ألقى الإعلامي أيمن عدلي رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين وعضو اتحاد الصحفيين الإفريقيين، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والإرهاب: تحديات عالمية جديدة" ، محاضرته ضمن فعاليات الدورة 58 لاتحاد الصحفيين الأفارقة.

لاتحاد الصحفيين الأفارقة

 استعرض فيها طبيعة متغيرات الأمن السيبراني في القارة السمراء وكيف تفيد متغيرات استخدام الانترنت بالإيجاب والسلب على القارة، وتداعياتها في صناعة الفتن.

واستكمل عدلي في الشق الثاني من محاضرته دراسة حالة تفصيلية الرقمنة وصناعة الإرهاب في دول القارة متطرقا لآليات بناء خطاب إعلامي وقائى يسهم في خلق الردع الذاتي لدى المواطنين، مستغلا وجود شباب الإعلاميين من القارة لتأسيسهم على مداخل متكاملة فيما يتعلق ببناء استراتيجية متكاملة للإفادة الإعلامية الحقيقية من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الدورة التدريبية في نسختها الأخيرة يشارك فيها عدد كبير من كبرى الشخصيات الإعلامية والسياسية والاقتصادية المصرية ورجال العمل الوطني التنموي ومن هؤلاء السفير محمد حجازي والسفير أحمد حجاج والدكتور أسامة الديب والمهندس هيثم حسين وغيرهم من النخب الفكرية والكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس

وتتواصل فعاليات الدورة التدريبية الثامنة والخمسين لاتحاد الصحفيين الأفريقين بالقاهرة، والتي تمتد لمدة أسبوعين بمشاركة العديد من الدول الأفريقية منها مصر والكونغو برازفيل وكينيا وغانا ونيجاريا وتشاد وتنزانيا والمملكة المغربية وغيرها .

وافتتح السبت الماضي، كرم جبر رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، فعاليات الدورة التدريبية رقم 58 للصحفيين الأفارقة، بمشاركة صحافيين من دول "مصر والكونغو برازفيل وكينيا وغانا ونيجاريا وتشاد وتنزانيا والمملكة المغربية وغيرها "، التي ينظمه اتحاد الصحفيين الأفارقة.

جاء ذلك بحضور  ياسر المعبدى الامين العام للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام، و صالح الصالحي وكيل اول المجلس الاعلي لتنظيم الاعلام، والدكتورة سامية عباس أمين عام الاتحاد الصحفيين الأفارقة، ونقيب الصحفيين نيجيريا الدكتور كريستوفر إيسيجوزو ولفيف من الاعلاميين والصحفيين .

  وصل عدد المتدربين في دوراتة نحو 200 متدرب ، مما أسهم في تعزيز قدرات الصحفيين من كافة بلدان وربوع قارتنا الافريقية ، كما احيي وجود قيادات العمل الاعلامي المصري والافريقي ، واعضاء الدورة من الصحفيين من مختلف مؤسسات العمل الاعلامي في مصر. 

و يعتبر من اهم مستهدفات الدورة التدريبية هو خلق هذه الصلات بين الصحفيين من مختلف البلدان الافريقية وبعضهم البعض ، من ناحية وبينهم وبين الصحفيين المصريين ، مما يعزز التفاهم والوعي المتبادل لقضايا قارتنا وما تمر به بلداننا وما تواجهه من تحديات سياسية واقتصادية وتنموية وكذلك أمنية وعسكرية.


ولاشك ان دوراتنا التدريبية تسمح بتبادل الآراء والاستماع لافكار العديد من الخبراء والمتخصصين الذين يسهمون بفكرهم في توضيح المشهد الاقليمي والافريقي و الدولي مما يتيح لاعضاء دورتنا التفاعل والادراك المتعمق لكافة القضايا المطروحة علي الساحة الافريقية والاقليمية والدولية ، لاسيما في هذا الوقت شديد التعقيد والحساسية على مستوي القارة الافريقية والعالم ، وهو مايضع علي بلداننا ضغوط تهدد مسارات التنمية والامن والاستقرار علي صعيد قارتنا والعالم .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الصحفیین الأفارقة الدورة التدریبیة

إقرأ أيضاً:

