بوابة مصر الشرقية.. أرض الديانات السماوية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
على أرضها دارت معارك خالدة، وفوق رمالها سطر أبطال مصر بطولات أشبه بالأساطير.. إنها سيناء بوابة مصر الشرقية المتربعة على عرش قلب كل مصرى.
أرض سيناء بقعة طاهرة مباركة خالدة عبر الزمان، كل شبر بها مشى عليه نبى أو ولى وارتقى عليه شهيد، ويكفيها شرفا أنها البقعة الوحيدة فى الأرض التى تجلى الله تعالى فيها، وأقسم بها الله فى سورة التين.
سيناء التى نحتفل اليوم بالذكرى الـ42 لتحريرها وعودتها كاملة لأحضان مصر ليست مجرد قطعة من أرض الوطن ولكنها أكبر من ذلك بكثير، وتحريرها أكبر من كونه معركة عسكرية انتصر فيها جنود مصر البواسل على محتل سولت له نفسه أنه جيش لا يقهر، وأنه صاحب اليد الطولى فى الشرق الأوسط، فإذا بالجيش المصرى الباسل وجنود مصر الأبطال يقهرونه، ويمرغون أنفه فى أوحال خط بارليف الذى تصور أنه سيحمهيم من بركان الغضب المصرى.
تحررت سيناء بقوة السلاح فى أكتوبر 1973، واستكملنا تحرير أرضها بالمفاوضات وبالتحكيم حتى عادت كل ذرة رمال مصرية إلى أحضان الوطنى.
ومن التحرير إلى التنمية والعمران شهدت سيناء خلال السنوات الأخيرة مشروعات جعلتها على قمة خريطة العمران.
فى الملف التالى نرصد حكاية سيناء ن التحرير إلى العمران والبناء المتواصل حاليا فوق كل شبر من أرض الفيروز.
سيناء أرض مكرمة.. كرمها الله بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادى النيل، حتى أصبحت أرض الأنبياء ومعبر الديانات السماوية، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسى بن عمران، وعاش وتربى فيها يوسف عليه السلام، وعبرها السيد المسيح والسيدة مريم، لذا كانت معبرا للعائلة المقدسة التى تحركت من بيت لحم إلى الخليل ثم بئر سبع حتى الوصول لسيناء عبر الطريق الساحلى، كما أن حركة الرهبنة فى القرن الثالث الميلادى بدأت من سيناء، ونشأت عدة مجتمعات رهبانية فى منطقة الجبل المقدس وهى منطقة سانت كاترين حالياً.
يقول الدكتور أحمد الطباخ - الباحث بالأزهر الشريف: «سيناء معبر الديانات السماوية بدءًا من أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام وأيضاً موسى الذى تلقى الشريعة على جبل موسى، كما شهدت الأحداث النورانية ووطأت أقدام المرسلين ترابها، فصارت الأرض المباركة التى باركها رب العالمين، فقد كلم الله موسى تكليما لتحل البركات على هذه الأرض، وتظل مباركة لما شهدته من أحداث عجيبة إبان بعثة سيدنا موسى عليه السلام، كما جاء ذكرها صريحة، حيث أقسم بها فى سورة الطور فهو اسم الجبل الذى كلم الله عليه موسى، وأقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات.
وأضاف «الطباخ»: سيناء هى البوابة الشرقية التى يعبر منها الزوار، فجاءها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا يوسف، ويعقوب وأبناؤه، وسيدنا موسى، وعيسى وأمه مريم البتول فى رحلتها المقدسة وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، وظلت سيناء مطمعا للغزاة الذين جاءوا مصر من خلالها طامعين فيها لما حباها الله من خيرات وما أودع فيها من أسرار وغناها بالكنوز التى اختصها الله بها، لذا حاول المتربصون بالوطن استغلالها لتنفيذ مخططاتهم والنيل من ترابها والطمع فى ثرواتها ومقدراتها حتى استغل الارهاب تلك الأحداث التى ألمت بمصر ليتخذها ممرا لتنفيذ مخططاته.
الدكتور أحمد الطباخواتفق معه فى الرأى الدكتور أحمد متولى سعد الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر، قائلًا: «شبه جزيرة سيناء حلقة الوصل بين قارتى آسيا وأفريقيا، حيث تُعد جسرًا بريًا إلى قارة أسيا هيأته الطبيعة الجغرافية لأن يكون المدخل الشرقى لمصر، وبوابتها وصمام أمنها من الشرق، وتقع فى الركن الشمالى الشرقى لمصر، وتأخذ شكل مثلث قاعدته فى الشمال على امتداد البحر المتوسط، وضلعيه خليج العقبة شرقًا وخليج السويس غربًا، وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع أى 6% من مساحة مصر.
