أريد أن أفرح كباقي الأمهات
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
أريد أن أفرح كباقي الأمهات.
إبني مقبل على شهادة مصيرية وخيبتي في مستواه قوية.
من خلال فضاء قلوب حائرة وعبر موقع النهار أونلاين لم أجد إلا الوقوف وقفة إحترام للقائمين على هذا الصرح. ويقيني من أنني سأجد ما سيفيدني شرفني والله شاهد على ما أقول.
سيدتي، سمعت عن كبير خبرتك في هذا الباب، فلجأت إليك وأنا خائرة القةى بسبب فلذة كبدي.
سيدتي، أنا في قمة الحسرة والأسى، فإبني هذا هو أكبر أبنائي، والجميع يدرك قيمة شهادة البكالوريا. كما أنني كأي أم أريد أن أفرح وأسعد بنجاحه. ولكي أن تتخيلي أنه تحصل على معدل جد سيء في الفصل الأول والنقاط التي نالها في الإمتحانات عكست تهوره وإهماله. وكذا عدم إكتراثه بالقيمة المعنوية لهذا الإمتحان، ما أدخلني في حيرة كبيرة، فأنا مطلقة واعمل فقط حتى أؤمّن له تكاليف الدروس الخصوصية. وكذا الحياة الكريمة التي تجعله في منأى عن السؤال والحاجة على غرار زملائه وأصدقائه.
مناي أن أفرح في نهاية السنة، كما أنني لا أريد أن اضغط على إبني عله يتهور ويهمل دراسة الايام الحاسمة المتبقية. على الإمتحان المصيري مرة واحدة فأجد نفسي قاب قوسين أو أدنى من أن أحسّ بأنني أم صالحة لأبناء ناجحين، فما العمل؟
أختكم أم محمد من الوسط الجزائري. الـــــرد:
أختاه، قلقك في محله وكأي أم على وجه الأرض، فمناك أن يكون إبنك من الناجحين، خاصة إذا ما تعلق الأمر بشهادة البكالوريا. التي يعتبر النجاح فيها ذو طعم خاص ومميز. أتفهم قلقك وتوجسك من نهاية السنة الدراسية وما تحمله من نتائج. تدخل الفرحة في البيوت أحيانا، في حين هناك من ينتكس وينكسر بفعل الفشل والخيبة.
وحتى تكوني على بينة من الأمر، عليك أولا أن تعرفي نوايا إبنك، وإن كان يريد النجاح والفلاح. ام أنه يتعمّد عدم الإجتهاد ولا يأبه للسيئ من العلامات. وبالتالي فهو غير مهتم بالشهادة المصيرية التي من شأنها أن تفتح له أبواب التألق وبناء الذات على مصراعيها.
لا تتعاملي مع إبنك كمثل الرقيب والحسيب حتى لا تضيقي عليه الخناق، بالعكس عليك أن تتقربي منه وتحسسيه من أنه أملك في الدنيا. حتى يكون لك السند مستقبلا، فلولا رغبتك في أن يكون أحسن الناس لما لجأت لتعملي في البيوت حتى تأمني له ما يحتاجه من مال. للدروس الخصوصية التي عليه أن يفهم أنها ستدعمه في رحلة دراساته هاته حتى يكون من الناجحين.
وكحل أخر حاولي أن تزرعي في إبنك فكرة أنه القدوة لإخوته الأصغر منه، ومن أنّك تعولين أن يرفع رأسكم بين أهلك ومعارفك. وحتى بين أهل طلقك الذي لم تذكري أن له دور في حياة أبنائه، ولما لا أوكلي مهمة أن يتدخّل أحد أقاربك. ليتكلم مع إبنك ويقنعه من أن عمر السنة الدراسية يمرّ في رمشة عين. ومن أنه عليه أن يضاعف جهوده ويكدّ حتى يكون من الناجحين وحتى تهون في عينيك التضحيات. الجسيمة التي قدمتها من أجله والتي أنا مـتأكدة أنك لن تندمي عليها.
ردت:”ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: أرید أن
إقرأ أيضاً:
عندما يكون الألم.. مصدرا للالهام
في عدد جريدة البلاد الغراء الصادر يوم الأربعاء الماضي، كتب الأستاذ محمد علي حسن الجفري مقالاً جميلاً بعنوان (الدفاتر )، تحدث فيه عن ثلاثة من رجال الفكر والعلم والقلم في القرن الماضي، عايشوا السراج والدفاتر قبل الكهرباء والحاسوب، هم: الأساتذة الكرام الشيخ على الطنطاوي رحمه الله والمفكر الجزائري مالك بن نبي والمؤرخ اللبناني المعروف نيقولا زيادة، وقال إنهم مروا بأزمة مع دفاترهم وكتبهم التي فقدوها لأسباب مختلفة وكان حزنهم على ممالكهم الفكرية عظيم ولكنهم لم ييأسوا، وبداؤا من حيث انتهوا وأعادوا كتابة ما صنفوا من جديد، وقد أعادتني مقالة الأستاذ الجفري لقراءة شيئ عن حياة وسيرة العالم والمخترع الأمريكي الشهير توماس إديسون، المولود في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية في11فبراير 1847م،
ونشأ في أسرة متوسطة الحال، لكنه أبدى روحا ريادية استحوذت عليه منذ طفولته.
كتب يوماً يروي أغرب مرحل مرّ بها في حياته، عندما قال عنه أساتذته أنه صبي بليد، عاد إلى البيت وفي جيبه رسالة من معلمه مفادها: “ابنك تومي أغبى من أن يتعلم، أخرجيه من المدرسة”.عندما قرأت أمه الملحوظة أجابت قائلة :(ابني “تومي” ليس أغبى من أن يتعلم , ولسوف أعلِّمه أنا بنفسي )..يقول اديسون “والدتي هي من صنعتني لقد كانت واثقة بي. حينها شعرت بأن لحياتي هدف وشخص لا يمكنني خذلانه “، كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل. قررت الام أن تترك لابنها المجال في إشباع فضوله، فاستطاع أن يتعلم ذاتيا من أخطائه وتجاربه، وساعده على ذلك شغفه الكبير بالمطالعة والقراءة، كما أنه أظهر قدرات في الميكانيكا والتجارب الكيميائية والتكنولوجيا.
يقول أديسون :.”كنت قد بلغت الثالثة عشر من من العمر عندما بدأت أشعر بفراغ في حياتي، فلم تكن الدروس التي أتلقاها على يد أمي تستغرق كل وقتي، راحت أمي تبحث لي عن عمل، ولكن ماذا يمكن أن يصنع صبي مثلي في هذه السن المبكرة، وأخيراً هداها تفكيرها أن تهبني قطعة أرض صغيرة أمام الباب الخلفي لمنزلنا، ووقفت ترقب مااسافعله بهذه الأرض، ولم تطل حيرتي رحت أبحث عن بذور وشتلات الخضروات وازرعها، وكنت أجمع المحصول فأعطي نصفه لأمي، وأبيع النصف الآخر للجيران، وإن هي إلا مدة وجيزة حتى عرفت المدينة بأمر المزارع الصغير، فازداد الطلب على منتجات مزرعتي، وفكرت في البحث عن أسواق جديدة، فلم أجد غير مدينة “ديترويت”، أقرب المدن إلى بلدتنا، وكان هناك قطار يربط بين المدينتين بانتظام، وعندما لم أجد ثمن شراء تذكرة الذهاب والعودة في القطار، اتفقت مع ناظر المحطة على أن اقوم بتوزيع الصحف على المسافرين، ونجحت الخطة ورحت أتنقل أنا وخضرواتي بين المدينتين بدون مقابل، حتى بلغت أرباحي مبلغاً يزيد عن (ألف ) دولار، وبهذا المبلغ، استطعت أن أنشيء معملاً صغيراً، أقوم فيه بإجراء أول تجاربي الكيماوية.
وفي أوائل الستينات من عمره, كان أديسون يمتلك معملاً ضخماً بناه في ويست أورانج في نيوجيرسي، أصبح ذا شهرة عالمية، ونموذجاً لمعامل الأبحاث والتصنيع الحديث، وكان يطلق على ذلك المجمع المكون من أربعة عشر مبنى اسم (مصنع المخترعات).
لقد أحب إديسون هذا المكان وكان يقضي به كل لحظة ممكنة، بل إنه كان ينام هناك على إحدى موائد المعمل غالباً!، وفي عام 1914، اندلع حريق هائل في معامل إديسون، ودمر المختبر بالكامل وتجاوزت خسائره الـ 2 مليون دولار، كان الحريق أسوأ كارثة تحدث للرجل الذي كان يبلغ حينها 67 عامًا، وكان من الصعب عليه أن يرى عمله المتراكم ومختبراته التي حققت 1093 براءة اختراع؛ ويعمل بها 7 آلاف موظف تتحول إلى دخان.
جلس إديسون ينظر إلى المختبر والنيران تشتعل بداخلة، يراقب ويكلم بقايا الذكريات، ومشاعر الأسى تنتابه وهو يرى مشهداً مرعباً، لحصيلة ابتكارات أبدعها عقله، وفي خضم الكارثة والنيران تشتعل حضر إبنه تشارلز، وبعد بحث طويل، وجد أباه يجلس بهدوء وهو يراقب النيران وهي تشتعل.
يقول تشارلز:” كان قلبي ينفطر على والدي، لم يعد شاباً، وكل شيء ذهب مع الحريق، عندما رآني والدي، صاح بأعلى صوته: أين والدتك”؟ قلت له: لا أعرف، ردّ قائلاً : “عليك أن تجدها، وتحضرها هنا لترى شيئا لن يتكرر، ولن تستطيع أن تراه ثانية في حياتها”.
وفي صباح اليوم التالي، جئنا- أبي وأمي وأنا-، ورحنا نسير وسط حطام آمال وأحلام والدي، وفجأةً توقف عن السير، وقال: حقيقة أنها كارثة، ولكنها لاتخلو من نفع، لقد التهم الحريق جهدي ومالي، ولكنه خلصني من أخطائي، شكرا لله، فنحن نستطيع الان أن نبدأ من جديد بلا أخطاء، وأردف قائلا: « صحيح أنني في السابعة والستين من العمر الآن، لكني لم أشخ لدرجة تعجزني عن البدء من جديد ». لم تكن تلك كلمات عابرة، بل تبعها عمل وتصميم، بعد يومين من الحريق، قدم أديسون للعالم “مصباحا “يعمل بالبطارية، مستلهماً ذلك من ملاحظته أن رجال الإطفاء كانوا يواجهون صعوبة في الرؤية أثناء إطفاء الحريق، لقد حوّل أديسون المأساة إلى مصدر للإلهام ونقطة للانطلاق، وقام بإعادة بناء معامله، وواصل عمله فيها لمدة سبعة عشر عاماً، وتوفي بتاريخ 18 أكتوبر 1931م عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاماً.