عاصفة تتسبب بخسارة شركة ميتا 200 مليار دولار
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
تراجعت القيمة السوقية لشركة "ميتا بلاتفورم" بنحو 200 مليار دولار، وسط توقعات بارتفاع النفقات، وتراجع الإيرادات، مما إثار مخاوف الأسواق من أن ارتفاع كلفة عمليات الذكاء الاصطناعي قد تفوق الأرباح المحققة منه.
إلى ذلك، تراجعت أسهم "ميتا بلاتفورم" الشركة الأم لـتطبيقي "فيسبوك" و"إنستغرام"، في اغلاق امس الاربعاء، بمقدار 15 في المئة، لتفقد نحو تريليون دولار من قيمتها السوقية أيضاً.
وفي الثالث من فبراير (شباط) الماضي خسرت أسهم "ميتا" خسارة قياسية أيضاً بلغت 232 مليار دولار في يوم واحد.
في غضون ذلك، انخفضت أسهم شركة "ألفابت" بنسبة ثلاثة في المئة أمس، بينما انخفضت أسهم "مايكروسوفت" بنسبة اثنين في المئة، في حين خسرت أسهم "إنفيديا" 1.4 في المئة، وتراجعت أسهم "أمازون" 2.6 في المئة.
وبحسب بيان "أل سي أي جي"، توقعت "ميتا" أن تتراوح إيرادات أبريل (نيسان) الجاري إلى يونيو (حزيران) المقبل ما بين 36.5 مليار دولار و39 مليار دولار، بمتوسط 37.8 مليار دولار، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 38.3 مليار دولار.
بينما رفعت الشركة توقعاتها للنفقات هذا العام لدعم الاستثمارات في منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة والبنية التحتية الحاسوبية اللازمة لدعمها، مشيرة إلى استمرار الإنفاق في الزيادة العام المقبل.
ورفعت "ميتا" توقعاتها الإجمالية للنفقات لعام 2024 إلى ما يتراوح ما بين 96 مليار دولار و99 مليار دولار، من 94 مليار دولار إلى 99 مليار دولار، وتوقعت انخفاض الإنفاق الرأسمالي لعام 2024 في نطاق 30 إلى 40 مليار دولار، ارتفاعاً من توقعاتها السابقة التي تتراوح ما بين 35 مليار دولار و37 مليار دولار.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ"ميتا" مارك زوكربيرغ إلى المحللين، في مؤتمر عبر الهاتف، إن "التركيز على الذكاء الاصطناعي من شأنه أن ينمي غلافنا الاستثماري بصورة مفيدة قبل أن نحقق إيرادات كبيرة من بعض هذه المنتجات الجديدة".
في تلك الأثناء، خفضت تعليقات زوكربيرغ والنتائج الفصلية إلى التوقعات في شأن استثمارات "ميتا" في الذكاء الاصطناعي بعد سلسلة من الأرباع الناجحة لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن "ميتا" حققت أكبر مكاسب في يوم واحد من حيث القيمة السوقية في تاريخ "وول ستريت" بعد تقريرها الفصلي الأخير، عندما أعلنت نتائج قوية، وأعلنت أول توزيع أرباح على الإطلاق.
وعن ذلك قالت المحللة الرئيسة في شركة "إنسايدر إنتليغنس" جاسمين إنبيرغ "يشكك المستثمرون في الإنفاق المتزايد على الذكاء الاصطناعي، وقد تستغرق بعض هذه الاستثمارات سنوات حتى تؤتي ثمارها"، مستدركة "لكن ميتا هي في سباق الذكاء الاصطناعي للفوز بها، ويمكن أن تكون Meta AI حصاناً أسود، فهي تتمتع بجمهور مدمج من خلال تطبيقاتها الحالية، وستكون لها ميزة في تحقيق الدخل في نهاية المطاف من خلال نظامها البيئي الإعلاني".
ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة
وتعمل الشركة على تحديث منتجات شراء الإعلانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتنسيقات الفيديو القصيرة، لتعزيز نمو الإيرادات، مع تقديم ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل مساعد الدردشة لزيادة التفاعل على خصائص الوسائط الاجتماعية الخاصة بها.
وأعلنت الأسبوع الماضي أنها تمنح مساعد Meta AI الخاص بها فواتير أكثر وضوحاً عبر مجموعة تطبيقاتها، مما يعني أنها ستبدأ في رؤية مدى شعبية المنتج لدى المستخدمين في الربع الثاني.
وقالت كبيرة محللي الأسهم في "هارغريفز لانسداون" صوفي لوند ييتس، إنه بالنسبة لجميع خطط الذكاء الاصطناعي الجريئة لـ"ميتا"، فإنها لا تستطيع أن تصرف نظرها عن نواة العمل (أنشطتها الإعلانية الأساسية).
