غزة.. كيف أثرت موجة الحرارة الحالية على النازحين داخل الخيام؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
تأثّر قطاع غزة بموجة حر شديدة، وصلت خلالها درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، ممّا فاقمت من معاناة النازحين المضطرّين للعيش داخل الخيام وغرف الصفيح، جنوب قطاع غزة، جرّاء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من مائتي يوم.
ويعيش النازحون في خيام جاهزة، تبرعت بها بعض الدول حول العالم، وهي التي تعد الأفضل في مقاومة الظروف الجوية، إلا أن الغالبية منهم يعيشون في خيام محلية الصنع من الأخشاب المكسوة بالنايلون والأغطية البلاستيكية، أو حتى قطع الصفيح.
ورصدت "عربي21" أحوال النازحين وكيف قضوا أيام موجة الحرارة الحالية، المتوقع أن تنحسر الجمعة المقبلة.
نازحون فلسطينيون ينصبون الخيام على شاطئ مدينة #رفح جنوب قطاع #غزة #نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/objrqKXrBB — Independent عربية (@IndyArabia) April 23, 2024
يقول سليمان (46 عاما) إن موجة الحر الحالية كانت بمثابة الجحيم عليهم عندما بدأت مع شروق الشمس، مضيفا "مع ارتفاع الشمس أصبح الوضع لا يطاق، صرنا نكب على أنفسنا المياه فقط لمحاولة تخفيف الحرارة".
ويؤكد سليمان في حديثه لـ"عربي21": "مع ساعات الظهيرة أصبحت المياه المالحة التي نستخدمها لغسل الأطباق والحمامات ونحتفظ بها داخل برميل بلاستيكي أسود ساخنة جدا لا تنفع حتى لتخفيف حرارتنا، بناتي الصغار تقريبا صار معهم ضربة شمس، حاولت جلب مياه باردة لهم من شخص قريب يقوم بتبريد المياه عبر الكهرباء المولدة من ألواح الطاقة الشمسية".
#ترند_غزة
موجة حر تفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين داخل الخيام في غزة#غزة #Gaza #فلسطين #Palestinepic.twitter.com/DybP20UP2b — تريند غزة_ TREND GAZA (@TRENDGAZA1948) April 24, 2024
ويذكر "أول ما نزحنا إلى رفح، منذ ثلاث شهور، لم يكن معنا أي بطانيات للتدفئة وكان البرد قارصا، وقضينا عدة ليالي باردة لن أنساها في حياتي، والوضع يتكرر لكن بطريقة عكسية لكنها سيئة جدا أيضا، أنا عملت خيمة في البداية وبسبب المطر وضعت فوقها ألواح من الزينقو (الصفيح) علشان هيك صارت الخيمة شواية واللي بضل فيها بصير وجبة مندي".
بدورها، تقول حنان (35 عاما) إنها في لحظة من اللحظات لم تدري على الدنيا من شدة الحرارة، كاشفة "ارتميت على الأرض ولم أصحوا إلا بعد فترة وأنا غارقة بالمياه التي سكبوها علي لتخفيف الحرارة".
وتوضح حنان لـ"عربي21": "طبعا الأزمة ما كانت بالحر الشديد فقط، إنما الحشرات والذباب الذي انتشر بشكل مجنون، أطباق الطعام الموجودة داخل الخيمة تغلفت حرفيا بالذباب والحشرات والنحل، وطوال اليوم ندفع الذباب عنا نحن وعن أطفالنا، جلدنا تقرح، تحس أنه كان يأكل فينا أكل".
الغارة الإسرائيلية على مخيم الخيام في رفح تزيد معاناة الفلسطينيين#قناة_الغد #فلسطين #غزة pic.twitter.com/9IjBCOgdPJ — قناة الغد (@AlGhadTV) April 22, 2024
من ناحيته، يقول ماجد (64 عاما) "أنا قاعد في خيمة مصنوعة من الخشب والشوادر البلاستيكية التي كنت سعيدا جدا بها لأنها تحميني من مياه الأمطار التي غرقت فيها لما كانت الخيمة من القماش".
ويضيف ماجد لـ"عربي21": "أنا حرفيا الآن عامل زي الخضار اللي تنضج في غير موسمها، الخيمة عبارة عن دفيئة زراعية، والله ما صدقنا الشمس غابت حتى الجو صار أحسن شوي ونقدر نتحمله".
ويتسائل "والله لا أعرف كيف بدنا نقضي الصيف داخل هذه الخيام، لو ضلّت الحرب مكملة لا سمح الله. في الشتاء الحمد لله دبرنا الأمور ووزعوا علينا بطانيات وقدرنا ندفى نوعا ما، لكن الآن إيش نعمل؟ رح يوزعوا علينا مراوح ولا مكيفات، لون جسمنا صار لونين، فاتح من تحت الكم وأسود من المنطقة المكشوفة، ووجوهنا كلها تغيرت ونشفت".
من ناحيتنا، تؤكد حنين (29 عاما) إنها كانت قلقة من هذه اللحظة منذ أسابيع، قائلة "إحنا السيدات لابسين حجاب 24 ساعة، وخلال الشتاء كان الوضع محتمل لكن رغم هيك، ما سلمنا من القمل والأمراض".
