بغداد اليوم - متابعة

تراجعت القيمة السوقية لشركة "ميتا بلاتفورم" بنحو 200 مليار دولار، وسط توقعات بارتفاع النفقات، وتراجع الإيرادات، مما إثار مخاوف الأسواق من أن ارتفاع كلفة عمليات الذكاء الاصطناعي قد تفوق الأرباح المحققة منه.

إلى ذلك، تراجعت أسهم "ميتا بلاتفورم" الشركة الأم لـتطبيقي "فيسبوك" و"إنستغرام"، في اغلاق امس الاربعاء، بمقدار 15 في المئة، لتفقد نحو تريليون دولار من قيمتها السوقية أيضاً.

وفي الثالث من فبراير (شباط) الماضي خسرت أسهم "ميتا" خسارة قياسية أيضاً بلغت 232 مليار دولار في يوم واحد.

في غضون ذلك، انخفضت أسهم شركة "ألفابت" بنسبة ثلاثة في المئة أمس، بينما انخفضت أسهم "مايكروسوفت" بنسبة اثنين في المئة، في حين خسرت أسهم "إنفيديا" 1.4 في المئة، وتراجعت أسهم "أمازون" 2.6 في المئة.

وبحسب بيان "أل سي أي جي"، توقعت "ميتا" أن تتراوح إيرادات أبريل (نيسان) الجاري إلى يونيو (حزيران) المقبل ما بين 36.5 مليار دولار و39 مليار دولار، بمتوسط 37.8 مليار دولار، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 38.3 مليار دولار.

بينما رفعت الشركة توقعاتها للنفقات هذا العام لدعم الاستثمارات في منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة والبنية التحتية الحاسوبية اللازمة لدعمها، مشيرة إلى استمرار الإنفاق في الزيادة العام المقبل.

ورفعت "ميتا" توقعاتها الإجمالية للنفقات لعام 2024 إلى ما يتراوح ما بين 96 مليار دولار و99 مليار دولار، من 94 مليار دولار إلى 99 مليار دولار، وتوقعت انخفاض الإنفاق الرأسمالي لعام 2024 في نطاق 30 إلى 40 مليار دولار، ارتفاعاً من توقعاتها السابقة التي تتراوح ما بين 35 مليار دولار و37 مليار دولار.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ"ميتا" مارك زوكربيرغ إلى المحللين، في مؤتمر عبر الهاتف، إن "التركيز على الذكاء الاصطناعي من شأنه أن ينمي غلافنا الاستثماري بصورة مفيدة قبل أن نحقق إيرادات كبيرة من بعض هذه المنتجات الجديدة".

في تلك الأثناء، خفضت تعليقات زوكربيرغ والنتائج الفصلية إلى التوقعات في شأن استثمارات "ميتا" في الذكاء الاصطناعي بعد سلسلة من الأرباع الناجحة لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي.

يشار إلى أن "ميتا" حققت أكبر مكاسب في يوم واحد من حيث القيمة السوقية في تاريخ "وول ستريت" بعد تقريرها الفصلي الأخير، عندما أعلنت نتائج قوية، وأعلنت أول توزيع أرباح على الإطلاق.

وعن ذلك قالت المحللة الرئيسة في شركة "إنسايدر إنتليغنس" جاسمين إنبيرغ "يشكك المستثمرون في الإنفاق المتزايد على الذكاء الاصطناعي، وقد تستغرق بعض هذه الاستثمارات سنوات حتى تؤتي ثمارها"، مستدركة "لكن ميتا هي في سباق الذكاء الاصطناعي للفوز بها، ويمكن أن تكون Meta AI   حصاناً أسود، فهي تتمتع بجمهور مدمج من خلال تطبيقاتها الحالية، وستكون لها ميزة في تحقيق الدخل في نهاية المطاف من خلال نظامها البيئي الإعلاني".

ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة

وتعمل الشركة على تحديث منتجات شراء الإعلانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتنسيقات الفيديو القصيرة، لتعزيز نمو الإيرادات، مع تقديم ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل مساعد الدردشة لزيادة التفاعل على خصائص الوسائط الاجتماعية الخاصة بها.

وأعلنت الأسبوع الماضي أنها تمنح مساعد Meta AI الخاص بها فواتير أكثر وضوحاً عبر مجموعة تطبيقاتها، مما يعني أنها ستبدأ في رؤية مدى شعبية المنتج لدى المستخدمين في الربع الثاني.

