كتيبة طولكرم.. عقبة في وجه الاقتحامات الإسرائيلية بالضفة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
تنظيم فلسطيني مسلح تأسس في مارس/آذار 2022، تمركز في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس المجاور لها، ويضم عناصر من فصائل فلسطينية متعددة، إلا إنها تتبع رسميا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. نفذت العديد من العمليات العسكرية النوعية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس والحواجز، وتصدت للاقتحامات التي تعرضت لها المدينة والمخيم، كما طورت أساليبها القتالية والتدريبية وعملت على تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات.
أعلن عن تأسيس كتيبة طولكرم في مارس/آذار 2022 على أيدي مجموعة من شباب المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية، يتقدمهم سيف أبو لبدة ومحمد جابر أبو شجاع.
اتخذت الكتيبة من مخيم نور شمس بطولكرم مركزا لها، وتوسعت لتضم إلى صفوفها مزيدا من الشباب المقاوم، وقُدر عدد عناصرها في سبتمبر/أيلول 2022 بحوالي 40 فردا مجهزين.
وفي وقت لاحق انضم إلى الكتيبة فصيل أسسه أمير أبو خديجة في فبراير/شباط 2023 ويحمل شعار كتائب شهداء الأقصى ويطلق عليه "مجموعة الرد السريع"، إلا إن مؤسسه ظهر في مقاطع فيديو وصور بمناسبات مختلفة وخلفه شعار كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
جاء تأسيس الكتيبة ضمن سياق فلسطيني اتسم بظهور كتائب أخرى في جنين ونابلس وغيرها، مع التنسيق على مستوى عال بين هذه الكتائب التي تجمع منتمين لفصائل سياسية متعددة.
ولأن قوانين السلطة الوطنية الفلسطينية تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية، فإن عناصر كتيبة طولكرم تعرضوا للملاحقة من طرف الأجهزة الأمنية، وقُتل بعضهم برصاصها إثر عمليات الملاحقة.
على الرغم من أن كتيبة طولكرم تضم عناصر من فصائل فلسطينية متعددة، فإنها تصنف تابعة لمجموعة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تعتبر الخيار العسكري طريقا وحيدا لتحرير فلسطين وإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وتنطلق الحركة الأم للسرايا التي تضم كتيبة طولكرم من رفض أي اتفاقية أو مشاريع تسوية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتدعو إلى القضاء التام على وجوده وتحرير كامل فلسطين، ويقوم أسلوبها على العمل الجماهيري الثوري والجهاد المسلح.
الأعلام والرموز سيف أبو لبدةولد في أواخر تسعينيات القرن الـ20، كان ينتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، تعرض للاعتقال من طرف الاحتلال أكثر من مرة، كان آخرها يوليو/تموز 2021، ثم أصبح قائدا لخلية في سرايا القدس.
تقدم مؤسسي كتيبة طولكرم في شهر مارس/آذار 2022 رفقة محمد جابر أبو شجاع، وكان أحد المطلوبين لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) باعتباره مسؤولا عن سلسلة عمليات إطلاق نار على جنود الاحتلال.
في 2 أبريل/نيسان 2022 استشهد أبو لبدة رفقة اثنين آخرين من شباب المقاومة أثناء اشتباك مع وحدة إسرائيلية حاولت اعتقالهم في جنين، بينما أخذ جنود الاحتلال جثمانه.
وجاء في وصيته التي نشرها الاحتلال "أقدّم روحي رخيصة في سبيل الله وفي سبيل تحرير فلسطين المسلمة من دنس اليهود المعتدين"، مشيدا بأداء شهداء مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.
أمير أبو خديجةولد عام 1999، التحق في عمر الـ18 بجهاز أمن الرئاسة الفلسطيني، مما أهله للتدريب على استخدام السلاح، إلا إنه فصل من عمله عام 2019 وعُرض على محكمة عسكرية فلسطينية بتهمة العلاقة بمجموعات مسلحة تقاوم الاحتلال.
بعد إبعاده عن حرس الرئاسة تابع أبو خديجة دراسته بكلية الرياضة في جامعة فلسطين التقنية (جامعة خضوري)، لكنه لم يكمل تعليمه بسبب ملاحقة الاحتلال، ومن ثم انتقل إلى العمل الخاص سائقا لمركبة نقل خاص وعاملا بورشة لحجر البناء، كما تعرض للاعتقال من طرف قوات الاحتلال لنحو عام.
