في خطوة غير مسبوقة، تدرس حكومة الولايات المتحدة قطع التمويل عن وحدة الجيش الإسرائيلي سيئة السمعة، نيتساح يهودا، وسط ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وقد خضعت الوحدة، المعروفة بمزيجها من الحماس العسكري والديني، لتدقيق مكثف بعد سلسلة من الحوادث المثيرة للقلق، بما في ذلك الوفاة المأساوية لعمر الأسد البالغ من العمر 78 عامًا في يناير 2022.

ووفقا لسكاي نيوز البريطانية، إن وفاة الأسد، التي يُزعم أنها ناجمة عن نوبة قلبية ناجمة عن الإجهاد خلال مواجهة مروعة مع جنود نتساح يهودا عند نقطة تفتيش مؤقتة، قد أثار إدانة واسعة النطاق. ويروي شهود عيان، ومن بينهم رفيقة الأسد مروة محمود، مشهداً من الوحشية والخوف، حيث يُزعم أن الجنود يلجأون إلى أساليب الترهيب، بما في ذلك توجيه الأسلحة النارية نحو المدنيين.

وبينما يعترف الجيش الإسرائيلي "بالفشل الأخلاقي وسوء اتخاذ القرار" من جانب الجنود المتورطين، إلا أنه لم يصل إلى حد توجيه اتهامات جنائية، مشيرًا إلى عدم وجود مسؤولية مباشرة عن مقتل الأسد. ومع ذلك، يؤكد الأطباء الفلسطينيون أن وفاة الأسد كانت نتيجة للمحنة المؤلمة التي تعرض لها.

إن الاحتمال الذي يلوح في الأفق بفرض عقوبات أمريكية بموجب قانون ليهي، الذي يحظر مساعدة الوحدات العسكرية الأجنبية المتورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، قد أثار قلق السلطات الإسرائيلية. وقد عارضت حكومة نتنياهو بشدة هذا الإجراء المحتمل، ووصفته بأنه "سخيف" وأكدت من جديد التزامها بالنزاهة الأخلاقية في العمليات العسكرية.

ومع ذلك، يرى المنتقدون أن تجاوزات نيتساح يهودا تمتد إلى ما هو أبعد من الحوادث الفردية، مشيرين إلى نمط من الانتهاكات والإفلات من العقاب. ويشير أوري جيفاتي، ممثل منظمة "كسر الصمت" غير الحكومية، إلى أن التدخل الأمريكي يمكن أن يكشف النقاب عن الحقائق القاسية للاحتلال الإسرائيلي ويدفع إلى تدقيق أوسع نطاقًا في الممارسات العسكرية.

رداً على التطورات، فإن عائلة الأسد، التي لا تزال تشعر بالحزن على وفاة ابنها المفاجئ، ترحب بحذر باحتمال التدخل الأمريكي. ومع ذلك، فإنهم يطالبون ليس فقط بالتداعيات المالية، بل أيضًا بمحاسبة المسؤولين عن المصير المأساوي لعمر الأسد.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نيتساح يهودا الجيش الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

انتقاد إسرائيلي لتزايد نقاط الضعف بالجيش.. هل فشل في استخلاص الدروس من المواجهات؟

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، تقرير للكاتب والمحامي أورييل لين، جاء فيه، أنه: مع التوقف التدريجي لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وتقديم المزيد من التحليلات لأدائه العسكري خلال الحرب، تزداد القناعات بأن أداءه يعاني من الافتقار للتفكير، كما لم يستوعب الدروس الضرورية من عملية حماس في السابع من أكتوبر.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "حادثتين خطيرتين بشكل خاص وقعتا قبل أسابيع، تثيران تساؤلات حول طريقة تفكير الجيش وطريقة عمله، ليس بالضرورة على مستوى القيادة العليا، بل الوحدات الميدانية أيضاً".

وتابع: "أولهما تسلّل مقاوم لمجمّع حراسة عسكري دائم قرب قرية "تياسير" بالضفة الغربية، حيث قُتل جنديان، وجُرح ثمانية آخرون، وثانيهما انهيار رافعة ثقيلة في غزة، وسقوطها ليلاً على خيمة كان الجنود نائمين فيها، حيث قُتل جنديان آخران، وجُرح سبعة آخرون". 

