مفكر بلجيكي للجزيرة نت: جرأة إيران دليل قدرتها على مواجهة إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
باريس- يرى المفكر البلجيكي روبرت ستوكر أن الولايات المتحدة تسعى إلى إضعاف أوروبا في سياق الحرب المستمرة بأوكرانيا وتحريضها على مواصلة حرب استنزاف طويلة ضد روسيا، مؤكدا أن ذلك لن يؤدي إلى هزيمة موسكو.
ويعتبر ستوكر في حوار مع الجزيرة نت أن الرد الإيراني الذي أعقب استهداف إسرائيل قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، بمثابة دليل واضح على امتلاك طهران الوسائل اللازمة للمواجهة والدفاع عن نفسها.
وللمفكر البلجيكي كتب مهمة عديدة، منها "ثورة المحافظين الألمانية" وثلاثية "أوروبا" التي تُعتبر بمثابة ترسانة جيوسياسية وتاريخية للقارة وشعوب دولها.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف ترى الهجوم الإيراني على إسرائيل وما تبعاته السياسية والعسكرية على دول المنطقة؟سأضع هذا الهجوم في سياق تاريخي، حيث ادّعى الإستراتيجي العسكري الأميركي إدوارد لوتواك أن الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى كانتا وريثتي الإستراتيجيات الرومانية والبيزنطية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبقيت إيران وريثة الإمبراطورية الفارسية. ثم اتخذت إسرائيل آنذاك اليهودية والهيرودية لتمنع المناطق النائية في بلاد ما بين النهرين والفارسية من التوجه نحو البحر المتوسط.
وإعادة توزيع الأوراق منذ توحيد روسيا على يد الرئيس فلاديمير بوتين ووجودها في سوريا، ومنذ الرغبة الصينية في استكمال مشروع "الحزام والطريق"، يعني أن "الكيان الصهيوني الهيرودي" أصبح بمثابة إحراج للديناميكيات الجديدة.
وقد تم تكليف إسرائيل بمهمة حراسة الساحل الشرقي للبحر المتوسط لصالح لندن أولا، ثم واشنطن. وتتنافس طهران -ومن خلفها موسكو وبكين- على هذه الوظيفة، وتنظر إلى المنطقة الممتدة من أنطاكيا إلى غزة (أو حتى السويس) كنقطة انطلاق نحو البحر المتوسط.
والنقاط التي ظلت محل نقاش منذ الرد الإيراني هي كالتالي:
أصبح رفض القواعد الدبلوماسية، التي نظّرها وطبقها مفكرون وممارسو أيديولوجية المحافظين الجدد الأميركيين، يترتب عنه أفعال وليس تصريحات شفهية فقط. تعمل إيران على تعزيز حلفائها على الخط السوري اليمني. تشير جرأة طهران إلى أن لديها الوسائل اللازمة لمواجهة إسرائيل، القوة النووية، مما ينبئ إلى تغير الوضع تماما. لماذا تسعى واشنطن وأوروبا إلى ثني إسرائيل عن الرد على إيران؟بالنظر إلى عدد مناطق الصراع المحتملة، تخشى واشنطن من التضخم الإمبريالي، إما لأنها تعلم أن الرئاسة المقبلة ستكون "ترامبية" (نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات) وبالتالي انعزالية، وأن دعاة الحرب لدى الرئيس جو بايدن لن يتمكنوا من الانتشار في الوقت المناسب.
أو لأنها تعتزم كسب الوقت لتعزيز جبهتها المناهضة لروسيا من القطب الشمالي إلى البحر الأسود، أو لأنها تعلم أن إيران لديها الوسائل لحماية نفسها. وستجد أوروبا نفسها ضحية بطريقة ما وستُترك لوحدها في مواجهة موسكو مع رأي عام غير مهتم حقا بإثارة أي صراع.
