العلاقة بين إيران وإسرائيل.. عداوة مستحكمة أم صداقة مستترة؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
على وقع الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل تجدد الجدل حول طبيعة العلاقة بين إسرائيل وإيران، بين من ينطلق من رؤى عقائدية وتاريخية ترى في علاقتهما الحالية امتدادا للتحالف الفارسي اليهودي عبر التاريخ، ما يحملها على وصف المواجهات الحالية بين الطرفين بالمسرحيات والتمثيليات، وبين من يرى أن العلاقة بينهما محكومة بالعداوة والصراع الحقيقي.
ومن الطبيعي أن تنعكس تلكما الرؤيتين على فهم الأحداث وتحليلها وتفسيرها، وهو ما تجلى في مئات المنشورات والتعليقات على الهجوم الإيراني، والرد الإسرائيلي عليه، والتي لم تخرج في غالبها عن نزعتي التهوين والتهويل، إذ تكاثرت الكتابات والأحاديث التي تقلل من شأن الرد الإيراني وتصفه بـعرض "المفرقعات النارية"، وفي المقابل ظهرت أصوات وكتابات تعظم الرد الإيراني وتصفه بالعمل البطولي النادر، القادر على استهداف الداخل الإسرائيلي متى شاء.
بعيدا عن توجهات الرؤيتين السابقتين وما تفرزاه من قراءات وتحليلات، وما تسعيان إلى إشاعته وترسيخه، فكيف يمكن قراءة طبيعة العلاقة بين إسرائيل وإيران قراءة موضوعية تأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات، وتوازن في الوقت نفسه بين مختلف العوامل، وتحفل بمجمل المعادلات السياسية المعقدة والمتشابكة؟
الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر رأى أن "العلاقة بين إسرائيل وإيران قائمة على عداوة استراتيجية عمرها أكثر من أربعين عاما، منذ أن فقدت إسرائيل حلفها مع الشاه، الذي كان يمثل حجر الزاوية في استراتيجيتها لتطويق الدول العربية الثورية التي كانت تعاديها في الستينيات والسبعينيات، ومنها العراق ومصر".
وأضاف: "وهذه الاستراتيجية التي صاغها بن غوريون، يسميها الإسرائيليون "حلف الطوق.. Alliance of the periphery" أو "عقيدة الطوق... Periphery doctrine "، وكانت تشمل توثيق الروابط مع قوى إقليمية قوية محيطة بالعالم العربي، منها إيران وإثيوبيا وتركيا".
وواصل الشنقيطي حديثه لـ"عربي21" بالقول: "ولم يكن من السهل على إسرائيل أن تفقد الشاه، وهو أهم حلقة من حلقات هذا الطوق الاستراتيجي، كما أنه ليس سهلا اليوم فقدان حلقة أخرى مهمة وهي تركيا، وهذا سبب عداوتها الشديدة للرئيس أردوغان الذي أبعد تركيا عن إسرائيل وقربها من العالم العربي".
ولفت إلى "عامل آخر مهم في طبيعة العلاقة بين إسرائيل وإيران، وهو السعي الإسرائيلي الدائب ـ بدعم أمريكي ـ إلى تهشيم أي قوة إقليمية في الشرق الأوسط، حفاظا على التفوق الاستراتيجي، ومن أهم وسائل ذلك الإيقاع بين قوى المنطقة وتدميرها في حروب عدمية، وقد عبر عن ذلك الثعلب الصهيوني هنري كيسنجر حينما سئل عام 1986 عن الاستراتيجية تجاه الحرب العراقية ـ الإيرانية، فقال "استراتيجيتنا هي خسارة الطرفين..".
وأرجع الشنقيطي أسباب شيوع نزعتي التهوين والتهويل في توصيف العلاقة بين إسرائيل وإيران إلى أن "العداوة الاستراتيجية بينهما تُدار بحذر شديد، يعتمد منهج الاستنزاف غير المباشر، بدل المواجهة المباشرة، فهي صورة مصغرة لصراع الأميركيين والسوفييت في حقبة الحرب الباردة، فرغم أنهم كانوا في حرب استراتيجية ممتدة على مدار الكرة الأرضية على مدى أربعة عقود.. إلا أن جنودهم لم يتقاتلوا وجها لوجه في يوم من الأيام، خوفا من التدمير المتبادل".
د. محمد المختار الشنقيطي.. أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر
وأردف: "لذا فقد لا يتصور بعض البسطاء في العالم العربي أن العداوة بين إيران وإسرائيل حقيقية، بسبب تعقيد إدارة هذا النوع من الصراعات وعدم وضوحه، ولأن بعض الشعوب العربية تعاني من الظلم من الجانبين الإسرائيلي والإيراني في وقت واحد، فهي لا تتصور أن عدوين من أعدائها قد تكون بينهما عداوة.. لكن هذه طبيعة الخصومات الاستراتيجية التي يتحكم فيها أصحابها خشية خروجها عن السيطرة..".
