الزراعة: السيسي تبنى رؤية لتنمية سيناء,, تنفيذ مشروعات بـ 650 مليار جنيه منذ 2014
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ان الدولة المصرية، تعتبر "سيناء" وتنميتها قضية أمن قومي، ولا مجال للتهاون في تحقيقه، وهو ما تؤكده الخطوات التي اتخذها الرئيس السيسي منذ توليه الحكم، حيث تبنى رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء، ودمج أبناءها في خطط التنمية.
وأشار القصير الى ان استراتيجية الدولة شملت العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة على أرض سيناء في كافة المجالات، حيث بلغ اجمالي تكلفة ما تم انفاقه في أعمال التنمية الشاملة فيها منذ عام 2014، وحتى الآن ما يزيد على 650 مليار جنيه.
وأكد وزير الزراعة ان خطة وجهود الدولة لتنمية سيناء، اخذت أيضا تحقيق التنمية الزراعية بعين الاعتبار، لتكون سيناء ضمن خطة النهضة الزراعية غير المسبوقة التي شهدتها مصر مؤخرا، حيث جاءت جهود تحقيق التنمية الزراعية في سيناء كالتالي:
استصلاح واستزراع أكثر من 450 ألف فدان في سيناء
مركز بحوث الصحراء، والتابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والذي يهدف الى استكشاف ودراسة الموارد الطبيعية في الصحراء المصرية، ووضع خطط استثمار هذه الموارد لتحقيق التنمية المستدامة، كان لها دوراً هاماً من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية بأيادي وعقول باحثيه، على أرض سيناء.
ينفذ مركز بحوث الصحراء، والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، مشروع لتنمية شمال ووسط سيناء، على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 456 ألف فدان، تتضمن: 36 ألف فدان في سهل الطينة، و49 ألف فدان في جنوب القنطرة شرق، و100ألف فدان في منطقتي رابعة وبئر العبد، و102 ألف فدان في منطقة جنوب الشوحط، و47 ألف فدان في منطقة جنوب جنوب القنطرة شرق، و 122 ألف فدان في محور شرق البحيرات الجفجافة، وذلك اعتماداً على مصادر المياه من ترعة الشيخ جابر، ومحطة معالجة بحر البقر، بطاقة إجمالية 7.6 مليون م3/ يوم.
ويستهدف هذا المشروع العملاق، دعم البعد الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء، ربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وملئ الفراغ السكاني بسيناء، فضلاً عن دعم استراتيجية زيادة الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، فضلاً عن دمج أبناء سيناء في تجمعات تنموية جديدة تقوم على الزراعة، إضافة الى إتاحة فرص جديدة للعمل والاستثمار الزراعي.
محطات بحثية تقدم الدعم لأهالي سيناء وتساهم في التنميةويمتلك مركز بحوث الصحراء في شبه جزيرة سيناء 5 محطات بحثية، تتولى دعم أبناء هذه المناطق، وتقديم الخدمات لهم، فضلاً عن المساهمة في تحقيق التنمية بها، وهي محطات بحوث: جنوب القنطرة شرق، بالوظة، الشيخ زايد، جنوب سيناء، المغارة.
وتعد محطة بحوث بالوظة هي المركز الإقليمي بشمال سيناء، حيث تقع على ترعة السلام وتتبع قرية بالوظة التي تبعد عن مدينة القنطرة شرق حوالي 35 كيلو متر، وعن مدينة بئر العبد 60 كيلو متر، وعن العريش 150 كيلو متر وتقع على مساحة اجمالية حوالي 500 فدان، ويعمل بها العديد من الباحثين والاداريين لتقديم الخدمات لأبناء سيناء.
وتمتاز تلك المحطة بانها تقع بنطاق مناطق الاستصلاح القائمة على مياه ترعة السلام، حيث تقدم العديد من الخدمات لأهالي المنطقة من استشارات زراعية وتقديم شتلات مجانية لدعم المزارعين غير القادرين، فضلاً عن طرح منتجات المحطة للبيع للأهالي بأسعار رمزية تتناسب مع ظروف أبناء المناطق الصحراوية، كذلك تنفذ العديد من الدورات التدريبية في مختلف المجالات الزراعية والارشادية لأهالي المنطقة المحيطة بالمحطة البحثية.
كما يتم توجيه إجراء البحوث نحو المجالات التطبيقية التي تخدم تحديات التنمية الزراعية في سيناء، وتشمل: تقنيات إنتاج الحاصلات الزراعية تحت ظروف الجفاف والملوحة وإنتاج الشتلات المقاومة لظروف الإجهادات المختلفة واستخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وحول محطة بحوث القنطرة شرق: تقع المحطة على فرع 4 من ترعة السلام وتبعد عن مدينة القنطرة 10 كيلو، على مساحة اجمالية حوالي 470 فدان، وتشمل المحطة 35 فدان منزرع بأصناف زيتون ورمان، بنظم الري الحديث، فضلاً عن عدد 6 صوب زراعية مغطاة، وعدد من التجارب البحثية للمحاصيل الحقلية والخضر والفاكهة، كذلك قطاع من النخيل حوالي 86 نخلة، كما تشمل المحطة أيضاً قطاع ميكنة زراعية يقدم خدماته باستخدام آلاته للمحطة والمزارعين بالمنطقة.
