عند كل استحقاق يثبت رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "بيضة القبان". بالأمس القريب توافق مع "القوات اللبنانية" وقوى المعارضة فتأمّن نصاب جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ولسائر القادة الأمنيين. وعلى الأثر وقع خلاف داخل الساحة المسيحية، وبالأخصّ بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، اللذين لا يحتاجان في الأساس إلى أي حجة لتفجير ما بينهما من أحقاد موروثة من جيل إلى جيل.

     أمّا اليوم فإن كتلة "لبنان القوي"، التي تخالف مبدأين تعتمدهما كأساس لحركتها السياسية، فستؤمّن النصاب لجلسة تشريعية، وهي ضد التشريع حتى الضروري منه في غياب رئيس الجمهورية، لتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية لسنة جديدة، وهي أيضًا ضد مبدأ التمديد في المطلق، ولكنها تلجأ إلى المحظورات التي تبيحها الضرورات وفق منطق "ضربني وبكى سبقني واشتكى". وهكذا سيسلك التمديد الثاني في أقل من شهرين تقريبًا بعد التمديد الأول طريقه إلى التشريع. فكما أمّنت قوى المعارضة بالأمس القريب نصاب جلسة تمديد الضرورة هكذا سيؤمّن "التيار الوطني الحر" جلسة تمديد التمديد، في الوقت الذي يجتمعان فيه على الاستمرار في رفض التمديد للفراغ، ولكن من دون جدوى عملية، لأن البلاد لا تزال عمليًا من دون رئيس للجمهورية من دون أن يضطرّ أحد إلى "تشريع" هذا التمديد، لأنه مشرّع من دون "أن يربح جميل أحد". ولا يكفي حضور قوى المعارضة و"التيار الوطني الحر" معًا لتأمين نصاب أي جلسة رئاسية، وهي التي تحتاج إلى الثلثين زائد واحدًا. وهو أمر غير متاح أولًا نظرًا إلى التركيبة الهجينة للمجلس، وثانيًا، لأنه ليس هناك توافق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس لكل لبنان. فكل فريق من أفرقاء النزاع يريد رئيسًا على قياسه وله وحده دون سائر اللبنانيين.   فـ "حزب الله" يريد رئيسًا مقاومًا لا يطعن المقاومة في ظهرها، ويكون لها السند في ما تواجهه من تحديات، وبالأخص في هذا الظرف الدقيق والصعب، التي تضطرّ فيه إلى أن تواجه العدو عسكريًا، مع حرصها الشديد على أن يكون ظهرها غير مكشوف للداخل.
أمّا قوى المعارضة فتريد أن يكون الرئيس سياديًا، أي أن يكون قرار السلم والحرب في يده، وأن يعمل على ألا يملك أحد أي سلاح شرعي غير الجيش الضامن الوحيد لسيادة البلاد ولوحدتها، والذي عليه أن ينتشر على الحدود لحمايتها من أي عدوان أو تسلل، ولمؤازرة القوى الأمنية للحفاظ على الأمن الداخلي.
وما دام كل فريق يحاول أن يشدّ اللحاف إلى جهته فإن البلاد باقية من دون رئيس، لأن لكل منهما نظرة مختلفة عن نظرة الآخر بما يقارب الـ 180 درجة، ولأن كل واحد منهم يريد الرئيس، الذي يجسدّ طموحاته ويحقّق له مآربه السياسية. وفي هذه الحال فإن التمديد للفراغ قائم، وهو لا يحتاج إلى "التيار الوطني الحر" تارة، ولا لقوى المعارضة طورًا، لتأمين نصاب التمديدات الظرفية، التي هي نتيجة حتمية لحال الفراغ في سدّة الرئاسة. وقد يضطرّ مجلس النواب لأن يمدّد لنفسه للأسباب ذاتها التي أملت التمديد للمجالس البلدية والاختيارية.   وبين تمديد وآخر يقف الرئيس بري في الوسط. فهو "يساير" مرّة "القوات" في التمديد لقائد الجيش، ويستميل في المقابل "التيار" بدعم مرشحه لرئاسة نقابة مهندسي بيروت لكي يضمن حضور نوابه جلسة التمديد البلدي والاختياري بحجة أن الوضع الأمني في الجنوب لا يسمح بإجراء هذه الانتخابات. وهكذا يكون "مهندس تدوير الزوايا" قد وصل إلى ما يريده في حالتي التمديد، وهو في الأساس كان يميل إلى التمديد للعماد عون. وهذا ما ظهر جليًا في موقف "حزب الله"، الذي سحب نوابه من الجلسة بعدما اطمأن إلى نصابها القانوني من دون أن يسجل أي اعتراض على هذا التمديد.
وهكذا يكون "الأستاذ" "مع ستي ومع سيدي بخير" في آن واحد، إلى أن يحين التوقيت الصحيح لكسر حلقة الفراغ الرئاسي. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر من دون

إقرأ أيضاً:

في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن

  

 طالبت اليوم هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي خلال اجتماعها الدوري اليوم الخميس، بضرورة عودة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، وطالبت إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه المواطنين.

   

وزعم الانتقالي الذي يسيطر على عدن ويعرقل تحركات قيادات الدولة من اجل تكريس الإنفصال في بيان له إطلع عليه موقع مأرب برس"أن استمرار الغياب لم يعد مقبولا، ويزيد من معاناة الشعب، ويتركه يواجه مصيره في ظل الأوضاع الاقتصادية والخدمية الصعبة.

 

الانتقالي ذاته هو الذي عمل جاهدا طوال السنوات الماضية على عرقله عمل الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي، ووضع العراقيل واصطنع المشاكل بهدف مغادرة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي محافظة عدن. 

  

وجددت الهيئة ترحيب المجلس بالدعوات للمنظمات والبعثات الدولية إلى نقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة عدن، مؤكدة استعدادها لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامها.

   

ومنذ تشكيل المجلس الانتقالي في مايو 2017 بدعم إماراتي ضمن مساعي تحقيق الانفصال، يمنع الانتقالي تواجد قيادات الدولة في عدن ويعرقل تحركاتها ويمنعها من مزاولة عملها في استتباب الأمن والاستقرار، كما نفذت عدة اقتحامات لقصر "معاشيق" مقر الحكومة في عدن، كان آخرها نهاية ديسمبر الماضي، بالسيطرة على نقطة أمنية تابعة لقوات الحماية الرئاسية.

   

ورغم مشاركة الانتقالي في المجلس الرئاسي والحكومة إلا أنه يمارس ازدواجية بين الجلوس على طاولة السلطة، وتصعيد الشارع ضدها.

 

وعلى صعيد اخر جدد المجلس الانتقالي ترحيبه بالمنظمات والبعثات الدولية ودعوته لها لنقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة عدن، مؤكدةً استعداد المجلس لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامها بسلاسة، بما يسهم في تعزيز جهود الإغاثة والتنمية والاستقرار في العاصمة عدن وعموم المحافظات.

 

مقالات مشابهة

  • في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن
  • الانتقالي يدعو الرئاسي والحكومة إلى العمل من عدن ويحملهما مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية
  • “المجلس الانتقالي” يدعو الرئاسي والحكومة للعمل من عدن
  • البورصة المصرية تسجل ارتفاعا جماعيا في حركة المؤشرات بداية تداولات جلسة اليوم
  • المجلس الرئاسي يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"
  • مصر تعرض تقريرها أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان.. تعليق قوي من أحمد موسى| بث مباشر
  • أكبر أحزاب المعارضة التركية ينوي الإعلان عن مرشحه الرئاسي قريبا
  • "القومي للمرأة" يستقبل الوفد الرئاسي الكيني للاطلاع على جهود تمكين المرأة
  • المجلس الرئاسي: المنفي يلتقي في تنزانيا عددا من قادة الدول الأفريقية
  • البورصة المصرية تنهي تعاملات جلسة منتصف الأسبوع على تباين في حركة المؤشرات