“تطور هائل”.. علاج جيني “واعد” لفاقدي البصر
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
تناولت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها تطورًا تكنولوجيًا وطبيًا هائلًا يرتبط بمجال البصريات الوراثية، والذي أصبح يسمح للبشر باستعادة البصر، وتحديدًا لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي.
ذكرت الصحيفة أن التهاب الشبكية الصباغي يُعتبر مرضًا خلقيًا يصيب واحدًا من كل 5000 شخص، أي أكثر من مليوني شخص حول العالم.
ومع ذلك، أصبحت الحلول لمواجهة هذا المرض في متناول اليد، حيث صممت شركة “ساينس”، وهي شركة ناشئة في ولاية كاليفورنيا، عضوًا اصطناعيًا بصريًا يُدعى “ساينس آي” (Science Eye)، الذي يمكنه استعادة الرؤية بشكل محدود لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي.
شارك ماكس هوداك، الرئيس التنفيذي لشركة “ساينس”، في تأسيس هذه الشركة الناشئة بعد فترة قضاها في شركة “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك، وتقوم شركات أخرى مثل “جينسايت بيولوجيكس” في باريس، وشركة “بيونيك سايت” في نيويورك، بتجربة المزيد من الطرق لاستعادة البصر.
ووفقا للصحيفة، يعتمد جميعهم في عملهم على أداة بحثية في علم الأعصاب تسمى علم البصريات الوراثي، وهو شكل من أشكال العلاج الجيني الذي يوفر بروتينات تسمى الأوبسينات عن طريق الحقن في العين لتعزيز حساسية الخلايا للضوء في شبكية العين، وهي طبقة الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي من مقلة العين.
ونقلت الصحيفة عن أناند سواروب، وهو باحث كبير في المعهد الوطني للعيون في بيثيسدا بولاية ماريلاند، والذي عمل على تنكس الشبكية الوراثي لما يقرب من أربعة عقود، قوله إنه “من المؤكد أن العلاج البصري الوراثي لاستعادة الرؤية يبشر بالخير، لكن لا يزال هناك مجال للتحسين”.
وقال سواروب: “على الأقل في هذه المرحلة، يبدو الأمر جيدًا جدًا في الحالات التي يكون فيها الشخص أعمى تمامًا، إذ يجب سيكون قادرًا على إيجاد طريقه ولن يصطدم بالأشياء، وهو أمر رائع. لكنه لن يتمكن من التمييز بين العديد من الأشياء المختلفة”.
وشرحت الصحيفة كيفية عمل علم البصريات الوراثي، موضحة أنه في الرؤية الطبيعية، يدخل الضوء إلى العين من خلال العدسة ويشكل صورة على شبكية العين. تتكون شبكية العين نفسها من عدة أنواع مختلفة من الخلايا، وخاصة المستقبلات الضوئية.
ووفقا للصحيفة، فإن المستقبلات الضوئية هي خلايا حساسة للضوء على شكل قضبان ومخاريط تحتوي على الأوبسينات. وعادة، تقوم المستقبلات الضوئية بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الخلايا العقدية في شبكية العين، والتي بدورها تنقل تلك الإشارات الكهربائية عبر العصب البصري إلى الدماغ. وهذه هي الطريقة التي تقرأ بها الكلمات الموجودة في هذه الصفحة الآن.
وذكرت الصحيفة أنه في التهاب الشبكية الصباغي، تتحلل العصي والمخاريط الموجودة في المستقبلات الضوئية وتموت في النهاية. أولاً، تذهب الرؤية المحيطية، ويطور الناس رؤية نفقية، أي أن عليهم أن يديروا رؤوسهم بالكامل فقط لرؤية العالم من حولهم. ويحتاج العديد من الأشخاص الذين يعانون من الرؤية النفقية إلى عصا للمساعدة في التنقل حول العالم (وتجنب الاصطدام بالأشياء، مثل الأثاث). ويتبع ذلك العمى بعد فترة ليست طويلة. ومع ذلك، فإن انهيار المستقبلات الضوئية لا يقلل من قدرة الدماغ على معالجة الإشارات الكهربائية، والأهم من ذلك، أن الخلايا العقدية تظل سليمة.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن علم البصريات الوراثي يسعى إلى التحايل على تصميم الرقصات المعتاد عن طريق توصيل بروتينات الأوبسين مباشرة إلى الخلايا العقدية، ما يعني أنه يمكن تحفيزها بالضوء لإرسال إشارات إلى الدماغ.
