بملتقى القاهرة الأدبي.. من يكتب الآخر المدينة أو الحرب؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
استمرارًا لأمسيات ملتقى القاهرة الأدبي بقبة الغوري، وكما أكد دائمًا الناشر محمد البعلي المدير التنفيذي للملتقى، بأنه فرصة تهدف لتلاقي المثقفين المصريين مع غيرهم من مختلف دول العالم، وأنها دورة استثنائية بعد توقف لسنوات تؤكد على أهمية الإبداع فنًا وأدبًا في مواجهة تداعيات الحروب في المنطقة.
فضاء غزة الممتد
أقيمت الأربعاء أمسية بعنوان "المدينة والحرب" بحضور الكاتب إياكي كابي من جورجيا صاحب رواية "سفر الخروج" والمترجمة للعربية بقلم المترجم ميسرة صلاح الدين عن دار صفصافة للنشر، وهي رواية تأخذنا في رحلة طويلة في حرب لا ترحم بعيون طفل بصحبة جده وجدته وسط أهوال لا يستطيع إدراكها.
وبحضور الكاتب محمود جودة من فلسطين وهو صاحب رواية "حديقة السيقان" والصادرة في حيفا عام 2020، والتي تُعبر عن وجع غزة في زاوية من زوايا فضاء غزة الممتد من رفح حتى بيت حانون، وبحضور مصري متمثل في الروائي والقاص أحمد عبد المنعم رمضان والذي صدر له مؤخرًا المجموعة القصصية "قطط تعوي وكلاب تموء" عن دار الشروق.
وأدار الأمسية الكاتب والناقد الكويتي فهد الهندال، والذي تحدث عن أهمية الأدب الذي يجسد الحروب، في كثير من مدن العالم كبغداد والقاهرة ودمشق والقدس وعن أهمية الأدب أيضًا للتعبير عن المشاعر الإنسانية، فقد كتب الأدباء عن الشجن والحزن، وكل ما ينتج عن الحروب من مآسي.
ومن بين الكتاب الذين تأثروا بالحروب وجسدوا في رواياتهم هذه المآسي كشكسبير وهوجو، وحتى في عالمنا المعاصر هناك الكثير من الكُتاب الذين شرحوا ماذا تفعل الحرب في جسد المدينة، ونحن نعيش الآن ما يحدث في مدينة غزة وما تجابهه من حرب ممنهجة ومآسي وتدمير، في ظل صمت عالمي تام.
تخيلات
وقد أفاد الكاتب محمود جودة تعليقًا على سؤال أيهما يكتب الآخر، المدينة أم الحرب؟ أن الكاتب دائماً أو غالباً يكتب عن أشياء متخيلة، لكن كوننا من أهل غزة فالأمر مختلف، فنحن الآن ننعي المدينة كلها، بعد فقدنا لغزة، ففي الواقع بكل أراضي فلسطين نسمي أبنائنا بمدننا المسلوبة، وغزة التي بنيت أمام عيوننا وفجأة تُدمر أمام أعين سكانها. وأنه ككاتب كان يجد الصعوبة في إبداعه نظرًا لكون غزة مدينة بلا تضاريس طبيعية كثيرة، فهو رأى جبل أو سفينة كبيرة لأول مرة بحياته في مدينة إسطنبول في عمر السابع والعشرون من عمره، وهنا تكمن صعوبة الكتابة عن المدينة بشكل واضح وحيادية وسط أجواء الحروب، وهنا أيضًا يكون الإبداع شيئًا مختلفًا.
في ملتقى القاهرة الأدبي.. كيف تتحول المدن لحكايات ؟ لمشاركته في تظاهرة داعمة لـ غزة .. أمريكا تعتقل الروائي سنان أنطوان لماذا يطالب خبراء السياحة والآثار بالربط بين مناهج الإرشاد وسوق العمل؟ بوغوص نوبار باشا ودوره في تعزيز العلاقات الأرمنية المصرية ندوة بقصر البارون الهيئة العامة لقصور الثقافة تطلق العدد الجديد لجريدة مسرحنا تنمية المواهب الإبداعية للأطفال.. العدد الجديد لمجلة قطر الندى تنورة وفلكلور صعيدي في احتفالات عيد الفطر بأسيوط إعلان شروط جائزة إدوار الخراط للإبداع الأدبي في دورتها الأولى |تفاصيل سعر التذكرة 40 جنيها.. سينما الشعب تواصل نجاحها الجماهيري الكبير|تفاصيل فرحة العيد تصل الخيالة ضمن المشروع الثقافي بالإسكان البديل جغرافية المدن
أما الكاتب الجورجي كابي ففي رأيه أن الحرب لا تؤثر فقط في جغرافية المدن، بل تؤثر في البشر أيضًا الذين يمثلون هذه الجغرافيا. وإنه لا يعتبر نفسه كاتب عن الحرب فقط، بل هو ابن الحرب نفسها، وبرغم أن مواطني جورجيا معظم الوقت يعيشون مآسي الحرب فهم يعبرون عن هذه الصعوبات، عن طريق الكتابة عن الحرب وتبعاتها، وأن الإنسان الذي مر بمرارة الحرب هو الذي يقدر نعمة السلام، وهو الشخص الأكثر جدية في التعبير والإبداع عن ذلك.
وتحدث القاص والروائي أحمد عبد المنعم رمضان عن التغيرات التي حدثت في القاهرة في آخر ١٥ عام، التي جعلته حريص على توثيق ذلك، والكاتب كما يحب الكتابة عن أحداث عايشها، فهو يحاول تخيل ما يكتبه وليس بالضرورة أن يكون مر بالتجربة، كتجربة الاعتقال أو السجن أو الحرب، لكن بالتأكيد التعبير عن مأساة الحرب بالأخص تستوجب في كثير من الأحيان معايشة هذا الأمر بكل ما فيه، لوصف هذه المشاعر، وهو تحدي كبير للكاتب المُبدع.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أستاذ إعلام: يجب تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة الحرب النفسية الحديثة
قال الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، إن الحرب النفسية باتت سلاحًا فعالًا تستخدمه جهات خارجية للتأثير على استقرار الدول وإثارة الانقسامات داخل المجتمعات دون اللجوء للعنف أو القوة العسكرية المباشرة، كما في الحروب التقليدية.
هذه الحروب تعتمد على أساليب دعائية ونفسية معقدةوأوضح النحاس في تصريحات لـ«الوطن»، أن هذه الحروب تعتمد على أساليب دعائية ونفسية معقدة، مثل نشر الشائعات والدعاية الموجهة، مستهدفةً عقول الأفراد وسلوكياتهم بهدف زعزعة الثقة بالدولة وإشاعة الشكوك بين المواطنين.
وأكد الدكتور حسام النحاس أن مواجهة الحرب النفسية تتطلب جهودًا متعددة على المستويين الفردي والجماعي، لتعزيز قدرتهم على التحليل النقدي للمعلومات وعدم الانسياق وراء الشائعات، مما يعزز من الوحدة الوطنية لمواجهة محاولات التضليل.
حماية المجتمع من تلك الأفكار والشائعاتودعا أستاذ الإعلام بجامعة بنها إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير الفكر النقدي لدى الأفراد لمواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن ذلك يدعم الهوية الوطنية ويقوي الروابط المجتمعية، بما يسهم في حماية المجتمع من تلك الأفكار والشائعات.