بوابة الوفد:
2024-06-30@02:25:06 GMT

بوابة مصر الشرقية.. أرض الديانات السماوية

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

على أرضها دارت معارك خالدة، وفوق رمالها سطر أبطال مصر بطولات أشبه بالأساطير.. إنها سيناء بوابة مصر الشرقية المتربعة على عرش قلب كل مصرى.

أرض سيناء بقعة طاهرة مباركة خالدة عبر الزمان، كل شبر بها مشى عليه نبى أو ولى وارتقى عليه شهيد، ويكفيها شرفا أنها البقعة الوحيدة فى الأرض التى تجلى الله تعالى فيها، وأقسم بها الله فى سورة التين.

سيناء التى نحتفل اليوم بالذكرى الـ42 لتحريرها وعودتها كاملة لأحضان مصر ليست مجرد قطعة من أرض الوطن ولكنها أكبر من ذلك بكثير، وتحريرها أكبر من كونه معركة عسكرية انتصر فيها جنود مصر البواسل على محتل سولت له نفسه أنه جيش لا يقهر، وأنه صاحب اليد الطولى فى الشرق الأوسط، فإذا بالجيش المصرى الباسل وجنود مصر الأبطال يقهرونه، ويمرغون أنفه فى أوحال خط بارليف الذى تصور أنه سيحمهيم من بركان الغضب المصرى.

تحررت سيناء بقوة السلاح فى أكتوبر 1973، واستكملنا تحرير أرضها بالمفاوضات وبالتحكيم حتى عادت كل ذرة رمال مصرية إلى أحضان الوطنى.

ومن التحرير إلى التنمية والعمران شهدت سيناء خلال السنوات الأخيرة مشروعات جعلتها على قمة خريطة العمران.

فى الملف التالى نرصد حكاية سيناء ن التحرير إلى العمران والبناء المتواصل حاليا فوق كل شبر من أرض الفيروز.

سيناء أرض مكرمة.. كرمها الله بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادى النيل، حتى أصبحت أرض الأنبياء ومعبر الديانات السماوية، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسى بن عمران، وعاش وتربى فيها يوسف عليه السلام، وعبرها السيد المسيح والسيدة مريم، لذا كانت معبرا للعائلة المقدسة التى تحركت من بيت لحم إلى الخليل ثم بئر سبع حتى الوصول لسيناء عبر الطريق الساحلى، كما أن حركة الرهبنة فى القرن الثالث الميلادى بدأت من سيناء، ونشأت عدة مجتمعات رهبانية فى منطقة الجبل المقدس وهى منطقة سانت كاترين حالياً.

يقول الدكتور أحمد الطباخ - الباحث بالأزهر الشريف: «سيناء معبر الديانات السماوية بدءًا من أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام وأيضاً موسى الذى تلقى الشريعة على جبل موسى، كما شهدت الأحداث النورانية ووطأت أقدام المرسلين ترابها، فصارت الأرض المباركة التى باركها رب العالمين، فقد كلم الله موسى تكليما لتحل البركات على هذه الأرض، وتظل مباركة لما شهدته من أحداث عجيبة إبان بعثة سيدنا موسى عليه السلام، كما جاء ذكرها صريحة، حيث أقسم بها فى سورة الطور فهو اسم الجبل الذى كلم الله عليه موسى، وأقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات.

وأضاف «الطباخ»: سيناء هى البوابة الشرقية التى يعبر منها الزوار، فجاءها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا يوسف، ويعقوب وأبناؤه، وسيدنا موسى، وعيسى وأمه مريم البتول فى رحلتها المقدسة وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، وظلت سيناء مطمعا للغزاة الذين جاءوا مصر من خلالها طامعين فيها لما حباها الله من خيرات وما أودع فيها من أسرار وغناها بالكنوز التى اختصها الله بها، لذا حاول المتربصون بالوطن استغلالها لتنفيذ مخططاتهم والنيل من ترابها والطمع فى ثرواتها ومقدراتها حتى استغل الارهاب تلك الأحداث التى ألمت بمصر ليتخذها ممرا لتنفيذ مخططاته.

الدكتور أحمد الطباخ 

واتفق معه فى الرأى الدكتور أحمد متولى سعد الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر، قائلًا: «شبه جزيرة سيناء حلقة الوصل بين قارتى آسيا وأفريقيا، حيث تُعد جسرًا بريًا إلى قارة أسيا هيأته الطبيعة الجغرافية لأن يكون المدخل الشرقى لمصر، وبوابتها وصمام أمنها من الشرق، وتقع فى الركن الشمالى الشرقى لمصر، وتأخذ شكل مثلث قاعدته فى الشمال على امتداد البحر المتوسط، وضلعيه خليج العقبة شرقًا وخليج السويس غربًا، وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع أى 6% من مساحة مصر.

وأوضح أن سيناء ظفرت بالإجلال والتقديس فى كافة الديانات السماوية، وهى الأرض المقدسة التى كلَّم فيها الله عز وجل سيدنا موسى عليه السلام، كما كرمها الله تعالى بأن ورد ذكرها أكثر من مرة فى القرآن الكريم، وتُعد سيناء من أهم المقاصد السياحية فى مصر بل فى العالم بأسره؛ يقصدها الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة، ومن أهم ألوان السياحة التى تتميز بها سيناء (السياحة الدينية)، وأهم معالمها «جبل سيناء» فهو الجبل الذى يتميز بالمنظر الساحر والخلاب إلى جانب أهميته الدينية، فهو الجبل الذى كلَّم الله عليه سيدنا موسى وتلقى عليه الوصايا العشر من الله، كذلك من المعالم السياحية الدينية الموجودة فى سيناء «قبر النبى صالح وهارون» عليهما السلام.

وأضاف الباحث الدينى، أن «دير سانت كاترين» من أهم المعالم السياحية فى سيناء فهو أحد أقدم الأديرة والكنائس المسيحية فى العالم حيث يوجد به مجموعة من الآثار الدينية ويحتوى على شجرة العليقة وبئر موسى، كما تتضمن المعالم السياحية أيضا «دير الرحمة» الذى يقع فى جبل سيناء هو دير أرثوذكسى يعد مقصدًا دينيًا مهمًا للمسيحيين، ويعد «دير الأنبا بولا» من أهم المعالم السياحية ويقع فى وادى الراهب بسيناء، ويتميز بتصميمه المعمارى الجميل والرموز الدينية القديمة، ونظرًا لأهمية سيناء المتعددة المجالات كانت ومازالت مطمعًا للعديد من الطامعين.

وأشار إلى أنه كان للقيادة السياسية المصرية رد فعل عملى وسريع للحفاظ على الأمن القومى المصرى وحماية سيناء فقامت بالتعجيل بخطة إحكام الحدود وإنشاء المنطقة العازلة لوقف عمليات التسلل، كما تتابع الخطة أجهزة على أعلى مستوى فى الدولة كالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطنى، وقاموا باتخاذ إجراءات عاجلة تحرص على تأمين سيناء تمامًا سواء على المستوى الفردى بما تقوم به القوات المسلحة المصرية من حملات تأمينية مُكثفة، أو على المستوى التشاركى فى إطار تكوين شراكة إقليمية أو دولية تسعى إلى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى بات يهدد أمن سيناء بل يهدد أمن الدولة بأكملها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيد المسيح السيدة مريم الأزهر الشريف الديانات السماوية الدیانات السماویة المعالم السیاحیة علیه السلام سیدنا موسى من أهم

إقرأ أيضاً:

أبعد من مسألة «تتلظى»

ليست المشكلة هى الجدل الذى أفتى فيه من يعلم ومن لا يعلم، فى امتحان اللغة العربية للثانوية العامة هذا العام، حول ما قيل إنه شكوى الطلاب وأولياء الأمور من صعوبته، وخروجه عن المنهج، بسبب سؤال عن معنى كلمة «تتلظى». حدثت الضجة، رغم أن السؤال وضع بدائل للاختيار فيما بينها. ليست تلك هى المسألة. إنها غربة اللغة العربية فى بلادنا وتهميشها والاستهانة بها لصالح اللغات الغربية والأجنبية عموما، لا كلمة «تتلظى».
فكرتنى الضجة المفتعلة والمختلقة لتتلظى، بالأستاذ «حمام» المدرس البائس فى فيلم غزل البنات، الذى ما أن أخذ يصحح لتلاميذ الفصل الشياطين جهلهم باللغة العربية ومعانيها، وسخريتهم منه ومنها، ليدخل الثعلب فى لغتهم «يحتال» فى كبرياء، ويتملك «الغيط» من الأسد، ويقول له يا «أبلة» حتى تسببوا فى فصله من المدرسة. فكرتنى الضجة بمظاهرات أولياء الأمور قبل سنوات حين تصدت لهم السلطات التنفيذية لمنعهم من مواصلة حملات الغش الجماعى عبر استخدام الميكروفونات، لقراءة الإجابات الصحيحة لأوراق الامتحان أثناء تأدية أبنائهم له. حينذاك خرجت القضية من سياق اعتداء صارخ على القانون والقيم التعليمية والخلقية، إلى ما تم وصفه بعنف الأجهزة الأمنية فى التصدى لأولياء أمور يعتدون عليه وعليها، ويهدرون كل القيم، ولا يجدون فيما كانوا يفعلونه، أى جريمة لا تعليمية ولا خلقية ولا قانونية!
لكن الواقع يقول إن الاثنين، الآباء والأبناء ضحية لنظام تعليمى مهترئ، يقدس سياسة الحفظ والتلقين، عن نظم الفهم والإدراك وتنمية العقول. وتُركت مهام مصيرية مثل وضع مناهجه، لموظفى الوزارة مع كامل الاحترام لهم. لكن شغل وظيفة فى وزارة التعليم، لا يعنى القدرة المعرفية والفكرية والثقافية لوضع المناهج التعليمية، التى أخذت تكتفى بتستيف مواد دراسية فى كتب مدرسية، الهدف الأول منها هو الربح المادى، وتيسير اجتياز الامتحانات للطلاب، والنجاح بها، لا تكوين خبرة معرفية وثقافية ولا تنمية الوعى والإدراك. ومنذ عقود، بات النظام التعليمى بمجمله، ساحة للتجارب المتراكمة والفاشلة، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من حالة تعليمية متردية يتخرج طلابه فى التعليم الأولى والجامعى وهم لا يعرفون لا القراءة ولا الكتابة، ولا لغتهم القومية.
يكشف امتحان اللغة العربية للثانوية العامة السنة الحالية، جانبا من هذا التردى. فمعظم الأسئلة يغيب عنها أى بعد جمالى، أو قيمة إنسانية عليا رفيعة المستوى، أو مسئولية اجتماعية، وفضلا عن ذلك تعبر عن ذوق سقيم. فالسؤال الذى تنسب إليه المشكلة يقول: أى من الكلمات التالية تعبر عن معنى عبارة «تتلظى القلوب من نعمتك».. تتطلع أو تتناسى أو تحقد أو تتحسر؟!
ولو أن المناخ العام السائد يعتنى باللغة العربية، ويتأمل فى مفردات معانيها ولا أقول جمالها، ويفكر بعقلانية، لا بمشاعر عاطفية عشوائية بدائية، تبحث عن المصالح فى الخربات، ما كانت تتلظى تصبح مشكلة. وكلمة تتلظى هنا واضحة المعنى عن الحسد والحقد والحُرقة واللهب، وهى فى النص القرآنى «نارا تلظى» أى لهيب النار. وفى رباعيات الخيام تقول الست ثومة: أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب، أى أن القبلات تخفف حرقة قلوب العاشقين. لكن البحث دائم عن مشجب نعلق عليه الأخطاء والخطايا، فكانت «تتلظى».
أما ما هو مدهش ويدعو للاستغراب، أن يزج مجمع اللغة العربية نفسه فى المشكلة فيزيدها تعقيدا حين يعطى لها بعدا دينيا ليس واردا بها. ويدلى رئيس المجمع بتصريحات صحفية تزيد الطين بللا، حين يطالب بإلغاء درجة هذا السؤال من أجوبة الامتحان. أما السبب فجاء أكثر غرابة من الطلب، إذا استشهد بنص قرآنى لا علاقة له بجملة السؤال، متسائلا: تتلظى هنا بمعنى تشتعل، فكيف يمكن أن تشتعل القلوب بسبب النعمة، ناسيا أنها تشتعل القلوب حسدا من النعمة التى آل إليها صاحبها، أى إن الاشتعال حسدا للشخص على نعمته، لا على النعمة نفسها.
لم تكن المأساة تكمن فى تتلظى فقط. فقد ورد فى سؤال آخر فى نفس الامتحان ما يلى: استنتج مبعث سعادة المنفق الذى قصده الكاتب فى قوله «لأنك ملأت الأيدى الفارغة، وسترت الأجساد العارية». ولا اعتراض على أن الخيارات التى منحها السؤال للطالب، يمكن أن تجلب السعادة للإنسان، مثل إحراز المكانة والتضحية من أجل الآخرين، وقضاء حوائج الناس، والحياة والتعفف، لكنها بجانب ركاكتها ترسخ لدى جيل يستعد للالتحاق بالجامعة، أن السعادة تتحقق بالتبرع، الذى بات فى السنوات الأخيرة يعزز الحلول الفردية للمشاكل بدلا من البحث الجماعى عن حلول اجتماعية. وهى فضلا عن ذلك تطرح السؤال التالى: إذا كانت تلك هى نماذج لامتحانات اللغة العربية فى المدارس الثانوية، فما هى يا ترى نوعها فى الأزهر؟!
فى هذه المعركة اختلطت المفاهيم والقيم للتغطية على أصل الداء وفصله، وهو امتهان اللغة العربية فى كافة المجالات، والتدهور الشامل فى كافة المراحل التعليمية، والتعدد العشوائى لمناهجه وأنواعه، التى فرقت عن قصد بين تعليم الفقراء وتعليم الأغنياء، وذلك هى جوهر المسألة.
 

مقالات مشابهة

  • الشيخ خالد الجندي يكتب: ثورة انتصار لمقاصد الشرع الشريف
  • الجهل نعمة!!
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • «أزهري» يوضح 7 مبطلات للصلاة.. «احذر الوقوع فيها»
  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • أبعد من مسألة «تتلظى»
  • خطيب الجامع الأزهر: العلم طريق الرقي والتقدم للأفراد والمجتمعات
  • ما الحكم الشرعي فيمن يتعاطى المخدرات أو يتاجر فيها؟
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مركز شباب المراشدة