كما أن الهدف غير المعلن للأميركيين هو إضعاف أوروبا نهائيا من خلال تحريضها ضد روسيا في حرب استنزاف طويلة الأمد ستؤدي إلى شلّ موسكو دون هزيمتها، لأن هذه الحرب ستمنع توحيد الكتلة الأوراسية العظيمة في مكان يمثل منطقة عبور أو بوابة مثل أوكرانيا.
وفي بلاد الشام، ستمنع الحرب السورية التي لم تنتهِ بعد ووجود إسرائيل، الساحل الشرقي للبحر المتوسط من أن يكون نافذة إلى الغرب من المناطق النائية لبلاد ما بين النهرين، الإيرانية والهندية والصينية. ومرة أخرى، ستصبح أوروبا حبيسة ومعرضة لخطر الانهيار.
هل رد الفعل الغربي مبالغ فيه؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تعزيز دعم إسرائيل مرة أخرى في الدبلوماسية والتسليح؟إن المعايير المزدوجة ليست أمرا جديدا ويُعد النفاق أحد أنماط الحكم الغربي، وهو خاص بالثنائية الأيديولوجية التي تشكل الفكر الأنجلوساكسوني.
وأثناء العدوان على العراق، أعلن المحافظون الجدد الأميركيون أن الأوروبيين جبناء لأنهم يؤيدون الحلول الدبلوماسية. ومنذ ذلك الحين، تم إفراغ الساسة الأوروبيين، الذين اعتمدوا على نقاط القوة في الدبلوماسية التقليدية، تدريجيا من السلطة تحت ضغط من الأجهزة الأميركية.
فقد انضم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تركه شارل ديغول في الستينيات، وأصبحت فرنسا الركيزة الثالثة للغرب الكبير بدلا من اتباع سياسة الحكم الذاتي. ومع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون أصبح الاصطفاف الكامل على حساب الشعب الفرنسي حيث تم تنسيقه بالهراوات وقنابل فك الحصار.
ويشكل الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق خطوة أخرى في إنكار الدبلوماسية وعدم الامتثال للاتفاقيات الدولية.
وأعتقد أنه من الآن فصاعدا لن يتم احترام القواعد وسيقع صمت إعلامي كثيف على انتهاكات الاتفاقيات الدبلوماسية، في حين أن الأنظمة التي تُعتبر أعداء الثالوث الغربي (باريس ولندن وواشنطن) والدول التابعة التي يسيطر عليها "القادة العالميون الشباب"، سيتعرضون لكل الإهانات دون أن يكون لديهم الحق في التعبير أو الدفاع عن أنفسهم.
ما التأثير المتوقع لتصاعد اليمين المتطرف في أوروبا على سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية؟لا يوجد يمين متطرف واحد بصيغة المفرد، فما يتم تجميعه بشكل تعسفي تحت هذا المصطلح يشكل مجموعة متنوعة وغير متجانسة من ردود الفعل ضد أو لصالح الغرب والناتو. يمكننا توقع صعود معقول للأحزاب الشعبوية اليمينية في الانتخابات الأوروبية المقبلة، ولكن السؤال الحقيقي الذي ينبغي طرحه هو: هل ستظل هذه المجموعات المتنوعة متماسكة أم ستتصرف بشكل متفرق في البرلمان الأوروبي المستقبلي؟
والواقع أن معيار التمايز يتمثل في موقف كل جانب تجاه الناتو وواشنطن وروسيا والحرب الأوكرانية.
ففي إيطاليا، نرى أن رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني انحازت بالكامل إلى سياسة الناتو رغم أنها لم تذكر ذلك خلال حملتها الانتخابية، ويبدو أن التجمع الوطني الفرنسي وحزب "الاسترداد" برئاسة مارين لوبان يتبعان السياسة نفسها خلال العامين الماضيين.
في المقابل، بدأت المواقف المحايدة -المختلفة عن مواقف الناتو- تبرز في حزب "البديل من أجل ألمانيا" و"الحرية" النمساوي. ويتقاسم الأخير مواقف مشتركة مع المجريين من خلال فيكتور أوربان (الذين ينتمون إلى مجموعة حزب "الشعب الأوروبي") والسلوفاك مع روبرت فيكو وبيتر بيليغريني.
مع انتهاء دعامة الدول الأفريقية الاقتصادية والحرب في أوكرانيا وتأثير ما يحدث في الشرق الأوسط، كيف تقيم أداء أوروبا حتى الآن؟لا يمكننا أن نتحدث عن الأداء عندما نتحدث عن أوروبا الحالية. لقد جعلت فرنسا نفسها بغيضة في أفريقيا بسبب محاولتها فرض السياسات النيوليبرالية والصحوة على شعوب لا تقبلها. كما كانت خسارة النيجر الضربة الأقسى التي اضطرت باريس لتحملها.
وقد سمح الاستعمار غير المباشر لأفريقيا باستغلال الدول الأوروبية، في حين حطمت الحرب في أوكرانيا بشكل نهائي كل الآمال في إنشاء ما أطلق عليه الزعيم السابق للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف "المجلس المشترك".
من جهة أخرى، لا تسمح الأحداث الجارية في سوريا وغزة بأي انسجام في البحر المتوسط ولا تصب في مصلحة أوروبا، بل ستساهم في إضعافها بشكل أكبر، أو حتى تتسبب في انهيارها نهائيا. وبتحالفها مع الولايات المتحدة، ليس لديها أي فرصة للتطور أو الدخول في ديناميكيات العمل في أماكن أخرى من العالم، رغم أن لديها كل المصلحة في القيام بذلك.
كيف تقرأ توسع مجموعة البريكس وأجندتها المعلنة بتشكيل تكتل دولي لمواجهة الهيمنة الأميركية وتفكيك النظام أحادي القطبية إلى متعدد الأقطاب؟إن وجود البريكس أمر واقع وتتمثل أهدافه في تطوير التجارة المكثفة بين الدول الأعضاء، وفقا لقواعد مغايرة لتلك التي أنشئت في عصر الليبرالية الجديدة الغربية في عام 1979.
ويجب أن تحاول هذه التجارة الهروب من القواعد النيوليبرالية (الغربية) الزائفة قدر الإمكان، وخاصة عبر إبراز عملية إلغاء الدولرة، التي ينبغي لأوروبا الانضمام إليها في نهاية المطاف، على الأقل إذا تمكنت من التخلص من دكتاتورية الليبرالية الجديدة القائمة حاليا في مفوضية بروكسل.
كما ينبغي لأوروبا، وخاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، العودة إلى السياسات شبه المكتفية ذاتيا.
هل ترى أن الدول الصاعدة اقتصاديا، مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، تتبع نظاما اقتصاديا مغايرا للذي يعمل به الغرب؟ وما أوجه الاختلاف بينها؟ وأيهما أقدر على المنافسة وإنقاذ الاقتصاد العالمي؟يقوم الغرب على منطق ثالاسوقراطي مائع، بينما تقوم القوى الناشئة (روسيا والصين والهند وإيران) على منطق قاري راسخ. ولا يمكن أن يستمر المنطق الأول إلا إذا تمت إعاقة الثاني وحظر الاتصالات البرية عبر الفضاء الأوراسي الشاسع.
ولن يكون من مصلحة أوروبا تفوق المنطق الثالاسوقراطي لأن ألمانيا ستكون الضحية الأولى. فقد أدى تخريب خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 إلى إحداث خلل كامل في صناعة البلاد التي يخنقها الآن سعر الطاقة الباهظ. وسيؤدي رد الفعل العنيف في تجارتها مع الصين إلى تدهور هذه الصناعة بشكل أكبر.
