نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أعمال الورشة الإقليمية “إعلام صديق للطفولة” تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبحضور صاحبة السمو الملكي عزيزة أمينة ميمونة إسكندرية بنتي المرحوم سلطان اسكندر حاج ملكة ولاية باهانج الماليزية.

ويأتي تنظيم الورشة بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” وذلك في إطار البرنامج التمهيدي لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية، الذي يعقد يوم 10 أكتوبر المقبل في أبوظبي، و يركز على الأطفال واليافعين والأسر، بهدف إرساء حوار شامل حول قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات، و اعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعالة لهذه القضايا.

 

وبهذه المناسبة رحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” في كلمتها الافتتاحية لأعمال الورشة، التي ألقتها نيابة عن سموها، سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بضيوف دولة الإمارات المشاركين في الورشة.

وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ( أم الإمارات) في كلمتها أن الورشة تتناول إحدى القضايا المفصلية في المجتمع، خصوصا وأنه يمس شريحة قد تكون الأهم من بين شرائحه، وهي الأكثر تعرضا وتأثرا بما يعج به الفضاء الإعلامي من محتويات متفاوتة ومتنوعة من حيث مضامينها وجودتها، وهي شريحة الأطفال الذين هم في طور تكوين الرؤى والقناعات تجاه كل ما يحيط بهم.

وقالت سموّها: “إننا جميعا أفرادا ومؤسسات، مواطنين ومسؤولين نحمل على عاتقنا مسؤولية عظيمة تجاه الأطفال، تتمثل في حمايتهم من كل ما يلوث عقولهم وما يشوّه فطرتهم، وتوفير التربة الصالحة والبيئة الفضلى التي تضمن تنشئتهم التنشئة القويمة، والوصول بهم إلى بر الأمان، خصوصا في ظل المؤثرات والمتغيرات التي تطرأ بشكل يومي على جوانب الحياة كلها”.

وأشارت سموها إلى أن الإعلام يمثل أحد أهم المؤثرات التي يتعرض لها الطفل على مستوى العالم أجمع، وخصوصا في ظل انتشار المنصات وتنوعها وسهولة الوصول إليها، وأنه يشهد في عصرنا الحالي طفرات متسارعة وتطورات تتجاوز الحدود تجعل منه شريكا أساسيا في تربية الأجيال، الأمر الذي يتطلب منا ترشيده وحوكمته لضمان تعظيم إيجابياته وتلافي سلبياته على أبنائنا ليكونوا كما نريد لهم أفرادا صالحين ناجحين قادرين على تمييز الغث من السمين، ينفعون وطنهم ويخدمون مجتمعهم ويبنون المستقبل الذي نتطلع ويتطلعون إليه.

وأكدت سموها الحاجة الماسة إلى تعزيز التأثير الإيجابي للإعلام على الطفل، لبناء جيل يتمسك بعقيدته السمحة وقيمه ومبادئه وموروثه الغني، ويعض عليها بالنواجذ، ويستوعب في الوقت ذاته متطلبات العصر ومستجدات التطور والحداثة وينفتح عليها دون تفريط ويسخرها لصالح واقعه ووطنه ومستقبله.

وأعربت سموّها عن ثقتها أن جهود المشاركين في الورشة ومساعيهم وتعاون جميع المعنيين بشؤون الطفولة ستصل إلى الغاية النبيلة في تنشئة جيل المستقبل المنشود، وتحقيق ما فيه صالح وطننا وأبنائنا وما نرجوه لهم من الخير والصلاح والرشاد.

وألقى سعادة محمد الشحي الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام كلمة في جلسة افتتاح الورشة أكد فيها أهميتها سواء من حيث المضمون أو التوقيت؛ حيث نواجه العديد من التحديات في ظلّ التطورات الإعلامية والتقنية المتسارعة، خصوصا مع ازدياد استخدام الأطفال للمنصات الإعلامية، الأمر الذي أصبح من الضروري معه، وجود محتوى إعلامي مناسب وآمن يُسهم في تنمية وتوسيع مدارك الأطفال.

وأشار سعادته إلى أن دولة الإمارات بدعم القيادة الرشيدة وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تحرص على توفير بيئة آمنة وملائمة للأطفال، تُقدم لهم محتوى إعلاميا هادفا وجذابا يُسهم في الارتقاء بمعارفهم من خلال منظومة متكاملة من السياسات والتشريعات تضمن لهم حياة مناسبة في مختلف فئاتهم العمرية.

