صحيفة يابانية: سورية موطن لمواقع تراث ثقافي تحكي تاريخ البشرية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
طوكيو-سانا
أكدت صحيفة “اوري” اليابانية أن سورية تعد موطناً للعديد من مواقع التراث الثقافي التي تحكي تاريخاً مهماً للبشرية، بما في ذلك بدايات الزراعة والحضارة الحضرية، مشيرة إلى أن التخريب والتدمير الذي لحق ببعض الآثار ورموز الثقافة السورية على يد الإرهابيين بعد عام 2011 يعد مشكلة خطيرة.
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان كنوز سورية في خطر: “إن معهد البحوث الأثرية في مدينة كاشيهارا أجرى عام 2023 تدريباً لنقل تقنيات الترميم والتنقيب لخبراء التراث الثقافي السوري كجزء من “مشروع الصداقة المرتبط بطريق الحرير”، مضيفة: “إن معرضاً جماعياً يقام الآن للتعريف بمحتوى البرنامج التدريبي في متحف كوكين لمساعدة المهتمين وتعريفهم بالخطر الذي تتعرض له كنوز الآثار السورية”.
وتابعت الصحيفة: “إن الحكومة اليابانية في عام 2017 بدأت بتقديم الدعم للمديرية العامة للمتاحف والآثار السورية من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف حماية وإنقاذ التراث الثقافي السوري الذي يحتل مكانة مهمة في تاريخ العالم”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إجراء تدريبات على ثلاث مراحل عام 2023 تضمنت قيام اثنين من علماء الآثار السوريين بزيارة معهد كاشيهارا والعمل في مواقع بحثية لتعلم تقنيات الترميم في حالات الطوارئ، إضافة إلى عقد دورة تدريبية في متحف دمشق الوطني لتعليم 9 باحثين شباب طرق الترميم الأساسية، باستخدام التماثيل الحجرية من مدينة تدمر التي دمرها الإرهابيون، إضافة إلى قيام عالم الآثار والمستشار الفني كيوهيدي سايتو، وآخرين بنقل أحدث تقنيات التنقيب إلى حفارين من مديرية الآثار والمتاحف السورية.
وأكد المستشار الفني سايتو أن المشاركة في الدعم الثقافي لسورية أمر له أهمية عالمية من منظور التبادل الدولي والمساهمة الدولية، ولاسيما في الوقت الحالي، متمنياً أن يتمكن من الاستمرار بالعمل لأطول فترة ممكنة وأن يتم التدريب مرة أخرى هذا العام في كاشيهارا ومؤسسات أخرى.
وفي تصريح لمراسلة سانا قال مدير الآثار والمتاحف بدمشق محمد نظير عوض: إن مقال الصحيفة اليابانية بعنوان”الكنوز السورية في خطر” مهم جداُ لكون سورية بلداً غنياً بالآثار والتراث، وهي مهمة على المستوى الأثري والحضاري كونها تقع في قلب العالم القديم ولها منجزات حضارية مهمة.
وبين عوض أن لمديرية الآثار والمتاحف علاقة مهمة مع معهد كاشيهارا الياباني الذي قدم الكثير من أشكال التعاون والمساهمات للمديرية خلال الحرب على سورية، إضافة إلى مساهمته بتقديم المساعدة في رفع خبرات العاملين في المديرية وتلقى عدد كبير منهم دورات تدريبية في بيروت وفي اليابان بمجال المهارات المتعلقة بإدارة الآثار من أعمال توثيق وتصوير ورفع هندسي وترميم وإدارة تنقيب وغير ذلك.
وأشار مدير الآثار والمتاحف إلى أن معهد كاشيهارا قدم أيضاً الدعم اللوجستي من خلال مجموعة من أجهزة الحواسيب وآلات التصوير وغير ذلك، وكلها تكنولوجيا تساعد في إنجاز ملفات التوثيق والرقمنة وتوثيق وتقييم الأضرار، ناهيك عن أعمال توثيق مختلفة للآثار التي تعرضت للتخريب وسبل حمايتها والحفاظ عليها وعلى القطع الأثرية في المتاحف.
وبين عوض أن العمل مع هذا المعهد مهم وأدى إلى نتائج إيجابية في رفع خبرة العاملين بمديرية الآثار والمتاحف في مختلف الاختصاصات بمجال إدارة المتاحف والتنقيب والترميم والتوثيق وإدارة المباني التاريخية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الآثار والمتاحف
إقرأ أيضاً:
ما قصة الآثار الراقصة في المتحف المصري الكبير؟
مصر – يترقب المصريون افتتاحا ضخما للمتحف المصري الكبير الذي شيدته الدولة ليكون أكبر متحف في العالم يضم آثار حضارة واحدة، ومع اقتراب افتتاحه يتزايد الاهتمام بالمتحف وما يضمه من آثار.
وحددت الحكومة المصرية 3 يوليو القادم موعدا لافتتاح المتحف بعد سنوات من الانتظار حتى تتهيأ الأوضاع الإقليمية والدولية لافتتاح ضخم بحضور دولي واسع ورفيع المستوى، حيث تجهز القاهرة لافتتاح يمتد لعدة أيام، يسلط الضوء على الحضارة المصرية القديمة كما جرى في افتتاح متحف الحضارات الذي أقيم في ليلة واحدة.
ومع تزايد الاهتمام بالمتحف، بدأ مدونون على مواقع إكس في تداول فيديوهات من داخل المتحف تم معالجتها بالذكاء الاصطناعي، وتظهر في الآثار المصرية وهي تسير في المتحف وتتراقص على أنغام الموسيقى، وتظهر الجنود القدماء وكأنهم في مهمة قتالية.
وتحت عنوان “المتحف المصري في الليل” تداول مستخدمون فيديو تظهر فيه الآثار وكأنها تؤدي أدوارا في أفلام سينمائية مصرية مع تركيب أصوات المشاهد الحقيقية عليها.
ونشر مستخدم آخر فيديو مشابه وكتب عليه “الوضع في المتحف المصري الكبير خرج عن السيطرة”.
واكتمل تشييد مبنى المتحف الذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ومنذ ذلك الوقت، تتحين مصر الفرصة لافتتاح المتحف وإقامة حفل ضخم يروج للحضارة المصرية القديمة.
وتقول وزارة السياحة المصرية، إن قاعات العرض بالمتحف تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم. مؤكدة أن المتحف يعد “أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة”، فقد أُنشئ ليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
ويحتوي المتحف على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلا عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
ويوم الثلاثاء، قال رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قرر تحديد يوم 3 يوليو القادم موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير.
وأكد أن فعاليات افتتاح المتحف ستمتد على مدار عدة أيام، وليست احتفالية في يوم واحد فقط، قائلا: “فعاليات هذا الحدث الكبير الذي ينتظره العالم بأسره تمتد على مدار عدة أيام”.
المصدر: RT