بوابة الوفد:
2025-02-02@18:35:46 GMT

بوابة مصر الشرقية.. أرض الديانات السماوية

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

على أرضها دارت معارك خالدة، وفوق رمالها سطر أبطال مصر بطولات أشبه بالأساطير.. إنها سيناء بوابة مصر الشرقية المتربعة على عرش قلب كل مصرى.

أرض سيناء بقعة طاهرة مباركة خالدة عبر الزمان، كل شبر بها مشى عليه نبى أو ولى وارتقى عليه شهيد، ويكفيها شرفا أنها البقعة الوحيدة فى الأرض التى تجلى الله تعالى فيها، وأقسم بها الله فى سورة التين.

سيناء التى نحتفل اليوم بالذكرى الـ42 لتحريرها وعودتها كاملة لأحضان مصر ليست مجرد قطعة من أرض الوطن ولكنها أكبر من ذلك بكثير، وتحريرها أكبر من كونه معركة عسكرية انتصر فيها جنود مصر البواسل على محتل سولت له نفسه أنه جيش لا يقهر، وأنه صاحب اليد الطولى فى الشرق الأوسط، فإذا بالجيش المصرى الباسل وجنود مصر الأبطال يقهرونه، ويمرغون أنفه فى أوحال خط بارليف الذى تصور أنه سيحمهيم من بركان الغضب المصرى.

تحررت سيناء بقوة السلاح فى أكتوبر 1973، واستكملنا تحرير أرضها بالمفاوضات وبالتحكيم حتى عادت كل ذرة رمال مصرية إلى أحضان الوطنى.

ومن التحرير إلى التنمية والعمران شهدت سيناء خلال السنوات الأخيرة مشروعات جعلتها على قمة خريطة العمران.

فى الملف التالى نرصد حكاية سيناء ن التحرير إلى العمران والبناء المتواصل حاليا فوق كل شبر من أرض الفيروز.

سيناء أرض مكرمة.. كرمها الله بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادى النيل، حتى أصبحت أرض الأنبياء ومعبر الديانات السماوية، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسى بن عمران، وعاش وتربى فيها يوسف عليه السلام، وعبرها السيد المسيح والسيدة مريم، لذا كانت معبرا للعائلة المقدسة التى تحركت من بيت لحم إلى الخليل ثم بئر سبع حتى الوصول لسيناء عبر الطريق الساحلى، كما أن حركة الرهبنة فى القرن الثالث الميلادى بدأت من سيناء، ونشأت عدة مجتمعات رهبانية فى منطقة الجبل المقدس وهى منطقة سانت كاترين حالياً.

يقول الدكتور أحمد الطباخ - الباحث بالأزهر الشريف: «سيناء معبر الديانات السماوية بدءًا من أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام وأيضاً موسى الذى تلقى الشريعة على جبل موسى، كما شهدت الأحداث النورانية ووطأت أقدام المرسلين ترابها، فصارت الأرض المباركة التى باركها رب العالمين، فقد كلم الله موسى تكليما لتحل البركات على هذه الأرض، وتظل مباركة لما شهدته من أحداث عجيبة إبان بعثة سيدنا موسى عليه السلام، كما جاء ذكرها صريحة، حيث أقسم بها فى سورة الطور فهو اسم الجبل الذى كلم الله عليه موسى، وأقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات.

وأضاف «الطباخ»: سيناء هى البوابة الشرقية التى يعبر منها الزوار، فجاءها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا يوسف، ويعقوب وأبناؤه، وسيدنا موسى، وعيسى وأمه مريم البتول فى رحلتها المقدسة وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، وظلت سيناء مطمعا للغزاة الذين جاءوا مصر من خلالها طامعين فيها لما حباها الله من خيرات وما أودع فيها من أسرار وغناها بالكنوز التى اختصها الله بها، لذا حاول المتربصون بالوطن استغلالها لتنفيذ مخططاتهم والنيل من ترابها والطمع فى ثرواتها ومقدراتها حتى استغل الارهاب تلك الأحداث التى ألمت بمصر ليتخذها ممرا لتنفيذ مخططاته.

الدكتور أحمد الطباخ 

واتفق معه فى الرأى الدكتور أحمد متولى سعد الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر، قائلًا: «شبه جزيرة سيناء حلقة الوصل بين قارتى آسيا وأفريقيا، حيث تُعد جسرًا بريًا إلى قارة أسيا هيأته الطبيعة الجغرافية لأن يكون المدخل الشرقى لمصر، وبوابتها وصمام أمنها من الشرق، وتقع فى الركن الشمالى الشرقى لمصر، وتأخذ شكل مثلث قاعدته فى الشمال على امتداد البحر المتوسط، وضلعيه خليج العقبة شرقًا وخليج السويس غربًا، وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع أى 6% من مساحة مصر.

وأوضح أن سيناء ظفرت بالإجلال والتقديس فى كافة الديانات السماوية، وهى الأرض المقدسة التى كلَّم فيها الله عز وجل سيدنا موسى عليه السلام، كما كرمها الله تعالى بأن ورد ذكرها أكثر من مرة فى القرآن الكريم، وتُعد سيناء من أهم المقاصد السياحية فى مصر بل فى العالم بأسره؛ يقصدها الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة، ومن أهم ألوان السياحة التى تتميز بها سيناء (السياحة الدينية)، وأهم معالمها «جبل سيناء» فهو الجبل الذى يتميز بالمنظر الساحر والخلاب إلى جانب أهميته الدينية، فهو الجبل الذى كلَّم الله عليه سيدنا موسى وتلقى عليه الوصايا العشر من الله، كذلك من المعالم السياحية الدينية الموجودة فى سيناء «قبر النبى صالح وهارون» عليهما السلام.

وأضاف الباحث الدينى، أن «دير سانت كاترين» من أهم المعالم السياحية فى سيناء فهو أحد أقدم الأديرة والكنائس المسيحية فى العالم حيث يوجد به مجموعة من الآثار الدينية ويحتوى على شجرة العليقة وبئر موسى، كما تتضمن المعالم السياحية أيضا «دير الرحمة» الذى يقع فى جبل سيناء هو دير أرثوذكسى يعد مقصدًا دينيًا مهمًا للمسيحيين، ويعد «دير الأنبا بولا» من أهم المعالم السياحية ويقع فى وادى الراهب بسيناء، ويتميز بتصميمه المعمارى الجميل والرموز الدينية القديمة، ونظرًا لأهمية سيناء المتعددة المجالات كانت ومازالت مطمعًا للعديد من الطامعين.

وأشار إلى أنه كان للقيادة السياسية المصرية رد فعل عملى وسريع للحفاظ على الأمن القومى المصرى وحماية سيناء فقامت بالتعجيل بخطة إحكام الحدود وإنشاء المنطقة العازلة لوقف عمليات التسلل، كما تتابع الخطة أجهزة على أعلى مستوى فى الدولة كالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطنى، وقاموا باتخاذ إجراءات عاجلة تحرص على تأمين سيناء تمامًا سواء على المستوى الفردى بما تقوم به القوات المسلحة المصرية من حملات تأمينية مُكثفة، أو على المستوى التشاركى فى إطار تكوين شراكة إقليمية أو دولية تسعى إلى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى بات يهدد أمن سيناء بل يهدد أمن الدولة بأكملها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيد المسيح السيدة مريم الأزهر الشريف الديانات السماوية الدیانات السماویة المعالم السیاحیة علیه السلام سیدنا موسى من أهم

إقرأ أيضاً:

مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صُدمت بخبر وفاة السيدة الجميلة الرقيقة المهذبة د. مشيرة عيسى صوليست البيانو، ابنة الكونسرفتوار  والأستاذة بمعهد الموسيقى العربية.. كانت كالفراشة الهائمة، فى رقة الزهور أو كالأميرة الحالمة فى قصص الأطفال، هى صاحبة الطلة المبهجة، والتى بظهورها على المسرح تمنح الجميع الطاقة والحيوية، هى عملة نادرة مهذبة النفس، وتحيا بروح الله النقية والتى جعلت ابتسامتها لا تفارقها فى أحلك الظروف، هاجرت حين حاوطها الظلم، ولم تهاجر خارج حدود بيتها الذى عشقته “أكاديمية الفنون” فلم تكن هجرتها للحصول على عائد! ولكن لتقدم مزيدًا  من العطاء، ورد جميل هذا المكان المقدس فى عيون أبنائه.. ولم يسرق ابتسامتها المرض حين هاجمها وتصدرت له بالجسارة والصمود، والرضا والتفاؤل بعطاء الله.. منذ أيام كنت أتحاور معها عن د. جمال سلامة، كى أضيف شهادتها فى الكتاب الذى أعده عنه “جلينكا العرب.. جمال سلامة”   واستمتعت بحديثها الجميل  ووفائها الجم لأستاذها وصديق عمرها د. جمال حسب ما وصفته، والتى ذكرت أنه بجانب العلاقة الفنية والإنسانية التى ربطتهما لن تنس له  أنه كان سببا فى تعارفها على زوجها د. محمد حلمى هلال، والذى بدا من حديثها كم كانت تحبه وزاد حبها لدكتور جمال بسببه.. بدأت دكتورة مشيرة عيسى رحلتها مع البيانو مبكرا، فقد ورثت حبه من والدتها السيدة آمال السبنجى (الحاصلة على دبلوم الكلية الملكية فى الموسيقى فى لندن)، فكانت تستمع لعزف والدتها على البيانو وهى لا تزال جنينا، وبعد أن بدأت تحبو كانت والدتها تحملها على ساقيها وهى تتدرب على العزف، وبالتالى كان البيانو لعبتها الأولى، وبدأت تتعلم قواعد عزفه وهى فى الرابعة من عمرها.. أما الأب د. صلاح عيسى طبيب النساء والتوليد الشهير، فقد كان شغوفا بالموسيقى أيضا، لذلك عندما لاحظت عائلتها تعلقها بالبيانو، اصطحبتها أمها الى أستاذها المؤلف البولندى اجناز تيجرمان،
Ignaz Tiegerman
والذى أشاد بموهبتها  وقام بتدريبها حتى التحقت بالكونسرفتوار ونجحت بتفوق.. وتخرجت من كونسرفتوار القاهرة، وكانت الأولى على دفعتها، إلا أنها عُينت معيدة فى معهد الموسيقى العربية عقب تخرجها، بعد أن وجدت تعنتا من بعض المسؤولين فى الكونسرفتوار آنذاك.. وظلت د. مشيرة على مدار عمرها تقدم حفلاتها فى دار الأوبرا، وتتفانى فى تعليم طلابها حتى أواخر أنفاسها.. ماتت مشيرة واقفة كالأشجار، لم تنحن إلا لله، وستظل روحها المرحة فرحة بالرحمات.
رحم الله د. مشيرة الإنسانة النبيلة الرائعة التى عرفت مدى رقتها وانسانيتها منذ طفولتى، فقد جمعنى بها موقف عصيب لا ينس،  عندما كنت طالبة فى المرحلة الإعدادية، فقد كنا ندرس مادة بيانو إضافى، واستعرت كتاب بيانو لتصوير بعض الأجزاء فيه من شقيقة أقرب صديقاتى فى الفصل، وكانت  شقيقتها طالبة فى معهد الموسيقى العربية فى فصل د. مشيرة التى أعارتها هذا الكتاب لتصويره.. وتلك الكتب لمن لا يعرف لا تباع فى مصر، ويتم شراؤها من الخارج بمبالغ لا يستهان بها، وفى ذلك الوقت لم يكن متاحا كما هو الآن تحميل كتب من خلال الإنترنت، أو شراؤها من خلال مواقع إلكترونية،  وبالتالى كان الحصول على النوت الموسيقية عزيزا، ولا يتاح سوى الكتب الموجودة فى المكتبة أو ما يجود به الأساتذة الكبار على تلاميذهم.. ولسوء حظى ضاع الكتاب الذى فى عهدتى  أثناء تركه للتصوير! وكانت كارثة بالنسبة لى، فهو كتاب أعارته د. مشيرة لطالبتها! وإستعارته صديقتى لى من شقيقتها! وأصبحت فى موقف لا أحسد عليه، بين البكاء ومحاولات البحث التى لا تنته دون جدوى! والحرج الشديد من مواجهة هذا الموقف الذى فرض على!