وأضاف الشحي: “تؤمن دولة الإمارات أنّ إعلاما صديقا للطفولة هو إعلام مسؤول يحترم حقوق الأطفال ويعزز قيمهم الإيجابية، ويُقدم لهم محتوى إعلاميا ثريا يُحفز مهاراتهم الفكرية ويُنمّي قدراتهم الإبداعية”.

وألقت معالي السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، كلمة وجهت فيها الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، على دعمها المستمر لقضايا تعزيز وتمكين الأسر والأطفال على المستويات كافة، وإلى دولة الامارات العربية المتحدة على إغاثة الشعب الفلسطيني وتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة.

كما أعربت عن شكرها لسعادة الريم الفلاسي، وفريق المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على تنظيم هذا الاجتماع والتحضير له من أجل تحقيق غاياته وأهدافه، وللمجلس العربي للطفولة والتنمية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية “آجفند” على جهودهم في ترسيخ الشراكة مع جامعة الدول العربية لدعم قضايا الطفولة والتنمية في الوطن العربي.

وقالت إن الغاية الأساسية للورشة هي تشكيل خطاب ثقافي وإعلامي مستنير موجه للطفل يسهم في دعم قضايا الطفولة في عالمنا العربي ويعزز الوعي بحقوقها، ويضمن عدم إهدارها تحت أي ظرف كان باعتبارها حقوقا أصيلة كفلتها الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية، وإن نجاح هذا العمل يعتمد على مدى التزام المؤسسات الإعلامية والإعلامين به وإسهامهم نحو إدماجه في المحتوى الإعلامي، وهو ما سيؤكد أنهم يؤمنون بأن الإعلام رسالة والتزام؛ فالإعلام قادر على أن يكون أداة هامة في تعميق الوعي المجتمعي للقضايا الاجتماعية.

وأضافت: “إننا نضع نصب أعيننا تهيئة بيئة إعلامية على المستوى العربي داعمة لحقوق الطفل في التنمية والحماية والمشاركة، في عالم غدا فيه الإعلام مفتوحا على كلِّ الاحتمالات وعلى العديد من الخيارات، بفضل التقدم العلمي والتقني في وسائل التواصل الاجتماعي والفتوحات المذهلة في عالم الإنترنت والتطبيقات المبتكرة على الأجهزة المحمولة إضافةً إلى التعدد الهائل في القنوات الفضائية”.

وأشارت إلى أن قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية وضع منهجاً للارتقاء بقضايا الطفولة في المجال الإعلامي، أضاء الكثير من الحقائق حول الطفولة في وسائل الإعلام من انتهاكات وتجاوزات للأخلاقيات المهنية في الأداء الإعلامي واستخدام للمصطلحات التي تنتهك حقوق الطفل، الأمر الذي دعا إلى تكريس منهج يمّكن وسائل الإعلام والإعلاميين من المعرفة والدراية بحقوق الأطفال ويعزز الوعي بحقوقهم على أوسع نطاق ممكن.

بدوره أكد سمو الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “آجفند”، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه، سعادة الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي للبرنامج، أن الورشة تنعقد في ظل تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام مفهوماً ونمطا ً ومضموناً، لافتا إلى أن الإعلام اليوم وما يقوم به من أدوار ووظائف أسهم في تغيير شكل الحياة على وجه الأرض على المستويات كافة الثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكان طبيعيا أن يصل تأثيره إلى قضايا حقوق الطفل إيجاباً وسلباً، وعلى الطفل ذاته بعد أن صار الطفل مشاركاً فيما يُقدّم وصانعاً للمحتوى، وليس فقط متلقيا للمضامين الإعلامية.

وأشار إلى أن المجلس العربي للطفولة والتنمية تبنى تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، ليكون آلية للرصد والتحليل والمتابعة والتقويم، من أجل الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التنموية، وصولاً إلى تنمية مستدامة  تحمي أطفالنا، ويسهم فيها الإعلام في البناء فيعالج  قضاياهم في إطار القيم  والمبادئ الفاضلة والتنوير المسؤول بجديد العصر،  ولا يقوض ما تنجزه مؤسسات التنشئة والتعليم.

