بغداد اليوم - بغداد

حذر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الخميس (25 نيسان 2024)، من مخاطر تعويم الدينار العراقي، مشيرا الى ان هكذا خطوة قد تؤدي الى ان يشهد الدينار انهيارا عنيفا وتضخما جامحا يقفز بالأسعار الى مستويات جنونية.

وقال المرسومي في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تابعته "بغداد اليوم"، ان "البعض يطرح حلا لمعالجة السعر المزدوج للدولار مقابل الدينار ووجود فجوة كبيرة بين السعرين الرسمي والموازي من خلال تعويم حر للدينار العراقي"، مبينا، "اي ترك الدينار في السوق ليجد سعرا له مقابل العملات الأجنبية من خلال تفاعل قوى العرض والطلب".

 وأضاف المرسومي، ان "مثل هذا القرار له بعض الإيجابيات الاقتصادية"، مستدركا بالقول "لكن ينبغي الا يؤخذ الاقتصاد بجانبه التجريدي وانما بقدر صلته بالناس وخاصة الفقراء منهم".

وتابع "وفي ضوء افتقاد العراق لقطاع خاص وطني يمكن ان يسهم في زيادة المعروض من الدولار  في السوق العراقية وبسبب كبر حجم الاستيرادات التي تصل الى ٦٧ مليار دولار سنويا، فأن الجهة الوحيدة التي تمتلك الدولار هي الحكومة"، موضحا انه "بحال قررت الحكومة عدم التدخل في سوق الصرف فمن المتوقع ان يشهد الدينار انهيارا عنيفا وتضخما جامحا يقفز بالأسعار الى مستويات جنونية تلحق ضررا فادحا بمستويات معيشة المواطنين وسيزداد الفقراء بؤسا وستؤدي لاحقا الى توترات اجتماعية وتصدع كبير في السلم الاجتماعي".

يشار الى ان سعر الصرف العائم أو تعويم العملة هو سعر صرف العملة الذي طرأ عليه تعويم بحيث أصبح محرراً بشكل كامل، فلا تتدخل الحكومة أو المصرف المركزي في تحديده بشكل مباشر، وإنما يتم إفرازه تلقائيا في سوق العملات من خلال آلية العرض والطلب التي تسمح بتحديد سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية.

جدير بالذكر ان سعر الدولار في الأسواق المحلية ما زال يعيش حالة من عدم الاستقرار بين صعود وهبوط رغم ان السعر الرسمي في البنك المركزي العراقي هو 132.000 دينار لكل 100 دولار، لكنه في الأسواق المحلية يشهد ارتفاعا بأكثر من عشر نقاط وقد يصل في أوقات الى ضعف هذا الرقم رغم الإجراءات العديدة والحزم التي اطلقها البنك المركزي العراقي حيث يعزوا البعض الى ان السبب في هذا التخبط بالأسعار نتيجة عمليات التهريب والمضاربات في السوق السوداء للعملة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الى ان

إقرأ أيضاً:

الصدمات المناخية وتقلبات العملات تزيد أعباء ديون الدول الفقيرة.. استنزاف صامت للاقتصاد

يزداد احتياج الدول الفقيرة، مع كل كارثة مناخية، إلى اقتراض المزيد من الأموال مع خفض قيمة عملاتها.

اظهرت دراسات الجديدة  أن أفقر بلدان العالم تعاني من ديون تفاقمت بسبب تقلبات أسعار الصرف وتفاقم الصدمات المناخية، في حين يدرس المسؤولون سبل تخفيف العبء في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذا الأسبوع.

أصدر المعهد الدولي للبيئة والتنمية، يوم الجمعة، بحثا جديدا يطهر أن البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية أصبحت ملزمة بالحصول على قروض من أجل نموها وتنميتها بالعملات الأجنبية- عادة الدولار- مما أجبرها على إنفاق مليارات الدولارات سنويا لسداد الديون السيادية.

وتصبح هذه البلدان الأكثر فقرا عرضة لتقلبات العملة وعندما تضرب الظروف الجوية المتطرفة مثل العواصف القوية اقتصاداتها الهشة، فإن أعباء ديونها تصبح أكبر.

اقتراض الأموال

قالت ريتو بهارادواج، الباحثة الرئيسية في المعهد الدولي للتنمية الاقتصادية والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “مع كل كارثة مناخية، يزداد احتياج هذه الدول إلى اقتراض المزيد من الأموال، بينما تنخفض قيمة عملاتها في الوقت نفسه”.

وأضافت: “علاوة على ذلك، ولأن الاقتصاد العالمي يعتمد بشكل كبير على الدولار الأمريكي، فإن هذه الدول تتحمل جميع المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار العملات”.

قام باحثو المعهد الدولي للتنمية الاقتصادية بفحص كيفية تأثير سداد الديون وتقلبات العملة على 13 دولة ممثلة، وقاموا بمقارنة تلك البيانات مع نماذج المناخ، مما أظهر وجود صلة واضحة بين الكوارث المناخية وانخفاض قيمة العملة – مما يؤدي بدوره إلى تفاقم الديون.

ولحل هذه المشكلة، اقترحوا أن تقدم المؤسسات المالية الدولية قروضاً جديدة بالعملات المحلية، في حين ينبغي السماح للدول المدينة بمبادلة ديونها القائمة باستثمارات في المناخ أو الطبيعة أو الحماية الاجتماعية.

وقال بهارادواج من المعهد الدولي للتنمية الاقتصادية: “ما نقترحه هو أن يتحمل الدائنون بعض هذه المخاطر كجزء من الإصلاحات الرامية إلى جعل النظام المالي العالمي أكثر عدالة”.

9.98 مليار دولار قيمة المدفوعات الإضافية

أظهر البحث – الذي ركز على 13 دولة في أفريقيا وآسيا والأمريكيتين، باستخدام بيانات من عام 1991 إلى عام 2022 – أنه خلال تلك الفترة التي استمرت 31 عامًا، انخفض متوسط قيمة عملات الدول الجزرية الصغيرة النامية مقابل الدولار الأمريكي بنحو 265%، بينما انخفض متوسط قيمة عملات الدول الأقل نموًا بنسبة 366%، ونتيجةً لذلك، ارتفعت تكلفة سداد ديونها بالعملة المحلية.

باستخدام قيمة الدولار الأمريكي لعام ٢٠٢٢ كخط أساس، بلغت التكلفة الإضافية التراكمية للدول الجزرية الصغيرة النامية على مدى تلك العقود الثلاثة 10.25مليار دولار، أي ما يعادل 3٪ من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا.

أما بالنسبة للدول الأقل نموًا، فقد بلغت القيمة التراكمية للمدفوعات الإضافية 9.98 مليار دولار، أي ما يعادل 6.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

استنزاف صام للاقتصاد

وتتفوق هذه المبالغ الضخمة بشكل كبير على المبالغ التي يمكن للدول الجزرية الصغيرة النامية والأقل نمواً أن تنفقها على الحد من انبعاثاتها المسببة للاحتباس الحراري والتكيف مع تغير المناخ، كما أن سداد الديون يحول الموارد النادرة عن الإنفاق اليومي على الرعاية الصحية والتعليم، وفقاً للدراسة.


 وقال جاستون براون، رئيس وزراء أنتيجوا وبربودا، إن التحليل يوفر “أساسًا عاجلاً وموثوقًا به للعمل”، مضيفًا أن “الورقة توضح أن التكلفة الخفية لسداد الديون بالعملات الأجنبية، وخاصة في أوقات الأزمات، تشكل استنزافًا صامتًا لاقتصاداتنا”.

وأضاف أنه “في مقابل كل دولار نخسره بسبب انخفاض قيمة العملة، هناك عيادة لم يتم بناؤها، وطريق لم يتم إصلاحه، وبرنامج للحماية الاجتماعية لم يتم تمويله بشكل كاف”.

فخ الوقود الأحفوري في غانا

وبشكل منفصل، أشار بحث خاص بالشركة المتعددة الجنسيات ومنظمة أكشن إيد غانا إلى أن شركات الوقود الأحفوري استفادت من دعم البنك الدولي لمشاريع النفط والغاز التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في غانا، في حين لا يزال شعبها يعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على تحمل تكاليف الكهرباء، وارتفاع الدين العام.


في التقرير الذي نشر يوم الخميس، قال الباحثون، إن تمويل البنك الدولي لمشاريع النفط والغاز بقيمة 2 مليار دولار أدى إلى فائض في الإمدادات واستفاد منه بشكل رئيسي الشركات الخاصة التي تدير المشاريع.

أفاد التقرير بأن مشاريع النفط والغاز المدعومة من شركات متعددة الجنسيات كبرى – بما في ذلك صفقة غاز سانكوفا، ومشروع جوبيلي للنفط والغاز، وخط أنابيب غاز غرب أفريقيا – قد فاقت وعودها، لكنها لم تحقق الأداء المرجو.

ونتيجةً لذلك، فشلت هذه المشاريع في حل أزمة الطاقة والكهرباء في غانا، مما دفع البلاد إلى زيادة إنفاقها على استيراد الوقود أو شراء الغاز غير المُستخدم غالي الثمن.

طباعة شارك صامت للاقتصاد احتياج الدول الفقيرة بلدان العالم الوقود الأحفوري المشاريع

مقالات مشابهة

  • «الداخلية» تطارد تجار العملة وتضبط قضايا بـ 10مليون جنيه خلال 24 ساعة
  • جهاز البحث الجنائي يطيح بعصابة ترويج دولارات مزورة ويضبط آلاف العملات المقلدة
  • مهنة غريبة أوجدتها الأوراق المالية التالفة بغزة
  • هل يمكن مصادرة العملات والأصول الرقمية؟
  • قضايا قيمتها 13 مليون جنيه.. ضربات متتالية ضد تجار العملة
  • الصدمات المناخية وتقلبات العملات تزيد أعباء ديون الدول الفقيرة.. استنزاف صامت للاقتصاد
  • سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم الأحد يعاود الانخفاض
  • تراجع الدينار العراقي مع إغلاق بورصات بغداد واربيل
  • ضبط قضايا اتجار في العملة بقيمة 5 ملايين جنيه خلال 24 ساعة
  • الداخلية تضبط قضايا اتجار في العملة بقيمة 5 ملايين جنيه