طرابلس- وصف المفتي العام بليبيا الدكتور الصادق الغرياني الوجود العسكري في بلاده الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر والمتمثل في مرتزقة فاغنر بأنه "احتلال من دولة كافرة ملحدة تجب مقاومته والجهاد ضده".

وطالب المفتي العام بليبيا -في حديثه الأسبوعي عبر قناة تلفزيونية- الليبيين الذين يمتلكون السلاح باغتيال من وصفهم بـ"الروس الملاحدة" في الشوارع، ومضايقتهم وعدم التعامل التجاري معهم بالبيع والشراء في مناطق سيطرة حفتر في جنوب ليبيا وشرقها، واعتبارهم أعداء وغزوا أجنبيا يجب أن يخرج من ليبيا.

وقال الغرياني إن "الذين يملكون السلاح في ليبيا عليهم أن يضعوا أيديهم على الزناد وأن يعلنوا الجهاد على هؤلاء المجرمين ولا يسلموا بلادهم لأعدائهم".

وذكر أن وجود الجيوش الروسية التي أتى بها حفتر إلى ليبيا "احتلالٌ من دولة كافرة" -حسب وصفه-، وشدد على "الأمة الليبية" -كما وصفها- باعتبار هذا الوجود الروسي غزوا لا فرق بينه وبين الغزو الفرنسي للجزائر والغزو الإنجليزي لمصر منذ عشرات السنين، ودعا إلى إخراجه بكل الوسائل.

وقال الغرياني إن عددا من البواخر وصلت إلى ليبيا في الأسابيع الماضية تحمل مئات آلاف الأطنان من المعدات والسلاح قادمة من سوريا لدعم الفيلق الروسي الأفريقي الذي قال إن قاعدته الرئيسية ستكون في ليبيا وفق اتفاق بين موسكو وحفتر الذي منح الروس معسكرات في جنوب ليبيا ووسطها.

تمكين مجرم الحرب حفتر من دخول القوات الروسية لليبيا هو احتلال يجب الجهاد ضده

الشيخ د. #الصادق_الغرياني/ مفتي عام ليبيا pic.twitter.com/52To1Vr6da

— قناة التناصح (@TanasuhTV) April 24, 2024

تعزيزات عسكرية

وخلال الأيام الماضية، نشرت وسائل إعلام ليبية محلية لقطات لما قالت إنه وصول دفعة خامسة خلال 45 يوما من التجهيزات العسكرية اللازمة التي تضم أسلحة وذخائر ومعدات وشاحنات عسكرية لإنشاء الفيلق الروسي الأفريقي إلى ميناء الحريقة بمدينة طبرق أقصى شرق ليبيا.

وأشرفت على إنزال هذه الشحنة القادمة على متن سفينة روسية قوة عسكرية روسية متمركزة في الميناء الخاضع لسيطرة قوات حفتر.

وذكر الشيخ الغرياني أن الروس والأميركيين خرَّبوا سوريا، واتجهوا بعد ذلك إلى ليبيا لتخريبها، واصفا حفتر بأنه عميل سيئ السمعة ومجرم دمر ليبيا وقد اتفق مع الروس أن يدخلوا ليبيا بمعداتهم وطائراتهم وعدتهم وعتادهم، كما فعل بشار الأسد في سوريا.

وقبل 4 أعوام، أعلن مفتي عام ليبيا أن روسيا دولة تمارس القمع ضد شعبها في الداخل ولا تبالي أن تمارسه على غيرها من الشعوب، وأنها دمرت سوريا واتجهت بعد ذلك إلى ليبيا، وقال إن تاريخها أسود معروف في العنصرية وقتل المسلمين.

وقال الغرياني حينها إن مقاومة روسيا في ليبيا واجب مهما كلف ذلك، ولو استمر عشرات السنين، وطالب الليبيين بتنظيم خطوط المقاومة والاستعانة بالأتراك الذين وصفهم وقتها بالحليف الصادق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إلى لیبیا

إقرأ أيضاً:

مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على التواجد الروسي في ليبيا؟

طرحت الأنباء الواردة بخصوص قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تساؤلات حول تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية خاصة ليبيا وما إذا كانت موسكو ستجد في ليبيا الملاذ الآمن ما يحول الأخيرة إلى بؤرة صراع دولي جديدة.

وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن مسئولين أوكرانيين أن "كييف تتجه نحو تسوية مريرة قد تتنازل فيها عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية ووقف الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستكون برعاية وموافقة أميركية وكذلك حلف شمال الأطلسي "الناتو".

سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغطا جديدا على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بقيام موسكو بنقل قواعدها وترسانتها التسليحية إلى شواطئ ليبيا لعلاقتها الاستراتيجية مع قوات "حفتر" في شرق البلاد.

وبالفعل رصدت تقارير استخباراتية وغربية عن بدء نقل بعض هذا العتاد الروسي المخزن في سوريا إلى شرق ليبيا، وكشفت التقارير، نقلا عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، ليس هذا وفقط بل تم بالفعل بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك.

في حين كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص بالملاحة الجوية، الذي التقطت أجهزته الرصدية صورا فضائية لميناء طرطوس تظهر أرصفة فارغة وسفنا روسية متمركزة في عرض البحر على بُعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يعدّ هذا الانسحاب مؤقتًا أو دائمًا، وأوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية "الصديقة"، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خصوصًا ميناء طبرق في ليبيا الذي عدّه في مقدمة الموانئ التي من الممكن أن ينسحب إليها الأسطول الروسي.




فما تأثير وقف روسيا للحرب في أوكرانيا وقبله سقوط الأسد على التواجد والدور الروسي في ليبيا وفي إفريقيا عامة؟

صفقات مركبة
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد الهادي إن "هناك صفقة مركبة تمت في سوريا وحتى الآن لم تتضح حدودها وأطرافها الأساسيين، ولعل جزء من هذه الصفقة هو سيطرة روسيا على بعض الأقاليم من أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ليبيا هي نقطة تحول وقد يكون خروج روسيا منها هو جزء آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين الأطراف الدولية داخل ليبيا ولعل إبقاء الوضع كما كان هو السيناريو القادم"، وفق قوله.

نقل المعارك إلى ليبيا
في حين رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية "شريف عبدالله أنه "بخصوص مستقبل الصراع الروسي الأوكراني وكذلك التواجد الروسي في ليبيا أو أفريقيا عامة كلها ملفات تنتظر تحركات وخطى الإدارة الأميركية الجديدة والتسويات والصفقات التي سيقوم بها "ترامب"، المتوقع أن يرفع يده عن دعم أوكرانيا ومن ثم ستقدم الأخيرة تنازلات لموسكو".

وقال في تصريحه لـ"عربي21": "سيكون لذلك ارتدادات على ليبيا، فمن المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون التواجد الروسي في ليبيا هو تواجد خدمي أكثر منه وجودي، فروسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وأنها تشكل ضغط على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وجنوب أوروبا، وكذلك منفذ وخط إمداد رئيسي على الصراع الموجود في أفريقيا".

وأوضح أن "الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية بالمركز الليبي للدراسات الأمنية أن جزء من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأميركا في تواجد روسيا في ليبيا هو جزء من السماح لوجودهم للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا خاصة في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب، وذلك لإبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأمريكية"، كما رأى.



تنازلات وانسحاب من ليبيا
الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار قال من جانبه إن "القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هي روسيا، وعليه فإن الترتيبات على أية ساحة منهم متعلقة بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة جدا في أوكرانيا وتريد أن تنهي هذه الحرب بانتصار، على الأقل معنويا أمام دول العالم".

وبين أنه "من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا أملا في الحصول على تنازلات أميركية في أوكرانيا وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية، أما الساحة الليبية فلازالت غير واضحة المعالم، ليبيا مهمة جدا لروسيا من حيث كونها بوابة لأفريقيا، وحققت روسيا الكثير من المكاسب في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها لليبيا"، وفق تقديره.

وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "أمريكا ترى أن هذه فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، وانتهاء الحرب في أوكرانيا مرتبط بالتواجد الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا"، كما يعتقد.

مقالات مشابهة

  • المشير “حفتر” يلتقي المبعوث الفرنسي إلى ليبيا “بول سولير”
  • واشنطن بوست: مسؤول عراقي يتوقع تمديد بقاء القوات الأميركية
  • صنعاء.. وقفة قبلية في بلاد الروس نصرة لغزة وإعلانا للجهوزية لمواجهة أي تصعيد
  • حكومة الدبيبة: المستشار العسكري التركي في ليبيا بحث مع الزوبي تبادل الخبرات
  • «الزوبي» يلتقي المستشار العسكري التركي في ليبيا
  • مرشح ترامب للأمن القومي يتحدث عن الوجود الأميركي العسكري بسوريا
  • إيران: ليس لدينا علاقة مباشرة مع التيار الحاكم في سوريا
  • مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على الوجود الروسي في ليبيا؟
  • مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على التواجد الروسي في ليبيا؟
  • نائب بريطاني : يدعو الحكومة البريطانية إلى “التوقف عن دعم إسرائيل