وتمتاز هذه المحطة بوجودها بين مساحات كبيرة منزرعة بأشجار الفاكهة المختلفة من: الموالح، الزيتون بأصنافه المختلفة، المانجو بأصنافه المختلفة، ومساحة كبيرة منزرعة بالمحاصيل الحقلية ومحاصيل الخضر، مما يعطى ميزة نسبية في تقديم الخدمات الارشادية للمزارعين وأصحاب الحقول المختلفة بمحيط المحطة وكذلك تنفيذ دورات تدريبية وورش عمل مختلفة لخدمة المنطقة المحيطة بالمحطة من أهالي سيناء.
أما محطة جنوب سيناء برأس سدر: فتقع على بعد 5 كيلو متر شمال مدينة رأس سدر وعلى مسافة 60 كيلو متر من نفق الشهيد أحمد حمدي، وتقع على مساحة اجمالية حوالي 36 فدان، وتضم قطاع الإنتاج النباتي البحثي، والذي يشمل: عدد 4 صوبة زراعية، و15 فدان زيتون، و5 فدان محاصيل حقلية، فضلاً عن قطاع الإنتاج الحيواني البحثي، والذي يضم عدد 2 حظيرة اغنام، وعنبر للأرانب، ذلك بالإضافة الى قطاع الميكنة الزراعية، وقطاع المعامل الخاصة بتحليل التربة والمياه.
وتمتلك هذه المحطة ميزة نسبية، حيث تخدم التنمية الزراعية بمنطقة جنوب سيناء والتي تصل إلى حوالى 34 ألف فدان تقريباً حيث تقع المحطة بنطاق مدينة رأس سدر، والتي تستحوذ على 55% من إجمالي الأراضي المنزرعة بجنوب سيناء، كما تخدم المحطة الاستثمارات الزراعية بالمحافظة في ظل الظروف البيئية للمنطقة من محدودية مياه الري.
18 تجمع تنموي زراعي في شمال وجنوب سيناءوينفذ مركز بحوث الصحراء أيضاً، عدداً من التجمعات الزراعية بشمال وجنوب سيناء، يبلغ عددها 18 تجمع تنموي زراعي بشبه جزيرة سيناء، بواقع 7 تجمعات بجنوب سيناء وعدد 11 تجمع تنموي بشمال سيناء، إضافة الى استصلاح ما يقرب من 11 ألف فدان، يتم حالياً إجراء عمليات التسليم للمزارعين من خلال المحافظتين.
ويستفيد من هذه التجمعات بطريقة مباشرة حوالي 2122 أسرة من أبناء سيناء والمحافظات الاخرى بواقع 5 أفدنة بالإضافة إلى منزل بالتجمع السكنى لكل مستفيد.
برامج عملاقة لدمج أبناء سيناء في مشروعات التنمية
كما أطلق المركز أيضاً برنامجاً تنموياً عملاقاً لدمج أبناء سيناء في التنمية، حيث يشمل برنامج دمج أبناء سيناء في التنمية المستدامة بمنطقة الحسنة، حيث تتم كافة الأنشطة في اطار التشاركية بالتدريب ورفع المهارات اللازمة لاستدامة هذه المشروعات من خلال عقد 10 دورات وورش عمل في مجالات الأنشطة الزراعية المختلفة التي تم تقديمها للمجتمع في المنطقة وتشمل هذه المجالات: وقاية النباتات ومكافحة الآفات، والزراعات المحمية، النباتات الطبية والعطرية، التسميد العضوي والحيوي، والممارسات الزراعية المثلى للزراعات القائمة "الزيتون"، الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن تحليه المياه، والإنتاج الحيواني والداجني.
واستكمالاً لجهود وزارة الزراعة في تحسين الخدمات المقدمة لأبناء الحسنة، تم تقديم عدد من المشروعات التنموية والتي بلغت 256 مشروعاً استفاد منها حوالي نصف أهالي منطقة الحسنة، بإجمالي تكلفة حوالي 2.5 مليون جنيه.
كما يشمل البرنامج أيضاً برنامج دمج أبناء سيناء في التنمية المستدامة بمنطقة الشيخ زويد، حيث اهتم مركز بحوث الصحراء، ان تتم كافة الأنشطة في إطار التشاركية بالتدريب ورفع المهارات اللازمة لاستدامة هذه المشروعات من خلال عقد 10 دورات تدريبية وورش عمل في مجالات الأنشطة الزراعية المختلفة، والتي تشمل: النباتات الطبية والعطرية، الممارسات الزراعية المثلى للزراعات القائمة "الزيتون"، الإنتاج الحيواني والداجنى، التي تم تقديمها للمجتمع في المنطقة.
وتنفيذاً لتوجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تم توفير 20 الف شتلة زيتون، بالإضافة إلى تقديم كل الدعم لمنطقة الشيخ زويد، حيث توجه فريق المركز البحثي للمنطقة لدراسة أولويات احتياجات الأهالي والمتابعة على أرض الواقع لتحسين الخدمات المقدمة إلى أبناء الشيخ زويد، حيث تم تقديم 81 مشروع تنموي استفاد منها حوالى 421 مواطن تكلفة حوالى نصف مليون جنيه.
مشروعات صغيرة للمرأة والشباب بسيناءفيما تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، جهودها لتحقيق التنمية في شبه جزيرة سيناء، كان للجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، التابع للوزارة، دوراً في تقديم الدعم لأبناء سيناء، وذلك ضمن مشروع توزيع مشروعات الأغنام بالمناطق الحدودية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، لتنمية المرأة الريفية وخلق فرص عمل لها من خلال تملكها للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، حيث يستهدف المشروع، إلحاق القادرين على العمل والمستفيدين من برنامج الدعم النقدي تكافل وكرامة في سوق العمل من خلال تملكهم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بعد بناء قدراتهم من خلال التدريب والتأهيل.
وضمن مناطق عمل هذا المشروع محافظة شمال سيناء في مناطق: بالوظة، بئر العبد، العريش، الشيخ زويد، كذلك محافظة جنوب سيناء في مناطق: الطور، وادي فيران، وسانت كاترين.
ووفقاً لما أنجزه الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، تم بمحافظة جنوب سيناء توزيع 450 مشروع، بواقع 180 مشروع بسانت كاترين و130 مشروع بالطور و140 مشروع، بتكلفة 10 آلاف جنيه لكل مشروع، بإجمالي 4.5 مليون جنيه، ويتكون كل مشروع من اثنان من اناث الماعز الشامي الخليط العشار وكمية من العلف.
كذلك الحال بمحافظة شمال سيناء، حيث تم توزيع 450 مشروع، بواقع 183 مشروع بالعريش والشيخ زويد و135 مشروع ببالوظة و132 مشروع ببير العبد بتكلفة 10 آلاف جنيه، لكل مشروع بإجمالي 4.5 مليون جنيه، ويتكون كل مشروع من اثنان من اناث الماعز الشامي الخليط العشار وكمية من العلف.
"المحسمة" و "بحر البقر" المشروعان الأفضل والأكبر عالمياًومما عزز من جهود التنمية الزراعية في شبه جزيرة سيناء، مشروعات قومية عملاقة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعل من بينها محطتي معالجة المياه لمصرفي بحر البقر والمحمسة، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف بحر البقر إلى 5.6 مليون م3/يوم للمساهمة في استصلاح نحو 250 ألف فدان بشمال سيناء، في حين وصلت الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف المحسمة إلى مليون م3/يوم لزراعة 55 ألف فدان، ومخطط أن تصل إلى 105 ألف فدان.
وقد حصل المشروعان على اشادات من مؤسسات عالمية كبرى، حيث أكدت مجلة ENR أن مصر تعمل على تطوير سيناء لتصبح مكاناً أكثر جاذبية للعيش والعمل، وأن ضمن تلك الجهود محطات التحلية والمعالجة بما في ذلك محطة المحسمة التي حصلت على جائزة أفضل المشروعات العالمية في عام 2020، كذلك محطة بحر البقر، والتي اعتبرتها مرفقاً جديداً لمعالجة المياه، والتي استغرق انشاءها أقل من عامين، لتعزز من جهود وأهداف التنمية بسيناء، حيث حصلت على جائزة أفضل مشروع في العالم عام 2021، كذلك سجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية محطة بحر البقر في شبه جزيرة سيناء كأكبر محطة معالجة في العالم، حيث تقدم مصدراً هاماً لمياه الري وحلاً فعالاً لدعم الزراعة بمنطقة سيناء.
تطوير بحيرة البردويل ومشروعات لتنمية الثروة السمكيةوشملت خطط واستراتيجيات تنمية شبه جزيرة سيناء أيضاً، قطاع الثروة السمكية وتنميتها، حيث نفذت الدولة المصرية مشروعاً لتطوير بحيرة البردويل بشمال سيناء، حيث تم رفع كفاءة وتطوير عدد ٤ مراسي صيد بالإضافة إلى إزالة العوائق الموجودة بها بإجمالي ٣٥٠٠ طن عوائق، وتطهير البواغيز في المرحلة الأولى، والانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء قرى للصيادين واتخاذ الإجراءات التنفيذية، كذلك الالتزام بتنفيذ الراحة البيولوجية للبحيرة في المواعيد المخططة، بتكلفة ١٢٠ مليون جنيه.
ولمنع صيد الزريعة وإهدار الثروة السمكية تم التعاون بين أجهزة الدولة المعنية ووضع رؤية لمنع صيد الزريعة والصيد الجائر وتنفيذ قوانين الصيد والاهتمام بالصيادين وأحوالهم المعيشية.
ولتطوير صناعة الأسماك تم الاستعانة بالخبرات الأجنبية، ولتصدير المنتج تم إنشاء صالة للفرز والتصدير في مرسى إغزوان ببحيرة البردويل والحصول على رخصة التصدير للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إنشاء مركز للأبحاث والتطوير حيث يحتوي على معامل متخصصة تعمل في مراقبة جودة المياه والغذاء الحي للأسماك وصحة أمراض الأسماك وتركيب وجودة الأعلاف.
