"أعيدوا لي مشنقتي الخشبية".. قصة اليوم الذي أغضب مدينة النور
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أعيدوا لي مشنقتي الخشبية.. باريس مدينة النور وعاصمة الجمال الفرنسية، لم تكن ليلتا هادئة ساحرة بقدر هذا الجمال الذي يعايشه سكَّانه، فقد كان صوت الأغنية يتعالى كترنيمات تسعى لإيصال اللحن إلى السماء، لكنَّها كانت ترنيمات غضب لا سلام ولا عشق.
كانت صيحات الباريسيين تتعالى لما رأوه من فظاظة المشهد الدموى الذي صار متناشرًا بعدما اصطدمت شفرات المقصلة بعنق هذا المنبطح المقيَّد، لتفصل بين الرأس والجسد، في مشهد يلتقي فيه الجلَّاد والمجرم، علنًا على مرأى ومسمع من الحضور في ساحة التحرير في باريس على الساعة الثالثة والنصف بعد زوال يوم 25 أبريل 1792 بالمقصلة.
كانت اللحظات المؤلمة ليس لإعدام رجل مبادئ أو زعيم وطني، ولكنَّا كانت تجسيدًا صريحًا لتنفيذ حكم بآلية قانونية تستهدف إعدام نيقولا جاك بيليتييه، الذي كان يمتهن قطع الطريق واستخدام السلاح؛ لسلب الأموال، على يد الجلَّاد تشارلز هنري سانسون، وسط حضور جماهيري كثيف.
الطبيب جوزيف إنياس غيوتانكانت المقصلة آلية اعتمدها الملك الفرنسي لويس السادس عشر، بعدما عرض الطبيبان جوزيف إنياس غيوتان (Joseph-Ignace Guillotin) وأنطوان لويس (Antoine Louis)، الفكرة عليه؛ تسريعًا لوفاة المحكوم عليهم، وتقليصًا لمعاناتهم على المشنقة.
بدابة القصةبعدما سجلت المقصلة أو Guillotine دخولها الخدمة رسميا عام 1792، وضعت حدًا فاصلًا بينها و حدا لطرق الإعدام السابقة التي كات منتشرة لتفتصر على الشنق أو تقطيع الأطراف أو استخدام السيف أو غيرها من أساليب إنهاء حياة المجرمين أو المحكوم عليهم بقوبة الإعدام.
اعتقل رجال الأمن رجلًا يُدعى نيقولا جاك بيليتييه، عُرِفَ بأنَّه قاطع طريق، بعدما تمّ اتهامه بطعن رجل حتى الموت يوم 14 أكتوبر 1791 ونهب مبلغ - تمَّ تقديره - نحو 800 جنيها، وذلك في شارع بوربون فيلنوف بالعاصمة الفرنسية باريس.
كانت التهمة المنطقية المُوجَّهة إلى بيليتييه، تتمثل في القتل العمد والسرقة باستخدام العنف بالطريق العام وتهديد أمن المواطنين، التي عُرض بسببها أمام القضاء، ما دفع القاضي جاكوب أوغستان مورو (Jacob Augustin Moreau) أن يصدر حكما بالإعدام بحق بيليتييه تم تأييده من قبل محكمة الاستئناف والقضاء الفرنسي يوم 24 ديسمبر 1791.
داخل الزنزانةشبح الموت بين الفينة والأخرى، انتظار للمصير، تفاجأ نيقولا جاك، داخل زنزانته، بسماع خبر استعداد السلطات الفرنسية لإعدامه، وذلك باعتماد طريقة غير مسبوقة بتاريخ البلاد.
وفي اليوم المُحدد 24 أبريل من العام اجتمعت حشود المواطنين لتشهد أولى عمليات تنفيذ الإعدام بالمقصلة، التي ما إن أدَّت مهمتها، حتَّى كان الهرج بين الحاضرين، واستُثِر غضبهم، فخرجوا في اليوم التالي يهتفون بأغنية:
"أعيدوا لي مشنقتي الخشبية.. أعيدوا لي مشنقتي"
عجيبة قدَريةومن عجائب القدر أنَّ المقصلة التي أقرَّ باعتمادها الملك لويس السادس عشر، كانت قلمًا سطر نهاية حياته وزوجته ماري أنطوانيت، وعلى يد ذات الجلاد الذي أعدم نيقولا جاك بيليتييه.
