صعيدية بملامح أوروبية، حلت على الشاشة في خمسينيات القرن الماضي، لتخطف الأضواء والأنظار بوجهها الملائكي في أثناء مشاركتها بفيلم «سلطان»، امتعت الجمهور على مدار سنوات كثيرة بفنها، لكن كثيرون لا يعلمون أنّ الفنانة نادية لطفي كانت مصابة بتمدد في جزء من جدار الشريان الأوسط بالمخ، وهو عيب خلقي وُلدت به، وكان السبب في دخولها المستشفيات لأكثر من مرة، بحسب تصريحاتها لمفيد فوزي في العدد الصادر في 4 مارس عام 1967 من مجلة صباح الخير، وذلك بعد تعرضها لوعكة صحية، اضطرتها للسفر إلى سويسرا لإجراء جراحة.

وعكة صحية أصابت نادية لطفي

في شقتها بجاردن سيتي وأمام ثلاجتها، سقطت الفنانة نادية لطفي فجأة من شدة الألم، لم تكن تعرف بماذا تمر؟، إذ وصفت حالتها قائلة: «كنت حاسة إنّ دماغي متفصصة زي حبة اليوستفندي، حاسة بتعاريج في مخي، بتمنى فصل رأسي عن جسمي، سقطت فجأة معرفش إيه حصل؟، كان عندي عزومة وكنت بستعد لسهرة مع سعيد فريحة وفي ثواني وقعت على الأرض وفجأة ابني أحمد البشاري صرخ ومن وقتها ماحسيتش بحاجة».

غابت نادية لطفي عن الوعي، واستدعى ابنها الأطباء «أسامة علوان، سيد الجندي، وعز الدين عثمان»، ليقرروا جميعًا سفرها إلى سويسرا بعد اتصالات تليفونية مع الجراح العالمي «يزاجيل»، فأمر بإعطائها البنج ونقلوها على متن نقالة إلى الطائرة، وخلفها الدعوات والتمنيات تحوطها، ومن مطار زيورخ حملوها إلى مستشفى كانتون.

سر الغرفة رقم 29 بمستشفى بكانتون

الغرفة رقم 29 بمستشفى بكانتون الواقعة بمدينة زيورخ في سويسرا، كانت شاهدة على إجراء الجراحة لنادية لطفي على يد الطبيب العالمي محمود يزاجيل، إذ شّخص حالتها بـ«تمدد في الشريان الأوسط من شرايين المخ» ونزيف، ما تسبب لها في حالة من الصداع القاتل، بحسب حديثها: «كانت دماغي عبارة عن ورشة وأعصابي أسلاك رفيعة من الزجاج، تقسيمة قابلة للاشتعال كعود الكبريت، عشت كل هذه الآلام، ولو تأخر سفري الذي لم أكن أعلم عنه شيئًا لازداد النزيف وأصبت بالشلل».

«يزاجيل» دخل إلى الغرفة ومعه مساعداه الياباني والصومالي وحوله مجموعة من طلبة الطب، جاءوا ليروا أصابع الجراح العالمي وهي تستأصل تمددًا في مخ «نادية» لأربع ساعات كاملة داخل غرفة العمليات، وهي مستسلمة لحقنة في سلسلة ظهرها حتى النخاع ومشرط الجراح يتحرك في رشاقة وخفه ومهارة: «بعد العملية عرفت إني في سويسرا، طول الوقت فاكرة إني في المعادي، حسيت إني اتولدت من جديد».

بعد أيام على الجراحة، بدأت أجراس التليفون تدق في غرفة نادية لطفي تسأل عليها بقلق ممزوج بحب، أصدقاء من كل مكان لا تعرفهم، وآخرون عرفتهم فترة قصيرة لكنها فترة غنية بالمشاعر: «الناس في الأردن والكويت ومصر وفي كل مكان كانوا بيسألوا وبيحاوطوني بالاهتمام والرعاية».

لم تتوقف الرحلة بعد إجراء الجراحة، بل نقلوها بعربة إسعاف إلى مدينة «لوسرن»، لقضاء فترة النقاهة في مصحة هادئة تقول عنها «نادية»: «قضيت أيامي بين جدران الغرفة البيضاء التي تحولت إلى دفتر امتلأ بخربشات العيون، وهناك سألت طبيبي هل تنصحني بشيء؟ فأنا أعمل لأكثر من 12 ساعة، اتحرك ولا استقر، اتعرض لكمية من الضوء رهيبة، ليرد الطبيب: «استأصلنا الخطر من جذوره لكن لا تسجني أحزانك حتى لا يفيض صبرها وتتسلل إلى قلبك».

كيف حافظت نادية لطفي على وزنها؟

بعد هذه الأزمة، كانت نادية لطفي تحافظ على صحتها ووزنها 57 كيلو، تتناول وجباتها بانتظام وتلعب الرياضة، وبعد عودتها إلى مصر انهالت عليها باقات الورود، وضحكاتها تجلجل منزلها الذي تحول إلى مشتل زهور: «حين اختلي بنفسي أجتر الشريط الطويل، وكأنه ذكريات قصيرة لكنها فترة غنية بالمشاعر، أناس لم أعرفهم وأصدقاء أتذكر جيدًا لحظات قلقهم عليّ فأفوق لأهتم بنفسي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نادية لطفي الفنانة نادية لطفي نادیة لطفی

إقرأ أيضاً:

"الرعاية الصحية" تحضر لمؤتمر "الاستثمار في القطاع الصحي" فبراير المقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور علاء عبد المجيد، رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية، أن الغرفة بدأت في التحضير لمؤتمر يجمع أعضاء الغرفة والمسئولين تحت عنوان "الاستثمار في القطاع الصحي"  لمناقشة فرص الاستثمار، وأوجه التعاون بين القطاع الخاص والمنظمات الحكومية المختلفة من أجل تشجيع الاستثمار.

وكشف عبد المجيد، أن غرفة مقدمي الرعاية الصحية بدأت تتواصل مع بعض المسئولين عن الاستثمار والصحة في مصر لحضور المؤتمر الذي سيتم عقده في فبراير المقبل.
جاءت تصريحات رئيس الغرفة خلال اجتماع مجلس إدارة الغرفة والذي ضم كلا من الدكتور  خالد سمير عضو مجلس الإدارة ووكيل الغرفة للشؤون المالية والإدارية، والدكتورة غادة الجنزوري عضو مجلس الإدارة، ووكيل غرفة، كما حضر عدد من أعضاء مجلس الإدارة الإجتماع وعلى رأسهم الدكتور أحمد عز الدين، والدكتور هاني حافظ، والدكتور شريف، مصطفى الأسمر، والدكتور أحمد جمال الماضي أبو العزايم، والدكتور هشام ماجد، والدكتور أيمن هاني، والدكتور محمد لطفي.

وأشار  عبد المجيد، إلى دخول مجموعة جديدة  من المحافظات  في منظومة  التأمين الصحي الشامل في المرحلة المقبلة.

وأوضح علاء عبد المجيد في تصريحات صحفية له اليوم ،أن منظومة التأمين الصحي الشامل التي أطلقها رئيس الجمهورية تُعد أضخم مشروع شهدته المنظومة الصحية في مصر مشيرا إلى أن المنظومة ستتيح التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين، وستضمن التوزيع العادل والمساواة بينهم،مشيرا إلى أن  الدولة تدعم نظام التأمين الصحي الشامل، لتحقيق مؤشرات هادفة، وهو تحسين الصحة العامة 2030 وفقًا لخطة التنمية المستدامة.

وأكد الدكتور علاء عبد المجيد، أهمية رفع كفاءة الخدمات للقطاع الخاص الصناعي بمصر  من خلال ميكنة اتحاد الصناعات وربط الغرف الصناعية بعضها ببعض، لتسهيل الفرص الاستثمارية وتبادل المعرفة بين كافة القطاعات.

وأوضح أنه سيتم من خلال التحول الرقمي تسهيل الاشتراك في الغرفة، وكذلك دفع الاشتراكات والخدمات التي تقدمها الغرفة لأعضاء الجمعية العمومية لها بطرق مميكنة، وخاصة الأعضاء من خارج مدينة القاهرة، الذين يتحملون أعباء السفر بكافة أشكاله .

كما شدد الدكتور علاء عبد المجيد، علي أن الدورات التدريبية التي تقدمها الغرفة مستمرة علي مدار العام، مشيرًا إلى أنها  تستهدف كافة العاملين بالقطاع الصحي لتنمية المهارات سواء كان بالنسبة للجودة أو مكافحة العدوى، وكذلك النواحي  المالية والحوكمة، وذلك لرفع كفاءة الخدمات الصحية بصفة عامة، وتحسين جودة الخدمات الطبية، وتعزيز كفاءة العاملين في القطاع الصحي.

مقالات مشابهة

  • في الانتخابات القادمة..«لطفي» و«حسن» يترشحان لرئاسة «محرري الاتصالات» بنقابة الصحفيين
  • الغرفة التجارية بالإسماعيلية تختار إنچي هيبة مستشارا إعلاميا
  • الغرفة التجارية بالبحيرة تستقبل الملحق التجاري الباكستاني
  • «الإمارات للدراجات» بطل العالم لسباقات الطريق في سويسرا
  • أمير هشام ينتقد قرار كولر بالسفر إلى سويسرا بعد خسارة السوبر الإفريقي
  • نجيب ساويرس: السينما كانت وما تزال قادرة على تحسين حياة الناس
  • نادية بوعيدا خلال الأكاديمية الأوروبية الخريفية: الاستقلال المالي والتعليم مدخل أساسي لتحرير المرأة الحقيقي
  • "الرعاية الصحية" تحضر لمؤتمر "الاستثمار في القطاع الصحي" فبراير المقبل
  • مؤشر الابتكار العالمي 2024.. سويسرا الأولى عالميا فمن حصد المرتبة الأولى عربيا؟
  • من إنتاج العالمي ريدوان.. الفنان عمر لطفي يكشف لـأخبارنا تفاصيل أول مشروع سينمائي من إخراجه