الهلال يحاول الابتعاد عن النصر في سباق الصدارة.. وصراع الهبوط يشتعل بدوري روشن
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
تواصل الفرق المتنافسة في الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن 2023-2024" محاولة بلوغ تطلعاتها وطموحاتها المتباينة بكل تفاصيلها، وتحقيق أهداف رُسِمَت ملامِحُها، طوال مسيرة امتدت لـ 28 جولة سابقة، سواءً على صعيد التتويج بلقب الدوري، على غرار الهلال المتصدر ووصيفه النصر، أو المنافسة على المقعد الآسيوي الذي ينشده كل من الأهلي والاتحاد والتعاون، وربما يدخل الفتح وغيره في هذه المنافسة.
وفي منطقة الوسط، تحاول الفرق الحصول على مركزٍ وسطٍ في منطقةٍ دافئة بجدول الترتيب تضمن لأندية مثل ضمك والشباب والخليج والفيحاء، لأن يستعجلوا بوضع خطة مبكرة، تسهم في تقديمهم لعطاءٍ أفضل في الموسم القادم، أو أندية أخرى تنازع الروح والحياة بل وتقاتل للهروب من دوامة الصراع على الهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى العام المقبل، مثل الوحدة والرائد والطائي والرياض رغم أنهم لا يقعون ضمن محيط الخطر على غرار أبها والأخدود والحزم، المعرضين أكثر للحرمان من فرصة اللعب في دوري روشن 2024 - 2025.
هذه الطموحات الهلالية لم تتراجع رغم غياب نجمي الفريق الصربي ألكسندر ميتروفيتش والبرازيلي نيمار دا سيلفا الغائبين بسبب الإصابة، إلى جانب شكوك تحول حول مشاركة الظهير ياسر الشهراني والقائد سالم الدوسري، بعد إصابتهما في مباراة العين في إياب نصف النهائي القاري، إذ ستتحدّد مشاركتهما من عدمها بعد خضوعهما للفحوص الطبية.
في المقابل يأمل الفتح، سادس الترتيب، استغلال ظروف الهلال من أجل تحقيق نتيجة ايجابية، وهو يعيش موسماً جيداً، إذ يتقدّم على الاتفاق والشباب في جدول الترتيب.
من جانبه، يستضيف صاحب الوصافة فريق النصر بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو فريق الخليج صاحب المركز التاسع يوم السبت لحساب ذات الجولة الـ 29 على ملعب الأول بارك، متطلعاً لتحقيق فوزه السادس توالياً ومواصلة مطاردة الهلال على الصدارة، رغم غياب أكثر من لاعب، على رأسهم المهاجم السنغالي ساديو مانيه بسبب الإيقاف، وأيمن يحيى الذي يقدم أداءً ملفتاً مع الأخضر الأولمبي في مسابقة كأس أسيا تحت 23 عاماً في قطر، والمصابين البرازيلي أندرسون تاليسكا المصاب، ومحمد مران اللذين انتهى موسمهما بعد إصابتين ستغيبهما نظير حاجتهما لتدخل جراحي.
وستشهد هذه الجولة لقاء قمةٍ يجمع الاتحاد رابع الترتيب مع صاحب المركز الـ 11 فريق الشباب في جدة، وسط تطلعاتٍ متشابهةٍ إلى حدٍ كبير، فكلاهما يبحثان عن تحسين مركزهما، إذ يأمل أصحاب الأرض الوصول للنقطة الـ 53 والوصول لثالث الترتيب، بجانب رغبتهم تعويض خسارتهم ذهاباً أمام ضيفهم الشباب 0-1، رغم غياب لاعب الوسط البرازيلي فابينيو، بسبب إصابة في الفخذ امتدت إلى وتر داخل النسيج العضلي، فيما يتسلح الضيوف بأوراق مهمة وصفقات استطاعوا انتدابها خلال الفترة الشتوية، وباتت منسجمة بشكلٍ كبير مع المجموعة التي بدأ بها الشبابيون موسمهم هذا العام، بل وفتحت لهم آفاق جديدة ورفعت سقف طموحاتهم للعمل بجدية وسعيٍ حثيث لتحسين ترتيب فريقهم في سلم الترتيب، على غرار الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي يخضع لاختبارات لياقية ستحدد مصير مشاركته في هذه الموقعة، والمدافع المغربي رومان سايس، ولاعب الوسط البلجيكي كاراسكو.
ويتطلع الأهلي صاحب المركز الثالث من جهته إلى حصد نقاط مباراته أمام ضيفه الرياض غداً الخميس، ومعوضاً تعادله الأخير أمام الوحدة 1-1، إلا أن الرياض بدوره يدخل هذه المواجهة بطموحات تحقيق نتيجةٍ إيجابية تبعده عن مراكز الخطر، وتساعده على خوض ما تبقى من الجولات براحة وتركيز أكبر للحفاظ على فرصة البقاء في دوري الأضواء.
