صور الأقمار الصناعية تكشف الاستعدادات لعملية رفح
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
سرايا - نشرت وكالة أسوشيتد برس صورا عبر الأقمار الصناعية تشير إلى إنشاء مخيم كبير في رفح، حيث ينوي جيش الاحتلال إجلاء اللاجئين من هناك قبل العملية المخطط لها.
ويبدو أن مجمع خيام جديدا تم بناؤه بالقرب من خان يونس.
وجاء ذلك بعد التقرير الذي أفاد بأن جيش الاحتلال يستعد لاستكمال العمليات تحضيرا لعملية برية في رفح، وبعد يوم من تهديد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بأنه "في الأيام المقبلة سنزيد الضغط العسكري على حماس".
وبحسب "واينت" يصر نتنياهو منذ أكثر من شهرين على أن العملية في آخر معقل لحماس في قطاع غزة هي مسألة وقت فقط. الآن، من المتوقع أن تكون هناك عملية معقدة بنفس قدر العملية العسكرية- وربما أكثر أهمية في نظر العالم، وهي عملية إجلاء أكثر من مليون نازح قدموا إلى المدينة التي أصبحت ملجأ لهم خلال أشهر الحرب الستة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس، فقد تلقى المسؤولون المصريون تحديثا حول خطة الإخلاء الإسرائيلية، والتي ورد في وقت سابق أنها تشمل نية شراء عشرات الآلاف من الخيام لمن تم إجلاؤهم من رفح.
وقال المسؤولون المصريون، وفق التقرير إن "عملية الإخلاء هذه قد تستمر ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع"، مشيرين إلى أنها ستتم بالتنسيق مع واشنطن والقاهرة ودول أخرى مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقا لهم، تخطط "إسرائيل" لنقل القوات إلى رفح تدريجيا، والتركيز على المناطق التي تعتقد المؤسسة الأمنية أن قادة حماس يختبئون فيها. وبحسب المصادر فإن "المعارك هناك من المتوقع أن تستمر ستة أسابيع على الأقل".
وأوضح مسؤول أمني "إسرائيلي" تحدث للصحيفة أن "هذا سيحدث. ستكون لدينا خطة عملياتية محكمة للغاية لأنها ستكون معقدة للغاية (للعمل في رفح). وفي الوقت نفسه، سنقدم "عملية إنسانية استجابة للوضع".
لكن القاهرة نفت هذا التقرير، وقال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان أن "الموقف المصري الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح الذي سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الدموي".
إقرأ أيضاً : الصحفي محمد بسام الجمل ينضم إلى قائمة الشهداء الصحفيين في غزةإقرأ أيضاً : هيئة تدريس بجامعة تكساس: فعالية التضامن مع غزة لم تتضمن أي تهديد بالعنف
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
صور أقمار اصطناعية توثق دمارا هائلا في شمال غزة وتسوية مدن كاملة
كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم وبشكل منظم، بتدمير شمال قطاع غزة، ويعزز من مواقعه العسكرية، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي تقرير أعدته مريام بيرغر وإيموجين بايبر وحازم بعلوشة وإيفان هيل قالوا فيه إن "التحليلات البصرية والمقابلات تظهر ظهر التحليلات البصرية كيف أُرغم الفلسطينيون على ترك منازلهم في الشمال عندما يقطع الجيش الإسرائيلي ممرا جديدا عبر غزة".
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل تنفذ عمليات هدم واسعة النطاق وتقيم تحصينات عسكرية في المناطق السكنية في شمال غزة، حيث أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم، وفقا لصور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو والمقابلات التي تم التحقق من صحتها".
وقالت القوات الإسرائيلية إنها "شنت هجوما جويا وبريا في 5 تشرين الأول/أكتوبر في أقصى أجزاء شمال غزة ـ جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ـ لطرد مسلحي حماس الذين أعادوا تنظيم صفوفهم هناك، وإن العملية ستستمر طالما كان ذلك ضروريا".
وبحسب أرقام الأمم المتحدة فقد تم تهجير أكثر من 100,000 فلسطينيا من المناطق المتضررة على مدى الأسابيع الـ 11 الماضية، ما ترك ما يقدر بنحو 30,000 إلى 50,000 شخصا ـ أي أقل من ثمن سكان القطاع في فترة ما قبل الحرب.
وتقول جماعات إنسانية إن "المساعدات لم تصل إلى المنطقة منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر بسبب القيود الإسرائيلية، ويحذر الخبراء من أن المجاعة ربما تكون قد استفحلت بالفعل في بعض الأماكن".
ووفقا لتحليل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" لصور الأقمار الاصطناعية الدقيقة جدا، فإنّ القوات الإسرائيلية هدمت أحياء بأكملها، وأقامت تحصينات عسكرية وبنت طرقا جديدة، مع إخلاء المناطق من الفلسطينيين.
وتظهر الأدلة المرئية أن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين قد هدم أو أُخلي بين 14 تشرين الأول/أكتوبر و15 كانون الأول/ديسمبر، ما أدى إلى ربط طريق قائم في الغرب بمسار عربات موسع في الشرق، وهو ما أدى إلى إنشاء محور عسكري يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى السياج الحدودي.
تطهير مساحات من الأرض
يقول المحللون إن "إنشاء هذا الممر، وتطهير مساحات من الأرض على جانبيه، وبناء مواقع استيطانية محمية على شكل مربع، يشبه ما فعله الجيش الإسرائيلي في المناطق القرببة من الممر الذي أطلق عليه ممر نتساريم، وهي منطقة عسكرية إسرائيلية استراتيجية في وسط غزة. وفي حين قطعت القوات الإسرائيلية ممر نتساريم عبر منطقة زراعية قليلة السكان إلى حد كبير، فإن عمليات إسرائيل في الشمال تتركز في الأحياء الحضرية الكثيفة ــ الأمر الذي أدى فعليا إلى تدمير المدن الفلسطينية الشمالية".
وتابعت الصحيفة: "في حين لم يقدم الجيش أي تفسير علني لأنشطته في التطهير والتحصين في الشمال، قال محللون إن المحور الذي تم إنشاؤه حديثا يمكن أن يفصل أقصى الشمال عن مدينة غزة، مما يسمح لإسرائيل بإنشاء منطقة عازلة لعزل مجتمعاتها الجنوبية التي تعرضت للهجوم في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
كما وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء مع تطور الهجوم، وطلب من المدنيين الفرار من أجل سلامتهم، دون أي منح أي فكرة عن موعد السماح لهم بالعودة، أو ما إذا كان سيتم السماح لهم بذلك.
وبحسب الصحيفة، يظل مطلب حماس بالسماح للعائلات بالعودة إلى الشمال، خارج ممر نتساريم، خلال أي توقف في القتال نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار المحتمل واتفاقية إطلاق سراح الأسرى لديها.
وفي بيان عام جاء فيه إن العملية التي يجريها هي "عسكرية بشكل خاص، وتعمل على تحقيق أهداف واضحة وتخفيف الأضرار على المدنيين". وقال ديفيد منسر، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذا الشهر: "ما دامت عمليات مكافحة الإرهاب مستمرة، فلن نسمح للسكان بالعودة، لأننا نعلم أن الغرض من عودتهم هو ببساطة استخدامهم كدروع بشرية من قبل الإرهابيين".
تدمير ثلث المباني
وبحلول كانون الأول/ ديسمبر تم تدمير ثلث جميع المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب - بما في ذلك أكثر من 5,000 في جباليا، وأكثر من 3,000 في بيت لاهيا وأكثر من 2,000 في بيت حانون، وفقًا لأحدث البيانات من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة.
وأظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا للاجئين وقع بين 6 أيلول/ سبتمبر و 1 كانون الأول/ديسمبر، واستمرت عمليات الهدم والتشريد في الأسابيع التي تلت ذلك.
وتظهر صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية في 15 كانون الأول/ ديسمبر دمارا واسعا في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت سوقا ومسجدا ومتاجر ومنازل إلى أكوام من الخرسانة والغبار. وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر أجبر الجيش الإسرائيلي 5,500 شخصا كانوا يحتمون في المدارس في بيت لاهيا على الفرار جنوبا إلى مدينة غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
في مقابلات أجريت عبر الهاتف والرسائل النصية على مدى عدة أسابيع، وصف 10 من سكان شمال غزة لصحيفة "واشنطن بوست" الاستهداف الواسع النطاق للأحياء المدنية من قبل القوات الإسرائيلية، وعمليات الإخلاء الجماعي الخطيرة حيث تم فصل الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال، فضلا عن إساءة معاملة واحتجاز بعض أولئك الذين يحاولون الفرار بشكل تعسفي.
وكانت رواياتهم متسقة مع الصور ومقاطع الفيديو التي تحققت منها صحيفة "واشنطن بوست" لعمليات الفحص والاعتقالات الجماعية، فضلا عن الهجمات على المدنيين.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التقطت في 24 تشرين الأول/ أكتوبر عشرات المركبات العسكرية المتمركزة بالقرب من المستشفى الإندونيسي، أحد المرافق الطبية الرئيسية في المنطقة، على طول الطريق الذي أُمر المدنيون باتباعه، وحول مدرستين قريبتين - من بين المواقع التي قال النازحون إن الجنود فصلوا فيها بشكل منهجي الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال للفحص.
وقالت الصحيفة إن الدمار والتهجير والحرمان من المساعدات يشبه ما جاء في "خطة الجنرالات" والتي تنص على الحصار وقدمها جنرال وهي اقتراح سابق في الجيش الإسرائيلي للحكومة الإسرائيلية، ودعا فيها للسيطرة على الشمال من خلال تجويع السكان المدنيين ومعاملة أي شخص يبقى كمقاتل.
وأظهرت بيانات 1 كانون الأول/ ديسمبر من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة أن 5,340 مبنى دمر في مختلف أنحاء جباليا منذ بداية الحرب، مع تركيز 40% من الدمار في مخيم اللاجئين بالمدينة. كما دمر أكثر من 3,600 مبنى في بيت لاهيا. وتشير البيانات إلى أن وتيرة الدمار كانت في أعلى مستوياتها خلال الهجوم الإسرائيلي الجديد.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من 11 تشرين الأول/ أكتوبر فصاعدا أن مساحات كبيرة من هذه المناطق نفسها تم بناؤها الآن بتحصينات عسكرية، بما في ذلك شبكة من السواتر الواقية المرتفعة. وبحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر، كانت هذه السواتر توفر غطاء لنحو 150 مركبة عسكرية تطوق جباليا.