وأضاف أنه "في كلتا الحالتين كان يمكن توقّع الخطر مسبقاً، والاستعداد بشكل صحيح لمنع الكارثة، لكنه يؤكد أن الجيش لم يستوعب الدروس الضرورية من عملية حماس في السابع من أكتوبر، وتأكيد على مشكلة خطيرة في أداء الجيش، وأن القتال يجري في غياب التفكير الأساسي، وغياب الاستعداد بشكل صحيح لمثل هذه الأحداث، ما يجعل تقييم الواقع، كما تم صياغته في الجيش، غير صحيح". 


وأشار إلى أنه: "قبل عملية حماس في السابع من أكتوبر، لم تكن هناك احتياطيات حربية جاهزة لحماية مستوطني الغلاف، بعد أن خُدع الجيش بمفهوم أن "حماس رُدِعت" أو "ليس لديها مصلحة في التصعيد"، ما يؤكد أننا كنا مخطئين".

وأكد أنّ: "حادثة انهيار الرافعة تمثل حالة من عدم التفكير، فالرياح القوية تهب في المنطقة، ولم يهتم الضباط بطيّ الرافعة، ولم يعتقد أحد أن المخاطرة هنا ممنوعة، وبعد أن تسلّل المسلّح لمجمّعدائم يستخدم كمقر للجنود، قال مصدر عسكري إنه تم جمع استخبارات ومراقبة طويلة ودراسة للمسلّح قبل تنفيذ عمليته، وبالتالي فمن الصعب أن نفهم لماذا تم صياغة هذا التقييم بعد الحدث فقط". 

وأبرز أنّ: "الافتراض الأساسي في العمل، أنه كلما أنشأ الجيش مجمّعا عسكريا بشكل دائم، فسيكون هدفا لهجمات مسلّحة، الأمر سهل، والتخطيط سهل، والهجمات الأكثر خطورة تلك التي تم التخطيط لها مسبقا وفقا للاستخبارات، ودراسة روتين الوحدة العسكرية في الموقع".

"على أساس هذا الافتراض العملي، لابد من تحديد نشر الوحدات العسكرية التي تتولى إدارة كافة نقاط التفتيش الدائمة، مع أنه وقعت هجمات أخرى، سمعنا بعدها دوماً من قادة الجيش أن التحقيق فيها سيتمّ تعلّم الدروس منها" بحسب التقرير نفسه. 

وأوضح أنّ: "الجيش مدعوّ لاستخلاص كافة الدروس من عمليات المقاومة، ما يستدعي التفكير بطريقة مختلفة قليلاً، مع أن لديه ما يكفي من المواد التي يمكن استخلاص الدروس منها، ما يتطلب تجديد عملية التفكير برمّتها في الجيش على كافة مستويات القيادة والوحدات، وربما تكون هذه إحدى المهام الرئيسية لرئيس الأركان الجديد، آيال زامير". 


وأكّد أن "تكرار مثل هذه الهجمات يكشف عن سلسلة من نقاط ضعف الجيش، فعلى مدى عقود من الزمن، صاغ مفهومًا عمليًا بموجبه لم تكن هناك حاجة لتطوير أساسيات الدفاع عن النفس على المستوى الفردي، ولم يتم تدريب الجنود بمراكز القيادة على إطلاق النار، وفي بعض الأحيان، لم يتم تزويدهم بأسلحة شخصية".

وختم بالقول إنّ: "كل هذه الأخطاء كلّف الاحتلال أرواحا كثيرة في عملية حماس في السابع من أكتوبر، وما نواجهه اليوم ليس مجرد استخلاص للدروس من هجمات بعينها، بل مسألة أعمق كثيراً".

مقالات مشابهة

  • الفرقة الرابعة.. الإمبراطورية التي نهبت اقتصاد سوريا
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر أمريكا لتزويدهم بالسلاح
  • بعد مشادة البيت الأبيض.. أمريكا توقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتنتظر اعتذارا
  • يديعوت احرونوت: استقالة رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • هآرتس: نتنياهو يقامر بالجيش والأسرى بشن الحرب على غزة
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • انتقاد إسرائيلي لتزايد نقاط الضعف بالجيش.. هل فشل في استخلاص الدروس من المواجهات؟
  • بقيمة 4 مليارات دولار.. أمريكا تسرّع تسليم «المساعدات العسكرية» إلى إسرائيل