وفي ذات السياق وبذات التفاصيل ستشهد باقي مواجهات هذه الجولة إثارة وندية ومستوى فنياً عالياً، لا سيما وأن السباق في أمتاره الأخيرة، لذا تتطلع باقي الفرق لتحقيق نتائج إيجابية تمكنها من إسعاد محبيها وتحقيق آمالهم، على غرار الوحدة الذي سيستضيف في مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع بمكة المكرمة متذيل الترتيب فريق الحزم، والطائي عندما يحل ضيفاً بالمجمعة على الفيحاء، وضمك حين يقابل التعاون في خميس مشيط، والأخدود الذي سيستقبل أبها، والرائد عندما يواجه على ملعبه ببريده فريق الاتفاق.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الهلال النصر دوري روشن على غرار
إقرأ أيضاً:
سوريا وتركيا نواة لسوق مشتركة على غرار بدايات تأسيس الاتحاد الأوروبي
في عالم تتسارع فيه المتغيرات السياسية والاقتصادية، يصبح من الضروري أن تبحث الدول عن سبل التعاون والتكامل لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي. واحدة من أبرز الأفكار التي يمكن أن تساهم في تحقيق هذه الأهداف هي فكرة إنشاء سوق مشتركة شرق أوسطية شبيهة بالنموذج الأوروبي، حيث يمكن للدول الممتدة من كازاخستان شمالاً إلى السودان جنوبًا، ومن باكستان غربًا إلى موريتانيا شرقًا، التي تمتلك موارد اقتصادية هائلة وقوة بشرية تقارب المليار نسمة، أن تشكل بنية اقتصادية وإقليمية قادرة على مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التكامل الاقتصادي. وفي هذا السياق، يمكن أن تكون تركيا وسوريا النواة الأولى لهذا المشروع الطموح.
الجغرافيا السياسية.. الشرق الأوسط كجسر للتكامل
يمتد الشرق الأوسط من غرب آسيا إلى شمال إفريقيا، ويضم مجموعة واسعة من الدول التي تتنوع ثقافاتها وسياساتها واقتصاداتها. ورغم هذا التنوع، إلا أن هناك نقاط التقاء عديدة بين هذه الدول تجعل من المنطقة بيئة خصبة للتعاون والتكامل.
سوريا تتميز بتنوعها الإثني والقومي، وبعد انتصار ثورتها على نظام الأسد، سيكون لها دور هام في تغيير وجه المنطقة. وهي تشكل بوابة للعالم العربي، حيث وصفها نابليون بـ"قلب العالم"، فيما اعتبرها تشرشل "مفتاح الشرق الأوسط". وعلى الرغم من الأزمة الطويلة التي عانت منها، تبقى سوريا واحدة من المكونات الحيوية للمنطقة بفضل موقعها الجغرافي وتاريخها المشترك مع دول الجوار وثرواتها الباطنية والبشرية الهائلة. كما أن هذه التحديات يمكن أن تشكل حافزًا لإعادة النظر في أساليب التعاون بين دول المنطقة، حيث يمكن تحويل تسوية الأزمات إلى فرصة لتحقيق تقدم اقتصادي وسياسي مستدام.
إن فكرة تأسيس سوق مشتركة شرق أوسطية تمتد من كازاخستان شمالًا إلى السودان جنوبًا، ومن باكستان شرقًا إلى موريتانيا غربًا، تمثل خطوة طموحة نحو تحقيق التكامل الإقليمي وتعزيز التعاون بين دول المنطقة. ومن خلال تبني نموذج شبيه بالاتحاد الأوروبي، يمكن مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية بشكل جماعي والمساهمة في تحقيق الاستقرار والازدهار.أما تركيا فبحكم موقعها الجغرافي الذي يصل بين الشرق والغرب، رابطًا جغرافيًا وثقافيًا مهمًا بين القارتين الأوروبية والآسيوية، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لأي مشروع تكامل إقليمي. وهي بوابة للجمهوريات التركية التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي. ولا شك أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي حققته تركيا في العقدين الماضيين يعزز من أهميتها في هذا السياق، كما أن انضمامها المستقبلي المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي سيزيد من تأثيرها الإقليمي.
نموذج الاتحاد الأوروبي.. درس مهم
عند النظر إلى الاتحاد الأوروبي الذي بدأ كاتحاد اقتصادي محدود في خمسينيات القرن الماضي، نجد أن تأسيسه اعتمد على عدة عوامل أساسية: الحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول عاشت صراعات تاريخية طويلة، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة عانت من أزمات وحروب مدمرة.
في البداية، ضم الاتحاد الأوروبي عددًا محدودًا من الدول (ست دول مؤسسة)، لكنه سرعان ما توسع ليشمل دولًا أخرى، معتمدًا على مؤسسات مشتركة تقوم بحل الخلافات وتنسيق السياسات الاقتصادية.
بالنسبة للشرق الأوسط، يمكن تطبيق فكرة مشابهة من خلال إنشاء "سوق شرق أوسطي مشترك". بدلاً من التركيز على النزاعات والحروب، يمكن للدول أن تركز على التحديات الاقتصادية المشتركة مثل تحسين التجارة البينية، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمياه والموارد الطبيعية والبشرية والتكنولوجيا والتنمية المستدامة.
الاقتصاد والتكامل بين دول المنطقة
إن تأسيس سوق مشتركة شرق أوسطية يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير على النمو الاقتصادي للدول المشاركة، كما حدث مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويشمل هذا التكامل الجوانب التالية:
1 ـ تعزيز التجارة البينية: من خلال إزالة الحواجز الجمركية والقيود التجارية بين دول المنطقة، مما يسهل تدفق السلع والخدمات ويشجع الإنتاجية والاستثمار.
2 ـ تطوير البنية التحتية المشتركة: التعاون لتحسين شبكات النقل والطاقة، بما في ذلك بناء شبكات طرق وموانئ مشتركة وتطوير مشروعات الطاقة، ومنها المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
3 ـ استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي: العمل على معالجة التضخم، وتحقيق استقرار أسعار العملات، وتقليل البطالة، بالإضافة إلى تنسيق السياسات النقدية.
4 ـ تشجيع تدفقات الاستثمارات: توفير بيئة أكثر استقرارًا وتعاونًا لجذب المستثمرين المحليين والدوليين.
5 ـ حل مشكلات الأقليات: على غرار ما حدث في الاتحاد الأوروبي، حيث ساهم التكامل الاقتصادي في معالجة قضايا الأقليات وتعزيز التعايش السلمي.
تأسيس منظمة لحل الأزمات والمشكلات
أحد الدروس المهمة التي يمكن تعلمها من تجربة الاتحاد الأوروبي هو ضرورة وجود آليات لحل الأزمات والصراعات بين الدول الأعضاء. في هذا الإطار، يمكن لدول السوق المشتركة في الشرق الأوسط إنشاء منظمة مشابهة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OECO)، وكذلك مفوضية ومحكمة عدل لها، بحيث تكون منصات لحل النزاعات وتعزيز التعاون.
إن التاريخ يُظهر أن التعاون بين الدول هو السبيل الأنجع لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة. وستكون سوريا وتركيا النواة الصلبة لمشروع قرن الواحد والعشرين الواعد، وبدايته ستكون بخطوة مشابهة لتلك التي بدأ بها الاتحاد الأوروبي: خطوة مثل مسافة الألف ميل التي تبدأ بخطوة.1 ـ آلية تحكيم للنزاعات: إنشاء محكمة إقليمية أو لجنة دائمة لحل النزاعات بين الدول الأعضاء من خلال الحوار والمفاوضات، مما يساهم في تقليل التوترات السياسية.
2 ـ إدارة الأزمات: تطوير آليات لإدارة الأزمات الإنسانية والسياسية التي تهدد استقرار المنطقة، بهدف منع تفاقم الأزمات.
3 ـ التعاون الأمني: تعزيز التعاون في مجال الأمن، بما يشمل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مما يعزز من استقرار المنطقة.
التحديات والصعوبات
رغم الفوائد المحتملة، يواجه مشروع إنشاء سوق مشتركة شرق أوسطية تحديات كبيرة، منها:
1 ـ الاختلافات السياسية: التنوع الكبير في الأنظمة السياسية بين دول المنطقة، مما قد يجعل الاتفاق على قضايا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان صعبًا. ومع ذلك، يمكن للمشروع أن يبدأ بالتعاون الاقتصادي كخطوة أولى.
2 ـ الأزمات الأمنية: الصراعات المستمرة في بعض الدول مثل السودان واليمن، مما قد يشكل عقبة أمام تحقيق الاستقرار.
3 ـ التنمية غير المتوازنة: التفاوت في مستويات التنمية بين الدول يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه يتيح أيضًا فرصة لتبادل الخبرات ودعم الدول الأقل نموًا.
إن فكرة تأسيس سوق مشتركة شرق أوسطية تمتد من كازاخستان شمالًا إلى السودان جنوبًا، ومن باكستان شرقًا إلى موريتانيا غربًا، تمثل خطوة طموحة نحو تحقيق التكامل الإقليمي وتعزيز التعاون بين دول المنطقة. ومن خلال تبني نموذج شبيه بالاتحاد الأوروبي، يمكن مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية بشكل جماعي والمساهمة في تحقيق الاستقرار والازدهار.
رغم التحديات وضخامة هذا المشروع الكبير، فإن التاريخ يُظهر أن التعاون بين الدول هو السبيل الأنجع لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة. وستكون سوريا وتركيا النواة الصلبة لمشروع قرن الواحد والعشرين الواعد، وبدايته ستكون بخطوة مشابهة لتلك التي بدأ بها الاتحاد الأوروبي: خطوة مثل مسافة الألف ميل التي تبدأ بخطوة.
*نائب ألماني سابق