الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج الأدوية المحلية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
لا يزال الوصول إلى العلاج يمثل تحديًا، إذ تعاني المستشفيات العامة في كثير من الأحيان من نقص الأدوية، وتطالب المرافق الخاصة برسوم باهظة مقابل خدمات الرعاية.
تواصل كينيا مكافحة الملاريا بالطرق التقليدية مثل توزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية ورش مناطق تكاثر البعوض وتعزيز التشخيص والعلاج الفوري، لكن الخبراء يقولون إن التقدم في مكافحة الملاريا بهذه الوسائل قد توقف.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، سجلت كينيا ما يقدر بنحو 5 ملايين حالة إصابة بالملاريا وأكثر من 12 ألف حالة وفاة في عام 2022. ومعظم المتضررين هم الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل. بأحد أجنحة مستشفى نايتنغيل في كيسومو، يلازم مرضى الملاريا الفراش.
ولا يزال الوصول إلى العلاج يمثل تحديًا، إذ تعاني المستشفيات العامة في كثير من الأحيان من نقص الأدوية، وتطالب المرافق الخاصة برسوم باهظة مقابل الرعاية. كثيرا ما يختار الأشخاص الذهاب إلى المرافق الصحية الخاصة حيث يحصلون على دواء أسرع وأدوية عالية الجودة، لكن هذا الأمر ليس مناسبًا للميزانية وللوضع الاقتصادي لكل العائلات.
تحضر لينسر بولين ابنتها الصغيرة بانتظام إلى المستشفى لتلقي لقاح الملاريا، وتوضح: "العلاج مكلف للغاية عند علاجه بشكل مستمر، شهريًا. البعض يأتي من منطقة بعيدة عن المستشفى ونحتاج إلى استخدام وسائل النقل".
أوسوال أوموندي، المسؤول الطبي في المستشفى، يشكو الإحباط الذي يواجهه عمال الرعاية الصحية والمرضى على حد سواء بسبب عدم توفر الأدوية وارتفاع تكاليفها. أوموند قال: "باعتبارك عاملاً في مجال الرعاية الصحية، فإنك ترغب في منح الدواء المفضل للخط الأول وهو الأرتيسونات ولكن المرضى لا يحصلون عليه لعدم توفره أو لأنه مكلف للغاية".
الكاميرون أول دولة في العالم تطلق برنامج تلقيح الأطفال ضد الملاريا رغم التوصل إلى لقاحات.. الملاريا لا تزال مرضاً فتاكاً في إفريقيايتجاوز تأثير الملاريا الحدود المجتمعية، ويودي بحياة أشخاص من مختلف الفئات السكانية. في سيايا، على بعد 60 كيلومتراً من كيسومو، قام همفري كيزيتو أوتينو، المسؤول الميداني لمراقبة الوفيات في معهد كينيا للبحوث الطبية بزيارة قبر أحد أفراد الأسرة.
تطارده ذكرى فقدان والديه وستة أشقاء بسبب الملاريا. ويقول إن المعتقدات الثقافية هي المسؤولة جزئياً عن التأخير في طلب العلاج، ويؤكد: "تؤمن الأسر كثيراً بالشعوذة، فتجد شخصاً يعاني من مرض الملاريا، وتكون الأعراض واضحة، ولكن بعد ذلك تظن الأسرة أن طفلها مسحور، وبدلاً من البحث عن الدواء الصحيح، يبحثون عن طرق بديلة للعلاج، كزيارة أهل الدين، بينما تنمو الطفيليات وتقضي على الصغير".
تم إحراز بعض التقدم في التصنيع المحلي للأدوية المهمة، فقد حصلت الشركة العالمية المحدودة ومقرها كينيا في العام الماضي على موافقة منظمة الصحة العالمية لإنتاج دواء مهم مضاد للملاريا يعرف باسم سلفادوكسين بيريميثامين إضافة إلى أمودياكين، أو سباك.
إنها خطوة مهمة في قدرة أفريقيا على صنع الأدوية المنقذة للحياة، وهو محور تركيز جديد للحكومات ومسؤولي الصحة العامة بعد أن كشفت جائحة كوفيد-19 عن نقاط الضعف. وتعتمد أفريقيا بشكل كبير على واردات الأدوية. وفي هذا الشأن قال مؤسس ومدير الشركة العالمية المحدودة بالو داناني: "سيساعد ذلك حقًا في تقليل الاعتماد على الواردات كما رأينا خلال عصر كوفيد، حيث كان كل ما يتم استيراده يعاني بالفعل من انقطاع كبيرة في الإمدادات، والملاريا شيء من هذا القبيل، وإذا لم تحصل على الدواء المناسب في الوقت المناسب يمكن أن يسبب ذلك وفيات غير ضرورية".
كما يؤكد مايكل مونغوما، عميد كلية الصيدلة بجامعة ماونت كينيا، على الحاجة الملحة لزيادة الاستثمار لمعالجة الأمراض التي تؤثر على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل: "إذا حصلنا على مزيد من الاستثمار في تصنيع الأدوية والأدوية الأساسية، بما في ذلك الأدوية المضادة للملاريا، حيث تكمن المشكلة، فمن المرجح أن نكون أكثر فعالية في معالجة المشكلة، بدلاً من الاعتماد بشكل كبير على استيراد الأدوية. وتعتمد أفريقيا بشكل كبير على الواردات من الهند والصين وهذا غير مستدام".