واستهدفت خطة تطوير بحيرة البردويل بشمال سيناء: الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض بالبحيرة والتي تعيد التوازن البيئي للبحيرة ورفع إنتاجياتها، والحصول على المعاملات البيولوجية والديناميكية ومواصفات المصيد والتي تشكل مدخلات النماذج التحليلية التي تؤدى بدورها الى تحديد وبناء استراتيجية إدارة البحيرة وتنميتها، فضلاً عن تطوير مراسي ومعدات الصيد بالبحيرة من: أدوات تداول الأسماك، شباك وحرف الصيد، فضلاً عن غرف التبريد والتجميد، كذلك تم رصد وتحديد التغيرات المرتبطة بجودة ومواصفات المياه: بيئية، فيزيقية، وكيميائية، والتي لها تأثير مباشر على الانتاجية الحيوية للبحيرة وتحديد مصادر التأثير وايجاد الحلول للحد من الاثار السلبية على جودة المياه ، ذلك بالإضافة الى مشروعات عملاقة للاستزراع السمكي، لعل من بينها أنه تم تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعي هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكي، وذلك في وقت يجري فيه العمل على إنشاء 8 قرى للصيادين بتكلفة 3.5 مليار جنيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزراعة سيناء الرئيس السيسي الزراعة واستصلاح الأراضی فی شبه جزیرة سیناء مرکز بحوث الصحراء التنمیة الزراعیة أبناء سیناء فی بالإضافة إلى بشمال سیناء محطة معالجة القنطرة شرق ألف فدان فی شمال سیناء ملیون جنیه فی التنمیة الشیخ زوید جنوب سیناء على مساحة بحر البقر العدید من کیلو متر تم تقدیم من خلال
إقرأ أيضاً:
«طابا».. شهادات جديدة عن «أيقونة سيناء» قبل التحرير وبعده
المحافظ يتحدث عن مشروعات ترسم خريطة التنمية.. وأنفاق قناة السويس مفاتيح الاستراتيجية
- مواطنون ونواب وخبراء سياحة يعرضون رؤيتهم للواقع والمأمول لتعزيز الحضور الاستراتيجي
- الطرق الحديثة شرايين تربط أرض الفيروز بالدلتا ووادي النيل وتمهد لفرص استثمارية متنوعة
بجوار قلعة صلاح الدين بمدينة «طابا»، حيث تبدو على الشاطئ الآخر من الخليج مدينتا: العقبة الأردنية، وإيلات «أم الرشراش»، التي احتلتها إسرائيل في العاشر من مارس عام 1949، قال لي الشيخ سليمان أبو حميد، من أهالي جنوب سيناء: «الاحتلال الإسرائيلي لطابا وسيناء بعد 5 يونيو 1967 لم يكن عاديًا. كان مخططًا استراتيجيًا لتغيير الطابع الاجتماعي والسكاني»، روى لـ«الأسبوع» أن «إسرائيل فرضت سيطرة محكمة على طابا باعتبارها نقطة ارتكاز استراتيجية، حتى تمنح قواتها ميزة مراقبة الملاحة في البحر الأحمر».
كنا نقف على جزيرة «فرعون» الجرانيتية على الجانب المصري من خليج العقبة، المقامة عليها قلعة صلاح الدين. أدركت لحظتها أهمية موقع طابا، التي تُطل على ثلاث دول: فلسطين، الأردن، والسعودية، ولماذا أسس صلاح الدين قلعته عام 1171م، كمركز دفاعي متقدم للتصدي للهجمات الصليبية، وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء، وتحصينها بمنشآت عسكرية، وورش أسلحة، وتوفير الخدمات اللازمة لقواته المقاتلة.
يقول سليمان أبو حميد: «قبل عودة طابا لمصر، أقامت إسرائيل نقاط مراقبة عسكرية على المرتفعات المحيطة بالمدينة: مراكز رادار ومحطات استطلاع لتعزيز السيطرة الأمنية على الملاحة في خليج العقبة»، وعن حيلها لاحتواء القبائل البدوية، قال: «اتبع الاحتلال سياسة مدروسة لاستمالة البدو، كتقديم المساعدات المادية والتسهيلات التجارية. حاولت إسرائيل تثبيت وجودها في المدن عسكريًا عبر تشجيع السياحة الإسرائيلية حتى تصبح طابا وجهة إسرائيلية خالصة».
يكمل حصيلة المعلومات التي انتقلت من الشيوخ للشباب: «تزامن ذلك مع التلاعب بحدود وخرائط المنطقة وتغيير بعض علاماتها ومعالمها التاريخية، مع تحركات فاشلة لتجنيد عناصر بدوية، والتنكيل بمن يرفضون التعاون: هدم الخيام، منع الرعي، وتقييد حركة التنقل»، قبل أن يقول لي ساخرًا: «قبيل لجوء مصر للتحكيم الدولي، الذي انتصر لمصر في نهاية الأمر، زعمت إسرائيل أن مدينة طابا تابعة لها منذ 1906، رغم أن الاعتراف الدولي بإسرائيل ككيان حدث في عام 1948»!
الانتقال شرقًاقبل ساعات قليلة من حديثي مع سليمان أبو حميد، كنت قد انتقلت من إفريقيا غربًا إلى آسيا شرقًا في أقل من 10 دقائق، عبر أحد الأنفاق الجديدة المارة تحت قناة السويس (اثنان في بورسعيد، ونفقان في الإسماعيلية، وخامس موازٍ لنفق الشهيد أحمد حمدي)، كجزء من مكتسبات التنمية الشاملة بعد 30 يونيو 2013. تمتد الأنفاق بطول 5820 مترًا، على عمق يتراوح بين 53 و70 مترًا تحت المجرى الملاحي للقناة، يستوعب النفق الواحد 2000 سيارة في الساعة، بمعدل عبور 40 ألف سيارة يوميًا في النفق الواحد.
خلال مدة تنفيذ أنفاق قناة السويس (من عام 2016 إلى 2019)، تم الحفر والبناء والتشطيب، مع تزويدها بأنظمة التشغيل الخاصة بالكهرباء، والاتصالات، ومكافحة الحرائق، وتأمين العابرين، وذلك بأيادٍ مصرية (2500 عامل ومهندس مصري) وخبرة عالمية، لتيسير حركة النقل من وإلى سيناء على النحو الذي بدا خلال زيارتنا لطابا التي تحتفل بالذكرى الـ36 لعودتها لمصر. واللافت أن المدة التي أمضيتها في المدينة كانت حوالي 36 ساعة فقط، قبل العودة للقاهرة.
عن المرويات القبلية حول الاحتلال الإسرائيلي لطابا، يقول سليمان أبو حميد: «عسكريًا، كان أقل صخبًا من باقي سيناء، لكنه كان أكثر خبثًا، عبر التغلغل الاقتصادي والسياحي. استهدفت قوات الاحتلال تثبيت وجودها عبر بناء شبكة طرق، ومرافق سياحية، ومهبط طائرات، مع تمركز وحدات عسكرية في نقاط مرتفعة، ودوريات مستمرة على طول الساحل، ورغم محاولة دمج المنطقة ضمن نفوذها، فإنها لم تقم بإنشاء مستوطنات دائمة فيها».
سألته عن وضع المدينة خلال حرب العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر 1973 - فقال: «عرفنا أنها كانت منطقة خلفية للجيش الإسرائيلي، لم تشهد معارك مباشرة، لكنها استخدمت كموقع إمداد ودعم لوجستي. بعد الحرب وتوقيع اتفاق فض الاشتباك في السبعينيات، كانت إسرائيل تحاول خلق واقع جديد يجعل الانسحاب منها صعبًا». سألت المواطن السيناوي، علي جمعة، عن كيفية الحفاظ على الهوية في ظل المؤامرة الإسرائيلية، فقال: «نحن مصريون، والوطن غالٍ، وسنحافظ عليه حتى لو كان الطرف المعادي أمريكا».
عودة الحقيتذكر علي جمعة حكايات شيوخ القبائل: «في بداية الاحتلال بعد يونيو 1967، جمعوا كل البدو داخل مناطق معزولة بسلك شائك، أشبه بعملية فرز أمني. كل من يشتبهون في تعاونه مع الحكومة المصرية كان يُعتقل. كانت الاعتقالات تتراوح بين عامين وأكثر. كانت أغلبية أهالي سيناء تعيش في الوديان، وتتمركز قوات الاحتلال بمناطق عسكرية مغلقة. كانوا يأتون بمعونات — دقيق، زيت، سمن، وسكر — لكن أهلنا من البدو كانوا فاهمين الأهداف الحقيقية. كبارنا ومشايخنا عبروا عنا في مؤتمر الحسنة في أكتوبر 1968».
تابع: «كان هدف إسرائيل تدويل سيناء، قبل صدمة جولدا مائير وموشيه ديان، عندما أعلن ممثلو القبائل أن سيناء ليست ملك البدو، بل ملك الدولة المصرية، وإذا أرادوا التفاوض حولها، فعليهم أن يراجعوا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في القاهرة»، موضحًا أنه «بعد هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر عام 1973، تغير أسلوبها ولهجتها مع القبائل. حاولوا مد الجسور أكثر، لكن في السنوات اللاحقة — التي سبقت التفاوض — بدأ وجودهم يقل كثيرًا كنوع من الشعور المبكر بأن مصر ستحسم معركة التفاوض القانوني وتستعيد طابا».
يؤكد علي جمعة أنه «بالوثائق الرسمية، واصطفاف بدو سيناء، والجهود العسكرية والدبلوماسية فشل الاحتلال. حقُّنا عاد في 29 سبتمبر عام 1988، بصدور حكم هيئة التحكيم الدولية لصالح مصر، ورفع العلم عليها في 19 مارس 1989. لا تفريط في شبر من أرضنا إلى يوم الدين. التعاون الكبير مع الجيش والشرطة خلال الحرب على الإرهاب يعبر عن هذه الروح. نحن نزرع هذا في أولادنا وأحفادنا. نطالب بالتوسع في توفير فرص العمل في سيناء بعيدًا عن الحراسة والوظائف الحكومية، من خلال المشروعات الصناعية والزراعية والسياحية».