وقالت كبيرة محللي الأسهم في "هارغريفز لانسداون" صوفي لوند ييتس، إنه بالنسبة لجميع خطط الذكاء الاصطناعي الجريئة لـ"ميتا"، فإنها لا تستطيع أن تصرف نظرها عن نواة العمل (أنشطتها الإعلانية الأساسية).

إلى ذلك، خالف قسم مختبرات الواقع التابع للشركة والموجه نحو "ميتافيرس" التوقعات للربع الأول، إذ حقق مبيعات بقيمة 440 مليون دولار، بينما توقع المستثمرون 475 مليون دولار.

وقفزت مبيعات الوحدة بنسبة 30 في المئة عن العام السابق، لكنها لا تزال أقل من متوسط الإيرادات البالغ 523 مليون دولار المنشورة في تقارير الربع الأول السابقة منذ أن بدأت "ميتا" الكشف عن إيرادات مختبرات الواقع في عام 2021.

ووصف زوكربيرغ خطط تحقيق الدخل المحتملة لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بشركة "ميتا" مثل استخدامه لمراسلة الأعمال ودعم العملاء، قائلاً "من الناحية النظرية، ستستفيد "ميتا" من الضغوط التنظيمية التي تؤثر في منافسها للفيديو القصير، المملوك للصين (تيك توك)، الذي يواجه تهديد الحظر الامريكي".

في تلك الأثناء، قالت "ميتا" أمس وفقاً لـ"رويترز" إنها ستتيح نظام تشغيل نظارة الواقع الافتراضي (كويست) لمنافسين بينهم "مايكروسوفت" للمرة الأولى، فيما تعمل على توسيع نفوذها على صناعة الواقع الافتراضي والمختلط الناشئة.

نظام تشغيل نظارة الواقع الافتراضي

وأضافت الشركة في منشور على مدونة إن "هذه الخطوة ستسمح للشركاء بتصنيع نظارات واقع افتراضي خاصة بها باستخدام (ميتا هواريزون أو أس)، وهو نظام تشغيل يوفر إمكانات مثل التعرف إلى الإيماءات وفهم المشاهد والمراسي المكانية للأجهزة التي تعمل عليه.

وقالت شركة التواصل الاجتماعي إن الشريكين "أسوس" و"لينوفو" سيستخدمان نظام التشغيل لصنع أجهزة مصممة خصيصاً لأنشطة معينة، وتستخدمه "ميتا" أيضاً لإنشاء إصدار محدود من نظارات الواقع الافتراضي كويست "المستوحاة" من "إكس بوكس" وحدة ألعاب "مايكروسوفت".

وتؤكد هذه الخطوة طموح زوكربيرغ لامتلاك النظام الأساسي الحسابي الذي يشغل أجهزة الواقعين الافتراضي والمختلط، على غرار الطريقة التي أصبحت بها "غوغل" التابعة لـ"ألفابت" كياناً رئيساً في سوق الهواتف الذكية من خلال تطوير نظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها "أندرويد" مفتوح المصدر.

 منافسة متزايدة

ونشاط "ميتا" في مجال الواقع الافتراضي أحد المستفيدين من استراتيجية "غوغل" تلك، إذ إن نظام التشغيل "ميتا هورايزون" هو نفسه يعتمد على نظام "أندرويد".

وفي مقطع مصور نشر على حساب زوكربيرغ على إنستغرام، استعرض أمثلة على نظارات الواقع الافتراضي المتخصصة التي قد يصنعها الشركاء، مثل جهاز خفيف الوزن مزود بمواد تتخلص من العرق لممارسة الرياضة، وجهاز عالي الدقة للترفيه يخوض غمار عالم الميتافيرس، وآخر مزود بتقنية لمس محفزة للإحساس من أجل الألعاب.

قالت "ميتا" في منشور مدونتها إن "ريبابليك أوف غيمرز" التابعة إلى "أسوس" تعمل على تطوير نظارة واقع افتراضي للألعاب وإن "لينوفو" تعمل على جهاز للواقع المختلط من أجل الإنتاجية والتعلم والترفيه باستخدام نظام التشغيل (هورايزون أو أس)، وقال زوكربيرغ عن ذلك إن "إطلاق هذه الأجهزة قد يستغرق بضع سنوات".

ولم تلق أجهزة الواقعين الافتراضي والمختلط حتى الآن سوى رواج محدود، معظمه من مجتمع الألعاب وشركات مختارة تستخدمها للتدريب أو عقد المؤتمرات عن بعد، و"ميتا" هي الشركة الرائدة حالياً في السوق ولكنها بدأت تواجه المزيد من الضغوط في هذا المجال.

المصدر: الشرق الاوسط

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الواقع الافتراضی ملیار دولار نظام تشغیل فی المئة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة

توصل معهد «غوستاف روسي» للسرطان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهّل عملية اختيار المشاركين في الدراسات التي تقيّم الأدوية الجديدة، إذ تسهم هذه التكنولوجيا في تحديد المريض المناسب في الوقت المناسب لإجراء أفضل تجربة سريرية.
يعد معهد «غوستاف روسي» للسرطان في باريس أحد مؤسسي شركة «كلينيو» الناشئة التي تشجع على الوصول إلى التجارب السريرية. 
ويقول «أرنو بايل»، أخصائي الأورام بالمعهد: إن «علاجات الأورام تتطور بسرعة كبيرة. المشاركة في تجربة سريرية تُمثل فرصة محتملة للاستفادة من علاج لن يكون متاحا في السوق قبل سنوات».
ونتيجة لنقص المرضى، يتباطأ تطوير الدواء المحتمل أو حتى يتوقف في بعض الأحيان إذا لم يكن من الممكن إجراء الدراسات.
وبحسب الجمعية الفرنسية لشركات الأدوية «ليم»، فإن 85% من التجارب السريرية تواجه تأخيرا مرتبطا بعوائق تحول من دون الاستعانة بالمرضى.
ولحل هذه المشكلة، بدأت شركات الأدوية الكبرى في الدخول في شراكات مع شركات ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه المرضى إلى التجارب التي تناسبهم بشكل أفضل.
تعتمد الشركتان الفرنسيتان «كلينيو» و«باتلينك» على قواعد بيانات رسمية متنوعة تحصي مختلف التجارب السريرية.
وتعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تنظيف هذه البيانات المحدثة تلقائيا وتنظيمها ومراجعتها لتقديم تجارب للمرضى تتوافق مع احتياجاتهم.
بشكل عام، لا تتاح للمريض فرصة الانضمام إلى تجربة سريرية إلا إذا كانت مفتوحة في المركز الاستشفائي الذي يتابع حالته، وغالبا في المدن الكبيرة.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتعميم الوصول إلى التجارب السريرية، بغض النظر عن مكان الإقامة، ولكنه يساهم أيضا في تمثيل أفضل للتنوع في هذه التجارب.
بدلا من البدء بدراسة ثم البحث عن مريض، وهو ما يحدث عادة، «نبدأ بمريض ثم نجد بسهولة الدراسة التي تناسبه»، على ما توضح رئيسة شركة «باتلينك» إليز خالقي.
وتوضح إليز خالقي «إنها في الأساس أداة مطابقة» تعتمد على البيانات المتعلقة بوضع المريض الصحي وعمره وموقعه.
كما أضافت خالقي «يولّد الذكاء الاصطناعي أسئلة تلقائية استنادا إلى كل معايير الإدراج والاستبعاد للدراسات السريرية» في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت خالقي أن «هذه التقنية تسهم أيضا في ترجمة النصوص العلمية، التي تُعد الإنجليزية هي لغتها المرجعية، وتجعلها «أكثر قابلية للفهم بالنسبة للمرضى».

أخبار ذات صلة المجلس الرمضاني العلمي يناقش «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟» استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال

مقالات مشابهة

  • خسائر شركة “غازبروم” العالمية تتجاوز 12 مليار دولار
  • الذكاء الاصطناعي يرعى المسنين في الصين
  • يخطط لزيادة الإنفاق وإصدار سندات باليورو.. صندوق الاستثمارات.. من السياحة إلى الذكاء الاصطناعي
  • «الإمارات العلمي» ينظم «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
  • تحت شعار «الواقع أصدق من المحاكاة».. إعلانات رمضان بين «دفء» العائلة و«برود» الذكاء الاصطناعي!
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة
  • سباق الذكاء الاصطناعي يشعل الطلب على الرقائق الإلكترونية و مراكز البيانات
  • معهد الإدارة العامة يطلق مشروع تطوير محتوى الدورات التدريبية باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز
  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل