مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره السابع، أصبح تكدس النفايات بفعل القصف المتواصل وما رافقه من موجة نزوح هائلة لمئات الآلاف من السكان، بمثابة قاتل صامت يفتك بأرواح سكان القطاع ليفاقم من معاناتهم مع الموت والفقد يوما بعد يوم.

ويعاني الفلسطينيون النازحون لا سيما في شمال قطاع غزة من تفاقم مشكلة تكدس النفايات بشكل عشوائي في الشوارع والأزقة، مما يسبب انبعاث روائح كريهة وانتشار كثيف للحشرات، وهو ما نتج عنه تفشي للعديد من الأمراض.

وقال شهود عيان للأناضول إن تلك النفايات فاقمت من معاناة النازحين في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقالوا إنهم باتوا يواجهون تحديات جسيمة بسبب الظروف القاسية والحرجة التي يعيشونها.

وفي هذا الشأن، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لإنقاذ سكان القطاع من الأمراض الناتجة عن التلوث.

وأبرزت في بيان انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي.

واعتبرت أن هذا الوضع ينذر بحدوث كارثة صحية خاصة بين الأطفال، مشيرة إلى رصد العديد من حالات الحمى الشوكية ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين.

 

جبال من القمامة

وأمام إحدى مدارس النزوح في شمال قطاع غزة، تتراكم النفايات في كل مكان مشكلة جبال من القمامة، مما يضع النازحين في موقف صعب بين ظروف النزوح القاسية وتراكم النفايات التي تسبب الأمراض.

وبحسب مراسل الأناضول، يتجه بعض الأشخاص إلى حرق النفايات فتنطلق سحب من الدخان الأسود يرافقها انبعاث روائح كريهة في المكان.

وتضاعف هذه الممارسات من معاناة النازحين، حيث ينجم عنها تأثيرات سلبية على صحتهم بسبب الروائح الكريهة الضارة التي تنبعث أثناء حرق النفايات، بيهم المسنة الفلسطينية النازحة أم رمزي أبو رشيد (71 عاما) التي تعاني من مشكلات في الصدر ناتجة عن انتشار روائح النفايات الكريهة في المنطقة.

وقالت للأناضول: "أعاني من ضيق في التنفس، والسعال ومشكلات أخرى بالصدر بسبب روائح النفايات التي انتشرت بشكل كبير في الشوارع والطرقات".

وأوضحت أنه في فترة المساء، ينتشر البعوض والقوارض وحشرات أخرى، مما يسبب لها إزعاجا بالغا.

ولا تمتلك المسنة النازحة الأموال لشراء الأدوية اللازمة للتخفيف من أزمتها الصحية الناتجة عن حرق النفايات، لتعيش معاناة لا تنتهي بعدما فقدت منزلها بشكل كامل في قصف استهدف بلدة بيت لاهيا في مخيم جباليا شمالي القطاع قبل 7 أشهر.

ولخصت أبو رشيد أمنيتها الحالية في عبارة واحدة وهي أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، ليتمكن سكان القطاع من العيش بكرامة وأمان.

مشكلة متكررة

مشكلة أبو رشيد ليست الوحيدة، إذ يشتكي الفلسطيني أيمن الكفارنة (45 عاما) من مشكلات صحية ناتجة عن انتشار النفايات في مناطق واسعة في قطاع غزة.

وقال للأناضول: "الأمراض منتشرة بشكل كبير، ولا يوجد حلول لمشكلة البعوض والقوارض".

وأكد أن الجميع في شمال قطاع غزة يعاني من السعال وضيق التنفس بسبب انتشار الروائح الكريهة، التي تصاحب حرق النفايات في مناطق مختلفة.

والأسبوع الماضي، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تداعيات صحية وبيئية خطيرة على سكان شمال القطاع، على خلفية التلوث البيئي غير المسبوق الذي خلفه تكدس جبال نفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل جراء القصف الإسرائيلي.

وكشف المكتب الحكومي في بيان أن مناطق شمال قطاع غزة تتعرض لمكرهة صحية وتلوث بيئي غير مسبوق ينذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة على أكثر من 700 ألف نسمة يعيشون فيها.

ولفت إلى تكدس جبال من النفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل في مختلف المناطق، موضحا أن حجم النفايات المنتشرة يقدر بأكثر من 75 ألف طن، في حين تنتشر مئات آلاف الأطنان من الأنقاض وركام المنازل.

وكشف البيان الحكومي أن هذه النفايات تسببت بانتشار الأمراض المعدية لآلاف المواطنين، لا سيما الكبد الوبائي والأمراض الجلدية، وباتت بيئة خصبة لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات والزواحف الضارة، فضلا عن تأثيرها البيئي لقيام المواطنين بإضرام النار فيها.

ووفقا للسلطات في قطاع غزة، يزداد هذا الواقع سوءا في ظل عدم قدرة البلديات على التعامل مع هذه الكميات الضخمة من النفايات والركام، نظرا لعدم توفّر الآليات والمعدات المناسبة، بعد قصف الاحتلال لعشرات المعدات والآليات التابعة للبلديات، وكذلك عدم وجود الوقود الكافي.

وتشن إسرائيل منذ نحو 7 أشهر حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية ودمار هائل في البنى التحتية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات شمال قطاع غزة حرق النفایات

إقرأ أيضاً:

مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين.. وارتفاع عدد القتلى في غزة

أعلنت حركة حماس، اليوم الأحد، أن عناصر كتائب القسام قتلوا وأصابوا 9 جنود إسرائيليين، فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 45259.

تفصيلا، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد ، أنها قتلت وأصابت 9 جنود إسرائيليين تحصنوا داخل منزل في شمال غزة.

وقالت القسام، في منشور أورده المركز الفلسطيني للإعلام على منصة إكس اليوم: "تمكن مجاهدونا من استهداف قوة صهيونية قوامها 9 جنود تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة ’تي بي جي‘ وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح غرب مخيم جباليا شمال القطاع".

وأشارت إلى استهداف "ناقلة جند صهيونية بعبوة ’العمل الفدائي‘ غرب مدينة بيت لاهيا شمال القطاع"، لافتة إلى "قنص ضابط صهيوني في شارع أبو العيش وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة".

 ارتفاع عدد القتلى بغزة

من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المستمرة منذ أكثر من عام، ارتفعت إلى 45259 قتيلا على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "32 شهيدا" و54 جريحا، نُقلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 107627 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • أهالي شمال سيناء يبعثون رسالة تأييد ودعم للجيش والقيادة السياسية
  • جيش الاحتلال يعلن بدء عملية عسكرية برية في غرب بيت حانون شمالي غزة
  • مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين.. وارتفاع عدد القتلى في غزة
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • صحة القليوبية: مبادرة بداية قدمت أكثر من 5 ملايين خدمة طبية
  • استشهاد 12 شخصًا بينهم 7 أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شمال قطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة إلى 45.206 شهداء و107.512 إصابة
  • نقل شهداء ومصابين إلى مستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة.. فيديو
  • العدو الصهيوني يواصل إعدام الغزيين بالصواريخ وينسف مربعات سكنية بأكملها
  • أفضل وقت لقضاء فوائت رمضان.. أمين الفتوى يكشف عنه