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

في مقالي السابق بعنوان: «الفن والذكاء الاصطناعي» تناولت هذا الموضوع من بُعد واحد فقط، وهو التساؤل مدى مشروعية الفن المصنوع وفقًا للذكاء الاصطناعي من الناحية الإبداعية، ونفيت عن هذا الفن المصنوع صفة الإبداع، مع التسليم بأهميته ودوره في مجالات معينة لا تُحسَب على الفنون الجميلة. وبوسعنا هنا التساؤل عن مدى مشروعية الفن المصنوع وفقًا للذكاء الاصطناعي من الناحية الأخلاقية. غير أن هذا سيكون مجرد مثال من الأمثلة على مسألة «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» التي تتعدد وتتباين في تطبيقاتها بناءً على تعدد وتباين مجالات الذكاء الاصطناعي ذاته، إذ إنها لا تقتصر على مجال الفن وحده، وإنما تمتد لتشمل كل المجالات العلمية والمعرفية عمومًا التي تؤثر في كل مناحي حياتنا، فهي تمتد لتشمل على سبيل المثال: عملية التفاعل الأخلاقي مع الروبوتات الخاصة بالرعاية الطبية والاجتماعية؛ واستخدام الأسلحة في الحروب؛ فضلًا عن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في عملية التزييف المتقن في مجال الفن والثقافة.

لعل الأخلاقيات المتعلقة باستخدام الآلة الذكية هي أكثر المسائل التي ترِد على الأذهان حينما نتطرق إلى مناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وهناك اعتقاد شائع بأنه حينما يتم تصميم الآلة الذكية لكي تتخذ مواقف وقرارات، فإن كل شيء يكون على ما يُرَام؛ لأن الناس يعتقدون أن الآلات - بخلاف البشر- لا ترتكب أخطاء، ولا تتورط في اتخاذ قرارات منحازة. ولكن هذا الاعتقاد واهم؛ لأن الآلات الذكية المصممة لكي تعمل باعتبارها «روبوتات» هي آلات من صنع البشر، وهي يتم تزويدها بمعلومات من صنع البشر. وأنا أستخدم هنا كلمة «معلومات» على سبيل التبسيط؛ لأن ما يتم تزويد الآلة به هو برامج خوارزمية شديدة التعقيد، والآلة تكون مصممة على هذا الأساس وعلى الغرض الذي أُنشِئت من أجله. وعلى هذا، فإن تصميم الآلة نفسه يكون عُرضة للتحيز الذي يمكن أن يحدث بطريقة قصدية أو بطريقة غير قصدية. ولهذا يرى بعض الباحثين أن الآلة تواجه المشكلات الأخلاقية نفسها التي نواجهها نحن البشر؛ وهي في النهاية تتخذ القرارات التي سنتخذها أو نود أن نتخذها لو كنا في موقفها.

غير أن المسألة الأخلاقية هنا أعقد من ذلك بكثير؛ لأن برمجة الآلات الذكية وفقًا لخوارزميات معينة لا يعني أن هذه الآلات سوف تتخذ دائمًا قرارًا واحدًا ثابتًا وصائبًا باستمرار؛ لأنها قد تتلقى معطيات مستمدة من العالم الخارجي لا تتطابق مع برمجة الآلات للاستجابة للمعطيات؛ إذ إن المعطيات المستمدة من العالم الخارجي قد تكون ملتبسة مع معطيات أخرى مشابهة بحيث لا تستطيع الآلة أن تحدد بدقة المعطيات المقصودة؛ ويكون عليها أن تتخذ قرارًا قد يكون خاطئًا. ويتضح هذه بوجه خاص في استخدام الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تتصرف ذاتيًّا؛ ومن ثم تصبح عُرضة للخطأ. وليس ببعيد ما يحدث في عالمنا الراهن؛ إذ نجد أن إسرائيل تستخدم هذا النوع من الأسلحة في قتل الفلسطينيين، بل استخدمته في قتل فريق من أعضاء منظمة الغذاء العالمي، متذرعة بهذه الحجة العلمية، وهي أن هذه الأسلحة قابلة لارتكاب الخطأ، ولكنه ليس خطأ بشريّا، أي أنها ليست مبرمجة وفقًا لهذا القصد.