في 22 فبراير/شباط 2023 أعلن أبو خديجة عن تأسيس مجموعة "الرد السريع"، ردا على مجزرة نفذتها قوات الاحتلال وراح ضحيتها 11 شهيدا، وانضوى هذا الفصيل الجديد تحت لواء كتيبة طولكرم.
وفي 23 مارس/آذار 2023 استشهد برصاصة أصابته أثناء اشتباك مع وحدات إسرائيلية خاصة حاصرت مبنى كان يتحصن فيه بقرية عزبة شوفه جنوب مدينة طولكرم.
محمد جابر أبو شجاعولد في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم أواخر تسعينيات القرن الـ20، وينتمي لعائلة فلسطينية هجّرها الاحتلال من مدينة حيفا في نكبة عام 1948، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي وعمره 17 عاما ثم اعتقل مجددا وقضى نحو 5 سنوات في السجن، كما اعتقل مرتين في سجون السلطة الفلسطينية.
كان من مؤسسي كتيبة طولكرم إلى جانب سيف أبو لبدة وتولى قيادتها من بعد اغتيال أبو لبدة، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
في 21 إبريل/نيسان 2024 ظهر أبو شجاع في موكب تشييع شهداء بطولكرم بعد أيام من إعلان الاحتلال الإسرائيلي اغتياله عقب اشتباكات ضارية دامت 50 ساعة واستشهد فيها 14 فلسطينيا في مخيم نور شمس.
تطوير الأساليب القتاليةحققت كتيبة طولكرم تطورا في التكتيك والأساليب القتالية وتدريب الأفراد وتصنيع العبوات الناسفة، مما مكنها من تنفيذ عمليات نوعية ضد جنود الاحتلال عند نقاط التماس والحواجز العسكرية، فضلا عن التصدي للاقتحامات العسكرية والقتال أحيانا خارج حدود المخيم.
ويتجنب مقاتلو الكتيبة الحديث حول التفاصيل باعتبارها أسرارا قتالية، لكنهم يؤكدون حصول "تطور كبير في آلية تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة، بحيث أصبحت أكثر قدرة على الانفجار وإحداث الأضرار المباشرة".
وعن أداء الأفراد فإن المزيد من الدروس تستخلصها الكتيبة أثناء عمليات التصدي لقوات الاحتلال التي تقتحم المخيم، وتعمل أيضا على تطوير وحدات الرصد والدعم اللوجستي التي تعمل جنبا إلى جنب مع الوحدات القتالية.
اقتحامات طولكرميوم 18 أبريل/نيسان 2024 اقتحمت قوات عسكرية إسرائيلية مخيم نور شمس بمدينة طولكرم ضمن عملية عسكرية استمرت نحو 50 ساعة، واستشهد فيها 14 فلسطينيا، مع تدمير واسع في البنية التحتية بواسطة الجرافات الإسرائيلية، بينما تصدت الكتيبة للهجوم وأكد الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط و3 جنود.
وليست هذه العملية إلا واحدة من بين أكثر من 20 اقتحاما تعرضت لها طولكرم ومخيم شمس في الفترة ما بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و18 أبريل/نيسان 2024 وخلفت استشهاد 56 شخصا، واستخدم فيها الجيش الإسرائيلي ضربات جوية في حالات نادرة على مدن الضفة الغربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الاحتلال الإسرائیلی جنود الاحتلال کتیبة طولکرم مخیم نور شمس مارس آذار أبو شجاع أبو لبدة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يواصل تدميره للمنازل بمخيمي طولكرم وجنين.. واعتداءات للمستوطنين
تواصل قوات الاحتلال عدوانها على طولكرم وجنين ومخيماتها وسط دمار واسع للمنازل والمرافق فيهما.
وخلال العدوان المتواصل، تستمر قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية باتجاه المخيم ومحيطه.
وتشهد المدينة خلال ذلك تسيير فرق مشاة في عدة أحياء منها، فيما تشهد غالبية قرى المحافظة تحركات عسكرية يومية وتواجدا دائما لدوريات الاحتلال وآلياته.
ومنذ بداية العدوان على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني/ يناير استشهد 40 فلسطينيا، بالإضافة إلى عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.
