد يكون المكون الشيعي احد اكثر المتجهين الى الشام لاعتبارات دينية من دون اي عوائق وهذا نا تعمل عليه الدولة الجديدة التي تحتاج الى السياحة الدينية كجزء من مسار اعادة تعويم الاقتصاد.
على المقلب الاخر، وبالرغم من الخروقات الكبيرة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يبدو القرار حاسماً، بعكس كل ما يتم تسريبه، بأن تتوقف الاعتداءات بعد انتهاء الايام الستين، وهذا ما سيساعد عليه اداء الحزب المنضبط اولاً وانتخاب رئيس جديد ثانياً، وعليه فإن الاستقرار في لبنان سيكون انعكاساً لقرار اميركي عميق بضرورة الذهاب نحو استقرار شامل في الشرق الاوسط اقله لعقدين من الزمن.
ترى المصادر ان هذا القرار يتوقف ايضا على الواقع السوري، فالفوضى في سوريا ستؤثر حتما على لبنان وان كان تأثيرها في ظل القرار الدولي الحالي لن يكون كبيرا، لكن الاهم هو موقف دول الخليج مما حصل في دمشق، فاذا قررت السعودية والامارات عدم ترك الامور لتركيا فهذا يعني اولاً استثمارا سياسيا وماليا كبيرا في لبنان لضمان عدم تسرب الحيثية السنية بإتجاهات تركية سورية.
وثانيا سيجد الخليج نفسه متحالفا بشكل تلقائي مع ايران والعراق من اجل الحد من قدرة تركيا على الاستثمار الدائم والمستدام في الساحة السورية، وكل ذلك سيؤدي وسيصب في مصلحة لبنان واستقراره السياسي والامني الذي سيدوم لفترة طويلة من الزمن خصوصا اذا استمرت السياسة الاميركية على اولوياتها الحالية وذهب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب نحو اعادة تحجيم الدور التركي كما فعل في ولايته الاولى. المصدر: خاص "لبنان 24"