ولكن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تصبح أكثر تعقيدًا حينما ننظر في استخدام الروبوتات في مجال الرعاية الطبية والاجتماعية بوجه عام. ولقد تطورت صناعة هذه الروبوتات وبرمجتها بشكل مذهل، بحيث أصبحنا نجد في عالمنا الآن روبوتات تشبه البشر من الجنسين بمختلف أشكالهم وألوانهم، وهي روبوتات مبرمَجة على أداء الخدمات والرعاية الفائقة، بل التعبير عن المشاعر المتبادلة. وقد أطلق كل هذا عنان الخيال لدى السينمائيين الذين صنعوا أفلامًا تصور هذا الموضوع وتتنبأ بما يمكن أن يؤول إليه في المستقبل القريب. وهناك عشرات الأفلام التي تمثلت هذا الموضوع خلال العقد الأخير، ونال بعضها جوائز الأوسكار. وهناك فيلم - لا يحضرني اسمه - يعد مثالًا جيدًا هنا. يحكي الفيلم عن استعانة زوجين بروبوت يقوم بالخدمة والرعاية الاجتماعية الفائقة، بناءً على إعلان شركة صانعة عن المزايا العديدة لهذا الروبوت الذي هو أحدث إنتاجها. ولأن الروبوت كان مصممًا لأداء كل ما هو مطلوب منه بكل دقة، بل كان أيضًا مصممًا للتعبير عن مشاعره من خلال تعبير صوته ووجهه أيضًا؛ فقد نشأت علاقة عاطفية بين الروبوت والزوجة، واعتاد كل منهما البقاء مع الآخر. وليس ببعيد عنا ما تداولته الأخبار مؤخرًا عن زواج بين شاب ياباني والأنثى الروبوت التي يرافقها! ومثل هذا النوع من الأخبار يتكرر من حين لآخر هنا وهناك.

ولكن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفن تتبدى بشكل مختلف، ودور العنصر الإنساني فيه يكون أكثر اتساعًا، والمشكلة الأخلاقية الأساسية هنا تكمن في إمكانية استخدام الآلة الذكية (المبرمجة) في عملية التزييف وانتهاك حقوق الملكية الفكرية: فلقد أصبح من المألوف قيام بعض المحترفين بسرقة «التيمة الأساسية» في لوحة ما، وإدخال بعض التعديلات والرتوش على تفاصيل اللوحة لكي تبدو في النهاية وكأنها عمل إبداعي! كما أن مستخدمي الذكاء الاصطناعي يمكنهم محاكاة أسلوب فنان ما وإنتاج أعمال ينسبونها إليه، ولكن من حسن الحظ أن هناك برامج في الذكاء الاصطناعي نفسه يمكنها الكشف عن هذا التزييف.

كل ما سبق يعني أن الذكاء الاصطناعي هو- كالتكنولوجيا عمومًا- أداة محايدة يمكن حسن استخدامها أو إساءة استخدامها؛ وبالتالي فإن هناك حاجة إلى وضع حدود للذكاء الاصطناعي، من خلال مبادئ تشريعية ومواثيق أخلاقية دولية لها طبيعة إلزامية.

د. سعيد توفيق أستاذ علم الجمال والفلسفة المعاصرة بجامعة القاهرة

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة الفيوم: يفتتح الدورة التدريبية للمعيدين الجدد
  • 27 فارسًا وفارسة بتبوك يشاركون في الدورة التدريبية لرياضة التقاط الأوتاد
  • أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • وزير الداخلية الإيطالي: تنمية القارة الإفريقية عنصر حاسم لمنع تدفقات الهجرة غير الشرعية
  • 13 يوليو.. ندوة لمناقشة كتاب "في محبة يعقوب الشارونى" بنقابة الصحفيين
  • الخميس.. ندوة نقدية وأمسية شعرية فى سبعينية الشاعر محمد الشحات بنقابة الصحفيين
  • طارق السكتيوي يعقد ندوة صحفية للإعلان عن قائمة اللاعبين المشاركين في أولمبياد باريس 2024
  • دورات تدريبية حول تغير المناخ والزراعة المستدامة والأمن الغذائي بجامعة قناة السويس
  • غدا.. انطلاق دورات تدريبية حول الزراعة المستدامة والأمن الغذائي بجامعة قناة السويس
  • "الصحفيين العرب" يعقد اجتماع الأمانة العامة للاتحاد في بغداد