تفاصيل اكتشاف سيد درويش على يد شرفنطح
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
في بداية مشواره الفني كان محمد كمال المصري الشهير بـ«شرفنطح» يعمل في الإسكندرية مع فرقة الفنان الشهير عبدالقادر سليمان، وكان وقتها ـ على عكس الصورة المعتادة عنه ـ يقدم دور «الجان» و«الحبيب» في الروايات الغرامية التي تقدمها الفرقة، وقد يفاجئ الكثيرون الآن إذا عرفوا أنه كان يغني أيضا في تلك التجارب.
وبعد فترة من الوقت وجد عبدالقادر أن «شرفنطح» كوميديان بالفطرة، وهنا قرر أن يمنحه الفرصة ليظهر حجم موهبته كاملة على المسرح، فأسند إليه أدوار كوميدية، لكن المصري رفض، وطلب أن يعود إلى أدواره السابقة، وبعد أن احتد الخلاف في وجهات النظر بين الطرفين، اتخذ «شرفنطح» قراره بالرحيل عن الفرقة.
حاول المصري في تلك الأثناء البحث عن فرقة أخرى تحقق له الهدف المنشود، غير أنه لم يفلح، وبناء عليه كون فرقة جديدة، وأعلن منذ اليوم الأول أنه لن يغني فيها وسوف يكتفي بدوره كمشرف على الفرقة، إلى جانب التمثيل في الروايات التي ستقدمها فرقته.
بدأ شرفنطح البروفات، وكان شغله الشغل في تلك الأثناء البحث عن مطرب جديد يتولى الغناء في المسرحيات التي تقدمها الفرقة، وظل يبحث عن هذا المطرب، حتى جاءه واحد من الفرقة ذات يوم وقال إنه يعرف شاب «محترم ولطيف صوته حلو وبيغنى في اسكندرية طول شهر رمضان»، فطلب منه «شرفنطح» أن يُجري له اختبارا، وفي الموعد المحدد حضر الشاب وقام بتعريف نفسه واسمه سيد درويش.
وقال «شرفنطح» لمجلة المصور عن هذا اللقاء: «جاء مرتديا عمامة وجبة وقفطانا وكان من النوع اللي مش بيتكلم كتير، وبعد ما سمعته وأعجبت بصوته قررت أن أعينه في الفرقة، إن نجم سيد درويش بدأ يلمع من مسرحي وتخاطفته بعد ذلك مسارح القاهرة حتى أصبح فنان عصره».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيد درويش الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
رائد الموسيقى في مصر والعالم العربي.. ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش
تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل فنان الشعب والموسيقار العظيم سيد درويش، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات التي غيرت مسار الموسيقى في مصر والوطن العربي.
عرف سيد درويش بقدرته الفائقة على التعبير عن مشاعر الناس وهمومهم من خلال ألحانه وكلماته التي مازالت تتردد في الأذهان وتؤثر في النفوس حتى اليوم.
تمتع بقدرة غير مسبوقة على التقاط روح العصر والتعبير عنها بأسلوب مبتكر، ليُعد واحداً من المجددين في الموسيقى المصرية والعربية.
أهم المعلومات عن فنان الشعب سيد درويشمولده ونشأتهوُلد سيد درويش في 17 مارس عام 1892 في مدينة الإسكندرية، حيث نشأ في بيئة موسيقية أثرت في توجهاته الفنية منذ الصغر. كان يُعتبر فنانًا متنوعًا ومجددًا، وقد أظهر ميولًا فنية منذ سن مبكرة، حيث تأثر بألحان كبار المنشدين مثل الشيخ سلامة حجازي وحسن الأزهرى، وكان يتفوق في فن الإنشاد بين أقرانه.
البداية في المعهد الديني وتطوير موهبتهفي عام 1905، التحق سيد درويش بالمعهد الديني في الإسكندرية، ولكن لم يُخفي حبه للغناء، حيث كان يقضي وقتًا في المقاهي يستمع للألحان ويُغني للجمهور. هذا الحب للموسيقى دفعه لمواصلة دراسته وتحسين موهبته في هذا المجال.
الزواج والانتقال إلى الشامتزوج سيد درويش في سن الـ16 عامًا، وهو في مقتبل شبابه، وكان هذا الزواج خطوة نحو الاستقرار الشخصي الذي ساعده في تطوير مسيرته الفنية. في عام 1908، سافر إلى الشام ليكمل دراسته الموسيقية وتعلم المزيد عن فنون الموسيقى الشرقية والغربية، قبل أن يعود إلى مصر في عام 1912 حيث بدأت موهبته تتبلور بشكل أكبر.
التدريب على العزف والكتابةأثناء تواجده في الشام، بدأ سيد درويش بتعلم العزف على آلة العود وكتابة الألحان على التونة (الوزن الموسيقي) مما جعله يتقن العزف على الآلة الموسيقية التي كانت محورية في مسيرته.
أول لحن وتعاونات فنيةفي عام 1917، لحن سيد درويش أول قطعة موسيقية له، ليبدأ في خطواته الأولى نحو التأثير على الساحة الموسيقية المصرية. كما بدأ في العمل مع الفرق المسرحية الكبرى في مصر، حيث لحن للعديد من الفرق الشهيرة مثل فرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار، وتعاون مع الكاتب المسرحي الكبير بديع خيري. شكل الثنائي درويش وخيري تعاونًا فنيًا قدم العديد من الأعمال المسرحية المميزة التي تجسدت في أوبريتات ما زالت تُعتبر جزءًا من التراث الفني المصري.
ابتكار وصناعة التغيير في الموسيقىكان سيد درويش رائدًا في إدخال أساليب موسيقية جديدة في مصر والعالم العربي، حيث قدم الغناء البوليفوني (الذي يعتمد على تعدد الأصوات) في أوبريت "العشرة الطيبة" و"شهرزاد والبروكة". هذا النوع من الغناء لم يكن سائدًا في مصر وقتها، ولكن مع إدخاله أصبح أحد الأساليب التي أثرت في شكل الموسيقى المصرية والعربية الحديثة.
أول حفل في القاهرة وتلحين النشيد الوطني
أقام سيد درويش أول حفل موسيقي له في القاهرة في قاعة "الكونكورديا"، حيث حضر الحفل العديد من الفنانين والموسيقيين المهتمين بما يقدمه.
وكان سيد درويش قد لحن أيضًا النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي"، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية مصر الوطنية، ليعكس حب الوطن وافتخار الشعب المصري.
الرحيل المبكر: 31 عامًا من العطاءرحل سيد درويش عن عالمنا في 10 سبتمبر 1923، عن عمر يناهز 31 عامًا، ولكن إرثه الفني مازال حيًا في قلوب المصريين والعرب.