دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إلى بناء مفهوم استراتيجى لدفاع أوروبى ذى مصداقية، وذلك خلال خطاب ألقاه فى جامعة السوربون بباريس حول رؤيته لأوروبا الغد فى سياق إعداد الأجندة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبى للسنوات الخمس المقبلة.

وفي كلمته، قال ماكرون ما نحتاج إلى تحقيقه، فيما يتعلق بالدفاع، هو بناء دفاع أوروبى ذات مصداقية، مضيفا "سأدعو شركاءنا فى الأشهر المقبلة إلى بناء هذه المبادرة الدفاعية الأوروبية، التى يجب أن تكون فى المقام الأول مفهوما استراتيجيا.

واستهل كلمته مرحبا بالتقدم الذي أُحرز في الفترة الماضية لجعل أوروبا أكثر ديمقراطية، وأضاف كان هناك تقدم وخاصة فيما يتعلق بالسيادة والوحدة" على الرغم من عدة أزمات غير مسبوقة، مستشهدا ببعض الخطوات التاريخية، مثل الوحدة المالية للخروج من أزمة فيروس كوفيد19 أو الوحدة الأوروبية الاستراتيجية في مجال الصحة، في إشارة إلى إنتاج اللقاحات، وأيضا الأزمات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.

كما رحب بالاتفاق الأوروبي بشأن إصلاح نظام الهجرة واللجوء، قائلا إنه لا توجد سيادة إذا لم يكن هناك حدود، ورحب بهذا الاتفاق الذى تبناه البرلمان الأوروبي في أبريل 2024 والذي يسمح بالسيطرة على حدودنا وهو ما اعتبره انجازا أساسيا.

وبالرغم من ترحيبه بالتقدم الذي تم إحرازه على المستوى الأوروبي، أكد ماكرون أن أوروبا معرضة للموت، على حد تعبيره، محذرا من خطر كبير لرؤيتها تفقد ريادتها وقال "إننا نمر بلحظة غير مسبوقة من الاضطرابات في العالم، وتسارع التحولات الكبرى.

وتابع أوروبا يمكن أن تموت.. ولكن الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، مضيفا "يجب أن نكون واضحين بشأن حقيقة أن أوروبا اليوم يمكن أن تموت وهذا يعتمد فقط على خياراتنا ولكن هذه الاختيارات يجب أن يتم اتخاذها الآن.

وأردف قائلا اليوم يتم طرح قضية السلام والحرب في قارتنا وقدرتنا على ضمان أمننا من عدمه، وفقا له، فإن التحولات الكبرى، مثل التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وكذلك تحديات البيئة وإزالة الكربون، كل هذه التحولات تحدث الآن.

وفي مواجهة ذلك، دعا ماكرون إلى الرد بقوة وازدهار وإنسانية، مؤكدا أن هذه المحاور الثلاثة ستعطي مضمونا لهذه السيادة الأوروبية وستسمح لأوروبا بألا تختفي، على حد تعبيره.

كما دعا إلى قدرة أوروبية في مجال الأمن السيبراني والدفاع السيبراني، وإلى أوروبا القوية التي تفرض احترامها وتضمن أمنها.

وقدم الرئيس الفرنسي مقترحاته ورؤيته لأوروبا الغد وهي مقترحات سيتم عرضها في سياق إعداد الأجندة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة والتي سيتم تحديدها في اجتماع المجلس الأوروبى يومي 27 و28 يونيو القادم.

يشار إلى أنه في عام 2017، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطاب تاريخي ألقاه أيضا في نفس المكان في جامعة السوربون بباريس، مجموعة من المقترحات تهدف إلى "إصلاح" الاتحاد الأوروبي وإعادة تأسيس البيت الأوروبي الموحد ".

اقرأ أيضاًماكرون يؤكد مجددًا معارضته الشديدة لشن هجوم إسرائيلي على رفح الفلسطينية

إعلام يتحدث عن تراجع شعبية ماكرون بسبب تصريحاته العسكرية حول روسيا

ماكرون: شن هجوم إسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: باريس ماكرون الاتحاد الأوروبى البرلمان الأوروبي جامعة السوربون الحرب في أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي أوروبي بعد حادثة ترامب-زيلينسكي: أمريكا طردتنا وحرمتنا من الميراث

قال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي، إن أوروبا اليوم تقف بمفردها، وذلك بعد المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي.

وتعليقا على ما حدث في البيت الأبيض، قال المسؤول لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن أوروبا بحاجة إلى الاستيقاظ.



وتابع: "آباؤنا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي طردونا من منزل العائلة، قطعوا عنا المال، وحرمونا من الميراث".

على جانب آخر، شددت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، على حاجة ما وصفته بـ"العالم الحر" إلى زعيم جديد، وذلك بعد مشادة ترامب وزيلينسكي أمام الكاميرات في البيت الأبيض.




وقالت المسؤولة الأوروبية في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس"، السبت: "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".

وأضافت: "سنكثف دعمنا لأوكرانيا حتى تتمكن من الاستمرار في محاربة المعتدي... اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد".

وأشارت كالاس إلى أن "الأمر بيدنا نحن الأوروبيين لخوض هذا التحدي"، بحسب تعبيرها.

يأتي ذلك بعد مشادة كلامية حادة بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي الذي وصف الأول بأنه يقلل احترامه بعد دخوله في جدال بشأن المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب المتواصلة على بلاده للعام الثالث على التوالي.

واحتد النقاش بين ترامب وزيلينسكي بعد تأكيد الأخير الحصول على ضمانات أمنية، مقابل الموافقة على مسألة وقف إطلاق النار، وقال ترامب: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب".




وقال ترامب بحدة وسط ذهول زيلينسكي من الطريقة المهينة للحديث: "عليك التوصل إلى اتفاق، وإلا سننسحب، تصريحاتك تفتقر بشدة إلى الاحترام".

وأضاف ترامب: "نعمل على إيجاد حل للمشكلة، وأنت لست في موقع لفرض إملاءات علينا، جنودك يتناقصون وأنت تخبرنا أنك لا تريد وقف إطلاق النار".

وكرر بالقول: "ما تقوم به يظهر قلة احترام للولايات المتحدة، بلادك في ورطة وأنت لا تنتصر في الحرب".

ودخل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، على الأجواء العاصفة للقاء، وقال: "من قلة الاحترام أن يأتي زيلينسكي إلى البيت الأبيض ويجادل أمام وسائل الإعلام الأمريكية".


مقالات مشابهة

  • أردوغان يجدد رغبة بلاده بالانضمام للاتحاد الأوروبي.. لا يُتصور أمن لأوروبا دون تركيا
  • كيف يمكن لأوروبا إنقاذ أوكرانيا؟
  • ماكرون يدعو لمناقشة الردع النووي الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية
  • ماكرون يدعو ترامب وزيلينسكي إلى الهدوء والاحترام عقب مشاداتهما الكلامية
  • ماكرون يدعو ترامب وزيلينسكي إلى "الهدوء والاحترام" بعد مواجهة البيت الأبيض
  • ماكرون يدعو ترامب وزيلينسكي إلى "الهدوء والاحترام"
  • دبلوماسي أوروبي بعد حادثة ترامب-زيلينسكي: أمريكا طردتنا وحرمتنا من الميراث
  • ماكرون: مستعد لمناقشة الردع النووي من أجل أوروبا
  • حزب ألماني: «فانس» صفع أوروبا وأصاب الأشخاص المناسبين
  • زعيم أوروبي يدعو إلى محادثات مباشرة مع بوتين