ويحتوي الطرف الاصطناعي البصري Science Eye “ساينس آي” على عنصرين، بحسب ما ذكرت الصحيفة. الأول عبارة عن عملية زرع مكونة من ملف طاقة لاسلكي ومجموعة من مصابيح LED الدقيقة المرنة للغاية والتي يتم تطبيقها مباشرة على شبكية العين، وهي عملية جراحية أكثر شمولاً مقارنة بإجراءات العين الأخرى مثل إصلاح إعتام عدسة العين. وفقًا لهوداك، فإن المصفوفة، التي يتم اختبار النماذج الأولية منها على الأرانب، توفر دقة تبلغ ثمانية أضعاف دقة شاشة “آيفون”.
أما العنصر الثاني، وفقا للصحيفة، هو زوج من النظارات بدون إطار، تشبه في الحجم والشكل النظارات الطبية العادية، والتي تحتوي على كاميرات مصغرة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وملفات طاقة حثية.
وبشكل عام ذكرت الصحيفة أن العملية تتكون من ثلاث خطوات، الخطوة الأولى تضم حقن الأوبسينات في الخلايا العقدية للعين، والخطوة الثانية تشمل بتثبيت الزرع، أما الخطوة الثالثة، فتتعلق بالنظارات التي تعمل على تنشيط الخلايا العقدية المعدلة عن طريق توصيل المعلومات لاسلكيًا من العالم المرئي؛ وبدورها، تنقل الخلايا العقدية الجديدة الحساسة للضوء تلك المعلومات عبر العصب البصري إلى الدماغ.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: شبکیة العین
إقرأ أيضاً:
الكشف مبادرات وطنية تقود ريادة الأعمال نحو مستقبل واعد.. "كايرو اي سي تي"
ناقش خبراء أهمية المتطلبات والجدارة الأساسية التي يجب أن تتوافر في رواد الأعمال والتي تؤهلهم لقيادة مشروعاتهم وضمان استمراريتها، وأكدوا أهمية التعاون لتحقيق التكامل بين العرض والطلب.
وأشار الخبراء خلال جلسة بعنوان من النظرية إلى التطبيق: تسريع رحلة ريادة الأعمال باستخدام التكنولوجيا المالية خلال معرض ومؤتمر كايرو اي سي تي، إلى ضرورة تكاتف وتعاون كافة الجهات، سواء الجامعات أو المسرعات أو الحاضنات، لتوجيه رواد الأعمال ومساعدتهم على النجاح.
من جانبه، استعرض الدكتور عبد العزيز نصير، المدير التنفيذي للمعهد المصرفي، البرامج التي يقدمها المعهد لدعم رواد الأعمال.
وأوضح أن المعهد، بالتعاون مع مبادرة فينتك إيجبت وأكثر من 20 بنكًا، أطلق مبادرة تهدف إلى نشر الوعي بمفاهيم وتطبيقات التكنولوجيا المالية.
تضمنت المبادرة إدراج إعداد مشروعات التكنولوجيا المالية ضمن البرامج الدراسية لبعض المواد العلمية في التخصصات ذات الصلة.
وأشار إلى أن المبادرة نجحت في تدريب أكثر من 7،000 طالب، وبلغ عدد المشروعات التي تم تطويرها نحو 569 مشروعًا.
وأضاف أن هناك فجوة محتملة في المهارات الريادية بسبب التطور السريع للتكنولوجيا، مما يجعل من الصعب على الأفراد والشركات مواكبة هذه التغيرات، بالإضافة إلى تغير احتياجات السوق التي تفرض متطلبات جديدة للمهارات. وأشار إلى أن البرامج التعليمية والتدريبية قد لا تكون قادرة على تلبية الطلب المتزايد على المهارات بالسرعة المطلوبة.
ونوه الدكتور نصير بأن المعهد أطلق العديد من المبادرات لسد هذه الفجوات، من أبرزها منصة أفهم بيزنس التي تهدف إلى زيادة دعم رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والناشئة.
تتيح المنصة للمستخدمين تحميل مناهج تعليمية متخصصة، فضلًا عن التواصل مع متخصصين معتمدين للحصول على استشارات ودعم لإنشاء وتطوير مشروعاتهم.
دعم رواد الأعمال
من جانبها، أكدت شانتال صباغ، مدير عام قطاع تنمية الأعمال والخدمات غير المالية بالبنك الأهلي المصري، أن دعم رواد الأعمال لا يقتصر على الشباب فقط، بل يشمل كل من يمتلك موهبة ويحتاج إلى صقلها لبدء مشروعه.
وأضافت أن البنك يحرص على التواصل مع رواد الأعمال والاستماع لأفكارهم، وتقديم الدعم اللازم لتطوير مشروعاتهم.
وأوضحت صباغ أن البنك يتعاون مع كافة الجهات لتحليل أفكار المشروعات وتوجيه رواد الأعمال نحو القطاعات الاقتصادية الأكثر احتياجًا للتنمية.
وأكدت أن الخدمات غير المالية تُعتبر أساسًا لتأهيل الشركات لتحسين أدائها، وتعزيز قدرة أصحاب المشروعات على إدارة شركاتهم وتوسيعها بغض النظر عن التمويل.
مبادرة رواد النيل
بدورها، استعرضت الدكتورة هبة لبيب، المدير التنفيذي لمبادرة رواد النيل، المبادرات التي أطلقت بالشراكة مع البنك المركزي وعدد من البنوك لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضحت أن التركيز ينصب على قطاعات مثل التصنيع والزراعة، التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد المصري.
وأكدت لبيب أن المبادرة لا تقتصر على تقديم التمويل فقط، بل تسعى إلى تطوير المواهب لتلبية احتياجات سوق العمل.
كما أشارت إلى أن الجامعة، رغم عمرها القصير (17 عامًا) وعدد طلابها المحدود (أقل من 4،000 طالب)، حققت تأثيرًا كبيرًا في ريادة الأعمال والتعليم التطبيقي، حيث ساعدت أكثر من 16،000 شاب في اكتساب المهارات اللازمة للسوق من مختلف أنحاء مصر.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور خالد حجازي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة الجيزة، أن الجامعة تعمل على تطوير برامجها الأكاديمية لتتماشى مع احتياجات سوق العمل.
وأشار إلى أن أهداف الأكاديمية وُضعت لتواكب التطورات المستمرة في مجتمع الأعمال، وهي جزء من رؤية الجامعة التي تهتم بالمستقبل المهني للطلاب.
وأكد حجازي أن الفجوة بين النظام الأكاديمي وسوق العمل كانت تفتقر إلى التطبيقات العملية والتوجيهات الواقعية التي تعالج التحديات التي يواجهها الطلاب بعد التخرج، ولذلك، تم إدخال التكنولوجيا المالية كجزء أساسي من المناهج الأكاديمية، ما يساعد الطلاب في اكتساب المهارات التي تتماشى مع تطورات السوق.
وأشار إلى أن إدراج المحتوى التقني في المناهج الدراسية لاقى إقبالًا كبيرًا من الطلاب المتحمسين لمجال التكنولوجيا المالية، ما يجعل الجامعة أكثر جذبًا للطلاب الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في هذا المجال المتنامي.
وأشار الدكتور خالد حجازي إلى أن الجامعة تعمل على توسيع نطاق برامجها واستراتيجياتها لتلبية الطلب المتزايد على المهارات التقنية والإدارية. ويأتي هذا التوسع في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى ردم الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، مما يساعد الطلاب على التأقلم مع التطورات السريعة في القطاعات الاقتصادية المختلفة.
التعاون بين المؤسسات لتعزيز ريادة الأعمال
وفي ختام النقاش، شدد المشاركون على أهمية التعاون بين كافة الأطراف المعنية بريادة الأعمال، بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية، والقطاع المصرفي، والمبادرات الحكومية والخاصة. وأكدوا أن هذه الشراكات تسهم في بناء منظومة متكاملة لدعم رواد الأعمال، بدءًا من توفير التدريب المناسب وصقل المهارات، وصولًا إلى تقديم التمويل اللازم وتوفير استشارات الأعمال.