إلى ذلك، خالف قسم مختبرات الواقع التابع للشركة والموجه نحو "ميتافيرس" التوقعات للربع الأول، إذ حقق مبيعات بقيمة 440 مليون دولار، بينما توقع المستثمرون 475 مليون دولار.
وقفزت مبيعات الوحدة بنسبة 30 في المئة عن العام السابق، لكنها لا تزال أقل من متوسط الإيرادات البالغ 523 مليون دولار المنشورة في تقارير الربع الأول السابقة منذ أن بدأت "ميتا" الكشف عن إيرادات مختبرات الواقع في عام 2021.
ووصف زوكربيرغ خطط تحقيق الدخل المحتملة لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بشركة "ميتا" مثل استخدامه لمراسلة الأعمال ودعم العملاء، قائلاً "من الناحية النظرية، ستستفيد "ميتا" من الضغوط التنظيمية التي تؤثر في منافسها للفيديو القصير، المملوك للصين (تيك توك)، الذي يواجه تهديد الحظر الامريكي".
في تلك الأثناء، قالت "ميتا" أمس وفقاً لـ"رويترز" إنها ستتيح نظام تشغيل نظارة الواقع الافتراضي (كويست) لمنافسين بينهم "مايكروسوفت" للمرة الأولى، فيما تعمل على توسيع نفوذها على صناعة الواقع الافتراضي والمختلط الناشئة.
نظام تشغيل نظارة الواقع الافتراضي
وأضافت الشركة في منشور على مدونة إن "هذه الخطوة ستسمح للشركاء بتصنيع نظارات واقع افتراضي خاصة بها باستخدام (ميتا هواريزون أو أس)، وهو نظام تشغيل يوفر إمكانات مثل التعرف إلى الإيماءات وفهم المشاهد والمراسي المكانية للأجهزة التي تعمل عليه.
وقالت شركة التواصل الاجتماعي إن الشريكين "أسوس" و"لينوفو" سيستخدمان نظام التشغيل لصنع أجهزة مصممة خصيصاً لأنشطة معينة، وتستخدمه "ميتا" أيضاً لإنشاء إصدار محدود من نظارات الواقع الافتراضي كويست "المستوحاة" من "إكس بوكس" وحدة ألعاب "مايكروسوفت".
وتؤكد هذه الخطوة طموح زوكربيرغ لامتلاك النظام الأساسي الحسابي الذي يشغل أجهزة الواقعين الافتراضي والمختلط، على غرار الطريقة التي أصبحت بها "غوغل" التابعة لـ"ألفابت" كياناً رئيساً في سوق الهواتف الذكية من خلال تطوير نظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها "أندرويد" مفتوح المصدر.
منافسة متزايدة
ونشاط "ميتا" في مجال الواقع الافتراضي أحد المستفيدين من استراتيجية "غوغل" تلك، إذ إن نظام التشغيل "ميتا هورايزون" هو نفسه يعتمد على نظام "أندرويد".
وفي مقطع مصور نشر على حساب زوكربيرغ على إنستغرام، استعرض أمثلة على نظارات الواقع الافتراضي المتخصصة التي قد يصنعها الشركاء، مثل جهاز خفيف الوزن مزود بمواد تتخلص من العرق لممارسة الرياضة، وجهاز عالي الدقة للترفيه يخوض غمار عالم الميتافيرس، وآخر مزود بتقنية لمس محفزة للإحساس من أجل الألعاب.
قالت "ميتا" في منشور مدونتها إن "ريبابليك أوف غيمرز" التابعة إلى "أسوس" تعمل على تطوير نظارة واقع افتراضي للألعاب وإن "لينوفو" تعمل على جهاز للواقع المختلط من أجل الإنتاجية والتعلم والترفيه باستخدام نظام التشغيل (هورايزون أو أس)، وقال زوكربيرغ عن ذلك إن "إطلاق هذه الأجهزة قد يستغرق بضع سنوات".
ولم تلق أجهزة الواقعين الافتراضي والمختلط حتى الآن سوى رواج محدود، معظمه من مجتمع الألعاب وشركات مختارة تستخدمها للتدريب أو عقد المؤتمرات عن بعد، و"ميتا" هي الشركة الرائدة حالياً في السوق ولكنها بدأت تواجه المزيد من الضغوط في هذا المجال.