وتضيف حنين لـ"عربي21": "والله بقعد أبكي لما اتخيل الحر والصيف، يمكن يبدو الأمر سخيف مقارنة بالناس اللي بتموت أو بتتصاوب، لكن الأمر سيء فوق الوصف، ما حد بقدر يعرف قديش سيء إلا لما يجربه".
ولليوم الـ202 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا كل من المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية، غير آبه بأي قوانين دولية إنسانية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 34 ألف شهيد، وأكثر من 77 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة؛ فيما تفاقمت حدّة المعاناة الإنسانية لكافة الأهالي داخل القطاع المحاصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة الظروف الجوية موجة الحرارة قطاع غزة الظروف الجوية موجة الحرارة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أمطار غزة تجرف خيام آلاف النازحين وتفاقم معاناتهم
الثورة / افتكار القاضي
في مشهد يفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة، ويعكس حجم المأساة التي يعيشونها في مخيمات النزوح جراء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على أبناء قطاع غزة منذ أكثر من أكثر من 13 شهرا، حيث اجتاحت الأمطار الغزيرة خيام آلاف النازحين في مناطق عدة، في القطاع
وتسببت الأمطار الغزيرة التي تهطل على مناطق مختلفة في قطاع غزة في مضاعفة معاناة النازحين، بعد أن أغرقت المياه خيامهم وألحقت بها أضرارا جسيمة، فيما تهدد مياه الصرف الصحي والقمامة النازحين في رفح بكارثة صحية
وأغرقت الأمطار الغزيرة والرياح المصاحبة، مئات الخيام، وتطاير أخرى تؤوي آلاف النازحين، الذين باتوا ليلتهم بالعراء في ظل البرد القارس وتحت الأمطار الغزيرة. ومن بين هؤلاء النازحين أطفال ونساء ومسنون ومرضى في ظروف إنسانية غاية في الصعوبة، نتيجة نقص جميع الخدمات الأساسية، وعلى رأسها توفير الطعام والرعاية الصحية اللازمة.
ويعيش نحو مليوني نازح فلسطيني في محافظات قطاع غزة ظروفا معيشية قاسية وتهجيرا قسريا، مع دخول فصل الشتاء وموسم تساقط الأمطار داخل خيام مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش اهترأت وخرجت عن الخدمة بالكامل وسط ظروف مناخية صعبة في غزة،
وحذر الدفاع المدني في غزة من أن النازحين أمام مخاطر كبيرة جراء تدفق سيول الأمطار وخاصة المناطق المنخفضة في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع، والخشية من انهيار منازل ومبانٍ ينزح فيها فلسطينيون وهي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وقال بيان للدفاع المدني الفلسطيني أن الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين تركزت في مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساكل البحر في دير البلح.
وناشد الدفاع المدني المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة والعمل على مساعدتهم وإمدادهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الشتاء.
فيما قالت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية الرسمية إن فلسطين المحتلة تتأثر بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة مصحوب بزخات متفرقة من الأمطار والرياح. وحذرت الدائرة السكان من خطر الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وشدة سرعة الرياح.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي المياه وقد غمرت خيام النازحين،
وقال خليل أبو إلياس ” صحفي” : سكان قطاع غزة يعانون بشكل كبير بسبب النزوح المتكرر مع تمزق خيمهم المهترئة التي صنعت من النايلون، مشيرا الى أن دخول فصل الشتاء يعني انتظارهم لكارثة بسبب الأمطار والرياح .
مضيفا: “لقد هطلت الأمطار علينا 3 أيامٍ متتاليات وصرخنا بألمِ لكننا نعلمُ أننا نصرخُ لعالمٍ أصـمّ .. ليس لدينا سقفٌ يحمينا من المطر وليس لدينا لباسٌ لأطفالنا يقيهم البرد.”
يأتي ذلك بينما تزحف أكوام القمامة والبرك الملوثة بمياه الصرف الصحي باتجاه خيام النازحين التي أقاموها بما توفر لهم في جنوب قطاع غزة، وهو ما يفاقم المخاطر الصحية التي تهدد الفارين من ويلات القصف الصهيوني المتواصل.
يقول رفيق أبو حمزة الذي نزح إلى رفح كغيره من مئات الآلاف هربا من الحرب “نعاني من الروائح الكريهة وانتشار الكثير من الأمراض وخصوصا في أوساط الأطفال.
ويعيش الفلسطينيون في غزة ظروفا شديدة القسوة، مع تهدم منازلهم واضطرارهم إلى النزوح أكثر من مرة وتفشي الجوع في أنحاء القطاع.
ومع غياب الدعم الكافي وسوء الأحوال الجوية، تصبح حياة النازحين أكثر هشاشة، في ظل ضعف الاستجابة الدولية للاحتياجات الملحة.
وتستدعي تفاقم هذه الكارثة تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بشكل عاجل لتقديم الدعم اللازم للنازحين الفلسطينيين، وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية في مواجهة هذه الظروف القاسية.
ومع غياب الدعم الكافي وسوء الأحوال الجوية، تصبح حياة النازحين أكثر هشاشة، في ظل ضعف الاستجابة الدولية للاحتياجات الملحة لسكان قطاع غزة الذين يعيشون ظروفا بالغة الصعوبة، تعجز الكلمات عن وصفها.