وما زالت قوات الاحتلال تنفذ عمليات تجريف وتدمير واسعة داخل المخيم تهدف إلى تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
وازدادت المخاوف مع تركيب قوات الاحتلال بوابات حديدية عند مداخل المخيم مؤخرا، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر إما كامل أو جزئي جراء العدوان المتواصل وعمليات التدمير والتجريف المتواصلة.
وبالإضافة إلى الأضرار الواسعة في المخيم، تشير تقديرات بلدية جنين إلى أن 800 وحدة سكنية في المدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى 15 مبنى تم هدمه في المدينة منذ بداية العدوان، حيث تركزت غالبية الأضرار في الحي الشرقي وحي الهدف.
وما زالت عائلات المخيم بالإضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيط المخيم مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير التقديرات الرسمية لدى بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة زاد عن 22 ألف نازح.
وما زال الوضع الاقتصادي في مدينة جنين يزداد تدهورا، حيث تسجل خسارات تجارية ضخمة نتيجة العدوان والذي أدى إلى إغلاقات تجارية كثيرة، وتوقف حركة التسوق المتجهة إلى المدينة من خارجها، بالإضافة إلى عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية في الشوارع وتعرض عدد كبير من المحلات التجارية لأضرار خلال ذلك، فيما تتعرض بعض المناطق من المدينة لشلل اقتصادي كامل خاصة في الأحياء الغربية.
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، تواصلت اعتداءات الاحتلال لليوم الــ95 على التوالي، ولليوم ال82ـ على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، وحملة متواصلة من المداهمات والاقتحامات.
وشهدت المنطقة تحركات نشطة لآليات الاحتلال وفرق راجلة وهي تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية، وتعرقل تنقل الفلسطينيين ومركباتهم وتحديدا عند مفرق أبو صفية في الحي الشرقي، وشارع نابلس ودوار شويكة وضاحية ذنابة، حيث احتجزت عددا من الشبان وحققت معهم ميدانيا.
وفي مخيم نور شمس، أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال المنتشرة داخل المخيم، أضرمت بعد منتصف الليل النيران عمدا داخل أحد المنازل، تحديدا في الحي الشرقي خلف المدارس، ما أسفر عن اندلاع حريق كبير التهم المنزل ومركبة كانت متوقفة بجواره.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية ذنابة شرق طولكرم، واحتجزت عددا من الشبان أثناء تجولها في المنطقة، ودققت في هوياتهم وأخضعتهم للاستجواب الميداني دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي دوار شويكة في الحي الشمالي للمدينة، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عدي سروجي أثناء تواجده في مكان عمله، قبل أن تطلق سراحه لاحقا بعد الاعتداء عليه بالضرب.
ويشهد مخيما طولكرم ونور شمس ومحيطهما، انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال وسط إطلاقها للأعيرة النارية وقنابل الصوت مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى، تزامنا مع حصارها المشدد عليهما وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية، وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها، وإجبار من بقي من المواطنين على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
وتواصل قوات الاحتلال على مدار الساعة الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة، إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها، وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والتنكيل والاعتقال.
كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد اجبار سكانه على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
هذا وأسفر العدوان على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
إلى ذلك اعتدى مستوطنون، على ممتلكات إحدى العائلات قرب حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية، وسرقوا عشرات رؤوس الماشية للعائلة ذاتها.
وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المستوطنين خربوا خلايا شمسية تستخدم للإضاءة، ومزقوا بعض الخيام، كما أعطبوا إطارات صهاريج مياه، وسرقوا عشرات رؤوس الماشية للعائلة.
وفي الأسابيع الماضية، زادت حدة اعتداء المستعمرين على ممتلكات المواطنين، ومحاولة سرقة أغنامهم، في خطة واضحة لتفريغ الأغوار من سكانها.
وأغلقت قوات الاحتلال اليوم الخميس، مداخل بلدتي بيتا وأودلا جنوب نابلس.
وذكرت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال تواصل اقتحام بلدة بيتا جنوب نابلس، وسط حملة مداهمات وتفتيش المنازل، كما أغلقت كافة مداخل البلدة.
وأكدت أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل بلدة اودلا بالسواتر الترابية وطرقا فرعية بين السهول الزراعية.