تعكس الثقة التي تحدث بها، علي جمعة، شعورًا عامًا في طابا، التي حرصت على تفقدها، حتى المنفذ البري بين مصر والأراضي المحتلة. خلال الجولة، تبدت اليقظة الأمنية كعنوان كبير لرؤية الدولة في التعامل مع المناطق الحدودية. لا مكان للتهاون أو الاسترخاء في بسط مظلة الأمن والاستقرار، ليس فقط في نطاق المقاصد السياحية، بل عبر التوسع في التنمية الشاملة كما في أرض الفيروز، عبر خطط البيوت والقرى والتجمعات البدوية، ومحطات التحلية، ومد خط السكة الحديد.
أجواء عامةتجربة سهام سعيد، خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، من قبيلة المزينة، كاشفة في التعامل مع أزمة الانتقال من محافظة جنوب سيناء للقاهرة. تقول لـ«الأسبوع»: «درست في سيناء حتى مرحلة الثانوية العامة قبل الالتحاق بجامعة القاهرة. في البدايات، كانت العادات والتقاليد القبلية تمثلان حاجزًا نسبيًا. كانت أسرتي لديها بعض التحفظ على الدراسة في مكان بعيد.كان لدي تصميم على النجاح بمجموع يؤهلني للكلية في القاهرة. كنت راغبة في معرفة عالم جديد، أجواؤه، وماذا يحدث فيه؟ البداية كانت بالنسبة لي كأنها العالم الآخر».
تقول سهام: «أقنعت الوالد بأهمية الدراسة في القاهرة. في النهاية وافق. لاحقًا، ومن بين 1000 متقدم لمنحة مقدمة من الجامعة البريطانية، كنتُ ضمن 50 فائزًا. حصلت على ليسانس حقوق، كما حصلت على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية»، توضح أن «مصر تتحرك للأمام خلال السنوات الأخيرة. كانت هناك أزمات، لكنها تتحول تباعًا إلى حلول، على صعيد النقل وباقي الخدمات، وتنويع المشروعات لجذب شرائح أكبر من المحافظات، والنهضة السياحية وغيرها ستشجع الناس على القدوم لطابا وسيناء».
تمثل طابا نقطة استراتيجية في مشروع الربط بين البحر المتوسط وخليج العقبة عبر خط سكة حديد العريش - طابا، الذي يستهدف ربط ميناء العريش على البحر المتوسط بميناء طابا على خليج العقبة. سيمتد الخط عبر منطقة الصناعات الثقيلة في وسط سيناء، ما يعزز حركة التجارة والصناعة والتعدين في المنطقة. إنشاء هذا الممر اللوجيستي سيسهم في تسهيل نقل البضائع من مناطق الإنتاج إلى الموانئ البحرية، ويجعل طابا مركزًا رئيسيًا في حركة التجارة الإقليمية.
سيكون ميناء طابا البحري الجديد نقطة النهاية لخط السكة الحديد القادم من العريش، ما يخلق شبكة نقل متكاملة بين النقل البحري والبري. هذا التكامل سيتيح نقل البضائع والركاب بسهولة، ويعزز من كفاءة حركة التجارة، ليضع طابا في قلب شبكة النقل الإقليمي والدولي، أما خط سكة حديد الفردان - بئر العبد، فيشكل خطوة محورية في ربط سيناء بالمحافظات المصرية.
يمتد الخط من الفردان، بالقرب من الإسماعيلية، حتى بئر العبد في شمال سيناء، بطول يقارب 100 كم. بدأ التشغيل التجريبي في أكتوبر 2024، ليكون بذلك أول تشغيل لقطار في سيناء منذ 51 عامًا. يأتي هذا المشروع ضمن خطة شاملة لربط مناطق الإنتاج في سيناء بالموانئ البحرية، ما يسهم في تسهيل نقل البضائع والركاب، ويعزز النشاط الاقتصادي في المنطقة.
طابا والمالديفحسني مخلوف (مدير فندق Taba Sands) يقول: «طابا منطقة بكر، مليئة بالمقومات الطبيعية والسياحية، مناخها المشمس وندرة الأمطار، ما يجعلها وجهة مثالية للسياح. المناظر الخلابة، والشواطئ المطلة على أربع دول، والمحميات الفريدة، إلى جانب قلعة صلاح الدين الواقعة في منتصف البحر، كلها عوامل جذب قوية. تحتاج فقط إلى مزيد من الترويج والتسويق. جهود الدولة في تطوير البنية التحتية، وتحديث المطار، وتطوير الطرق والمشروعات الصناعية، ستجعل طابا مركزًا رئيسيًا للسياحة والاستثمار في المستقبل القريب».