لوحة تجسد إعدام لويس السادس عشرجدير بالذكرأن المقصلة طالت لتقطف رؤوس الكثيرين، لا سيما فترة الثورة الفرنسية الممتدة بين عام 1789 و1799، كما أنَّ شفرتها لم تفلت رؤوس أبرز منظِّري ومهندسي الثورة الفرنسية من أمثال جورج دانتون وكامي ديمولان وماكسيمليان روبسبيار، فالآلية كان سببًا أو بالأصح وسيلة لإنهاء حياة الكثيرين، وتقديمهم نحو مثواهم الأخير.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الملك لويس السادس عشر الثورة الفرنسية مدينة النور المقصلة مقصلة
إقرأ أيضاً:
ألقاب السيدة مريم العذراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هناك العديد من الألقاب الي العذراء مريم من حيث أمومتها للسيد المسيح، ومن الألقاب التي وصفت بها العذراء (ثيئوطوكوس qeotokoc).
أي "والدة المسيح "، وهذا اللقب الذي أطلقه عليها المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م. وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير ردًا على نسطور،، وبهذا اللقب "أم المسيح " خاطبتها القديسة أليصابات (لو4: 43).
- ومن ألقابها أيضًا المجمرة الذهب.
ونسميها (تي شوري) ]ourh أي المجمرة بالقبطية. وأحيانًا شورية هارون... أما الجمر الذي في داخلها، ففيه الفحم يرمز إلى ناسوت المسيح، والنار ترمز إلى لاهوته، كما قيل في الكتاب "إلهنا نار آكلة" (عب12: 29).
فالمجمرة ترمز إلى بطن العذراء الذي فيه كان اللاهوت متحدًا بالناسوت، وكون المجمرة من ذهب، فهذا يدل على عظمة العذراء ونقاوتها، ونظرًا لطهارة العذراء وقدسيتها، فإن العذراء نسميها في ألحانها المجمرة الذهب.
- وتلقب العذراء أيضًا بالسماء الثانية
لأنه كما أن السماء هي مسكن الله، هكذا كانت العذراء مريم أثناء الحمل المقدس مسكنًا لله.
- وتلقب العذراء كذلك بمدينة الله
وتحقق فيها النبوءة التي في المزمور "أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله" (مز86)، أو يقال عنها "مدينة الملك العظيم" أو تتحقق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم.
أو صهيون كما قيل أيضًا في المزمور "صهيون الأم تقول إن إنسانًا صار فيها، وهو العلي الذي أسسها.." (مز87).
وبهذه الصفة لقبت بالكرمة التي وجد فيها عنقود الحياة
أي السيد المسيح. وبهذا اللقب تتشفع بها الكنيسة في صلاة الساعة الثالثة، وتقول لها "يا والدة المسيح، أنت هي الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة".
- وبصفة هذه الأمومة لها ألقاب أخرى منها
أم النور الحقيقي، على اعتبار أن السيد المسيح قيل عنه إنه "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان" (يو1: 9).
وبنفس الوضع لقبت بالمنارة الذهبية لأنها تحمل النور، وأيضًا أم القدوس.؛على اعتبار أن الملاك حينما بشرها بميلاد المسيح قال لها".. لذلك القدوس المولود منك " (لو1: 35).
أم المخلص، لأن السيد المسيح هو مخلص العالم، وقد دعى اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت1: 21).
- ومن رموزها أيضًا العليقة التي رآها موسى النبي (خر3: 2).
ونقول في المديحة "العليقة التي رآها موسى النبي في البرية، مثال أم النور طوبها حملت جمر اللاهوتية، تسعة أشهر في أحشاها ولم تمسسها بأذية".
فالسيد المسيح قيل عنه إنه "نار آكلة" (عب12: 29) ترمز إليه النار التي تشتعل داخل العليقة. والعليقة ترمز للقديسة العذراء.