بروتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومجمع اللغة العربية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومجمع اللغة العربية للتعاون فى تنفيذ التطوير المؤسسى الرقمى لمجمع اللغة العربية وبناء القدرات الرقمية لأعضائه وكوادره والعاملين به.
وقع البروتوكول المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى، والدكتور عبد الوهاب محمد عبد الحافظ رئيس مجمع اللغة العربية.
وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن اللغة ليست وسيلة للتواصل ونقل المعرفة فحسب ولكنها رمز للهوية وانعكاسا لثقافات وحضارات الشعوب الأمر الذى يستلزم تضافر الجهود من أجل تعزيز استخدام اللغة العربية فى العصر الرقمى وتطويع التكنولوجيا لتعظيم دورها كجسر للتواصل مع الحضارات والثقافات المختلفة بالإضافة إلى إثراء المحتوى العربى الرقمى وتوسيع دائرة استخدام مصطلحات اللغة العربية فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، مضيفا أنه يتم العمل من خلال مركز الابتكار التطبيقى على تنفيذ مشروعات بحثية تطبيقية تستهدف استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى معالجة اللغات الطبيعية لتوفير حلول تقنية قادرة على فهم اللغة العربية باللهجة المصرية العامية وترجمتها فوريا إلى اللغات الأخرى.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن البروتوكول يأتى فى إطار تعاون وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع مؤسسات الدولة المختلفة لتحقيق التطوير المؤسسى الرقمى بها بما يسهم فى رفع كفاءة وجودة الخدمات التى تقدمها هذه المؤسسات، موضحا أهمية هذا البروتوكول فى دعم جهود مجمع اللغة العربية للاستفادة من التكنولوجيات الرقمية.
وأوضح الدكتور عبد الوهاب محمد عبد الحافظ رئيس مجمع اللغة العربية أن بروتوكول التعاون المشترك مع الوزارة يستهدف دعم جهود ودور المجمع وخطط تطويره؛ ليقوم المجمع بإصدار القواميس والمعاجم والمصطلحات اللغوية العربية التى تستخدم فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير المصطلحات اللغوية العربية الحديثة التى تستخدم فى التحول الرقمى، وتوفير الموارد اللغوية الرقمية والمعلومات اللغوية المتعلقة باللغة العربية واستخدامها فى العالم الرقمى مثل تطوير أدوات البحث اللغوى، وإطلاق حملات التوعية اللغوية الرقمية، وذلك لتحسين جودة المحتوى اللغوى العربى على الإنترنت وفى الوسائط الرقمية الأخرى، بما يساهم فى تعزيز الهوية العربية والانتماء إلى الثقافة العربية.
وأكدت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا لمعلومات للتطوير المؤسسى أن البروتوكول يأتى فى إطار التعاون المستمر والمثمر بين الوزارة والمجمع فى تطوير اللغة العربية وتعزيز استخدامها فى العالم الرقمى، واستكمالا لجهود الوزارة فى تعزيز دور مجمع اللغة العربية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات والمبادرات لتحقيق التحول الرقمى والتطوير المؤسسى الرقمى للمجمع وتنمية وبناء القدرات الرقمية لأعضاء وكوادر المجمع وفقًا للجدارات المطلوبة، وتهيئة العاملين بالمجمع لاستيعاب أعمال التحول الرقمى وضمان استدامتها. وأوضحت أن البروتوكول سيعزز جهود التوسع فى تطوير تطبيقات معالجة اللغة العربية لتصبح مصر مركزًا للبحث والتطوير فى مجال تطوير الموارد اللغوية المُتاحة للتعامل مع الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته المختلفة والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تطوير نماذج لغوية لتحسين عملية تعريب الحاسبات.
حضر مراسم التوقيع دكتور محمد فهمى طلبة رئيس لجنة الذكاء الاصطناعى فى مجمع اللغة العربية، وعدد من قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
غربة اللغة العربية
فى ندوة له بمعرض الكتاب قبل أيام، أبدى الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى أسفه واندهاشه، للافتة مرفوعة على البوابة الرئيسية لمدخل المعرض، تدعو المواطنين لزيارته، مكتوبة باللغة العامية المبعثرة، مع أن المعرض يعد محفلاً للاحتفاء باللغة الفصحى، التى وصفها بأنها هى العقل والضميروالروح التى تتجدد ونتجدد بها. وليس ببعيد عن أسف الشاعر، الرفض العام سواء فى الصحف أو على وسائل التواصل الاجتماعى للفكرة التى أثارها إعلان رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلمانى بتغيير أسماء قنوات النيل إلى موليود وبوليود، ليس فقط تمسكاً بالنيل كرمز أيقونى لمصرية القنوات، بل هو كذلك دفاع عن المصطلحات العربية غيرالأجنبية وعن اللغة العربية الفصحى، التى باتت تشهد أشكالاً متعددة من التهميش لها، سواء هو متعمد أو مقصود فى المجال العام.
الأدلة على هذا التهميش للغة العربية أكثر من أن تحصى. منها أن عددا من البرامج الترفيهية والحوارية فى التليفزيون، الذى بدأ بثه فى ستينات القرن الماضى باسم التليفزيون العربى باتت تستخدم أسماء أجنبية مثل سولد أوت،. كما أن المنصة المصرية الرقمية التى تتبع الشركة المتحدة وأنشئت منذ العام 2019 تسمى نفسها وتش ات. ولم تجد الشركة الوطنية للاتصالات فى اللغة العربية اسما يليق بمكانتها، فأطلقت على نفسها اسم وى.
وتحفل إعلانات الشواراع والمحال التجارية باسماء أجنبية فى كرنفال من القبح والنشاز والتخبط فضلا عما يحمله ذلك من شعور عميق بالانسحاق أمام كل ما هو أجنبى، حتى يخيل لأى زائر لوسط المدينة ويجول فى شوارعها وأحيائها أنه فى بلد غير عربى. يحدث ذلك برغم أنه، كان قد أصدر أحد وزراء التموين قرارا وزاريا قبل سنوات، يحظر على المحال التجارية استخدام أسماء غير عربية، والمدهش أنه لم يتم الاكتفاء بعدم تنفيذه وذهابه طى النسيان، بل أن الوضع بعد صدوره ازداد سوءا. تماما كما يحدث الآن مع عودة الإشارات الدينية على المركبات الخاصة بكثافة، برغم صدور قرار وزارى بمنع لصقها، ليصبح العصف بالقانون حالة عامة لا استثنائية!
الحفاظ على اللغة العربية، وحمايتها من العدوان السارى عليها فى كل اتجاه، ليس من القضايا الهامشية التى يمكن تجاهلها والازدراء بها، لا سيما والخطاب الرسمى ينطوى على دعوات لا تتوقف عن تماسك الهوية المصرية والحفاظ على مكوناتها، ولغتنا العربية تكاد أن تكون هى رمزها الأبرز وهى سلاحنا البتار نحو ولوج ذلك الهدف. بات المجتمع يتغاضى عن الأخطاء اللغوية النحوية وحتى فى المعانى ودلالات الجمل والكلمات، لاسيما فى الوسائل الجماهيرية الأكثر تأثيرا، التى أصبحت مصدرا سهلا للمعرفة لعموم الناس. وعلى الهيئة الوطنية للإعلام بدلا من أن تتفنن فى الاهتمام بالشكل وهى تظن أنها تسعى للتطوير، أن تلعب دورا فى وقف هذا العبث باللغة العربية فى الإعلام المصرى المرئى والمسموع، وأن تلغى كل أسماء البرامج غير العربية من محطاتها التلفزيونية والإذاعية، هذا إذا كنا ندرك ان الحفاظ على العربية هو حفاظ على الهوية المصرية، ونطبق الدستور، الذى ينص على أن اللغة العربية هى لغة الدولة الرسمية.
وقبل ثلاث سنوات تقدم مجمع اللغة العربية إلى مجلس النواب بمشروع قانون لحماية اللغة العربية فى المؤسسات الرسمية والمعاملات التجارية والعقود والمنتجات المصنوعة فى مصر لشركات أجنبية والإعلانات فى الطرق العامة والمصنفات الفنية وأسماء الشوراع والحدائق العامة والشواطئ والمؤسسات الصحفية والإعلامية وغير ذلك، وحدد القانون عقوبات وغرامات لمن يخالف أحكام هذا القانون أو يتجاهلها، ولا أدرى حتى اليوم ما هو مصير هذا القانون، وغيره من القوانين المنسية السابقة عليه، التى آن أوان تفعيلها إذا كنا نؤمن حقا مع الشاعر حجازى أن لغتنا الجميلة، هى العقل والضمير والروح التى تتجدد ونتجدد معها وهى الرمز الذى لا بديل له للدفاع عن هويتنا.