المصدر: الشرق الاوسط
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الواقع الافتراضی ملیار دولار نظام تشغیل فی المئة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الإماراتية
اتجاهات مستقبلية
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الإماراتية
في عصر التحولات والتقدم التكنولوجي المتسارع باتت المنافسة شرسة على امتلاك وتطوير أحدث التقنيات والابتكارات التكنولوجية، وقد أدركت دولة الإمارات مبكرًا أهمية الذكاء الاصطناعي، واستثمرت في هذا المجال بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والبحث العلمي والعلوم الحديثة، ويواكب التطلعات في تنويع الاقتصاد، ويرسِّخ مكانة الدولة مركزًا عالميًّا للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة.
وقد انطوى إدراك دولة الإمارات على الإمكانات غير المسبوقة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة، خصوصًا أن الدولة تمتلك البنية المعرفية والتكنولوجية لمواكبة المستقبل، وتستثمر في الثروة البشرية وبناء أجيال المستقبل القادرة على التعامل مع التطورات التكنولوجية ومخرجات الذكاء الاصطناعي عبر جامعات ومؤسسات تبحث وتطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتسهم في بناء مجتمع المعرفة بتشجيع التعليم والتدريب في مجال التكنولوجيا.
وتعدُّ دولة الإمارات من أكثر دول الشرق الأوسط استعدادًا لتبنّي استراتيجية مستدامة للذكاء الاصطناعي، وأول دولة في المنطقة تتبنّى الذكاء الاصطناعي في عمل الحكومة والارتقاء بالأداء المؤسسي والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين بكفاءة وجودة، حيث تمتلك بنية تحتية تقنية فائقة التطور تساعد في توسيع استخدامات تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها الجيل الخامس للاتصالات، وقطاع اتصالات وتكنولوجيا المعلومات يستطيع منافسة كبرى دول العالم، ومدن ذكية مجهزة بالتقنيات الحديثة وذات كفاءة في إدارة الموارد والخدمات.
وتوظِّف دولة الإمارات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة، منها تشخيص وعلاج معظم الأمراض بطريقة ذكية، والاكتشاف المبكر للأمراض، واستخدام البيانات الصحية في العلاج، وتحليل المعلومات الطبية لمساعدة صناع القرار في تحسين الخدمات الصحية. ووسط معاناة كوكب الأرض من التغير المناخي، تستخدم الإمارات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال البيئي، عبر نظام رصد ذكي لتقييم أداء الطاقة الشمسية ورصد لمؤشرات البيئية، وفي البحث عن الموارد المائية، عبر برامج “الاستمطار”. كما تبنّي النقل الذكي عبر استيعاب المركبات ذاتية القيادة والسيارات الطائرة، وجمع البيانات وتحليلها والتنبيه والمراقبة على الطرق. مع تحقيق الرقمنة في كل القطاعات، وتحفيز قطاع الصناعة نحو التطوير المعزز بالتكنولوجيا المتقدمة.
وقد مكنت هذه المقومات من نجاح دولة الإمارات في بناء شراكات عالمية للاستفادة من خدمات تقنيات الذكاء الاصطناعي، بتحسين حياة الإنسان ليس في دولة الإمارات أو الشرق الأوسط فقط، بل في كل أرجاء العالم، لكونها شريكة عالمية في ضمان حياة أفضل للأجيال المقبلة، ولذا تقف دولة الإمارات مع الكبار في أسواق التكنولوجيا، وتستخدم إمكانياتها وقدراتها في قطاعات حيوية، وهي ليست قدرات مالية فقط، بل قدرات دعم وبحث وتطوير لتقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال شركة “جي 42″ المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، والشريكة لـ”مايكروسوفت” أو بالتعاون مع كبريات الشركات الدولية الأخرى.
ونتيجة للبحث والتطوير أطلق معهد الابتكار التكنولوجي نموذج “فالكون 2” مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي التوليدي، لتحويل الصور المرئية إلى نصوص مكتوبة. وقبل فالكون، طورت “جي 42” نظام “جيس” كنموذج ذكاء اصطناعي لغوي كبير مفتوح المصدر للغة العربية، وهي تطبيقات تنافس نماذج شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ ترمي استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، بأن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وبناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، بما يحفز النمو في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بواقـع 35%. وتشير التقديرات إلى أن حجم استثمارات الإمارات في الذكاء الاصطناعي قد تصل إلى 9 مليارات دولار بنهاية 2024.
إن التنمية في دولة الإمارات المعتمدة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة تعدُّ دافعًا لنهضة الاقتصاد، وبها استطاعت الإمارات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية، إضافة إلى التوسع في الاستثمار في هذا المجال حول العالم لتبرهن على القدرة على المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء في تطوير تقنياته أو توظيفه في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية، تطبيقًا لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، بما يقلل الاعتماد على النفط وينوع الاقتصاد الوطني، ويضفي الطابع الابتكاري عليه لإحداث طفرة في الاقتصاد والخدمات وحياة الناس، والمنافسة في الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.