هل تكون بيروت مقصد قيادة حماس إذا أخرجت من الدوحة؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار":سرى في أوساط سياسية وإعلامية في بيروت وسواها سيل من المعلومات والتكهنات أوحى بأن قيادة حركة"حماس" المقيمة في الدوحة منذ أكثر من عشرين عاماً وتؤدي دور قيادة الخارج بدأت جدّياً رحلة البحث عن عاصمة أخرى عربية أو غير عربية يمكن أن تستقبلها وتؤمّن لها الرعاية والحماية، لأن السطات القطرية لم يعد بإمكانها جبه حملة الضغوط الغربية عليها، التي تلح عليها لطرد قيادة "حماس" وفي مقدمها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وسلفه خالد مشعل إضافة الى خليل الحيّة وعزت الرشق وسواهم من الصف القيادي القديم والجديد.
وبناءً على ذلك توجّهت الأنظار بشكل رئيسي الى ثلاث عواصم عربية وهي بيروت ودمشق وبغداد لاعتبارات عدّة. وفيما سرت معلومات تفيد أن بغداد بضغط من الدوحة وطهران قد قبلت بتوفير مساحة من الأرض في محيطها تصلح لأن تكون مجمّعاً يؤوي قيادة الحركة، لكن الأمر لم يتخطّ حدود التكهّن، فيما سرى أن دمشق أبلغت من يعنيهم الأمر وفي مقدمهم "#حزب الله" أنها غير مستعدّة إطلاقاً لأن تعود لتحتضن قيادة "حماس" كالسابق، لأنها تكتفي بالمصالحة التي جرت بينهما أخيراً وأنها رغم ذلك ليست راغبة في إعادة التجربة السابقة. أما مسالة الانتقال الكلّي لقيادة الحركة الى بيروت فأمر دونه عقبات وصعوبات أمنية وسياسية خصوصاً في ظلّ الاعتراض الذي بان إثر الظهور العسكري المحدود لمقاتلين من الحركة في الميدان الجنوبي ما عزّز مظاهر الانقسام بما يعيد إحياء تجربة الوجود الفلسطيني الذي كان قبل عام 1982.
لا تنفي حركة "حماس" وجود ضغوط تمارس على الدوحة في إطار الضغط على الحركة نفسها لمعاقبتها على ثباتها على مواقفها، لكنها تنفي نفياً قاطعاً أن تكون السلطات القطرية فاتحت قيادة الحركة في أمر مغادرة الدوحة والبحث عن ملاذ آخر. وقال القيادي في قيادة الحركة في لبنان وليد كيلاني لـ"النهار" إن الحركة تضع كلّ ما يقال بخصوص عزم قيادتها الموجودة في الدوحة على الانتقال منها الى عاصمة أخرى "في إطار الشائعات، والهدف ممارسة الضغوط على الحركة بعد ثباتها على مواقفها ورفضها التنازل أو التراجع عن مطالبها وشروطها المعروفة لتهدئة الوضع في غزة وفي مقدمها وقف العدوان بشكل دائم وانسحاب قوات العدو وإعادة النازحين من شمال غزة قبل البحث في ملف الأسرى".
وأضاف: "الأكيد أن هذا الموقف الراسخ لم يعجب العدو الصهيوني ولا الإدارة الأميركية، لذا شرعا في رحلة الضغط السياسي والإعلامي على قيادة الحركة وإظهارها بمظهر المعزول. ونحن نؤكد أن هذا الضغط المستجد لن يجدي كما لم تنجح الحملات الضارية علينا في الميدان".
ورداً على سؤال قال كيلاني: "إن الإدارة الأميركية شريكة في عملية الضغوط علينا لدفعنا الى التخلي عن مواقفنا المبدئية والقبول بعرضها الذي هو عرض إسرائيلي ولكن بورقة أميركية، وهي بعد ذلك انتقلت الى ممارسة الضغوط على القيادة القطرية لكي تبادر الى ممارسة الضغوط علينا. لذا نؤكد أن الأنباء التي ضُخّت أخيراً عن قرب خروج قيادتنا من الدوحة والبحث عن مكان آخر يستقبلنا هي أنباء غير صحيحة، ونؤكد أن قيادة الحركة ليست في وارد البحث عن عاصمة أخرى تنتقل إليها لأن الدوحة لحدّ الآن لم توح لنا أننا بتنا غير مرغوب فينا عندها، وكلّ ما سرى هو من باب الضغوط ليس إلا. أما إن كان هناك من يستند الى موقف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الذي تحدث فيه عن أن بلاده بصدد إعادة تقييم موقفها من ملف الوساطة والتفاوض الذي تؤدّي فيه دوراً رئيسياً فهذا لا يعني إطلاقاً أن القيادة القطرية تعتزم إبعاد قيادة حماس". واعتبر "أن كل ما يُسرّب هو أخبار كاذبة نسجها العقل الإعلامي الصهيوني والأميركي خدمةً للكيان المغتصب".
وقال "ثمة من التبس عليه الأمر فأدرج زيارة وزير الخارجية التركي للدوحة ولقاءه مع الأخ إسماعيل هنيّة في خانة البحث عن مكان آخر تنتقل إليه قيادة حماس، والصحيح أن الزيارة كانت لمساندة قطر في مواقفها إضافة الى دعم الحركة وموقفها خصوصاً أن الرئيس التركي رفض اعتبار الحركة تنظيماً إرهابياً".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قیادة الحرکة البحث عن
إقرأ أيضاً:
يجب حظر الحركة الإسلامية السودانية
بعض الأقلام النابهة والوازنة صاحبة القدر المعتبر من الموثوقية وعمق الرؤية، بذلت اطروحات الحلول المحتملة لوقف الحرب وإعادة بناء الوطن، فهادنت وتسامحت على المستوى النظري مع الحركة الإسلامية الحاملة لوزر إشعال الحرب، والمسؤول الأول عن إزكاء نار خطاب الكراهية وخطيئة قصم ظهر الوطن، بجعل ذهاب الجنوب الحبيب لخيار الانفصال ممكناً، إذ ما تزال تؤجج نار الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، هذا فضلاً عن سجلها الإجرامي الحافل بفظائع الإرهاب الدولي، وضلوعها في ارتكاب خطايا جنائية لا تعد ولا تحصى، لا تؤهلها لأن تكون جزءًا من المشهدين السياسي والأمني مستقبلاً، والمقارنة بينها وبين بيض جنوب افريقيا لا تجوز، لأن جرم نظام الفصل العنصري أقل بكثير من خطيئتها، فأنصار رئيس جنوب أفريقيا الأبيض "دي كليرك" سجنوا نلسون مانديلا ثلاثة عقود من الزمان، لكن لم يخرقوا رأسه بمسمار ولم يجلسوه على خازوق، ولم يقم الرجل الأبيض بتطهير عرقي ممنهج استخدم فيه الطائرات الحربية والقنابل المزوّدة بالمواد السامة تجاه السود، ولم يدفن آبار مياه الشرب وما دمر البنية التحتية، على العكس من ذلك، حينما كان الناشطون السود يتظاهرون ويقتلون بالسلاح (الخفيف) للبيض في الميادين، كان نفس هؤلاء البيض يبنون ويعمّرون، لذا بعد اكتمال مشروع التحرير الوطني قبل الزعيم الإفريقي بالحقيقة وصالح وصافح "دي كليرك".
إنّ الحركة الإسلامية السودانية يجب أن يكون مصيرها كمصير حزب البعث العراقي، الذي أحال العراق إلى ركام من الحجارة الأسمنتية والجماجم البشرية، فجاءت أنظمة حكم ما بعد الدمار وحظرته، وأمسى البعثيون في شوارع بغداد مثل كفار قريش بعد فتح مكة، نفس المآل يجب أن يلحق بهذه الشرذمة الغريبة الفكر، ولو كان هنالك دليل إدانة واحد يوجب حظرها، سيكون هو إشعالها للحرب التي قتلت مئات الآلاف من السودانيين، فلا يمكن بأي حال من الأحوال التسامح مع من حطم الوطن وأعدم المواطن، ورأينا الشعوب والحكومات الأمينة مع شعوبها من حولنا كيف حظرت التنظيمات الإرهابية، لعلمها التام بأنها جماعات تعمل من أجل التخريب ولا تؤمن بالوطن، فالبارحة صدر قرار حظر السلطات الأردنية لجماعة الإخوان المسلمين هناك، فالأجرب لا يُعاشر، ومن يهادن الأجرب يكتوي بالداء اللعين، على الكتاب والمفكرين السودانيين القيام بدورهم الغيور على الأرض والعرض، وأن لا يسمحوا لأقلامهم بأن تمنح أفراد هذا التنظيم المتطرف بارقة أمل العودة لمنصات الفعل السياسي، فسودان المستقبل يستحق ان يكون خالياً من كتائب داعش الناحرة لأعناق لناس، في المدن التي تسيطر عليها الحركة الإسلامية، وعلى التحالفات السياسية والعسكرية – صمود وتأسيس – (استتابة) كادر الحركة الإسلامية المختبئ تحت لوائيهما، وإقعاده على الكنبة الخلفية لعلّه يفقه مبادئ الديمقراطية وأساسيات الحكم المدني.
بعد الحرب وفقدان العزيز والنفيس، لم يعد هنالك كبير في ميدان العمل العام، ولا توجد ضرورة لتكرار صناعة الاصنام القديمة – الصادق المهدي وحسن الترابي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد إبراهيم نقد، لأن غربال الحرب أسقط الكهنوت وآلهة العجوة، ورفع قدر كل أشعث أغبر أساء الظن به الحركيون الإسلاميون فصنّفوه خارجاً عن الملّة، إنّ صياغة دنيا السودان الجديد لن تتأتى إلّا بزوال الهدّامين من أفراد التنظيم الواجب حظره، والاعتماد على البنائين من قادة الحراك الوطني غير الملوثين بغلواء الحماس الديني، المبني على استثارة العواطف دون مخاطبة العقول، وليحذر الناشطون الأحرار من مغبة الوقوع في فخاخ هذه الحيّة الرقطاء، وأن يؤسسوا اطروحاتهم على الحقيقة لا المصالحة مع الشر المطلق المتمثل في الحركة الإسلامية، وليعتبروا بتجارب البلدان الافريقية والعربية وكفاحها ضد حركات الإسلام السياسي، مثل تونس ومصر والأردن وبعض الدول الخليجية، وكيف أوقفت هذه البلدان هذا الفكر التدميري، ومن خفة دم وزير خارجية إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، تعليقه على الخلية الإخوانية التي تم القبض عليها في بلاده قبل سنوات بقوله:(هل يعقل أن يُصدّر الدين الإسلامي إلينا من إفريقيا وجدنا هو من نشر الإسلام في إفريقيا)، فبعد هذا القول المفحم من سعادة الوزير، لا تعليق، وكما يقول المثل (العربي) اللبيب بالإشارة يفهم، وإذا لم يستوعب اللبيب الافريقي (الحركة الإسلامية السودانية)، عليه الاطّلاع على هجاء أبي الطيب المتنبئ لكافور الإخشيدي.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com