وأوضح أن سيناء ظفرت بالإجلال والتقديس فى كافة الديانات السماوية، وهى الأرض المقدسة التى كلَّم فيها الله عز وجل سيدنا موسى عليه السلام، كما كرمها الله تعالى بأن ورد ذكرها أكثر من مرة فى القرآن الكريم، وتُعد سيناء من أهم المقاصد السياحية فى مصر بل فى العالم بأسره؛ يقصدها الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة، ومن أهم ألوان السياحة التى تتميز بها سيناء (السياحة الدينية)، وأهم معالمها «جبل سيناء» فهو الجبل الذى يتميز بالمنظر الساحر والخلاب إلى جانب أهميته الدينية، فهو الجبل الذى كلَّم الله عليه سيدنا موسى وتلقى عليه الوصايا العشر من الله، كذلك من المعالم السياحية الدينية الموجودة فى سيناء «قبر النبى صالح وهارون» عليهما السلام.
وأضاف الباحث الدينى، أن «دير سانت كاترين» من أهم المعالم السياحية فى سيناء فهو أحد أقدم الأديرة والكنائس المسيحية فى العالم حيث يوجد به مجموعة من الآثار الدينية ويحتوى على شجرة العليقة وبئر موسى، كما تتضمن المعالم السياحية أيضا «دير الرحمة» الذى يقع فى جبل سيناء هو دير أرثوذكسى يعد مقصدًا دينيًا مهمًا للمسيحيين، ويعد «دير الأنبا بولا» من أهم المعالم السياحية ويقع فى وادى الراهب بسيناء، ويتميز بتصميمه المعمارى الجميل والرموز الدينية القديمة، ونظرًا لأهمية سيناء المتعددة المجالات كانت ومازالت مطمعًا للعديد من الطامعين.
وأشار إلى أنه كان للقيادة السياسية المصرية رد فعل عملى وسريع للحفاظ على الأمن القومى المصرى وحماية سيناء فقامت بالتعجيل بخطة إحكام الحدود وإنشاء المنطقة العازلة لوقف عمليات التسلل، كما تتابع الخطة أجهزة على أعلى مستوى فى الدولة كالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطنى، وقاموا باتخاذ إجراءات عاجلة تحرص على تأمين سيناء تمامًا سواء على المستوى الفردى بما تقوم به القوات المسلحة المصرية من حملات تأمينية مُكثفة، أو على المستوى التشاركى فى إطار تكوين شراكة إقليمية أو دولية تسعى إلى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى بات يهدد أمن سيناء بل يهدد أمن الدولة بأكملها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السيد المسيح السيدة مريم الأزهر الشريف الديانات السماوية الدیانات السماویة المعالم السیاحیة علیه السلام سیدنا موسى من أهم
إقرأ أيضاً:
موعد السحور وأذان الفجر رابع أيام رمضان.. تعرف عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحرص المسلمون في شهر رمضان على معرفة موعد آذان المغرب والفجر يومياً بدقة، حيث يمثل آذان المغرب بداية الإفطار بعد يوم من الصيام، بينما يحدد آذان الفجر بداية الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار، وتعتبر هذه الأوقات من أهم ما يهتم به المسلمون في رمضان، إذ يساعدونهم على تنظيم عباداتهم وطقوسهم اليومية، بدءاً من السحور وحتى الإفطار، ويعتمد المسلمون في معرفة هذه الأوقات على إمساكية رمضان وحسابات فلكية دقيقة، مما يعكس عناية المسلم بدينه وحرصه على أداء عباداته في مواعيدها الصحيحة.
وبدأ شهر رمضان لعام 1446 هجريا الموافق 2025 ميلاديا، السبت أول مارس 2025، وعدته هذا العام 29 يوما، واخر أيامه 29 مارس 2025.
مدة الصيام في اليوم الرابع من رمضان:(الإثنين 3 مارس): 13 ساعة و21 دقيقة.
السحور: 2:33 صباحاً.
إمساك: 4:33 صباحاً.
أذان الفجر: 4:53 صباحاً.
أذان المغرب: 5:55 مساءً.
ووفقا لـ إمساكية أول أيام شهر رمضان كان أقصر أيام الشهر من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل الصوم 13 ساعة و20 دقيقة، واخر أيامه هو الأطول من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل 14 ساعة و12 دقيقة.
وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمريّة، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وقد فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، وعنه قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،
وسخر الله الأرض والسماء لخدمة الإنسان، فزخرت السماء بالأجرام السماوية التى يمكن دراسة الوقت من خلال حركتها، وذلك لثبات واستقرار حركتها مثل النجوم "الشمس والكوكب والأقمار"، ومن خلال متابعة حركة هذا الأجرام وحسابها اتخذ الإنسان منذ القدم هذه الحسابات لتحديد التقويم، والتقويم هى الترجمة العربية لكلمة "calendar" أى أول يوم من الشهر.
ولقد اتخذت شعوب كثيرة تقاويم خاصة بها ومن أمثلتها: "التقويم المصرى الفرعونى "القبطى" - التقويم الميلادى اليوليانى "الجريجورى" – التقويم العبرى – التقويم السريانى – التقويم الرومانى – التقويم الفارسى – التقويم الإغريقى – التقويم البابلى – التقويم الهجرى"
ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى " 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة".
والتقويم الهجرى أو القمرى أو الإسلامى هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمى للدولة، وأنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة فى 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجرى.