تأثّر قطاع غزة بموجة حر شديدة، وصلت خلالها درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، ممّا فاقمت من معاناة النازحين المضطرّين للعيش داخل الخيام وغرف الصفيح، جنوب قطاع غزة، جرّاء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من مائتي يوم.

ويعيش النازحون في خيام جاهزة، تبرعت بها بعض الدول حول العالم، وهي التي تعد الأفضل في مقاومة الظروف الجوية، إلا أن الغالبية منهم يعيشون في خيام محلية الصنع من الأخشاب المكسوة بالنايلون والأغطية البلاستيكية، أو حتى قطع الصفيح.



ورصدت "عربي21" أحوال النازحين وكيف قضوا أيام موجة الحرارة الحالية، المتوقع أن تنحسر الجمعة المقبلة.
نازحون فلسطينيون ينصبون الخيام على شاطئ مدينة #رفح جنوب قطاع #غزة #نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/objrqKXrBB — Independent عربية (@IndyArabia) April 23, 2024
يقول سليمان (46 عاما) إن موجة الحر الحالية كانت بمثابة الجحيم عليهم عندما بدأت مع شروق الشمس، مضيفا "مع ارتفاع الشمس أصبح الوضع لا يطاق، صرنا نكب على أنفسنا المياه فقط لمحاولة تخفيف الحرارة".

ويؤكد سليمان في حديثه لـ"عربي21": "مع ساعات الظهيرة أصبحت المياه المالحة التي نستخدمها لغسل الأطباق والحمامات ونحتفظ بها داخل برميل بلاستيكي أسود ساخنة جدا لا تنفع حتى لتخفيف حرارتنا، بناتي الصغار تقريبا صار معهم ضربة شمس، حاولت جلب مياه باردة لهم من شخص قريب يقوم بتبريد المياه عبر الكهرباء المولدة من ألواح الطاقة الشمسية".
#ترند_غزة
موجة حر تفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين داخل الخيام في غزة#غزة #Gaza #فلسطين #Palestinepic.twitter.com/DybP20UP2b — تريند غزة_ TREND GAZA (@TRENDGAZA1948) April 24, 2024
ويذكر "أول ما نزحنا إلى رفح، منذ ثلاث شهور، لم يكن معنا أي بطانيات للتدفئة وكان البرد قارصا، وقضينا عدة ليالي باردة لن أنساها في حياتي، والوضع يتكرر لكن بطريقة عكسية لكنها سيئة جدا أيضا، أنا عملت خيمة في البداية وبسبب المطر وضعت فوقها ألواح من الزينقو (الصفيح) علشان هيك صارت الخيمة شواية واللي بضل فيها بصير وجبة مندي".


بدورها، تقول حنان (35 عاما) إنها في لحظة من اللحظات لم تدري على الدنيا من شدة الحرارة، كاشفة "ارتميت على الأرض ولم أصحوا إلا بعد فترة وأنا غارقة بالمياه التي سكبوها علي لتخفيف الحرارة".

وتوضح حنان لـ"عربي21": "طبعا الأزمة ما كانت بالحر الشديد فقط، إنما الحشرات والذباب الذي انتشر بشكل مجنون، أطباق الطعام الموجودة داخل الخيمة تغلفت حرفيا بالذباب والحشرات والنحل، وطوال اليوم ندفع الذباب عنا نحن وعن أطفالنا، جلدنا تقرح، تحس أنه كان يأكل فينا أكل".
الغارة الإسرائيلية على مخيم الخيام في رفح تزيد معاناة الفلسطينيين#قناة_الغد #فلسطين #غزة pic.twitter.com/9IjBCOgdPJ — قناة الغد (@AlGhadTV) April 22, 2024
من ناحيته، يقول ماجد (64 عاما) "أنا قاعد في خيمة مصنوعة من الخشب والشوادر البلاستيكية التي كنت سعيدا جدا بها لأنها تحميني من مياه الأمطار التي غرقت فيها لما كانت الخيمة من القماش".

ويضيف ماجد لـ"عربي21": "أنا حرفيا الآن عامل زي الخضار اللي تنضج في غير موسمها، الخيمة عبارة عن دفيئة زراعية، والله ما صدقنا الشمس غابت حتى الجو صار أحسن شوي ونقدر نتحمله".

ويتسائل "والله لا أعرف كيف بدنا نقضي الصيف داخل هذه الخيام، لو ضلّت الحرب مكملة لا سمح الله. في الشتاء الحمد لله دبرنا الأمور ووزعوا علينا بطانيات وقدرنا ندفى نوعا ما، لكن الآن إيش نعمل؟ رح يوزعوا علينا مراوح ولا مكيفات، لون جسمنا صار لونين، فاتح من تحت الكم وأسود من المنطقة المكشوفة، ووجوهنا كلها تغيرت ونشفت".

من ناحيتنا، تؤكد حنين (29 عاما) إنها كانت قلقة من هذه اللحظة منذ أسابيع، قائلة "إحنا السيدات لابسين حجاب 24 ساعة، وخلال الشتاء كان الوضع محتمل لكن رغم هيك، ما سلمنا من القمل والأمراض".

وتضيف حنين لـ"عربي21": "والله بقعد أبكي لما اتخيل الحر والصيف، يمكن يبدو الأمر سخيف مقارنة بالناس اللي بتموت أو بتتصاوب، لكن الأمر سيء فوق الوصف، ما حد بقدر يعرف قديش سيء إلا لما يجربه".


ولليوم الـ202 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا كل من المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية، غير آبه بأي قوانين دولية إنسانية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 34 ألف شهيد، وأكثر من 77 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة؛ فيما تفاقمت حدّة المعاناة الإنسانية لكافة الأهالي داخل القطاع المحاصر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة الظروف الجوية موجة الحرارة قطاع غزة الظروف الجوية موجة الحرارة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بتهمة نشر وصية منفذي عملية البحر الميت.. عربي21 تكشف تفاصيل محاكمة الأردني محمد الطويل

من المتوقع أن تصدر محكمة أمن الدولة في الأردن يوم السابع عشر من آذار/ مارس الحالي حكماً بحق الشاب المعتقل محمد الطويل (22 عاما)  بالتهمتين المسندتين له والتي تخصان "التستر" على نية تنفيذ الشهيدين حسام أبو غزالة وعامر قواس لعمليتهما في البحر الميت ضد جنود الاحتلال.

وحصلت “عربي21” على وثائق رسمية تتضمّن لائحة الاتهام الصادرة بحق الشاب الطويل، في القضية المنظورة أمام محكمة أمن الدولة بسبب صداقته لمنفذي العملية حيث ما يزال معتقلاً منذ الرابع والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.




 وتُظهر الوثائق التي اطّلعت عليها “عربي21” الاتهامات الموجّهة للطويل، بسبب الاشتباه بكونه كان على علم بالعملية قبل بضع ساعات من تنفيذها ما اعتبرته المحكمة "عدم قيام بإبلاغ الجهات المعنية عن وجود مخطط إرهابي".





 وتذكر لائحة الاتهام أن الطويل كان قد تواصل معه أحد الشهيدين عشيّة تنفيذ العملية طالبا منه نشر مقطع فيديو موجود على ذاكرة هاتف على حساب الشهيد على موقع "فيسبوك" قبيل صلاة الجمعة من اليوم التالي بدقائق. 

ووفقاً للوثائق فإن الفيديو هو وصية مصورة للشهيدين عامر قواس وأخرى لحسام أبو غزالة تتكونان من عدة دقائق يخبران به بنيتهما تنفيذ العملية ويوجهان عدة رسائل. 

ولم يصدر أي تصريح من الحكومة الأردنية يصف العملية بالإرهابية وهو ما يثير استهجان حقوقيين من اعتبار الطويل قد ساهم بعمل "إرهابي" وفقا للائحة الاتهام.

 وتم توقيف الطويل أولا لدى جهاز المخابرات العامة لقرابة الشهر تخللها تحقيقات قبل أن يتم نقله بقرار من المدعي العام إلى مركز إصلاح وتأهيل ماركا على ذمة التحقيق حيث يدخل توقيفه شهره الخامس.




وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن قد شهدت الجمعة حملة نشر طالبت بإطلاق سراح معتقلي دعم المقاومة ومن بينهم الشاب الطويل حيث غرّد المشاركون على وسم "دعم المقاومة شرف وليس تهمة".

 ومنذ السابع من أكتوبر 2023 نفذت السلطات في الأردن حملات اعتقال لمواطنين بسبب المشاركة في تظاهرات أمام سفارة الاحتلال، أو التعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب اعتقال عدد من المقربين من قواس وأبو غزالة لأسابيع، بعد تنفيذ عمليتهما.

مقالات مشابهة

  • موجة باردة تؤثر على المنطقة الوسطى.. فيديو
  • قازنلي يتوقع هطول أمطار وقدوم موجة باردة جديدة..فيديو
  • اليوم العالمي للمرأة.. عربي21 تبرز صرخات الألم والصمود للمرأة في غزة
  • الأب لعازر عبود يدعو إلى الوحدة والتسامح في ظل الأوضاع الحالية
  • بتهمة نشر وصية منفذي عملية البحر الميت.. عربي21 تكشف تفاصيل محاكمة الأردني محمد الطويل
  • أخبار التوك شو: أسعار الذهب في مصر والسبائك.. موجة حارة تضرب البلاد
  • ليلى علوي تكشف عن الأرقام التي أثرت في حياتها ومسيرتها الفنية
  • الحرارة تصل إلى 28..الأرصاد الجوية تحذر من موجة حارة تضرب البلاد
  • البروفيسور هاني نجم يروي تفاصيل العملية الجراحية النادرة التي أجراها لطفل داخل بطن أمه.. فيديو
  • الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا