كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
اختلف تعامل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع المنافقين بحسب الموقف، وبحسب ما يراه رسول الله مناسبا مع مراعاة المصالح والأضرار، وفيما يأتي مجموعة من المواقف التي تبين تعامله -عليه السّلام. مواجهتهم بأفعالهم عندما يتطلب الأمر وبيان معرفته بها ذكر السُدّيّ ومقاتل أنّ عبد الله بن نبتل كان أحد المنافقين في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان هذا الرجل يأتي إلى رسول الله يجلس معه، ثمّ يذهب إلى اليهود ويخبرهم بما قاله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي ذات يوم كان رسول الله جالساً بين أصحابه فقال لهم: سيدخل الآن عليكم رجلٌ قلبه قلب جبّار، وعينيه عينيّ شيطان، وإذا بعبد الله بن أبيّ يدخل إلى المجلس، فأخبره رسول الله أنّه على علم بما يقوم به هو وأصحابه؛ من شتمٍ لرسول الله، فأنكر ذلك وحلف بالله أنّه ما فعل، لكنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذّبه وظلّ يقول له فعلت، فذهب إلى أصحابه وأتى بهم فحلفوا لرسول الله بأنّهم ما فعلوا، فأنزل الله في كتابه يقول: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ).
وعقابهم عندما يتطلب الأمر لمّا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالتجهّز للخروج في غزوة تبوك، تراجع المنافقون وامتنعوا من الخروج، فخرج رسول الله بأصحابه إلى الغزو، فلما رجع إلى المدينة المنورة كان أوّل أمر قام به الذهاب إلى المسجد النبوي ليصلّي فيه ركعتين. ثم قَدم إليه المنافقون بعد ذلك يعتذرون، ويقدّم كلٌّ منهم عذره الذي منعه من الاستجابة لأمر الله ورسوله والخروج للجهاد في سبيل الله، فقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعذارهم الظاهرة واستغفر لهم دون أن ينظر إلى باطن كلّ واحد منهم ويعلم ما بداخله، لكنّ النبي الكريم اتّخذ موقفاً مباشراً من المنافقين جزاءً لهم على ما فعلوا، فرفض الصلاة في مسجد ضرار الذي بنوه في المدينة المنورة قبل الخروج للمعركة، بل وأمر بحرقه، ترك عقابهم في بعض الأحيان تحقيقًا لمصلحة أكبر كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعلم بنفاق عبد الله بن أبيّ وغيره من المنافقين، لكنّه لم يقاتلهم ولم يفصح عن أسمائهم، فالناس من اليهود والنصارى ومَن كان يعيش في المدينة لم يكونوا على علمٍ بنفاق هؤلاء، وكان يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ قتال المنافقين مدعاة لقول الناس: إنّ محمداً يقتل أصحابه؛ لكونهم على غير علم بباطن المنافقين وما يخفون في صدورهم.
ويكون ذلك سبباً لامتناع الناس من الدخول في دين الله والنفور منه، فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُحقّق المنفعة الأكبر؛ وهي إقبال الناس على الإسلام وهذا أولى من قتال المنافقين. ومن الجدير بالذكر أن رسول الله لم يخبر عن أسماء هذه الفئة إلّا لحذيفة بن اليمان -رضيَ الله عنه. كما أنّ حذيفة لم يكن على علمٍ بجميع الأسماء، يقول -سبحانه-: (وَمِمَّن حَولَكُم مِنَ الأَعرابِ مُنافِقونَ وَمِن أَهلِ المَدينَةِ مَرَدوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذِّبُهُم مَرَّتَينِ ثُمَّ يُرَدّونَ إِلى عَذابٍ عَظيم)، ورسول الله كذلك لم يطلعه الله -سبحانه- عليهم جميعاً، قبول أعذارهم مع تفويض أمرهم إلى الله بعدما قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعذار المنافقين الذين تخلّفوا عن الخروج معه إلى غزوة تبوك، واستغفر لهم ووكّل أمرهم إلى الله، لم يقبل لهم عذراً بعد ذلك فيما امتنعوا عنه، فقال -تعالى-: (يَعتَذِرونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِروا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّـهُ مِن أَخبارِكُم وَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ)،.
وأمر الله -سبحانه- بتكذيبهم، وأنزل الآيات التي تنصّ على وصفهم بأنّهم رجس، فقال -تعالى-: (سَيَحلِفونَ بِاللَّـهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضوا عَنهُم فَأَعرِضوا عَنهُم إِنَّهُم رِجسٌ وَمَأواهُم جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ*يَحلِفونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنَّ اللَّـهَ لا يَرضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ)، ترك الصلاة على موتاهم أمر الله -تعالى- رسوله -عليه السلام- بالامتناع عن الصلاة على المنافقين بعد موتهم، وعدم الوقوف عند قبورهم والدعاء لهم بالرّحمة والمغفرة؛ وذلك لأنّهم كانوا من الذين لم يصدّقوا الله ورسوله، وماتوا وهم على هذا الحال، بالإضافة إلى عصيانهم وتمردهم على أمر الله ورسوله، ومن كان ديدنه ذلك فلا يستحق الصلاة عليه والدعاء له، ذلك عملاً بقوله -تعالى-: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنافقين رسول الله الغزو المسجد النبوى صلى الله علیه وسلم رسول الله أمر الله
إقرأ أيضاً:
في ذكراه.. قصة إصابة فؤاد أحمد بالعمى بسبب شخصية هامان
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان فؤاد أحمد الذي اشتهر بأدوار الشر في السينما، ورغم أنه لم ينل حظًا كبيرًا من النجومية، إلا النقاد أجمعوا أنه برع في أداء أدواره، وأظهر تناسقًا بين الأقوال والأفعال حتى أصبح من أشهر أشرار السينما المصرية ولا أحد ينسى له وهو يجسد دور هامان في مسلسل محمد رسول الله أن ينسى هذا الوجه والصوت والملامح، وتلك الرعشة التي تصيبه عندما يتقمص الشخصية فتشعر أنك ترى الشر الذى انطلق من عيني هامان وزير فرعون الحقيقي.
نشاة فؤاد أحمدولد فؤاد في 27 يناير 1936، حصل على ليسانس آداب وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وأظهر براعة في التمثيل، خاصة أدوار الشر، حتى أطلقوا عليه " شرير السينما".
في ذكراه.. قصة معاقبة هشام سليم من والده ومأساته مع السرطانليلى علوي تحتفل بعيد ميلاد نجلها خالدأشهر أعمال فؤاد أحمدلم يستوف فؤاد النجومية كاملة، لكنه واحد من أبرع الممثلين الذين أدوا أدوارهم بإتقان، وظهر ذلك في دوره في شخصية "السامري" من مسلسل "محمد رسول الله"وشخصية "حمودة" من فيلم "المشبوه، وفيلم خمسة باب بطولة نادية الجندي وعادل إمام.
وشارك فؤاد في مسلسلات وملاحم مصرية لم تزل عالقة في أذهان المشاهدين منها، السيرة الهلالية، جحا المصري، جمهورية زفتى، الفرسان، لا إله إلا الله، عمرو بن العاص، نور الدين زنكي، الإمام أبو حنيفة النعمان وقدم مسرحيات، عبده يتحدى رامبو، كلام فارغ، يانا ياهو، علشان خاطر عيونك.
ماكياج خاطئوخلال مشواره السينمائي، فقد فؤاد بصره قبل وفاته بنحو 20 عامًا، بسبب ماكياج شخصية هامان، حيث دهن جسده ورأسه بألوان الزيت والقطران ولإزالتها كان يضطر للاستحمام بالبنزين والجاز، مما أثر على حالته الصحية وأصيب بالعمى وظل هكذا دون علاج أو تعويض ودخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته في يوم 15 أغسطس 2010، وشيعت جنازته في اليوم التالي من مسجد الشرطة بالدراسة.