أما النقاشات العربية للهجمات الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة "فقد كشفت عن قصور نظرة البعض منا للصراعات بين الدول، فلم يستسغ هؤلاء أن الضربات ستكون رسائل سياسية بأدوات عسكرية، وليست ضربات عسكرية بالمعنى الدقيق للكلمة، لكن هذه الضربات الرمزية لها دلالاتها الاستراتيجية المهمة، مثل المواجهات غير المباشرة بين السوفييت والأميركيين قديما" وفق الشنقيطي.
وأكمل فكرته بالقول: "وقد أبلغت كل من إيران وإسرائيل من خلال هذه الضربات رسالتها التي أرادت إبلاغها: فقد برهنت إيران للصهاينة أن لديها الجرأة والقدرة على مهاجمتهم هجوما مباشرا من داخل أرأضيها، وأنها قادرة على أذيتهم أذية كبيرة إذا قررت ذلك، وأظهر الصهاينة لإيران أنهم قادرون على اختراق دفاعاتها، وأنهم مستعدون لذلك إذا اقتضت الظروف ذلك".
من جانبه لفت الكاتب والباحث المصري، المتخصص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي إلى أن "التساؤل حول طبيعة العلاقة بين إيران والكيان الصهيوني يتجدد بتصاعد التوترات بين الطرفين بين الحين والآخر مع أنه سؤال قديم، على الرغم من أن قطاعات كبيرة حسمت الإجابة حول هذه العلاقة إلا أن تطورات الأحداث في المنطقة بين الحين والآخر تعيد طرحه من جديد، وتدفع البعض إلى مراجعة الأجوبة التي ربما اطمأنت لها نفوسهم من قبل".
وأردف: "وهذا يعني ببساطة شديدة جدا أن الطرفين الإيراني والصهيوني نجحا وباقتدار في أن يحدثا حالة من الضبابية حول هذه العلاقة وهو المطلوب إثباته، وبعيدا عن الاستطراد بشأن العلاقات الوثيقة التي ربطت بين إيران الشاه والكيان الصهيوني وهي العلاقة التي ساهمت بقدر كبير في ترسيخ وجود الكيان، فإن ما يشغل البال الآن هو العلاقة بين الكيان وإيران الثورة، والتي يمكن أن نصفها بلا تردد بأنها علاقة تخادمية حتى لو بدا ظاهرا أنها علاقة صراع فقط".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "فهذا الصراع في حد ذاته هو تخادم بين الطرفين يجعل كلا منهما في طرف معاد للطرف الآخر وهو ما يعمل على إحداث حالة من الاستقطاب في الصف العربي والإسلامي جَذر له امتلاك كلا الطرفين لمشاريع توسعية تستهدف بالأساس الانتقاص من هوية الأمة وسيادتها بمعنى أن إيران، رغم النظر إليها باعتبارها دولة إسلامية يفترض أن تحظى جهودها في مواجهة (إسرائيل) بدعم من الأمة إلا أنه لم يعد خافيا أن لديها مشروعا قوميا وطائفيا عنيفا تكشفت عوراته في كل من العراق وسوريا كنموذجين حيين".
وتابع: "ومن ثم فإن هذا يثير حالة فزع لدى أطراف عربية وإسلامية لا يمكنها أن تراهن على الطرف الإيراني، بل وترى أنه يمثل خطرا يفوق أي خطر آخر، وفي مقابل المشروع الإيراني ثمة مشروع صهيوني يحاول أن يتجمل ويتودد لبعض الأطراف العربية والإسلامية رغم وجهه الوحشي في الأراضي المحتلة ما يثير امتعاض واستياء أطراف أخرى الأمر الذي اضطرها للتماهي مع إيران للانخراط في ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة حتى ولو كانت زعامة إيران لهذا المحور مجرد ستارة لتحقيق مشروعها".
أسامة الهتيمي.. كاتب وباحث مصري متخصص بالشأن الإيراني
ووفقا للباحث الهتيمي، وبناء على ما سبق ذكره "فإن كلا الطرفين إيران و"إسرائيل" لا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر فوجودهما يحدث حالة من الشتات فيما غياب أحدهما يعني نجاحا نسبيا لجهود توحيد الأمة على قلب رجل واحد في الوقوف بالمرصاد أمام المشروع الآخر".
واستدرك قائلا: "لكن في المقابل ومع ما أشرنا إليه لا يمكن أن نقول إن العلاقة بينهما علاقة تصالحية، فهي صراعية بالفعل لكنه صراع نفوذ، وليس صراع وجود كما تحاول إيران أو الموالين لها تصوير ذلك، وإلا فما الذي يمنع إيران من تصعيد هذا الصراع بشكل جاد بعيدا عن الأداء المسرحي المتبادل بين الطرفين، والذي وصفه أحد وزراء الكيان بأنه مسخرة؟".
وفي ذات الإطار استرجع أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الأردنية، الدكتور أحمد البرصان بداية التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية "الذي بدأ مع الثورة الإيرانية عام 1979، وقد قامت الثورة حينذاك بإغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران وسلمتها لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحت سفارة فلسطين في طهران، وقطعت علاقاتها مع إسرائيل، وانتهى تعاون الموساد مع السافاك الإيراني وانتهى عهد تصدير البترول الإيراني لإسرائيل".
وتابع "ما جرى في ذلك الوقت يعد تحولا استراتيجيا لصالح القضية الفلسطينية والتوازن الاستراتيجي، لكن واشنطن وإسرائيل لم ترتاحا لهذا التحول، فكانت الحرب العراقية الإيرانية، ودور أمريكا فيها واستمرت الحرب ثماني سنوات استغلتها أمريكا وإسرائيل لإضعاف كل من إيران والعراق باعتبارهما عدوا لإسرائيل، وكما قال هنري كيسنجر ضربنا الثورة الإسلامية بالقومية العربية باعتبار العراق البعثي يتبنى القومية العربية".
د. أحمد البرصان.. أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الأردنية
وردا على سؤال "عربي21" بشأن العلاقات الحالية بين إيران وإسرائيل، وتداعيات الهجوم الإيراني والرد الإسرائيلي أوضح البرصان أن "موقف إيران الثورة من إسرائيل موقف أيديولوجي، مع سياساتها البراجماتية، وإسرائيل تسعى بكل الوسائل لفتح قنوات مع إيران، لكن يصعب على إيران إقامة أية علاقات مع إسرائيل لاعتبارات أيديولوجية وشرعية، وتبقى العلاقة بينهما ضمن توازن استراتيجي يحقق مصالح كل طرف منهما، كي تبقيا في صدام غير مباشر، وبالوكالة وهو ما يقلق إسرائيل".
وأردف بأنه "من المعروف أن إيران اعتمدت سياسة الصبر الاستراتيجي لتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، لكنها وجدت نفسها مضطرة للرد على استهداف قنصليتها في دمشق، وهو ما أثبت قدرة إيران على الرد، وبالضغط من واشنطن باتجاه عدم التصعيد كانت الضربة الإسرائيلية الأخيرة كرد فعل على إيران باهتة ورمزية لا تثير إيران، ما يعني عودة نمط الصدام غير المباشر بينهما".
وختم حديثه بالإشارة إلى أن "إيران تسعى للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن حول المفاعل النووي وليس مع إسرائيل، ويصعب التقاء المشروع الصهيوني مع المشروع الإيراني، ولكن إسرائيل تريد التحالف مع دول إقليمية ضد إيران والأخيرة لها محور المقاومة وسيبقى الصراع المنضبط ما دامت القضية الفلسطينية بلا حل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير الإيراني إسرائيل العلاقات إيران إسرائيل علاقات آراء تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیران وإسرائیل بین الطرفین مع إسرائیل بین إیران وهو ما
إقرأ أيضاً:
التطبيع بين لبنان وإسرائيل... مُجرّد حلم أميركيّ
أثار تصريح الموفد الأميركيّ إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجدل، بعدما قال إنّ لبنان قد يلتحق "باتّفاقيات إبراهيم" والتطبيع مع إسرائيل، وخصوصاً في ظلّ هذا التوقيت الحساس، بعد خروج البلاد من حربٍ تدميريّة مع العدوّ، واستمرار الأخير باحتلال 5 نقاط استراتيجيّة على الحدود الجنوبيّة، وخرقه يوميّاً قرار وقف إطلاق النار عبر استهدافه البلدات اللبنانيّة والحدوديّة مع سوريا، واغتياله شخصيّات من "حزب الله".
وأشار محللون عسكريّون إلى أنّ طرح ويتكوف بشأن لبنان وإسرائيل، لا يختلف عن خطّة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ويصعب تطبيقه وهو بمثابة حلم أميركيّ غير واقعيّ،فاللبنانيّون لا يزالون يُشيّعون الشهداء، بينما لا تزال أعمال البحث عن مفقودين مستمرّة. وتجدر الإشارة في هذا السياق أيضاً، إلى أنّ نواباً من مُختلف الكتل أعلنت بوضوحٍ خلال جلسة مُناقشة البيان الوزاريّ، أنّ إسرائيل هي عدوّة لبنان، ويستحيل الدخول معها في سلام.
وفي نظرة تاريخيّة على الصراع اللبنانيّ – الإسرائيليّ، يظهر أنّ لبنان من بين أكثر البلدان العربيّة التي دفعت ثمناً بعد فلسطين بسبب الحروب مع إسرائيل، ولعلّ آخر حربٍ كانت الأشرس والأعنف والأكثر تدميراً على اللبنانيين. من هذا المُنطلق، ليس من الوارد أنّ تُوافق الحكومة أو المكوّنات الوطنيّة على التطبيع مع تل أبيب، أقلّه في المدى القريب.
كذلك، فإنّه لا يُمكن فرض اتّفاق بالقوّة على مكوّن أساسيّ في البلاد، وهنا الحديث عن الطائفة الشيعيّة وآلاف المواطنين الذين خسروا منازلهم وأحباءهم ، وهم أكثر من تأثّر في الحرب الأخيرة. ويقول مراقبون في هذا الإطار، إنّ الهدف الحقيقيّ من دعوة الولايات المتّحدة الأميركيّة عبر تصريح ويتكوف، عن إمكانيّة التوصّل لاتّفاق سلام بين لبنان وإسرائيل هو حماية الإسرائيليين من أيّ مخاطر إيرانيّة تتمثّل ببقاء "حزب الله" عسكريّاً على الحدود الجنوبيّة وتهديده المستوطنات، فواشنطن تخشى من أنّ يجدّ "الحزب" طرقاً جديدة لإعادة بناء نفسه، ودخوله في حربٍ مع تل أبيب في المستقبل، بعدما أشارت إيران إلى أنّها لن تتخلّى بسهولة عن "المقاومة" في لبنان، وأنّها ستبقى داعمة لها لأنّ دورها لم ينتهِ بعد.
حتّى الآن، ليس هناك من حديثٍ فعليّ في لبنان عن نزع سلاح "الحزب"، على الرغم من أنّ خطاب قسم رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون وبيان الحكومة الوزاريّ يُشدّدان على أنّ القوى العسكريّة وفي مقدّمتها الجيش هي المسؤولة عن أمن اللبنانيين وحماية البلاد، بينما يستمرّ "حزب الله" في مُحاولات إدخال ونقل العتاد العسكريّ والأموال إلى البلاد، واستهداف إسرائيل لأيّ سيارة تشكّ في أنّها مُحمّلة بالأسلحة أو يستقلّها عناصر من "المقاومة" دليلٌ على ذلك.
وبحسب محللين عسكريين، فإنّ الظروف للتطبيع بين لبنان وإسرائيل لم تتحقّق، وتصريح ويتكوف يُعتبر مُجرّد حبرٍ على ورقٍ، فلا يُمكن بناء سلام مع تل أبيب في الوقت الذي تُكمل فيه عدوانها عبر خرق إتّفاق وقف إطلاق النار، وعدم إحترام السيادة اللبنانيّة. ويُضيفون أنّ هناك بلداناً عربيّة أصبحت طرفاً أساسيّاً في "اتّفاقيّات ابراهيم"، أو سبق وأنّ دخلت في مُعاهدات سلام مع العدوّ، لكنّ شعوبها لا تزال تكنّ العداء لإسرائيل ولم تُرحّب بالتطبيع، ولعلّ اختطاف وقتل الحاخام اليهوديّ تسفي كوغان في الإمارات، والتضييق على الإسرائيليين في بطولة كأس العالم التي أُقيمت في قطر عام 2022، أمثلة على رفض شريحة كبيرة من الشعوب العربيّة التقارب من تل أبيب، حتّى لو كانت هناك حسابات أخرى لدى حكوماتهم تتعلّق بالإقتصاد والتجارة والأمن.
أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فيقول المحللون إنّ المُوافقة على التطبيع مع إسرائيل تتطلب أوّلاً حلّ سلاح "حزب الله" والفصائل الفلسطينيّة وبعض الأحزاب، وثانيّاً، بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانيّة عبر تقويّة الجيش ودعمه من الولايات المتّحدة الأميركيّة والبلدان الأوروبيّة، بغطاء إسرائيليّ، وثالثاً، أنّ يكون اللبنانيّون جميعاً مُوافقين على السلام، وفي مُقدّمتهم المسلمون وبشكل خاص الشيعة، لأنّ التجارب السابقة أثبتت أنّه لا يُمكن إقصاء أيّ مكوّن وطنيّ، وخصوصاً إذا كان الأمر مُرتبط بالتطبيع مع عدوّ عاث شرّاً باللبنانيين أيّ كانت طائفتهم منذ العام 1948. المصدر: خاص "لبنان 24"