نجحت بتبادل 48 طفلا.. مفاوضات مباشرة لأول مرة بين روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
الدوحةـ نجحت الوساطة القطرية في التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلا نزحوا بسبب الحرب الدائرة بين الطرفين منذ أكثر من عامين، حيث استضافت الدوحة، أمس الأربعاء، جولة مفاوضات مباشرة لأول مرة بين موسكو وكييف، في إطار جهود الوساطة المستمرة التي تقوم بها قطر لجمع شمل العائلات المتأثرة بالصراع الروسي الأوكراني.
وبدورها التقت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر وفدا من روسيا برئاسة المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، ووفدا من أوكرانيا برئاسة مفوض البرلمان لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس كلا على حدة، في إطار جهود الوساطة القطرية.
ورحبت الخاطر بـ20 عائلة روسية وأوكرانية، بينها 37 طفلا، يوجدون الآن بالدوحة ضمن برنامج للرعاية الصحية والدعم الشامل، وقامت الوزيرة بتوزيع الهدايا على الأطفال في إطار البرنامج الذي يسعى لمساعدة الأسر المتضررة من الحرب في التعافي وتقديم الدعم وتلبية الاحتياجات الفورية لهم، إضافة لوضع أساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.
الوساطة القطرية نجحت في التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلا (الجزيرة) دور قطري محوريمن جانبها، أعلنت مفوّضة شؤون الأطفال الروسية التوصل إلى اتفاق مع كييف لتبادل 48 طفلا نازحا بسبب الحرب، عقب أول اجتماع مباشر بين مسؤولين روس وأوكرانيين حول هذا الموضوع في قطر الوسيط في هذه المسألة الحسّاسة، وقالت "إنها المرة الأولى التي نجري فيها محادثات مباشرة وجها لوجه مع الجانب الأوكراني برعاية قطرية".
وفي ردها على سؤال الجزيرة نت حول أبرز ما نتج عن الاتفاق والدور القطري في إنجاحه، قالت المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا إنه وبحسب الاتفاق الذي تم اليوم برعاية قطرية سيعود 29 طفلا إلى أوكرانيا و19 إلى روسيا، مشيرة إلى أن الدور القطري كان محوريا في إتمام الاتفاق.
وأكدت بيلوفا، أن الجانب القطري كان وسيطا مهمّا خلال مراحل المفاوضات، وبمشاركة مباشرة من الدوحة، تم إحراز تقدم كبير في ملفات "إشكالية"، حيث تم لمُّ شمل 5 أطفال من 3 عائلات مع أقاربهم في روسيا، و28 طفلا من 22 عائلة مع أقاربهم في أوكرانيا.
لولوة الخاطر تلتقي بالأطفال الروس الذين لمّ شملهم مع أسرهم (الجزيرة) شكر لقطرمن جانبه عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن "امتنانه العميق" لقطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمساعدة بلاده في هذا "الجهد الحيوي". وأضاف في تغريدة عبر منصة إكس "نتطلع إلى استمرار التعاون المثمر في هذا الشأن، وكذلك عودة المزيد من أطفالنا".
وقال زيلينسكي إنه "لا يزال آلاف الأطفال الأوكرانيين المرحلين قسراً في روسيا. ومن المفجع أن ندرك أنه مع مرور الوقت، يكبرون بعيدًا عن عائلاتهم ووطنهم. ويجب علينا معًا أن نبذل قصارى جهدنا لإعادة كل طفل إلى منزله، وأشكر الجميع في جميع أنحاء العالم الذين يساعدوننا في هذه المهمة الصعبة".