وللأسف لم تكن فكرة شراء كتاب بديل  ممكنة حينها، فلا  يمكن أن أسافر للخارج كى أشترى كتابا آخر! ولا يمكن أن أنتظر لشهور  حتى أحاول البحث عن شخص ربما يسافر للخارج ويمكنه شراء الكتاب إذا وجده؟! ضاقت الدنيا فى وجهى ولم أكن أعرف كيف أتصرف؟! وكيف أعتذر؟! وماذا أفعل لشقيقة صديقتى التى ستضار وتتعرض لهذا الموقف المحرج والسئ  مع أستاذتها بسبب (جدعنتها) معى؟!  
لم يكن أمامى سوى المواجهة وتحمل عواقب الموقف، والاعتذار بكل ما يحمله كيانى من شعور بالحزن والخذلان، وابلاغهم  بمسئوليتى عن دفع قيمة الكتاب أيا كانت (على نفقة عائلتى بالطبع)..   وكنت على استعداد لتحمل اللوم وربما التوبيخ عن الإهمال وعدم المسئولية.. الخ.
لم تكن كل كلمات الاعتذار تكفى أو تحل الأزمة مع شقيقة صديقتى التى صدمت هى الأخرى، فالموقف أكبر منها ومنى! وبعد كل كلمات الاعتذار والشعور الحقيقى بالأسف والحزن طلبت من شقيقة صديقتى مقابلة د. مشيرة لابلاغها والاعتذار لها حتى أعفيها من الحرج وأتحمل خطأى.. ذهبت للدكتورة مشيرة  وأنا أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعنى قبل أن أصل إليها من شدة الخجل والضيق! ولكن فوجئت باستقبال د. مشيرة لى بكل المرح والبشاشة والرقة، وهى تسألنى بكل ود (إنت اللى ضيعتى الكتاب وعاملة كل القلق ده علشان كده؟! ولا يهمك حصل خير وفداكى ومتزعليش نفسك) ورفضت بحسم وبشكل قاطع فكرة دفع قيمة الكتاب، أو محاولة شراء كتاب بديل بعد فترة من خلال أى قريب أو صديق يسافر للخارج، وغمرتني بمحبتها وبساطتها ورقتها وحديثها المرح، ودار حوار بيننا لدقائق عن الكونسرفتوار الذى تركته بسبب اضطهادها وتعنت بعض مسئوليه معها..ومنذ ذلك الوقت صرت أحبها من كل قلبى، وقابلتها كثيرًا بعد ذلك أثناء عملى فى أوركسترا القاهرة السيمفونى عندما كانت تعزف كصوليست مع الأوركسترا.. ومنذ فترة طويلة لم ألتق د. مشيرة لا مصادفة ولا فى عمل، وكان آخر حوار معها عن د. جمال، وآخر كلمة كتبتها لى عنه “كان جميل جمال ملوش مثال”.. والحق يقال كانت هى أيضا بقلبها ورقتها وعذوبتها وروحها جميلة جمال.. وليس لجمالها مثال..خالص العزاء لأسرتها ولزوجها المحترم د. محمد حلمى هلال..ورحم الله د. مشيرة عيسى ود. جمال سلامة وكل من فارقونا وسبقونا إلى دار البقاء، وستظل سيرتهما وأرواحهما المرحة ونس وابتسامة ومصدر طاقة وعطاء.

مقالات مشابهة

  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • سقطت عليه بوابة مصنع.. مصرع فرد أمن في الدقهلية
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • مصرع فرد أمن سقطت عليه بوابة مصنع في الدقهلية
  • ترامب وحلم السطوة
  • مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة
  • حزن عليه..أب يلحق بابنه بعد وفاته بساعات فى قرية المراشدة بقنا
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • خالد الجندي: الصلاة جزءًا من تعاليم الأنبياء وتوحيد الله محور الرسالات السماوية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!