وحتى بعد مشاركة عدة مناطق من كينيا في مشروع تجريبي مهم لأول لقاح للملاريا في العالم، مع انخفاض عدد الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، فإن المرض لا يزال يشكل تحديا كبيرا للصحة العامة. ولحدّ الآن لم تذكر وزارة الصحة الكينية متى سيكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الصين تنجح في القضاء على مرض الملاريا بعد حرب دامت 70 عاما دراسة تعزز المخاوف من مقاومة السلالة المتحورة لطفيليات الملاريا في قارة إفريقيا الولايات المتحدة ترسل مليوني جرعة من دواء الملاريا إلى البرازيل لمساعدتها في احتواء كورونا ملاريا تفشي وباء - انتشار مرض لقاح حماية الأطفال كينياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا ملاريا لقاح حماية الأطفال كينيا غزة إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا مظاهرات احتجاجات احتجاز رهائن فلسطين بنيامين نتنياهو الحرب في أوكرانيا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
عمل نادر لبانكسي يعرض في مزاد سوذبيز بلندن.. والسعر المتوقع يصل إلى 6 ملايين يورو
تستعد دار سوذبيز في لندن لعرض عمل فني نادر لبانكسي، وهو رسم يدوي يقدر سعره بحوالي 5 ملايين جنيه إسترليني (6 ملايين يورو)، في مزاد مرتقب، على أن يُخصص جزء من عائداته لدعم ضحايا حرائق الغابات في لوس أنجلوس.
ينتمي هذا العمل الفني إلى مجموعة مارك هوپوس، عازف الجيتار في فرقة Blink-182 الشهيرة بموسيقى البانك، والذي يعرف بشغفه العميق بأعمال الفنان الغامض بانكسي.
في حديثه عن هذا الاقتناء، قال هوپوس: "أشعر أن فن الشارع وموسيقى البانك ينبعان من الجوهر ذاته... كلاهما يعبر عن المهمشين والمنسيين الذين يصنعون واقعهم الخاص. فقط انطلق واصنع الفن. إنها الروح ذاتها، وأنا أعشق الفن، وخصوصا فن الشارع، منذ أن أدركت ذلك".
ويحمل العمل اسم Vettriano، وهو جزء من سلسلة Crude Oil (النفط الخام) التي أطلقها بانكسي عام 2005، حيث أعاد من خلالها تصور لوحات شهيرة بلمسة ساخرة.
ويستند هذا العمل تحديدا إلى لوحة The Singing Butler (الخادم المغني) للفنان الاسكتلندي جاك فيتريانو، والتي تظهر زوجين أنيقين يرقصان على الشاطئ بينما يحمل الخدم المظلات فوقهما.
غير أن نسخة بانكسي من اللوحة تحمل طابعا أكثر قتامة، إذ تظهر في الخلفية ناقلة نفط تغرق، بينما ينقل شخصان يرتديان بدلات واقية برميلا من النفايات السامة، في إشارة واضحة إلى القضايا البيئية وأثر التلوث.
وعن اقتنائه لهذا العمل، قال مارك هوپوس: "أحببنا هذه اللوحة منذ اللحظة الأولى التي رأيناها فيها"، موضحا أنه اشتراها مع زوجته، سكاى إيفرلي، عام 2011. وأضاف أن اللوحة، التي وصفها بأنها "عمل مميز لبانكسي لكن بأسلوب مختلف،" زينت منازل عائلته في كل من لندن ولوس أنجلوس على مدار الأعوام الماضية.
Relatedفيديو: بانكسي يختم أحدث جدارياته في لندن بالكركدن والأسماكشجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي "الحياة" من خلال رسم جداريبانكسي يكشف النقاب عن عمل فني جديد: قط متمدد على لوحة إعلانات في لندنوأشار هوپوس إلى أنه سيخصص جزءا من عائدات بيع اللوحة لدعم فنانين صاعدين، بينما سيذهب جزء آخر إلى مؤسسات خيرية، من بينها مؤسسة كاليفورنيا لمكافحة الحرائق، ومستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، ومركز سيدرز-سيناي لأبحاث أمراض الدم والأورام.
حاليا، تعرض Crude Oil (Vettriano) في صالة سوذبيز بنيويورك حتى الخميس 20 فبراير، قبل أن تنتقل إلى لندن، حيث ستعرض بين 26 فبراير و4 مارس.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سترة ب930 ألف يورو.. إنها مضادة للطعنات ومن تصميم "بانكسي" واشتهر بها مغني الراب "ستورمزي" رجلان متهمان بسرقة أعمال بانكسي الفنية من معرض في لندن هل يوجد فن منحطّ؟ النازية كانت ترى ذلك وفرنسا تفْرد له معرضا خاصا في متحف بيكاسو في باريس فن معاصرفن الشوارعبانكسيمزادلندن