ما يميز الغرب مؤخرا هو حماية ظاهرة الشذوذ الجنسي من قبل أنظمة حكم ومنظمات دولية. لماذا يسعى الغرب لفرض هذا التوجه على غالبية البشرية التي ترفضه؟دعونا نعود إلى تاريخ الأفكار في القرن الـ18، وهي الفترة التي فرضت فيها الإيديولوجيات الغربية نفسها وبلغت ذروتها اليوم، وتحولت إلى الهذيان الذي تطالب الكوكب بأكمله بالمشاركة فيه. نشهد غضب منظّري التنوير الليبرالي الذين يعتزمون استكمال برنامجهم من خلال كسر ينابيع الأسرة التقليدية ووصم الزوجين من جنسين مختلفين.
ويسعى هذا الغضب إلى كسر ترسيخ الشخصيات في التاريخ والدين والتقاليد من خلال تدمير التماثيل التذكارية وحظر قراءة الكلاسيكيات الأدبية وتدمير العلوم الإنسانية اليونانية واللاتينية، فضلا عن حرق الكنائس كما هو الحال في كل مكان في فرنسا حاليا، وكاتدرائية باريس مثالا.
لماذا تراجع الاهتمام الدولي بالحرب في أوكرانيا؟ وهل هناك تحول في سياسات واشنطن وأوروبا تجاهها؟
تم التخطيط للحرب في أوكرانيا لإحداث الفوضى في أوروبا وتدمير القاطرة الصناعية الألمانية. واليوم، تريد ثقافة السيادة البحرية -تجاريا أو عسكريا- حروبا قصيرة مدتها عام واحد أو أقل. لكن الحرب الأوكرانية دخلت عامها الثالث ولا تزال روسيا صامدة، وقد تبقى في المناطق الشرقية والجنوبية الناطقة بالروسية من أوكرانيا السوفياتية السابقة.
أتوقع بقاء المناطق التي احتلها الجيش الروسي جزءا من الاتحاد الروسي، ومنع الغرب من احتلال أوديسا ومحاولته اكتساب المزيد من الأرض في البحر الأسود، من خلال الدوران حول جورجيا وأرمينيا.
وبينما فقدت أوروبا إمكانية توسيع منطقة عدم الانحياز لتشمل القارة بأكملها من الدولتين المحايدتين (السويد وفنلندا)، استغل الناتو الصراع الأوكراني لتحويل بحر البلطيق إلى بحيرة تابعة له. كما فتحت الحرب جبهة واسعة تبدأ من القطب الشمالي وتمتد إلى البحر الأسود.
وبالتالي، اكتسب الناتو العديد من الأصول الإقليمية والإستراتيجية، إذ أصبح من الممكن الآن تجميد الصراع الأوكراني. ويتعلق الأمر الآن بالحفاظ على موقعها في شرق البحر المتوسط، وعزل القاعدة الروسية على الساحل السوري، وفرض نفسها على تركيا، التي تمارس اليوم سياسة عثمانية جديدة أصلية تتعارض مع الحلف.
بالإضافة إلى إخراج الفلسطينيين من غزة وتوطيد الدولة العبرية الهيرودية. ومن المحتمل جدا أن يهدف تدمير غزة إلى جعل هذه المنطقة محطة على البحر المتوسط لـ"قناة بن غوريون"، المتصلة بالبحر الأحمر (خليج العقبة) والتي يُفترض أن تضعف قناة السويس.
بعد عامين من الحرب الأوكرانية، كيف ترى حصادها إستراتيجيا؟ وهل سيكون لفوز بوتين بدورة رئاسية جديدة أي تأثير على مسار صراع الغرب مع روسيا؟إستراتيجيا، ينبغي على الغرب الأميركي ـالذي قضى على عدم الانحياز السويدي والفنلندي في شمال أوروبا وسمح للناتو بممارسة الضغوط على روسياـ أن يكون راضيا على هذه التقدمات المفيدة للغاية.
وعلى الأرض، في دونباس ولوغانسك وشبه جزيرة القرم، من المتوقع أن يقبل الغرب الحل الكوري من خلال ستار حديدي جديد شرق نهر دنيبر. ولن تتم هزيمة حكم بوتين أو القضاء عليه كما يأمل البعض. أما فيما يخص عصر ما بعد بوتين الذي سيأتي حتما، فليس هناك ما يمكن تخمينه.
إن الكرة اليوم في ملعب الأوروبيين، فهل يقبلون لفترة أطول السياسات الانتحارية التي تدعو إليها الأجهزة الأميركية، وهل سيتسامحون مطولا مع أخطاء "القادة العالميين الشباب" الذين يدمرونهم؟
ولا يبدو أن أي تغيير يلوح في الأفق، ولا يوجد تعميم لسياسات المقاومة في المجر وسلوفاكيا على جدول الأعمال في أماكن أخرى من أوروبا، وخاصة في فرنسا وألمانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات البحر المتوسط فی أوکرانیا من خلال
إقرأ أيضاً:
ترامب: على أوروبا زيادة شراء الطاقة أو مواجهة الرسوم
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي قد يواجه رسوما جمركية إذا لم يخفض عجزه التجاري المتزايد مع الولايات المتحدة من خلال إبرام صفقات نفط وغاز ضخمة.
ووفقا لبيانات الحكومة الأميركية، يشتري الاتحاد الأوروبي بالفعل الجزء الأكبر من صادرات النفط والغاز الأميركية، ولا تتوفر حاليا أي كميات إضافية ما لم ترفع الولايات المتحدة من إنتاجها أو تعيد توجيه الكميات من آسيا، المستهلك الكبير الآخر لمنتجات الطاقة الأميركية.
وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال: "أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال الشراء على نطاق واسع من النفط والغاز".
وأضاف: "وإلا، سيواجهون أكبر قدر ممكن من الرسوم الجمركية!!!".
وقالت المفوضية الأوروبية إنها مستعدة لتناقش مع الرئيس المنتخب كيفية تعزيز العلاقة القوية بالفعل، بما يشمل قطاع الطاقة.
وقال متحدث باسم المفوضية: "الاتحاد الأوروبي ملتزم بالتخلص التدريجي من واردات الطاقة من روسيا وتنويع مصادر إمداداتنا".
ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات، وردت الولايات المتحدة بالفعل 47 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال، و17 بالمئة من وارداته من النفط في الربع الأول من عام 2024.
وتعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على معظم الواردات إن لم يكن كلها، وقال إن أوروبا ستدفع ثمنا باهظا لأن لديها فائضا تجاريا كبيرا مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن.
وسلط ترامب الضوء مرارا على العجز التجاري الأميركي في السلع، ولكن ليس في التجارة ككل.
وسجلت الولايات المتحدة عجزا تجاريا في السلع مع الاتحاد الأوروبي بلغ 155.8 مليار يورو (161.9 مليار دولار) العام الماضي.
ومع ذلك، كان لديها فائض في قطاع الخدمات بلغ 104 مليارات يورو، وفقا لبيانات يوروستات.
وتعهد ترامب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير ، بالفعل بفرض رسوم جمركية باهظة على ثلاثة من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، كندا والمكسيك والصين.
ومعظم مصافي النفط وشركات الغاز الأوروبية خاصة ولا تتمكن الحكومات من تقرير مصدر المشتريات ما لم تفرض السلطات عقوبات أو رسوما جمركية.
وزاد الاتحاد الأوروبي بشكل حاد مشترياته من النفط والغاز الأميركيين بعد قرار الكتلة فرض عقوبات وخفض الاعتماد على الطاقة الروسية بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.
وتبلغ صادرات الخام الأميركية إلى أوروبا أكثر من مليوني برميل يوميا لتمثل أكثر من نصف إجمالي الصادرات الأميركية مع توجه الباقي إلى آسيا.
وتعد هولندا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمرك والسويد أكبر المستوردين، وفقا لبيانات الحكومة الأميركية.