بدوره كشف مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس أن المباحثات جارية مع الجانب الروسي لتنفيذ عدد من الاتفاقات خلال الفترة القادمة بشأن إعادة الأطفال ولم شملهم بأسرهم برعاية قطرية، مؤكدا في تصريحات صحفية "نجاعة" الوساطة القطرية وقدرتها على إنجاح المفاوضات على مراحل مختلفة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في وقت سابق إن قطر تستضيف هذه العائلات في الفترة من 18 إلى 27 أبريل/نيسان الحالي، لتلقي الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، مشيرة إلى أن البرنامج يمثل خطوة مهمة في مساعدة الأسر في عملية التعافي، وهو مصمم لتقديم دعم شامل يلبي الاحتياجات الفورية، ويضع أيضا الأساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.
عائلة روسية تم لمّ شملها في الدوحة بوساطة قطرية (الجزيرة)وأضافت الوزارة أن البرنامج يساعد في تعزيز المعافاة الصحية والاستقرار، من خلال التركيز على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية لكل فرد من أفراد الأسرة، مما يمكن الأسر من إعادة بناء حياتها بثقة وأمان. كذلك، أشارت في هذا الصدد إلى أن البرنامج ينفذ بالشراكة مع ممثلي كل من الاتحاد الروسي وأوكرانيا.
ونجحت وساطة دولة قطر أواخر شهر مارس/آذار الماضي في لمّ شمل دفعة جديدة من الأطفال مع عائلاتهم، في إطار جهودها المستمرة بهذا الصدد. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء حينها أن روسيا سلمت 6 أطفال أوكرانيين لبلادهم بوساطة قطرية، ونجحت قطر مرات سابقة في لمّ شمل عدة أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم.
وتعتقد أوكرانيا أن روسيا أخذت بشكل غير قانوني أكثر من 19 ألفا من أطفالها منذ بداية الحرب عام 2022، وقد أعيد منهم أقل من 400.
وتنفي موسكو هذه التهمة، قائلة إنها نقلت أطفالا بعيدا عن مناطق القتال حرصا على سلامتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الوساطة القطریة فی إطار
إقرأ أيضاً:
بعد تصاعد الأحداث| هل ستدخل روسيا وأوكرانيا في حرب نووية؟
أعلنت أوكرانيا الأربعاء، استخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا، في تصعيد عسكري كبير في الصراع المستمر، وتعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الأسلحة ضد روسيا مباشرة، وهو ما يمثل تصعيدا كبيرا في الصراع المستمر.
وأثارت هذه الخطوة، إلى جانب استخدام صواريخ أمريكية متطورة سابقا، تحذيرات روسية من ردود نووية، وسط إدانات غربية واسعة.
أخذت منعطفا خطيرافي هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن الحرب الروسية الأوكرانية أخذت منعطفا خطيرا، بعد سماح واشنطن لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا، والأمر ازداد خطورة وجعل الكل ينتفض وهو قرار موسكو والرئيس الروسي بوتين بتعديل العقيدة الروسية النووية، وذلك بعد أن وقع مرسوماً يوسّع إمكانيات استخدام ترسانة بلاده من الأسلحة النووية.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن العالم نظر إلى إدارة بايدن بعين الريبة، خاصة أنه يتبقى لها شهرين فقط، وهناك رئيس أمريكى منتخب أكد أنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، صحيح لم يقل كيف؟ لكن على الأقل هذه التصريحات كانت بمثابة بادرة أمل ازدادت سطوعا بعد قيام المستشار الألماني بالاتصال بالرئيس بوتين بعد عامين من المقاطعة والحديث عن خفض التصعيد.
وتابع : أعتقد أن جو بايدن وهو الرئيس المنتهية ولايته بعد شهرين قرر أن يتخذ من القرارات السياسية ليضع ترامب أمام قيود حرجة في الملفات التي تتعارض فيها رؤيتهما، ويضمن وضعا أكثر قوة لأوكرانيا حال فرض التفاوض عليها من قبل ترامب، وذلك بعد فرض واقع إستراتيجي وميداني جديد في الحرب، يجعل أوكرانيا في موقف تفاوضي أفضل.
وأردف: أما عن موقف روسيا، ظنى، أن موسكو تتعامل بجدية ولن تتأخر لحظة حال احتاجت إلى النووى، لكن لا أعتقد أن الولايات المتحدة ترغب فى هذا السيناريو، وفى اعتقادى أيضا أن الولايات المتحدة أرادت أن تفشل مخططات بوتين فى الشتاء القادم خاصة أنه كان يستعد لتطوير الهجوم على منشآت الطاقة في أوكرانيا بهدف تعطيل إنتاج الكهرباء مع مطلع الشتاء، وأيضا يستعد لتنفيذ عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على كورسك الروسية .
واستكمل : قرر جو بايدن أن يحرم روسيا من أهمية استراتيجية كانت ستضع أوكرانيا تحت ضغط وفى موقف ضعيف حال التفاوض أو فرضه من قبل الرئيس ترامب، لكن يبقى العالم على حافة الهاوية فى ظل التلويح بالنووى وفى ظل احتدام التنافس بين القوى العظمى من أجل قيادة العالم حتى ولو كانت حرب نووية.
صواريخ أمريكية وبريطانيةواستهدفت أوكرانيا أراضي روسية باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى، وفق ما أفادت وسائل إعلام بريطانية الأربعاء.
وتجاوزت مدى الصواريخ التي استخدمت 250 كيلومترا، واستهدفت أهدافا عسكرية روسية على الأقل، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشل تايمز" نقلا عن مصادر غربية.
وجاء هذا الهجوم بعد يوم من استخدام أوكرانيا صواريخ "أتاكمس" (ATACMS) الأمريكية بعيدة المدى، التي تصل إلى 300 كيلومتر، لضرب منشأة عسكرية روسية في منطقة بريانسك.
وأوضحت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أن قرار المملكة المتحدة بالسماح باستخدام صواريخ "ستورم شادو" جاء ردا على مشاركة قوات كورية شمالية في دعم الجيش الروسي.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد، وهو قرار أثار جدلا واسعا وانتقادا من منظمات غير حكومية بسبب المخاطر التي تشكلها هذه الألغام على المدنيين حتى بعد انتهاء النزاعات.
جولة جديدة من التوتروقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الاثنين، إن استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة أهداف داخل روسيا من شأنه أن يشكل "مشاركة مباشرة" للولايات المتحدة في الحرب.
وقالت زاخاروفا، بحسب وكالة تاس للأنباء الرسمية، إن "استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى لشن هجمات على أراضينا يعني المشاركة المباشرة للولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في الأعمال العدائية ضد روسيا، فضلاً عن تغيير جذري في جوهر وطبيعة الصراع".
وأضافت زاخاروفا: "سيكون رد روسيا كافيًا وملموسًا في هذه الحالة".
وقد كرّر بيانها تعليقات سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر في منتدى سانت بطرسبرغ للثقافات المتحدة.
وطُلب من بوتين التعليق على إمكانية منح الولايات المتحدة لأوكرانيا الإذن باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف في عمق روسيا. ورد بوتين في ذلك الوقت: "إذا تم اتخاذ هذا القرار، فلن يعني ذلك أقل من التدخل المباشر - وهذا يعني أن دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية هي أطراف في الحرب في أوكرانيا".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى في روسيا يظهر أن إدارته تريد "صب الزيت على النار" في الصراع.
وقال بيسكوف للصحفيين: "من الواضح أن الإدارة المنتهية ولايتها في الولايات المتحدة تريد صب الزيت على النار وتصعيد الصراع في أوكرانيا". وقال إنه إذا تم "صياغة قرار بايدن وإبلاغه إلى نظام كييف، فمن المؤكد أن هذه جولة جديدة من التوتر النوعي".
وفي بيان مقتضب، قال بيسكوف إن الرئيس بوتين حدّد موقف روسيا "بشكل واضح للغاية ولا لبس فيه" في التعليقات التي أدلى بها في سانت بطرسبرغ.