يضيف: «الشعاب المرجانية في طابا قد تكون الأجمل عالميًا، تكثر الدلافين قرب شواطئها، إلى جانب بحيرة الفيورد الطبيعية التي تحيط بها الجبال الملونة. تتفوق طابا على المالديف بأجوائها وأسعارها مقارنة بالمالديف المرتفعة، كما تتميز طابا بكونها مدينة متكاملة تضم مزارات سياحية ومراكز تسوق، ما يجعلها وجهة تجمع بين الراحة، الاستكشاف، والترفيه. يمكن تنظيم برامج سياحية متكاملة تجمع بين الاستجمام في منتجعات طابا، وشرم الشيخ، ودهب، إلى جانب رحلات ثقافية إلى القاهرة لاستكشاف المتحف الكبير والأهرامات».
يؤكد أن «الفترة التي أعقبت سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر 2015 كانت من أكثر الفترات تقلبًا، ثم توالت الأزمات: جائحة كورونا، حرب أوكرانيا، حرب غزة، وسبقها تحديات الإرهاب، حيث كان الطريق الوحيد المؤدي إلى طابا من الاتجاه الأوسط شبه مغلق، ما أدى إلى تراجع الاستثمارات الفعلية من المستثمرين، وتحمل الدولة عبئًا كبيرًا. لكن رغم ذلك، تم إنجاز العديد من المشروعات المهمة لاحقًا، كتطوير الطرق والبنية التحتية، خاصة في ازدواج طريق النفق حتى نخل وطابا، وفقًا لأعلى المعايير، مع تجهيز مخرات للسيول».
وجهة عالميةيؤكد، خالد أحمد، المدير الإقليمي والمدير العام لفندق مارينا شرم -الحائز على جائزة أفضل مدير فندق في مصر لعام 2021- لـ«الأسبوع» أن جمال جنوب سيناء يجعلها أحد أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط والعالم، في ضوء شواطئها المشمسة، وطبيعتها الخلابة على مدار العام، لا سيما طابا وشرم الشيخ ودهب ونويبع ورأس سدر، التي تتميز بتنوع أنشطتها السياحية، وبرامجها المتكاملة، والمواقع التاريخية والدينية الفريدة مثل سانت كاترين ومشروع التجلي الأعظم، لتحويلها إلى وجهة روحية وسياحية عالمية.
تطرّق، خالد أحمد، إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والديني، وتقديم خدمات سياحية مستدامة، فضلًا عن تعزيز مكانة جنوب سيناء كوجهة رئيسية للسياحة البيئية والثقافية لجذب المزيد من السياح والمستثمرين، ضمن استراتيجية مصر 2030، حيث يوفر القطاع السياحي آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة التي يستفيد منها السكان المحليون. كما أن القطاع أحد أهم المصادر للعملة الأجنبية، وسط حرص من المحافظ على معرفة آراء ومقترحات المستثمرين ووضع حلول للتحديات التي تواجههم.
في جنوب سيناء توجد مجموعة كبيرة من المنشآت الفندقية المجهزة، حيث تحتضن طابا 28 منشأة فندقية بإجمالي 6137 غرفة، وتتصدر شرم الشيخ القائمة بـ 188 منشأة فندقية، وفي رأس سدر يوجد 27 منشأة فندقية تضم إجمالًا 1716 غرفة، وسانت كاترين 12 منشأة فندقية بإجمالي 718 غرفة، أما في طور سيناء، فتوجد 9 منشآت فندقية توفر 771 غرفة، وفي نويبع يوجد 14 منشأة فندقية تضم 1619 غرفة.
احتفاء شعبيفي صباح اليوم التالي، وعلم مصر يرفرف عاليًا، قال لي البرلماني، سليمان عطيوي سليمان، النائب عن دائرة طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ، بفخر: «طابا، أغلى بقعة على أرض مصر. استعادة مصر لها عيد خاص جدًا. الجديد أن الذكرى الـ36 لاستعادة طابا مختلفة عن سابقاتها في ظل اتساع نطاق التنمية الشاملة، التي لا تتوقف عند كونها وجهة سياحية رئيسية في جنوب سيناء».
واحتفلت مدينة طابا رسميًا وشعبيًا بمناسبة الذكرى الـ36 لتحريرها وعودتها إلى أحضان الوطن، حيث رفع اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، علم مصر بساحة العلم في مدينة طابا، في مشهد يعكس عظمة الإنجاز الوطني الذي تحقق عبر مسار دبلوماسي وقانوني تاريخي. حضر المراسم اللواء محمد عناني، مدير أمن جنوب سيناء، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب القيادات التنفيذية والشعبية، في احتفال وطني يؤكد على الثوابت الراسخة لمصر في الحفاظ على كل شبر من أراضيها.
انطلقت مراسم الاحتفال بإشعال الشعلة الوطنية، وعزف كورال الأطفال الأغاني الوطنية، في أجواء مفعمة بالفخر والانتماء. وشارك في الفعاليات أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب عدد من رجال الأعمال، ومديري الأوقاف والتموين، ومشايخ وعواقل محافظة جنوب سيناء، الذين أكدوا جميعًا على أهمية هذا اليوم في التاريخ المصري. وفي إطار الاحتفال، تم افتتاح سوق اليوم الواحد بمدينة طابا، الذي ضم مجموعة متنوعة من السلع الغذائية واحتياجات شهر رمضان والخضروات والفاكهة بأسعار مخفضة.
سألت البرلماني، حميد سليمان موسى، النائب عن دائرة الطور ورأس سدر وأبو زنيمة وأبو رديس عن الجديد في التنمية، فقال: «هناك طفرة شاملة في كل المجالات سياحيًا وخدميًا. لدينا كل مقومات الحياة الأساسية. لدينا جميع أنواع السياحة، فضلًا عن الأنشطة الزراعية. أقول للمصريين في كل المحافظات: تعالوا إلى سيناء.. أهلا بكم جميعًا. لنشارك جميعًا في جهود التعمير والتنمية».
في خطوة طموحة لتحويل طابا، ومحافظة جنوب سيناء عمومًا إلى نموذج عالمي للتنمية، أكد اللواء مهندس دكتور خالد مبارك، محافظ الإقليم لـ«الأسبوع» أن خطة التنمية المستدامة بالمحافظة تعتمد على رؤية شاملة تغطي الجوانب الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، البيئية، الإدارية والتشريعية، وفقًا للخطة، التي صدّق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 24 سبتمبر الماضي، بهدف تعزيز مكانة المحافظة على خريطة السياحة العالمية، مع استغلال الميزات الطبيعية والاقتصادية لكل منطقة في المحافظة.
وأشار إلى أنه في طابا - نويبع، يشمل التطوير إنشاء مناطق لوجستية تدعم حركة التجارة الدولية، اعتمادًا على الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر. أما في شرم الشيخ - دهب، فالتركيز على تطوير السياحة البيئية، الثقافية، الترفيهية، والرياضية. وفي أبو زنيمة - أبو رديس، هناك اهتمام بالتنمية الصناعية والتعدينية، وفي الطور - سانت كاترين، يتم توجيه الجهود لاستثمار المكانة الدينية والتراثية للمنطقة، وفي رأس سدر، فالتوجه الأساسي دعم التنمية الزراعية، خاصة الزراعات المحمية، لتحقيق اكتفاء ذاتي وتوفير فرص عمل.
أوضح المحافظ أن خطة التنمية الصناعية تستهدف جعل جنوب سيناء مركزًا للصناعات الاستراتيجية في مصر، ليس فقط عبر بناء المصانع وتوسيع خطوط الإنتاج، بل تمتد إلى ترسيخ مكانة المحافظة على الخريطة الاقتصادية، وجذب الأيدي العاملة، مما يسهم في إعادة توزيع الكثافة السكانية، وخفض معدلات البطالة، ورفع مستوى الدخل، مستفيدة من قرب المحافظة من الموانئ وأسواق الاستهلاك الرئيسية، علمًا بأن جنوب سيناء المورد الأول للثروة المعدنية في مصر.
وعن مستقبل القطاع الزراعي في محافظة جنوب سيناء التي تصل مساحتها الإجمالية إلى 30 ألف كم²، أشار المحافظ إلى أن الأراضي القابلة للزراعة تصل لـ365 ألف فدان، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الأفدنة التي تنمو بها النباتات الطبية والعطرية والمراعي، ويعتمد الري على الآبار الجوفية ومياه الأمطار المحجوزة، مما أتاح استصلاح 36 ألف فدان، لتصبح ركيزة للتنمية الزراعية، توفر إنتاجًا متنوعًا، وتخلق تجمعات زراعية جديدة، وتساهم في توفير فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي.
وعن تطوير البنية التحتية، كشف المحافظ عن تنفيذ حوالي 25 مشروعًا كهربائيًا خلال السنوات الأخيرة، كما تستهدف المحافظة تنفيذ 14 مشروعًا جديدًا لتحسين البنية التحتية. وبهذه الرؤية المتكاملة، تسعى جنوب سيناء إلى تحقيق طفرة تنموية شاملة، تعزز من مكانتها كمركز عالمي للسياحة والاقتصاد، وتوفر فرصًا واعدة للنمو والاستثمار، ما يجعلها نموذجًا للتنمية المستدامة على المستوى الإقليمي والدولي.
بعد 36 عامًا على تحريرها، تواصل طابا كتابة فصل جديد في تاريخها، ليس فقط كرمز للتحرير، بل كنقطة انطلاق نحو مستقبل اقتصادي وسياحي مزدهر، فمع ما تحمله من أهمية استراتيجية وجمال طبيعي خلاب، أصبحت طابا وجهة مفضلة للاستثمار والتنمية، مستفيدة من موقعها الفريد على رأس خليج العقبة. واليوم، إذ تحاول استعادة مكانتها على الخريطة السياحية والاقتصادية، فإنها تؤكد أن روح الصمود والانتصار لا تزال حية، وأن المستقبل يحمل في طياته مزيدًا من الفرص والتقدم.
اقرأ أيضاً«سيناء بين الحرب والسلام».. ندوة تثقيفية بفنون تطبيقية حلوان بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان
حزب مستقبل وطن يستكمل توزيع كراتين رمضان ضمن مبادرة الخير في مدينة دهب بجنوب سيناء
«أحد أبطال أكتوبر»: أبناء سيناء لهم دور كبير في تحقيق نصر العاشر من رمضان «فيديو»