وأعلن الأمير عبدالعزيز بن طلال أن المرصد سيعمل مع الشركاء في الفترة القادمة على مكون جديد يستهدف تعزيز التعامل الآمن للطفل العربي مع البيئة الرقمية، والاستخدام الرشيد لتطبيقاتها ومنصاتها الرقمية، بما يعظم من تمكين الأطفال للاستفادة من تأثيراتها الإيجابية ويُحد من السلبيات، بعد أن أصبح السلوك الاتصالي للأطفال في البيئة الرقمية محفوفًا بكثير من المخاطر والتحديات، خاصة مع تعرضهم لمضامين سلبية تحرض علي الكراهية والعنف والعنصرية، وتعرضهم لأشكال عديدة من التنمر والعنف، إضافة لتحول الأطفال إلى صناع محتوى دون وعي منهم، بل وانتهاك لحياتهم الخاصة دون إدراك لمخاطر ذلك.

وأعرب عن أمله في أن تشكل الورشة خطوة فاعلة نحو توطيد العمل المشترك لبناء ثقافة إعلامية جديدة تدعو إلى إعمال وصون حقوق الطفل، واحترام تنوع الثقافات، وتقبل الاختلافات، ونشر التسامح والحوار والتعاون، بما يضمن بناء أجيال قادرة على التعامل مع المستقبل بوعي والدخول لمجتمع المعرفة والثورات الصناعية المتلاحقة بتمكن واقتدار.

وتهدف الورشة التي استمرت 3 أيام إلى إكساب الإعلاميين خلفية معرفية حول حقوق الأطفال وقضاياهم الملحة، وتمكينهم من مهارات تفعيل وسائل الإعلام لحماية حقوق الطفل ورعايته، وتضمين ذلك في الرسائل والبرامج الإعلامية بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع وصانعي القرار بقضايا الطفولة وحقوقهم وحمايتهم.

وشارك في الورشة عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين والخبراء في مجالات الطفولة والتنمية، من أبرزهم الفنان أحمد حلمي، سفير اليونيسف الإقليمي، والفنانة شيماء سعيد، والإعلاميات منى الشاذلي، ود. نشوة الرويني، ونادية الزعبي، وماما أنيسة، وعدد من الخبراء المتخصصين في حقوق الطفل.

وتناولت الورشة عددا من القضايا المتعلقة بحقوق الطفل والإعلام، مثل واقع سياسات رفاه الطفل في الدول العربية، والإعلام وقضايا التغير المناخي والهوية الثقافية والصحة النفسية، إلى جانب كيفية تطبيق المبادئ المهنية لمعالجة قضايا حقوق الطفل على مستوى المعالجة والصورة.

كما شهدت الورشة جلسة حوارية مع الأطفال، وتكريم المؤسسات الإماراتية التي فازت بجائزة المؤسسات الصديقة للطفولة والأسرة التي تنظمها جامعة الدول العربية وهي وزارة البيئة والتغير المناخي، هيئة ابوظبي للطفولة المبكرة والاتحاد النسائي العام وجمعية أمهات أصحاب الهمم ـ همة، وعددا من الجهات الإعلامية لدعمها لقضايا الطفولة على المستوى المحلي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سمو الشیخة فاطمة بنت مبارک العربی للطفولة والتنمیة قضایا الطفولة الدول العربیة وسائل الإعلام دولة الإمارات أم الإمارات حقوق الطفل الطفولة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

برعاية رئيس الدولة.. ” الاتحادية للشباب ” و” الخدمة الوطنية ” تنظمان “ملتقى فخر” بدورته الـ2

تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله” وبحضور سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب، بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية فعاليات “ملتقى فخر” بدورته الثانية تحت شعار “وصية وطن ” وهو أحد المبادرات التي تهدف إلى الاحتفاء بالشباب الإماراتي من منتسبي الخدمة الوطنية وخريجيها، وإعلاء القيم الأصيلة، وبثّ روح الفخر والتضحية والعطاء في نفوسهم، وجعلها هوية راسخة تُعزز روح الولاء والانتماء لديهم، فضلاً عن تسليط الضوء على أفضل تجارب الشباب ودورهم المشرّف في خدمة الوطن.
حضر الملتقى الشيخ أرحمه بن سعود بن خالد القاسمي، مدير مكتب سمو ولي عهد رأس الخيمة، والشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان، مستشار في وزارة الخارجية، والشيخ الدكتور محمد بن سعود بن خالد القاسمي، والشيخ زايد بن سيف بن زايد آل نهيان، ومعالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام.
كما حضر الملتقى، معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، ومعالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات إلى جانب مسؤولين في الحكومة الاتحادية والمحلية، وأكثر من 9 آلاف من منتسبي الخدمة الوطنية وأسرهم، ووفود شبابية من مختلف أنحاء الدولة.

وقال سموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة في الكلمة الرئيسية للملتقى إنه : “لطالما آمنت القيادة الرشيدة بأن بناء المستقبل يبدأ بإعداد جيل من الشباب الواعي، المؤمن بدوره، المدرك لمسؤوليته، لأنهم الأمل الذي تنعقد عليه طموحاتنا، والقوة التي تصنع التغيير، وكل إنجاز يتحقق على أرض الوطن يأتي بفضل عزمهم وتفانيهم”.
وأضاف سموّه أن “ملتقى فخر” يشكل انعكاساً لعظمة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال 53 عاماً من البناء والتطوير والتضحية والعطاء والطموح الذي لا يتوقف، لنستذكر بكل فخر أن الوطن الذي ننعم به اليوم، والذي ما كان ليتحقق لولا إرادة الآباء المؤسسين ورؤيتهم المستقبلية الملهمة، الذين واجهوا الصعاب، وناضلوا، وقدموا الكثير من التضحيات لإرساء دعائم قوية لدولة عظيمة، لتواصل القيادة الرشيدة اليوم، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ’حفظه الله‘، مسيرة البناء والتمكين نحو الازدهار المستدام.
وأكد سموّ ولي عهد رأس الخيمة في حديثه للشباب، أن الخدمة الوطنية محطة مُلهمة تعزز عزيمتهم، وتُرسخ حب الوطن لديهم، وتمنحهم أدوات النجاح، وتغرس فيهم قيم الوفاء والولاء، وتؤهلهم ليكونوا الجدار الحصين أمام أي تحدٍ، مشيراً إلى أن شباب الإمارات أثبتوا أن العطاء للوطن لا يعرف الحدود ولا يتوقف، لأنهم ملتزمون بكل قيم التضحية والإخلاص واستذكر سموه بكل فخر واعتزاز تجربته في الخدمة الوطنية، التي منحته القوة والعزيمة والإصرار على خدمة الوطن، لتصنع منه شخصاً أقوى وأكثر التزاماً، وجعلته يدرك أهمية التضحية والوقوف صفاً واحداً لحماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، وزرعت في قلبه معنى المسؤولية والانتماء، وكانت الخدمة الوطنية بالنسبة له مدرسة في بناء الإرادة لمواجهة التحديات بروح لا تعرف الهزيمة.

وتعليقاً على هذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب: “نشعر بفخر واعتزاز بشباب الوطن الذين يجسدون القيم الأصيلة لدولة الإمارات في ميادين العطاء من شجاعة وتضحية وانتماء للقيادة الرشيدة التي تولي اهتماماً بالغاً بهم وتفخر بإنجازاتهم وطاقاتهم، حيث تسخر كل الإمكانات لتمكينهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لقيادة المستقبل، لإيمانها المطلق بأن الشباب هم الركيزة الأساسية للتقدم والنهضة، ومصدر الفخر والعزة للوطن، بما يملكونه من عزيمة وإصرار على العطاء، واضعين نصب أعينهم خدمة الوطن ورفع رايته خفاقة عالية فوق القمم.
وأضاف معاليه أن “ملتقى فخر” جاء يشكل فرصة استثنائية للتعبير عن الامتنان لشباب الوطن في حدث يجسد هذا التقدير والاهتمام، والاحتفاء بمجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية الذين يمثلون نموذجاً مشرفاً للعطاء والوفاء تحت شعار ’وصية وطن‘، والتي هي إرث الآباء المؤسسين للأجيال المتعاقبة، والرؤية الراسخة في مسيرة الاتحاد، ووثيقة الوفاء والإخلاص، ومنهج البناء والتطوير، ومسار التنمية الشاملة المستدامة، وهي الإرادة والطموح، والتطلعات الاستشرافية للمستقبل، وأساس تحقيق الإنجازات التي تعزز جودة الحياة، وعهد الالتزام والمسؤولية التي يجب أن يتحلى بها الشباب تجاه وطنهم للدفاع عن مكتسباته واصف الملتقى بأنه تكريم للشباب الذين ساهموا في بناء مستقبل الإمارات وتعزيز مكانتها إقليمياً وعالمياً.
وأكد النيادي أن الخدمة الوطنية والاحتياطية تبقى تجربة استثنائية في حياة الشباب، فهي ليست مجرد واجب وطني، بل مدرسة تعلّم شباب الإمارات العزيمة والشجاعة، وتغرس في نفوسهم روح المسؤولية والإصرار على مواجهة التحديات وتسهم في بناء جيل قوي متمسك بالقيم الأصيلة التي تجسد الهوية الإماراتية قادر على حماية الوطن والدفاع عنه، ليظل الشباب دائماً نبراساً للمستقبل وعنواناً للفخر والعزة.

وقال :” نحن واثقون بأن الشباب الإماراتي بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، سيواصلون حمل راية الوطن بكل فخر وإخلاص، والالتزام بتمكينهم وتعزيز هويتهم الوطنية، ما يسهم في أن تبقى الإمارات فخورة بهم وبإنجازاتهم وتعتز بها أمام العالم”.

من جهته، قال سعادة العميد حمد النيادي رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية:”إن ما تنعم به دولة الإمارات اليوم من أمن وأمان ورفعة وتطور وسمعة طيبة إقليمياً ودولياً، يعود فضله بعد الله سبحانه وتعالى إلى النهج الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هذا القائد الاستثنائي الذي ترك لأبناء شعبه ولوطنه إرثاً عظيماً من الإنجازات المشرفة، وغرس فيهم القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تدعوا إلى حب الوطن” مؤكداً أن القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، مستمرة في نهجها على خطى زايد، واضعة نصب أعينها الشباب الذين تعوّل عليهم لبناء الوطن لأنهم عماد الأمّة وسر نهضتها، لذا كانت الخدمة الوطنية والاحتياطية البرنامج الذي استطاع الاستثمار فيهم باعتبارهم رأس مال الوطن في حاضره ومستقبله.
وفي حديثه عن الخدمة الوطنية، أكد أن هذا البرنامج نجح في أن يكون النقطة المركزية لالتقاء واجتماع أبناء الوطن الواحد من كافة مدنه وجزره وشعابه كما نجح من خلال التغذية الراجعة التي هي نتاج تجارب أبناء الوطن وتفاعلهم والاحتكاك ببعضهم البعض، أنّ يطور من نفسه ويحقق قفزات نوعية من خلال تطوير أساليب التدريب والتعليم والارتقاء بجودة الخدمات، التي يقدمها للمجندين طيلة مدة الالتحاق بالخدمة، وهذا ما يدعونا للفخر والاعتزاز بهذه الإنجازات المشرفة.
وأشاد بملتقى فخر باعتباره الفرصة التي يتم من خلالها شحذ همم الشباب ممن لم يلتحقوا بالخدمة الوطنية، وتشجيعهم للإقبال على هذه التجربة بكل ثقة وإيمان وروح معنوية عالية، مؤكداً أن الآمال معقودة على أبناء زايد، وثقة القيادة فيهم لا حدود لها .. متمنياً التوفيق والسداد لهم في خدمة وطنهم الإمارات.
وشارك الشيخ زايد بن سيف بن زايد آل نهيان، خريج برنامج الخدمة الوطنية في الدفعة 20 بكلمة أثنى خلالها على الخدمة الوطنية وأهميتها في إعداد الرجال الأبطال، ووجه رسائل محفزة لشباب الوطن وقال إن الخدمة الوطنية مدرسة لغرس قيم الولاء والانتماء، وتعلم الانضباط وتحمل المسؤولية مؤكداً أهمية استثمار كل لحظة لاكتساب المهارات، وبناء العلاقات، وفهم معنى العمل الجماعي.

من جانبهم قدم مجندو الدفعة الـ 22 الحالية من برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية في كلمتهم الختامية للملتقى، الشكر لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” على هذا البرنامج الذي يُعد مصنع الرجال وشكروا إخوانهم المجندين ممن تخرجوا في دفعات سابقة، والذين شاركوهم قصصهم وتجاربهم المُلهمة، مؤكدين أنها عززت لديهم القوّة والعزيمة والإصرار على أداء الواجب الوطني بهمة وروح معنوية عالية، ومنحتهم الحافز للاستزادة من برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية والعلوم والمعارف والخبرات والمهارات الجديدة.

تضمنت أعمال الملتقى سلسلة من الفعاليات التي سلطت الضوء على تجارب ناجحة لشباب إماراتيين خاضوا الخدمة الوطنية واستفادوا من هذه الفرصة ليحققوا تحولات كبرى في حياتهم، من خلال صقل مهاراتهم في ميادين التدريب، وتجهيزهم للقيام بواجباتهم تجاه الوطن والمجتمع بعزيمة وثبات، إذ تضمنت جلسة رئيسية بعنوان “قيم من الميدان” تحدث خلالها معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، حول أهمية دور الخدمة الوطنية في تعزيز القيم الإماراتية الأصيلة من تضحية وعطاء وتماسك وعزيمة لا تلين في خدمة الوطن، فضلاً عن تطوير المهارات القيادية وإعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية، والمساهمة في رفعة شأن الوطن، والحفاظ على مكتسباته، والسعي لبلورة طموحاته في إنجازات نوعية لمستقبل واعد.
وقدم مجموعة من الشباب المتميزين في مسارات مهنية متعددة تجربتهم في الخدمة الوطنية خلال جلسة “شباب الإمارات.. فخر الميادين” والتي سلطت الضوء على أثر الخدمة الوطنية في تطوير خبراتهم العملية ومهاراتهم الإبداعية.

وشمل الملتقى جلسة “طريق التمكين” تمحورت حول قصص فردية ملهمة لشباب انضموا للخدمة الوطنية واستثمروا طاقاتهم بالشكل الصحيح، ليساهموا بإحداث الأثر الإيجابي في خدمة الوطن.

فيما عرضت جلسة “رحلةُ طموحٍ ورؤية وطنية” جانباً من مسيرة شباب حصلوا على فرص منحتهم آفاقاً جديدة لتحقيق الإنجازات الواعدة لخدمة الوطن.

وجاء الملتقى ليجسد المسارات التعاونية الهادفة بين المؤسسات بمختلف القطاعات، وهو ما تمثل في العلاقة النموذجية بين المؤسسة الاتحادية للشباب وهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، القائمة على توجهات الأجندة الوطنية للشباب 2031، من خلال إطلاق برامج مشتركة تهدف إلى رفع مستوى الوعي المعرفي والمهارات والمواهب لمجندي الخدمة الوطنية لتوائم المتغيرات في القضايا المعاصرة كافة، وتزويدهم بالمعلومات والمفاهيم، وتوسيع مداركهم عبر دورات تدريبية بمختلف المجالات، لبناء جيل قادر على حماية مكتسبات الوطن، والمضي به نحو آفاق جديدة من التقدم والابتكار، محققين إنجازات تعزز مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً.
جدير بالذكر، أن أعمال الدورة الأولى من «ملتقى فخر» تم تنظيمها في عام 2019، في إطار تعزيز الوعي بأهمية المسؤولية الوطنية، وتأكيد التزام القيادة الرشيدة بدعم أبطال الوطن الذين يسهمون في الحفاظ على أمنه واستقراره، وتجسيداً لرؤية الإمارات في بناء أجيال واعية ومتمكنة، ومدركة لدورها المحوري في بناء مستقبل الوطن.


مقالات مشابهة

  • "الطفولة والأمومة" يحبط زواج طفلة عمرها 15 عامًا بالدقهلية
  • «الطفولة والأمومة» يحبط زواج طفلة عمرها 15 سنة قبل خروجها من الكوافير بالدقهلية
  • برعاية رئيس الدولة.. “الاتحادية للشباب” و”الخدمة الوطنية ” تنظمان “ملتقى فخر” بدورته الـ2
  • برعاية رئيس الدولة.. ” الاتحادية للشباب ” و” الخدمة الوطنية ” تنظمان “ملتقى فخر” بدورته الـ2
  • بنك القاسمي ينظم ورشة توعوية عن مخاطر الاحتيال ضمن فاليات الأسبوع العالمي
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان يطلق نداء أبوظبي لحماية الطفل
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان “GNRC” يطلق “نداء أبوظبي” لحماية الطفل
  • ورشة عمل في بنغازي حول “تطوير الصيدلة السريرية لتحسين الرعاية الصحية”
  • التناسليات الحيوانية ينظم ورشة عمل دولية حول تقنية نقل الأجنة خارج الرحم
  • جمعية “كيان” تحتفي بيوم الطفل العالمي